نظمت الجمعية المغربية لمفتشي المصالح المالية والمادية أياما دراسية الجمعة والسبت والأحد 11/12/13 أبريل 2014 , بقلعة المغرب الشرقي مدينة وجدة الشامخة ,تحت شعار:

  » الجهوية والتدبير المالي والمادي في منظومة التربية والتكوين : الحصيلة والآفاق« 

           ساهم في هذا الملتقى مشكورين كل من أكاديمية الجهة الشرقية للتربية والتكوين التي قدمت دعما هاما وحضورا وازنا ,المجلس العلمي في شخص رئيسه السيد مصطفى بن حمزة الذي أكرم المشاركين بمساعدة متنوعة مالية ومادية وهدية لم تكن في الحسبان ,إنها بطاقة العمرة للسيد عبد الله قريش والتي تركت أثرا بليغا في نفوس الحاضرين, أما قلب السيد عبد الله قريش فالله أعلم بما فيه من غبطة وفرح سيما أنه كثيرا ما كان يتحدث عن رغبته في زيارة هذا المقام العظيم, والسيد الكاتب الوطني لنقابة مفتشي التعليم السيد عبد القادر أكوجيل الذي تحمل الفر من الرباط رغم التزاماته , ومدير مركز الدارسات الذي فتح بابه ووضع أطره رهن إشارة الجمعية طيلة ايام الملتقى ,والسيد النائب الاقليمي لنيابة وجدة أنجاد الذي تتبع الملتقى خطوة خطوة ,والسادة نواب الجهة الذين شرفونا بحضورهم حفل التكريم لمفتشي المصالح المالية والمادية المحالين على المعاش,والسيد الميرني نائب التعليم لنيابة افران ,وحضور كل من السيد محمد البور والسيد بوبكر العمراوي نواب التعليم السابقين الذين عودونا التزامهم بالمواعد والمودة, والسادة مفتشي المصالح المالية والمادية الذين حضروا من مختلف جهات المملكة العزيزة,والعدد من ممثلي الجمعيات أخص بالذكر نقابة مفتشي التعليم بالجهة الشرقية ,رابطة مديري التعليم الابتدائي ,رابطة مديري التعليم الثانوي ,جمعية ابن خلدون لذوي الاحتياجات الخاصة ,جمعية تنمية التعاون المدرسي والجمعية الموصلية للطرب الغرناطي برئاسة أستاذنا السيد أحمد الطنطاوي الذي حضر بكوكبة من نجوم هذا الفن العريق ومن ضمنهم فلذات كبده أطال الله في عمرهم جميعا, والذي أتحفنا بوصلات من الموسيقى الأصيلة ,والسيد خالد اسلي مدير المركب التعاوني ابن خلدون ومدير المهرجان المغاربي للسينما ومديرة دار الطالبة التي وفرت أحسن الظروف لإقامة حفل التكريم والغذاء ليوم الأحد 13 ابريل 2014,والسادة ممثلي الصحافة وعامة المدعويين…..

     تميز الملقتى بكلمات لكل من السيد مصطفى بن حمزة رئيس المجلس العلمي والسيد مدير الأكاديمية بالجهة الشرقية والسيد الكاتب الوطني لنقابة مفتشي التعليم وممثلي جل الجمعيات التي ذكرتها سابقا.

   أفتتح اليوم الأول بعرض تأطيري للسيد رئيسة الجمعية المغربية لمفتشي المصالح المالية والمادية حول مداخل الاصلاح,وخلال الحصة المسائية قدم عرض لأستاذنا الحاج البوزيدي حول « لامركزية الشأن المالي بوزارة التربية الوطنية : التطلعات والمحدودية », وعرض للأستاذ السيد عبد السلام يونس حول  » الملاءمة بين النصوص والجهوية في المجال المالي » تلى ذلك نقاش جاد ومجدي طرح فيه المتدخلون قضايا المنظومة التربوية عموما وعوائق التدبير المالي والمادي على وجه الخصوص.

     خلال اليوم الثاني انقسم الحاضرون الى ورشتين: واحدة تناولت تحيين النصوص والوثائق الدورية,والثانية تناولت تتبع ومراقبة الصفقات العمومية في ظل المستجدات التنظيمية. هذه الورشة كنت حاضرا فيها وأتحفنا أحد مؤطريها بمداخلة قيمة دقيقة دالة على تتبع ومسايرة للمستجدات.لتقدم حوالي الواحدة بعد الزوال تقارير الورشات والتي أتمنى من مكتب الجمعية صياغتها وووضع اطار لها لتقدم الى المجلس الأعلى للتعليم في شكل مقترحات تقنية دقيقة.

    خصص اليوم الثالث لتكريم عدد من فطاحلة التفتيش في المجال المالي والمادي الذين أحيلوا على المعاش , حفل قدم بنكهة خاصة حيث أحضر المنظمون فرقة « العلاوي  » التي أدخلت الفرحة في قلوب المحتفى بهم وكرم خلاله عدد من مفتشي المصالح المالية والمادية على المستوى الوطني ,وإن كنت لا أذكر كلهم أشير الى البعض منهم وأخص بالذكر السيد عبد الله قريش ,السيد السليماني من أكاديمية فاس ,السيد البوزيدي من بني ملال والذي يعتبر من أعمدة هذا المجال ومن أكبر الخسائر التي مني بها هذا القطاع بعد إحالته على المعاش,وأذكر السيد الوالي من أكاديمية مكناس وهو ابن الجهة الشرقية والذي يعتبر من المفتشين المساهمين في عدة عمليات افتحاص ومن خيرة رجال هذا المجال حيث كان لي شرف مشاركته احدى العمليات وتعرفت وقتها على مقدار إنسانيته وجديته في آن واحد,والسيد عبد النبي أبن تاوريرت والذي لم أراه من زمان بعيد حيث قال في حقه السيد عبد الله قريش كلاما لو وضع في ميزان لوزن ذهبا,والسيد بلعوفي بنيونس الرجل الذي أعتز بصداقته ونزاهته واخلاصه وحسن تعامله ومؤازرته لي في السراء والضراء ,والسيد زكي المصطفى الذي سأحصص له مقالا خاصا عن درجة حبه لمهنته, إن شاء الله تعالي  ….وآخرين.

    خلال حفل التكريم قيلت كلمات وعبارات دالة على صدق وود ومحبة وتقدير لهذه الأطر المتميزة والتي غادرتنا وتركتنا نهيم في الظلام ,كلمات في حق المحتفى بهم تقدم بها السيد النائب الاقليمي لوزارة التربية الوطنية وجدة أنجاد نيابة عن السيد مدير الأكاديمية الذي لم يتمكن من حضور التكريم لظروف خاصة,والسيد النائب الاقليمي لوزارة التربية الوطنية بنيابة تاوريرت نيابة عن باقي نواب الجهة,والكثير من المفتشين وممثلي الجمعيات منها جمعية مديري التعليم الابتدائي والثانوي وجمعية ذوي الاجتياجات الخاصة التي هنأ رئيسها المحتفى بهم على هذا التتويج المتميز .

خرجت من هذا الحفل بارتسامات يمكن أن أرسم بعض ملامحها في ما يلي:

    – شخصية رئيسة الجمعية السيدة سميرة مزيلي,التي أتحفتنا بفن للخطابة قليلا ما سمعت مثله,وتميزت عنا جميعا بهدوء وصدر رحب وقدرة على التسيير بشكل سلس ومنضبط في آن واحد .

   – حضور بعض مفتشي المصالح المالية والمادية ممن أحيلوا على المعاش منذ سنين ,وقد جالست بعضهم واستمتعت بتجربتهم وحنكتهم وكفاءتهم.

    – أعتبر اللقاء عبارة عن مهرجان ,لأنه جمع بين الاخوة الكرام من كل جهات المملكة ,حتى أن الكثير منهم جرف الدموع من كثرة التأثر والأثر.

    – حضر اللقاء مفتشون ممارسون وآخرون مسيرون,مما أضفى على الملتقى طابع الواقعية والمهنية .

   – تميز هذا الملتقى بحضور نجوم التفتيش ممن لمعت صورهم وكانت لهم أدوار أساسية في كشف الكثير من الخلل داخل منظومتنا, والذين للأسف لم تستغل وزارتنا كفاءتهم في اصلاح الكثير من الأوضاع .

   – عرف الملتقى حوارا جادا ونقاشا حادا بين أطر من خيرة الأطر,ولكن المسؤولين المركزيين كانوا أكبر الغائبين وعلى رأسهم ممثلو المجلس الأعلى للتعليم الذي هم في أمس الحاجة الى الاستماع الى مثل هذه الآراء, إن كان فعلا في أمس الحاجة للاستماع اليها.

   – تميز الملتقى بتدخل عدة جمعيات ونقابات ,مما يعد تميزا قلما يتميز به ملتقى بهذا الحجم والقيمة.

   – لاحظت حرص الكثير من فطاحلة التفتيش في هذا المجال ممن أحيلوا على المعاش أمثال السيد عبد الله قريش والسيد البوزيدي ,ممن عبروا عن رغبتهم المساهمة في التأطير المجاني للأطر الحديثة العهد بهذا المجال أو القليلة الخبرة ,مما يعتبر تعبيرا على نبلهم وصدقهم وحبهم لمهنتهم الشريفة .

   أتمنى التوفيق لهذه الجمعية ولمكتبها المسير للمضي قدما في مجال الاشعاع والحضور المكثف في الساحة التعليمية ,وأتمنى أن تكون المناسبة مناسبات والملتقى ملتقيات ,وليس ذلك بغريب على أطر تبدو على ملامحها كل تباشير الرغبة في المضي نحو الأحسن.

   وأمنيتى للمحالين على المعاش صحة جيدة وحياة سعيدة , وأن يبقوا الى جنبنا لمؤازرتنا ودعمنا سيما الأطر الشابة التي تحتاج الى هذه الذخيرة من الفكر والتجربة.

   وأتمنى بشكل خاص الاستمرار لرئيسة الجمعية التي سيرت الملتقى بقلب طيب وروح مرحة ,وليس ذلك بغريب على سيدة كلها أدب وتواضع ولطف ورقي . والله الموفق.

    محمد المقدم