Home»International»اين مسؤولية الدولة في حماية الفقراء من ابتزاز جمعيات السلفات الصغرى

اين مسؤولية الدولة في حماية الفقراء من ابتزاز جمعيات السلفات الصغرى

0
Shares
PinterestGoogle+

فوجئت كثيرا بنسبة الفوائد المرتفعة التي تتحصل عليها جمعيات السلفات الصغرى,جراء الدفوعات الشهرية تجاه زبنائها,وإذا اردنا أن نقف على أهم الأسباب التي تدفع بالناس إلى التوجه نحو هذا النوع من السلفات ذات الفوائد المرتفعة,فسيأتي في مقدمة الأسباب,انعدام الثقة بين أفراد المجتمع ,فهناك أموال مودعة في الابناك و البيوت لايجرؤ أصحابها على تقديم القليل منها,في شكل قروض,لاقاربهم وذويهم,مخافة عدم إرجاعها إليهم ,في غياب ضمانات ملموسة,وليس هذا كله ,بل انعدام او تقلص الحس التضامني, لغلبة النزعة الفردانية ,حضور قوي في إضعاف العلاقات الاجتماعية, ولان أصحاب الدخل المحدود,لاتتعامل معهم الابناك ,لعدم توفرهم على راتب شهري قار,فليس أمامهم حل غير القبول بالتعامل مع جمعيات السلفات الصغرى,والتي أبدعت نوعا من الضمانات,حيث يشترك اكثر من فرد في الحصول على قرض ,شريطة ان يضمن بعضهم بعضا,حتى اذا تخلف احد منهم عن تادية ما بذمته ، توجب على باقي شركائه تسديد واجبه,فقد حدث ان توفي احد حراس الامن شهرا فقط بعد تسلمه القرض,فطالبت الجمعية زوجته بتأدية الأقساط لانها ضمنته في حياته,هذا نمودج واحد من بين نماذج كثيرة  يلفها الصمت ,او هي بين يدي المحاكم ,وكلها دفعت الحاجة والفقر والضرورة للوقوع بين براثن هذا النوع من السلف المتوحش,فمنهم من حصل على القرض لاصلاح البيت ,او تاثيثه ,اوتمويل مشروع معين,ولعل هذا الاخير هو الهدف المعلن لاحدات السلفات الصغرى,ومن جهتنا لاننكران لهذا النوع من القروض ايجابيات,مكنت كثيرا من الاسر من تجاوز مضايقات مادية ,بل لقد نجحت هده التجربة في احداث تنمية  ببعض الدول ومنها البنغلاديش حسب احد الاشرطة الوثائقية,غير ان ما نعيب على هذه المنهجية في بلدنا,مبالغتها في  وضع فوائد تثقل كاهل المستفيدين من القرض,ليتحول القرض نفسه مشكلا اخر عوض ان يسهم في ايجاد الحلول,فقد تحول نمط عيش البعض الى جحيم ,جراء الاقساط الشهرية والنصف شهرية,في ظل وضع اقتصادي واجتماعي متازم,فلك ان تتصور نسبة الارباح  جراء سلف مقداره عشرة الف درهم مدة سنتين ,بمقدار ست مئة درهم للشهر,فنسبة الارباح حوالي ثلث المبلغ المقرض,بما يوازي ثمانية اشهر من الدفوعات ,كلها فقط يقضيها في تسديد الفوائد,فهي نسبة مرتفعة بكل المقاييس,تغيب فيه كل المبررات الاجتماعية التي تدعيها جمعيات السلفات الصغرى,يفوق ما تفرضه الابناك,لا نبالغ اذا قلنا انه سلوك ابتزازي,يستغل حاجة الناس الى المال في ظروف صعبة,في غياب قيم التكافل والتراحم,والتي اضحت في طريق الانقراض من مجتمعاتنا ,بل داخل افراد الاسرة الواحدة,مما يؤشر لمزيد من المعانات التي تنتظر هذه الشريحة من المواطنين,البسطاء,وامام تجاهل شبه تام للدولة لحماية  المواطنين الفقراء من جميع اشكال الابتزاز والاستغلال المتوحش ’تحت اية مسميات,تغري من حيث الظاهر ,لكنها تدس السم في الدسم على حد قول الشاعر البصيري.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *