Home»Correspondants»لماذا  » يتبوأ » المغرب مكانة عالمية رفيعة في حوادث السير ؟ محاولة للفهم و نداء. وجدة نموذجا

لماذا  » يتبوأ » المغرب مكانة عالمية رفيعة في حوادث السير ؟ محاولة للفهم و نداء. وجدة نموذجا

0
Shares
PinterestGoogle+

لماذا  » يتبوأ » المغرب مكانة عالمية  رفيعة في حوادث السير ؟

محاولة للفهم و نداء.

وجدة نموذجا

وجدة. عبد الحق بنيونس.

لاحظت، و أنا أتصفح موقع وجدة سيتي،  أن الكتاب الذين يتطرقون في مقالاتهم لمشكل عدم احترام قانون السير، يثيرونه بنوع من الاحتشام و كأنه موضوع ينهى عن الخوض فيه لأنه يتعلق بك و بي وبه و بها، و بالتالي ينبغي مراعاة شعور الطرف الآخر عند الحديث عنه. و هذا التصور من لدن القارئ يدفعه، عن وعي أو عن غير وعي، إلى ممارسة نوع من الرقاية الذاتية. و قد آن الأوان لرفع هذا الطابو، إن كان في القلب بقية من مواطنة.

و سأحاول هنا القيام بتشخيص، و لو جزئي، لهذا الداء. و إذا عرفت مكامن الداء، قد يسهل إيجاد الدواء. و سأبدي رأيي في ما يتعين القيام به لمعالجة هذه الآفة، آملا من السلطات العمومية القيام بالدور المنوط بها. و هذا التشخيص غبض من فيض ليس إلا ؛ و إذا كان يخص جهة الشرق بصفة عامة و مدينة وجدة بصفة خاصة، فإنه ينسحب على باقي الجهات و المدن المغربية حسبما يتراءى للعيان خلال أسفاره.

التشخيص :

1) إن عددا لا يستهان به من السائقين الوجديين معروفون ب :

– السرعة،

– الأنانية المفرطة،

– التهور،

– الإستهتار،

– عدم احترام علامات السير،

– تجاوز الضوء الأحمر بكل بساطة و جهارا نهارا و على مرأى من العموم و كأننا في قانون الغاب. و أصبح هذا الأمر يدخل في عداد المألوفات اليومية التي تؤثت المشهد الحضري.

2) سائقو الطاكسيات الصغيرة لا يحترمون قانون السير، و يتوقفون متى شاؤوا و أنى شاؤوا و كيفما شاؤوا. و يستبيحون حقك، و يعضون على حقوقهم بالنواجد. و يحسبون أنهم فئة مميزة لا يسري عليها ما يسري على الآخرين.

و على ذكر أصحاب الطاكسيات، سأسرد هنا حكاية طريفة وقعت لي هذا الأسبوع. فقبل أيام، وقفت سيارتي لما شاهدت الضوء البرتقالي و ذلك حتى أتجنب ما لا تحمد عقباه. و كانت ورائي  سيارة طاكسي صغيرة، فأرغد صاحبنا السائق و أزبد و  أرفق كلامه البذيء بالتلويح بيديه ! لقد كان سعادته يريدني أن « أحرق الضوء الأحمر باش يبقى هو على خاطرو ».

3) المقاتلات، و ما أدراك ما المقاتلات !  سائقوها عبارة عن بلطجية يدمرون و يقتلون و يهربون و كأننا في حرب يومية يقتل و يؤذي فيها القوي الضعيف. و لحسن الحظ أن ظاهرة المقاتلات بدأت تقل مع تشديد الجارة الجزائر على ظاهرة التهريب.

4) الشباب المدلل و المتهور الذي يقود سيارات الفارهة أو دراجات نارية ضخمة  بسرعة جنونية، دونما حسيب و لا رقيب، و كأن الطريق ملكهم وحدهم، مصغين لأهوائهم، مستقوين بآبائهم.

5) تعامل سائقي السيارات الفارهة مع الآخرين باستعلاء و استباحة لحق الغير (أسميهم شخصيا بالمصابين بمرض المرسيدسيت La Mercedecite   أيا كان نوع السيارة  ).

6) في بعض الأحيان، تتعطل الإشارات الضوئية على مدى يوم أو ربما أكثر، و تحل الفوضى و التسيب، و لا من يحرك ساكنا من مسؤولي المدينة ! عبث وأي عبث  !

 

7)     بخصوص تصرفاتنا في السياقة،  وعدا نسبة قليلة منا، فنحن مواطنون أنانيون، مسرعون متسرعون، متهورون مستهترون، للتسامح جاهلون، للشجار و العيب محبون، للآخر كارهون، لأساليب الجاهلية أقربون، بسب الأب و الأم و الأب و الدين تارة قائمون .

العلاج :

على الجميع تحمل مسؤولياتهم :

–          المواطنون بكل أصناف مطياتهم (سيارات، شاحنات، حافلات، جرارات، دراجات نارية أو هوائية، عربات مدفوعة أو تجرها دواب) باحترامهم لقانون السير و إلا فسيعرضون أنفسهم لعقوبات أقلها غرامات مالية،

–         مسؤولو الأمن بالمدينة و البادية بعدم التساهل، و القيام بمعاقبة مخالفي قانون السير بمنتهى الصرامة و السهر على تطبيق القانون  على الجميع،

–                       الإعلام المقروء و السمعي البصري الذي يتوجب عليه القيام بدور توعوي و تعبوي دائم و غير موسمي،

–         المسؤولون عن حالة  الطرق و وضع علامات المرور الذين يتوجب عليهم السهر الموصول على القيام بواجبهم. مثلا، على المجلس الجماعي بوجدة إضافة علامات سير بالمدينة (إشارات ضوئية حمراء، علامات قف…) و إعادة النظر في بعض الاتجاهات الممنوعة لتوفير سلاسة المرور، و ردم الحفر المنتشرة هنا و هناك،

–                       الخطباء في المساجد،

–                       المعلمون في المدارس…

–                       على المواطن التبليغ عن المراقبين المرتشين، و لو استدعى الأمر استعمال كاميرا الهاتف النقال و نشر الفيديوهات على يوتيوب ليتعظ كل من توسوس له نفسه بالارتشاء.

و إذا لم نقم باتخاذ ما يلزم من تدابير، فإننا سنسير من سيء إلى أسوأ و سنستمر في » تبوؤ »  مكانات رفيعة  في سلم ترتيب  حوادث السير على المستوى العالمي، و سنستمر في الاقتتال على الأرض، بينما تقتتل دول أخرى على الوصول إلى المريخ. و سنعود الأجيال الصاعدة على ممارسات مشينة يتوارثونها جيلا عن جيل.

إن الحرب على حرب الطرق لا يجب أن تكون موسمية، بل هي حرب إعلامية و وطنية يومية، على الجميع، كل من موقعه، الإسهام فيها حبا لهذا الوطن.

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *