Home»Femme»رمضــان .. شهر النساء

رمضــان .. شهر النساء

0
Shares
PinterestGoogle+

فجيج : محمد بوزيان بنعلي
رمضان الكريم شهر الرحمة والمغفرة والصبر والعتق من النار ، وما شاء المسلم من أبهى القيم وأسناها .. لكن الذي يظهر لي أنه شهر النساء ـ أيضا ـ حقيقة ومجازا .. أما حقيقة فلأن النساء يتهافتن على بيوت الله زرافات ووحدانا لصلاة التراويح ، ثم ينكفئْن إلى مخابئهن وخدورهن مع آخر يوم .. من التزم منهن بضوابط الشرع العزيز رجعت مأجورة مرحومة ، ومن تبرجت بزينة عادت مأزورة محرومة .. وأما مجازا فلأن تلك القامات المذكرة التي تتكدس في المساجد شهرا كاملا بانتظام ومواظبة وحماس منقطع النظير يتفقون والنساء في خصيصة المداومة على صلاة التراويح واستدبار المساجد مع آخر يوم كما تفعل النساء .. غير أن عودة النساء إلى بيوتهن هي في الواقع من العوْد الأحمد المطلوب شرعا ، لمعرفتنا جميعا أن صلاة المرأة في بيتها خير من صلاتها في المسجد لمصلحة شرعية تعلو على مصلحة تحصيل أجر الجماعة .. ولكن ما بال القامات المذكرة يتشبهون بالنساء ويتصرفون كما يتصرّفْنَ  حذو القذة بالقذة ؟
لاح لي بصيص من ذلك التصرف من قوله تعالى  » في بيوت أذن الله أن ترفع ويُذكرَ فيها اسمُه يسبّحُ له فيها بالغدوّ والآصالِ رجالٌ …  » ، بصيص لم أقرأْهُ في تفسير ، وهو أن كل الرمضانيين ، بل كل الرجال الذين يهجرون بيوت الله بدون مسوغ يقبله الشارع ويرتضيه ما هم إلا نساء في الدين ، يصلون في خدورهم كما تصلي النساء ، ويسبحون فيها كما تسبح النساء ، مع الفارق في الجزاء طبعا .. ويبقى الرجال الحقيقيون هم رواد بيوت الله كما قررت آية النور ، فهم المؤمنون ـ إن شاء الله ـ وصدق رسول الله الكريم إذ يقول :  » إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان  » .. وعجبا لأولئك الرمضانيين الذين يفرطون بهذه السرعة والسهولة في بيت الله ، ألم يستطيع شهر كامل من الركوع والسجود ، والتدبر والخشوع أن يجعلهم من أصدقاء المسجد ؟! ألم يقدر شهر كامل من الانضباط والحماس أن يربي فيهم حب المسجد ؟! أم أن الأمر يتعلق بعادة اجتماعية سنوية مرّتْ ، ثم عادت حليمة إلى عادتها القديمة .. فيا بيوت الله لا تحزني ، ولا تجزعي فأحبابك ثابتون على العهد ، يعمرونك في رمضان وفي غير رمضان .. أما أولئك النساء اللاتي ترجّلْن شهرا وتسربلن بلباس الرجال شهرا ، واصطففْن معهم شهرا ثم نكصوا وأدبروا فنسأل الله لهم الهداية ، ونلتمس منهم العودة إلى رجولتهم الدينية .. فصلاة الرجل في المسجد وصلاة المرأة في البيت .. ومن تعلق قلبه بالمسجد كان من السبعة الذين يظلهم الله يوم القيامة يوم لا ظلّ إلا ظله .. نسأل الله رب العرش العظيم أن يجعلنا منهم .. آمين ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *