Home»Régional»قراءة تحليلية في قصيدة -الباصبور لخضر-

قراءة تحليلية في قصيدة -الباصبور لخضر-

3
Shares
PinterestGoogle+

المعانات النفسية والاجتماعية للمهاجر المغربي
البسيط بين اكراهات الغربة والحنين إلى الوطن
قراءة تحليلية في قصيدة **الباصبور لخض

ر**

إن التطرق إلى قصيدة " الباصبور لخضر" بالتحليل ليس معناه أنها تحتاج إلى شرح وتوضيح فهي بطبيعة لغتها وتراكبيها في متناول العديد من الناس إن لم نقل كل الناس المثقفين منهم والعاديين, لأنها كُتبت "بلغة عامية" بسيطة وسلسة ومتسلسلة في أحداثها وصورها. والدليل الآخر أن جمهور عريض يحفظها ويتذكرها, ليس جمهور المنطقة الشرقية فقط بل امتدت شهرتها إلى العديد من مناطق المغرب, كما يعرفها جمهور المهاجرين خاصة ممن ينتمون إلى الجيل الأول الذي غادر ارض الوطن وكله تعلق بوطنيته وارتباط بثوابته الثقافية والدينية مما أعطاها قيمة كبيرة في نفوسهم, لأنها بكل بساطة تحكي عن معاناتهم إلى درجة أنها لسان أغلب المهاجرين .لكن في مقابل هدا الكلام أقول أن القصيدة هي جزء من تراث المنطقة الشرقية الذي نعتز به. والاشتغال على التراث هو في عمقه متعة وثقافة ووفاء ,وهو أيضا ثورة على نظام الأولويات التي يتحدث به العديد من النقاد .فالزمن هو زمن كل الفنون سواء كان شعرا فصيحا أو شعبيا أو رواية أو مسرحا وكل هذه الألوان تستحق منا التطرق إليها باعتبارها انتاجات فنية إنسانية تعبر عن همومنا ومحطاتنا التاريخية والفنية. واستطيع القول أن هده البساطة التي تتميز بها القصيدة تلامس عمق الإنسان البسيط والتي قد تتفوق فيه على قصائد أخرى عالجت نفس الموضوع .ثم لا ننسى أننا نتحدث عن لون موسيقي تتميز به المنطقة الشرقية هو موسيقى الناي لو ما يصطلح عليه ب "القصبة " التي تتميز بلحنها ورنتها الخاصة, وللأسف قد غزتها ألوان موسيقية أخرى -مع احترمنا لكل الأذواق-ومنبع الأسف أيضا هو افتقادنا كذلك لمتعة"الحكواتي" أو " المدّاح " في التعبير المحلي أو "القوّال"الذي كان يعقد جلساته/حلقاته" في الأسواق الشعبية وهذه الإشارة لا تعد حديثا عن الموسيقى فقط بل تحمل إشارة مسرحية أيضا إذا اعتبرت "الحلقة" بداية أولى للمسرح المغربي بطريقة كلاسيكية لا ترقى طبعا الى التطورات التي عرفتها السينوغرافيا والإخراج المسرحي ومؤثراته في وقتنا الحاضر.كما لا تفوتنا الإشادة بالأعمال المسرحية التي تنهل من هدا التراث وتعيد له قيمته ودوره وكذلك تقدمه للجمهور مستغلة في دلك تقنياتها وأساليبها الجديدة …
وبعد هدا التقديم الفني البسيط ندخل مباشرة إلى بنية القصيدة والإبحار في عالمها الموضوعي, فمنذ المشهد الأول يحاول الشاعر أن يضعنا في الصورة (الصورة الدرامية ) إلى حد أننا نحس به وكأنه سيجهش بالبكاء مع أول كلمة ينطقها, فنحن إذن أمام ذلك الرجل المعذب الذي قهرته الغربة فجعل الوطن قبلة له, وكأنه يمارس طقسا دينيا متأملا تلك المسافات التي تفصله بالأرض التي ارتشف فيها أول ذرات الأوكسجين, وأطلق فيها أول صرخة للحياة واستنشق عبق ترابها الذي لا يعادله عطر باريسي:

"حنا غربة وطالت غربتنا ونار الغربة كواتنا مبين العينين
ايلا حنا حيين ساع نرجعو لوطنا وايلا متنا يدفنونا ناس اخرين"


فالغربة نار يكتوي بها المهاجر البسيط, إلى درجة انه يلغي التفكير في حاضره ويطرح تساؤلا مصيريا ومؤلما :هل سيبقى حيا إلى أن يرجع إلى وطنه سالما؟‼ أم أنه سيتألم حتى بعد موته –لا قدر الله ومات هناك- حيث سيدفن غريبا كما جاء غريبا .وهذه حالة العديد من المهاجرين الذين لا يمكن أن نتصور درجة ارتباطهم بتراب الوطن ويتمنون الرجوع إليه والالتحام به ولو رفاتا …
بعد هذا المشهد الدرامي القصير, والذي يلخص فيه الشاعر الفكرة الكلية للقصيدة و الذي يقترب إلى حد بعيد من المشهد الذي يبدأ به المخرجون السينمائيون أفلامهم لتقريب المشاهد من فكرتهم التي تنبني عليها الأحداث المتسلسلة في معرض الفلم.بعد هذا قلت يبدأ الشاعر في سرد جينيريك بسيط لعرض أبطال قصته /قصيدته يقول:

