Home»Régional»رسالة فرنسا / لماذا لم تشتري الصين القطار السريع

رسالة فرنسا / لماذا لم تشتري الصين القطار السريع

0
Shares
PinterestGoogle+
 

لماذا لم تشتري الصين القطار السريع

في حقيقة الأمر كل اعتبارات الحضارة و الإنسانية تمر عبر تراكمات و مراحل لا بد منها٬ غير أنني سالت نفسي هل تحتاج بلادنا فعلا للقطار السريع الفرنسي؟، و إذا كان الأمر كذلك، ماذا سيضيف لنا هذا القطار؟، ثم لما لم تشتريه الصين هي الأخرى؟، لقد كثر الحديث مؤخرا عن هذه الاعتبارات التي تجد أصلها الحقيقي عند الأمم الغربية، و من ذلك العصرنة و التحديث-
و لكن الهرولة الكبيرة التي تعرفها بلاد العروب، تستدعي إلى إعمال كثير من النظر، و لو أن مقارنة اللامقارن هنا لا تبدو صحية و لا معقولة!!-
اجل ااشترينا القطار السريع ؛
(TGV ) Train de Grand Vitesse
و نتمنى أن تسير بلادنا كذلك في نفس سرعة هذا القطار هذا جميل ״و على الله قصد السبيل״، و لكن أولا نكون
نقفز على المراحل؟؟، و لا تتناسق خياراتنا مع معطياتنا؛ إن ذلك القطار يرتبط بتقنيين و خطوط سكك حديدية
لقد تصفحت مبيعات الصفقة التي باشرتها فرنسا مع الصين مؤخرا، حينما ذهب ساركوزي ثلاثة أيام، لأجل صفقة قدرت على الأقل بعشرة ملايير اورو-
فاشترى بذلك الصينيون محركين نفاثين نوويين، و عشرات الطائرات، دونما أن يفكروا في القطار!! مع العلم أن بلادهم مترامية الأطراف، و هم في الحقيقة أحوج للسرعة، إنما على حسب ما فهمت، ربما يوجد عند الصينيين نفس المثال المغربي الذي يقول ״السيد هو الذي في جيبه نقود״-
يبدو أيضا أن حكومة ساركوزي هي الأخرى تجري بسرعة القطار لذلك فتحت على نفسها جبهات متعددة من الإضرابات و الاحتجاجات، استدعى كل ذلك التفكير في تغييرات حكومية، يقال أنها ستدشن في شهر يناير برشيدة داتي وزيرة العدل، تحت طائلة أنها لا تتحدث بطلاقة، ففكرت حينها في الوزيرة المغربية التي لا زالت ذاكرتها مع العهد القديم!!
صراحة، لقد التمست لها عذرا في البداية، فكلنا يخطئ، و لكن أضافت قائلة : لقد عينت أنا و سبع نساء معي في الحكومة!!
ما أكثر المضحكات في بلادي و لكنه ضحك بلا صوت، و لكن لما لم تشتري الصين القطار السريع؟
لقد قال الرئيس ساركوزي للصحافة في محاورة يومه الأربعاء 28 نوفمبر، انه كان له الفضل في عقدة المليارين اورو بخصوص القطار السريع في بلد إسلامي، أي كان يقصد المغرب- غير أن المراقبين يتساءلون عن العلاقة بين الاثنين القطار السريع- و بلد إسلامي؟؟
يبدو إذن أن ساركوزي يريد أن يبدي ليونته و عالميته في التعامل سياسيا و اقتصاديا مع جميع الأقطار، فكما باعت فرنسا للصين المحركين النووين، قيمة الواحد منهما ضعف ثمن القطار السريع، فقد باعت للمغرب هو أيضا القطار السريع، و طبيعي كما هو منشور في الجرائد الفرنسية فقد دعى ساركوزي الصين إلى أن تتخذ موقفا حازما بخصوص المشروع النووي الإيراني، و من ثم يكون الرئيس قد أصاب كل الطيور بحجر واحد، حيث خلق فرص عمل للفرنسيين لمدة سنوات، مع السيولة المهمة التي دخلت للجمهورية، ثم ربط علاقات تمكن من التواصل و ربما الإفتاء، و عليه فان نية فرنسا و رئيسها حسنة، و ذلك القطار الذي باعت هو نفسه حسنة لبلد مسلم!!
و بالتالي فان الذي يعتقد أن فرنسا ليس لها حسابات بعيدة المدى في كل هذه التعاملات و الصفقات فهو خاطئ، إنما ساركوزي و جمهورية الأنوار كما يعتقد بعض فطاحلة الاقتصاد عندنا- يفكرون و يتعاملون فقط بالمنطق الاقتصادي
جيد إذن، سنترك بالتالي نظرية المؤامرة و نتحول إلي سؤال افتراضي، في حالة ما إذا كان المغرب في وزن العملاق الراقد أي الصين، هل كانت فرنسا- بأي رئيس كان فيها- أن تبيع له المحرك النفاث النووي؟؟، إذن بعد حصول الجواب حينها فقط سنتأكد من النية الصادقة للسيد ساركوزي، أما الآن فان
شعبية الرئيس سقطت قبل البارحة إلى ما دون 50% بعدما كانت فى 60 لان الفرنسيين كعادتهم كانوا ينتظرون زيادة في الدخل الفردي و ذلك لم يستجب له الرئيس الذي طلب الزيادة في راتبه الشهري بنسبة 140 %
أضف إلى ذلك كثرة المفارقات و التساؤلات التي أصبحت تطفو فوق السياسة الفرنسية و من ذلك أن ساركوزي عوض أن يأخذ معه وزيرة حقوق الإنسان إلى الصين المنتقدة كثيرا في هذا الملف رافق معه وزيرة العدل و تفسير ذلك أن ساركوزي يفرق ما بين ما هو اقتصادي و ما هو حقوق الإنسان و ذهابه برفقة وزيرة حقوق الإنسان كان سيعكر عليه التفاوض مع الصين – ذلك العملاق الذي لم يفكر في شراء القطار السريع-

ا

سمير عزو
رسالة فرنسا

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. مارة سريعة
    06/12/2007 at 19:58

    قطار سريع .ولنقل أنك وصلت سريعا فماذا ستفعل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟يا أمة ضحكت من جهلها الأمم…..المتحدة.!!!!!

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.