Home»National»نجم من المهرجان الكاتب والمخرج المسرحي لحسن قناني… مبدع الكوميديا الصادمة

نجم من المهرجان الكاتب والمخرج المسرحي لحسن قناني… مبدع الكوميديا الصادمة

0
Shares
PinterestGoogle+

نجم من المهرجان
الكاتب والمخرج المسرحي لحسن قناني… مبدع الكوميديا الصادمة

ميلود بوعمامة (*)

« قد تكون أكثر المهام صعوبة وتعقيدا هي تلك التي يراد من خلالها تدوين وحفظ المسار الإبداعي لذاكرة شخصية فذة أو ميدان من الميادين الفنية، وعلى رأسها الميدان المسرحي باعتباره أبا الفنون، لأن هذه العملية قد يتم إنجازها بطرق شتى تظل في مجملها بعيدة عن تلمس جوهر هذا المسار، وما يشكل حقيقته وماهيته الصميمية، فقد تتم عن طريق ما أصبحت تتيحه التكنولوجيا الرقمية الذكية الحديثة من إمكانيات خصبة للتسجيل والتوثيق المباشر، النابض بالحياة للواقعة المسرحية في زمن حدوثها ومكانه وملابساته،  الأمر الذي يغدو معه هذا التسجيل أحيانا، أكثر واقعية من الواقع نفسه، خصوصا إذا توفرت له الجودة العالية على مستوى تقنيات التصوير السينما طوغرافية، وقد تتم عن طريق تقنيات التصوير الفوتوغرافي أيضا وما يجري مجراها من وسائل أيقونية كالملصقات والمطويات والإعلانات وغيرها ».
هذا مقتطف من النص الذي استهل به الكاتب والمخرج لحسن قناني كتابه النقدي: « المفاهيم الإجرائية للنقد المسرحي في المغرب » وحاولت التصرف فيه حسب مقتضيات الاحتفاء بهذا الرجل الذي يعتبر ذاكرة المسرح الوجدي، منح للميدان من دم وعرق في السر والعلن راكم بالمناسبة إبداعات فنية ثرية يُشْهد لها، ولم يكرم قط في مهرجان سينمائي دولي.
يعتبر الكاتب والمخرج المسرحي لحسن قناني من الأسماء البارزة التي ركبت صهوة الإبداع الفني في سن مبكرة بمدينة وجدة، ويعد أحد الرواد الكبار الذين شكلوا إلى جانب أسماء مسرحية أخرى توارت عن  الأنظار حاليا، اللبنات الأولى لصرح  أبو الفنون بالمدينة والجهة الشرقية، وأحد الكتاب والمخرجين البارزين والشخصيات المحترمة والمقتدرة، إن على المستوى الإبداعي أو الشخصي أو العملي، ويعتبر أيضا من المربيين المخلصين للمهنة وللنشء الذي يحمل الآن المشعل، ويخط بتبات نحو مسارات مستقبلية متفرقة.
ولد المبدع لحسن قناني سنة 1955 بمدينة وجدة، حاصل على الإجازة في مادة الفلسفة، يعد من بين الفلتات الفريدة التي أنجبتها حصون المدينة الألفية، جايل كبار المسرحيين العرب والمغاربيين، ومسرحياته المتميزة واللاذعة في نفس الآن حظيت باهتمام وتقدير كبيرين، بحكم معاصرتها ومناقشتها لقضايا وإرهاصات القومية العربية في بعدها السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأخلاقي، وعرضت أهمها في مهرجانات وتظاهرات مسرحية عديدة، خصوصا خلال تزامنها مع فترة الزمن المسرحي الجميل سنوات الثمانينات والسبعينات من القرن الماضي.
راكم لحسن قناني كتابات وإبداعات نقدية مسرحية ثرية ومتعددة، أغنى بها الخزانة المسرحية المغربية، وتختلف إسهاماته الإبداعية والفنية بين نصوص مسرحية راقية، ودراسات نقدية وازنة، وكتاباته لسيناريوهات تلفزيونية تنتظر من يكتشف أغوارها ويظهر مكنوناتها.. وتتراوح هذه الأعمال ما بين مائة ومائة وخمسون عنوانا، تصب مجملها في الاتجاه الإبداعي الذي ارتضاه الكاتب كاقتناع لمساره الفني، انطلاقا من سلسلاته الفريدة والمتفردة الخاصة بالكوميديا الصادمة، التي تنبني على السخرية اللاذعة من الواقع المعاش بكل تجلياته وتناقضاته، والملفوفة بالضحك أحيانا وبالدموع أحايين أخرى..
من بين المسرحيات الشهيرة للكاتب والمخرج لحسن قناني، والتي وقعت بأنامله وجسدت على الركح نجد: « صهيل الذاكرة الجريحة » و »يا مد البحر متى تأتي » و »الجار والمجرور » و »رغيف سيزيف » و »وقتاش تصحى  يا جحا » و »ميكرو كراسي »  وغيرها…
هذا بالإضافة، لإبداعاته الهامة والوازنة في كتابة الدراسات والأبحاث النقدية المسرحية القيمة، وكذا كتابة السيناريوهات لأفلام تلفزيونية مغربية تحتاج من يكتشفها. وها هو اليوم يكرم بين أحضان منارة الفكر والعلم « مركز الدراسات »، من طرف جمعية « سيني مغرب » منظمة المهرجان المغاربي للفيلم الروائي القصير بوجدة في نسخته الثالثة، تكريم بصيغة الجمع تجاه رجل فذ منح في السر والعلن من جهد الإبداع قسطا وافرا، ومن الفن المسرحي الهادف والمتزن أقساطا وافرة، بمعية الراحل الناصري و محمد مسكين ويحي بودلال  وعمر درويش وغيرهم…
(*) صحافي ومهتم بالسينما

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *