Home»Jeunes talents»حائز على الجائزة الوطنية الأولى للفن التشكيلي مرتين على التوالي عبد الكريم بشر: فنان وجدي متأصل يُعتبر من الرعيل الأول

حائز على الجائزة الوطنية الأولى للفن التشكيلي مرتين على التوالي عبد الكريم بشر: فنان وجدي متأصل يُعتبر من الرعيل الأول

0
Shares
PinterestGoogle+

ميلود بوعمامة
بخطى ثابتة ومتثاقلة، يمشي الفنان التشليكية القدير عبد الكريم بشر انطلاقا من مسكنه بدرب  الدروج بشارع مراكش القديم (شارع عبد الرحمان احجيرة حاليا)، نحو السوق المركزي بالمدنية العتيقة لقضاء  حوائجه، هي مسافة ليست بالبعيدة، لكنها مهمة بالنسبة لمبدع عشق تجليات الموروث الثقافي وكل ما ينبض في  قلب المدينة القديمة من أسوار وأبواب وشروفات ورائحة الرطوبة التي تخللتها حتى أصبحت آيلة للسقوط، يتمعنها الفنان ذهابا وجيئة بحس مرهف وشغف نوستالجي، ويتمنى في قرارة نفسه أن يعود الزمن الجميل وتعود الأيام الخوالي.
هي تجربة فنان متأصل اسمه عبد الكريم بشر، تمتد إبداعاته الفنية عبر تاريخ طويل في الزمان والمكان، حيث جادت قريحته بإبداعات منقطعة النظير، وكأنه بها سفيرا فوق العادة لوجدة والمنطقة الشرقية  قاطبة.
كانت أول صرخة له في هذه الدنيا سنة 1939 بالمدينة القديمة لوجدة، وبالتحديد بدرب الدروج التاريخي، ولج الفنان الكتاب القرآني كأقرانه، قبل أن يلج المدرسة القديمة للتعليم العمومي آنذاك، مدرسة سيدي زيان التاريخية التي تتواجد حاليات قرب متحف المقاومة وجيش التحرير داخل أسوار المدينة العتيقة،  ثم انتقل من الابتدائي إلى الثانوية حيث درس بثانوية عبد المومن، حيث كان الفنان آنذاك تلميذا ذكيا ومجتهدا، وتأثر حينها الفنان بالمدرسة الفنية الكلاسيكية « الكاليفراف العربي »، وهذا ما دعم ميولاته التشكيلية في ما بعد، حيث عمل أستاذا للمادة بإعدادية الوحدة منذ سنة 1963، تم مكلفا بالأنشطة الثقافية والاجتماعية والبيداغوجية لمندوبية التربية الوطنية بوجدة إلى غاية 1968، كما ختم مشواره المهني كأستاذ  مؤطر بالمدرسة الوطنية العليا لتكوين الأساتذة وذلك إلى غاية 1975.
كان الفنان عبد الكريم بشر وراء بروز أجيال من الشباب الواعد في المجال التشليكي، خاصة من كانوا يدرسون بمؤسسة عبد المؤمن الثانوية، ولج بشر قبل هذه بسنوات عدة وبتحديد سنة (1958) بمدرسة الفنون الجميلة بتطوان التي كان يشرف عليها آنذاك الفنان الفرنسي « ألبيرت ماتهيرات »، وفي سنة 1967 أصبح أستاذا للفنون الجميلة بنفس المدرسة، اهتم حينها بمجموعة من الفنانين التشكيليين الشباب المنحدرين من وجدة ونواحيها، وكان له الفضل في اكتشاف مواهبهم الفنية أمثال: الحسين بودلال، محمد العلة، بنيونس بومهراز وابن الفنان الفرنسي  ماتهريات ألبيرت.
كانت للفنان التشكيلي الفذ عبد الكريم بشر عدة معارض فنية داخل المغرب وخارجها إذ دشنها سنة 1959 بمعرض جماعي بوجدة، وآخر بالرباط في سنة 1964، تم بعرض آخر في باريس سنة 1968،  وفي معرض Pan africain بالجزائر سنة 1969، ومعرض آخر بإيران سنة 1972، ثم عروضا فردية أخرى  لا تعد ولا تحصى، كما نال الفنان عبد الكريم بشر مرتين على الجائزة الأولى الوطنية في الفن التشكيلي، وميزته الهدوء والأخلاق العالية والتواضع مع الآخر، وهو الفنان الوازن صاحب الكاريزما وقوة الحضور، بالرغم من أنه مقل في حضور الملتقيات والمعارض المحلية التي تقام بوجدة والجهة الشرقية، كما كرم في أكثر من مناسبة ثقافية بوجدة وخارجها، ويعتبره معظم النقاد والفنانين المغاربة فنان قدير ومتأصل من جيل الرواد.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. عبدالله
    08/10/2014 at 09:39

    للتصحيح فإن هذا الفنان الوجدي العصامي تعلم كغيره فن الرسم على يد السيد (ألبرت ماطيرا)* ،هذا الفنان الفرنسي الذي هجر حرفته(صناعة الأسنان) ليتفرغ كلية إلى تعليم الموهوبين من فقراء المدينة بمقر سكناه قرب ولاية الامن ، كما أشير إلى أن ألبرت هذا لم يعرف عنه أنه خلف نسلا كما ورد في المقال و يشاع ان سيدة عاملة بسينماباريز كانت تقوم بخدمته ،وهناك من يؤكد أنها اصبحت زوجته ولها ابناء يرجح الظن انهم من زوج آخر.
    نتمنى أن تهتم الجهات المعنية بالكشف عن كل اعمال هذا الفرنسي الذي عشق مدينة وجدة وحذب على فقرائها، ففي اعماله صورة حقيقية للمدينة خلال ثلاثينيات القرن الماضي إلى غاية السبعينيات،فكيف تبخر هذا التراث؟
    *Albert Mathirat

  2. يعقوبي
    08/10/2014 at 13:13

    السلام عليكم
    سررت بقراءة هذا المقال حول قيدوم الفنانين بمدينة وجدة الفنان بشر عبد الكريم الذي ساهم بأعماله بكتابة تاريخ الحركة التشكيلية بالمنطقة رغم غياب الدعم و الاهتمام. ارجوا من المسؤولين على هذه الجهة ان يهتموا بتكريم الفنانين الذين ساهموا بالتعريف بمدينة وجدة من خلال اعمالهم داخل و خارج الوطن و منهم غاب عن الانظار بسب الحاجة او غادرنا بصمت دون ان يعرف اخباره احد. فالتاريخ يحتفظ بمكانة مهمة للأمم التي تهتم بمثقفيها و مبدعيها و تخلف ارثا حضاريا للعالم و الانسانية أجمع….

  3. ahmed
    08/10/2014 at 15:00

    تحية تقدير واجلال لفناننا الكبير المتواضع الذي لقن اجيالا بقدراته الفنية العالية واخلاقه الكريمة ومن نبل تواضعه انه لا يبحث عن الشهرة ويبتعد عن الأضواء ويعيش في محرابه الفني بعيدا الضوضاء والضجيج ويحق لمدينة وجدة ان تفتخر به ،كما يجب عليها ان تكرمه وتعرف به لدى الأجيال التي لا تعرفه

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *