الكلمة التي ألقاها السيد محمد زروقي النائب الإقليمي لوزارة التربية
الوطنية والتكوين المهني بجرادة ، رئيس الفرع الإقليمي
للجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية
بجرادة بمناسبة تنظيم البطولة الجهوية للعدو الريفي بنيابة جرادة

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه
وبعد ،
السيد عامل صاحب الجلالة على إقليم جرادة
السيد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للجهة الشرقية
السيد رئيس المجلس الإقليمي المحلي لعمالة جرادة
السادة ممثلي السلطات المحلية والأمنية
السادة رؤساء الجماعات المحلية
السادة النواب الإقليميين لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني رؤساء الفروع الإقليمية للجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية
السادة ممثلي القطاعات الحكومية
السادة أعضاء الفرع الإقليمي للجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية بنيابة جرادة والفروع الإقليمية بنيابات الجهة الشرقية
السادة ممثلي الصحافة والإعلام
أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ
أطرنا الإدارية والتربوية
أعزاءنا التلاميذ
أيها الحضور الكريم

     نؤثت اليوم ، بكل فخر واعتزاز ، لهذا الفضاء الطبيعي الرحب من تراب إقليم جرادة العزيز ، الذي يشرئب عنفوانه على أقاليم الجهة الشرقية ، يتقاسم معها نفحات تراب واحد وثقافة واحدة ، رغم تباين المكان ، ليرسم لوحة بديعة تجسد قيم التلاقح الإقليمي والتآزر الجهوي ، والتضامن الوطني بريشة تاريخية خالدة.
نؤثت اليوم ، لهذا الفضاء الجميل برايات وطنية خفاقة ، مستلهمين بروح انتماء عالية دلالات الاحتفاء العميقة بالذكرى الثامنة والثلاثين لانطلاق المسيرة الخضراء المظفرة ، والثامنة والخمسين لعيد الاستقلال المجيد ، متمثلين بعمق الدلالة التي تنثني عليها الذكريان الخالدان قيم الأواصر الوطنية الوطيدة والتلاحم الوثيق بين الشعب المغربي والعرش العلوي المجيد.
حضرات السيدات والسادة
لقد استقر العزم منا على جعل البطولة الجهوية للعدو الريفي التي تحتضن النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بجرادة فعالياتها ، صورة احتفالية للتلاحم الوطني ، في مشهد مصغر لمشاركة الأقاليم السبعة للجهة الشرقية في تظاهرة رياضية يوحدها الزمان والمكان وتجمع بينها الغاية والوسيلة ، على قدر ما حرصنا على أن نجعل منها مفخرة بثروة المغرب المتجددة التي أشاد بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس أدام الله نصره وعزه في الخطاب الملكي الذي ألقاه جلالته بمناسبة الذكرى الستين لثورة الملك والشعب حين قال جلالته :  » وإذا كان الله تعالى قد وهب لكل بلد نصيبه من الثروات والخيرات ، فإنه سبحانه قد أنعم على بلادنا بثروة متجددة ، وهي مواردنا البشرية، وفي طليعتها شبابنا الطموح ، المتشبع بحب وطنه ، والمعتز بتقاليده العريقة ، والمتحلي بالتربية السليمة « .
وإن حسن الفضاء الذي يستمد أسبابه مما حرص أعضاء الفرع الإقليمي للجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية بنيابة جرادة ولجنه المنظمة على تحقيقه بتجسيد رموز الثقافة الشعبية والتقاليد الجهوية والإقليمية الموروثة ، يذكيه ويزيده تألقا وجمالا حضور شبابه من مختلف الأقاليم بعزم وطموح للمشاركة في منافسة جهوية نخبها الأمثل ونجاحها الأسمى مد جسور التواصل والانفتاح ، وتوطيد أواصر المحبة الوطنية الخالدة .

    أيها الحضور الكريم، طبتم مقاما من وجدة عاصمة الشرق إلى فكيك الواحة ذرة الجنوب ، ومن الدريوش لؤلؤة الريف إلى الناظور نافذة البحر المتوسط ، ومن بركان الثروات الفلاحية إلى جرادة السواعد العاملة وتاوريرت النهر والمزارع والثمار كما اشتهرت في كتب المؤرخين .
واسمحوا لي أن أغتنم حسن المقام لأحمل بالمقال عبارات امتنان خالصة لكل من ساهم بالغزير أو اليسير في التهييء لهذه الأجواء الاحتفالية، تحذوه الغيرة الأكيدة على تبليغها غاياتها النبيلة المقصودة من سلطات وجماعات محلية وقطاعات حكومية ونواب إقليميين وأطر إدارية وتربوية جمعوية وإقليمية وفعاليات جمعوية وشركاء فاعلين ، وفي طليعة أولئك وهؤلاء السيد عامل صاحب الجلالة على إقليم جرادة الذي ظل حريصا على تقديم المساعدات الممكنة وتذليل الصعاب المطروحة على عهده الدائم بخدمة قطاع التربية والتكوين بالإقليم وجعله ضمن أولويات اهتماماته التنموية ، مقدما بترؤسه الشخصي للبطولتين الإقليمية والجهوية ما تنثني عليه خوالجه من حب للقطاع وغيرة عليه، ومن خلاله إلى كافة رجال السلطات الأمنية والمحلية الذين ظلوا مرافقين لمختلف عمليات الترتيب والإعداد منذ بذرتها الأولى حتى استوت ثمارها الوارفة، شادا على أيدي السيد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للجهة الشرقية رئيس الفرع الجهوي للجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية الذي لم يدخر جهدا في إتاحة الإمكانات الضرورية وتقديم الدعم اللازم والمؤازرة المعهودة فيه على الدوام لإنجاح هذه التظاهرة الجهوية التي ارتأى مشكورا تشريف إقليم جرادة باحتضانها، مثمنا بشكري جهود السادة النواب الإقليميين على تنسيقهم وتعاونهم الموصول،  خاتما بشكر الأطر الإدارية والتربوية، خاصا منهم أساتذة مادة التربية البدنية الذين يشهد المكان بعظيم جهدوهم وجزيل فضلهم في صمت ونكران ذات قمينين بكل اعتزاز وتقدير.
وفقنا الله لخدمة قطاع التربية والتكوين ، ومواصلة طريق النهوض به ليتبوأ مكانه اللائق الذي يجعله قائما بدوره كقاطرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ، مستجيبا لتطلعات أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس دام له النصر والتمكين .
حفظ الله أمير المؤمنين بما حفظ به الذكر الحكيم وأقر عينه بلؤلؤة العقد العلوي الشريف الأمير المحبوب مولاي الحسن ، وشد عضده بصنوه السعيد المولى رشيد ، وتغمد الله بواسع رحمته فقيدي العروبة والإسلام ، الملكين الراحلين المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني طيب الله ثراهما وأنار مثواهما ، وأسكنهما فسيح الجنان مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
وحرر بجرادة في 11 دجنبر2013
النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني
رئيس الفرع الإقليمي للجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية
بنيابة جرادة
محمد زروقي