ما دراك يوم صديت خاطر وخارج من بلادي غادي حواس
وصلت لباري وضحيت مقصر والفت يا خوتي بلدان الناس


بعبارة أخرى نستطيع أن نقول بأن هذا المقطع هو تذكير بالعناصر الأساسية و الفاعلة في القصيدة وهي ثلاثة:
1/الشاعر (المهاجر البسيط)
2/ارض الوطن(لبلاد)
3/ارض الغربة(باريس)
بالإضافة إلى عناصر وشخوص أخرى سيأتي الحديث عنها في معرض القصيدة التي ستبدأ بحصول الشاعر على جواز السفر والتفكير بالرحيل:

رفدت الباصبور لخضر وقلت أنا دي خيار الحياة
جبرت البابور يرجى في المرسى مسطرة بالرايات


وحتى نضع القصة في سياقها التاريخي فهي تعود إلى أواخر الستينات من القرن الماضي حين كان مجرد الحصول على الجواز الأخضر يخول لك الفرصة لمطاردة الفردوس المفقود والرحيل إلى بلاد الجن والملائكة.أما اليوم فجوازك الأخضر (حدو طنجة) ولابد من تزيينه بتأشيرة "شينكن" الزاهية بألوانها القزحية إن أردت ركوب المخاطرة .ففرحة الشاعر لا تعادلها فرحة بحصوله على (الباصبور) جواز السفر حيث أدرك انه سيغير نمط عيشه في بلاد تفتح أمامه كل الفرص وانطلق حاملا أمتعته نحو السفينة التي أبهرته براياتها وهيأتها .
لكن قبل دلك لابد من الحديث عن لحظة المغادرة وطبعا الحديث عن هده المغادرة كل مغربي يكون قد عاشها إما كان هو المغادر او احد أفراد عائلته أو صديقه .لحظة الفراق هده من أصعب اللحظات إذ يخيم عليها حزن قاتم وبكاء ممزوج بالفرحة .يقول :

نهار إلي مشيت خاطر ودعت أحبابي وقلبي مهموم
خليت اميمتي تنوح وتقول وليدي مشالي للروم


فبعد توديع الأصدقاء والأحباب وقلبه يتقطع يأتي الفراق الأصعب الذي هو فراق الأم نعم انه أصعب فراق ولو كان لمسافة قصيرة فما بالك بآلاف الأميال., لكن لاحظوا معي أن بكاء وحزن الأم على فراق ابنها هو بكاء وحزن من نوع خاص:

خليت اميمتي تنوح وتقول وليدي مشالي للروم


فالأمر لا يقتصر على فراق أم لفلذة كبدها أو فراق شاعر لأمه, بل هو فراق مشوب بالحذر والخوف من طرف الأم خاصة إذا تأملنا عبارة (وليدي مشالي للروم )لأن الكلمة لها ما لها في ذاكرتنا الشعبية .فالخوف الذي قلنا عنه هو خوف على الثوابت الأساسية تلك الثوابت التي وضعها الشاعر في كفة ووضع المال في كفة أخرى فكيف سيحافظ على توازن هده المعادلة وكأننا بكلمة الروم التي نطقت بها الأم تلخص تساؤلات عديدة نلخصها فيما يلي :
*كيف ستحافظ يا بني على نفسك في بلاد لا يعرفك فيها احد فكل أناسها (رواما) وغرباء؟
*كيف ستحافظ على شرفك واستقامتك في مواجهة إغراءات الشقراوات( الروميات ) ؟؟
*كيف ستحافظ على دينك في ليالي باريس الحمراء …؟
وهذه الأسئلة تبقى عالقة وسنكتشف أجوبتها في معرض القصة/القصيدة.
…ثم آ نأتي إلى فراق آخر ومشهد لا يقل إثارة عن مشهد فراق الأم :

فراق أغزالي يشيب وداك اليوم عمرو ما ننساه
هيا بدموعها ذوب وأنا قلبي عالم عليه الله.


ولك أيها القارئ أن تتصور حدة الدراما في المشهد ولن أقول أكثر لأنه المشهد الذي يخيم فيه الصمت وتقف اللغة عاجزة أمام الفكرة ويرخص الحب حين يصير كلاما فالترجمان هنا هي دموع الحبيبين وخفقان قلبيهما وعناقهما إلى أن يحاول الشاعر أن يستل وفي هدوء أنامله المرتعشة التي تنام بين كفيها ملوحا بهما (مع السلامة يا حبيبتي والى لقاء قريب أو بعيد لست ادري )مبتعدا عنها بخطى متثاقلة إلى الوراء دون أن ترمش عيناه أو يشيح بوجهه عن وجه معشوقته إلى إن يصطدم ظهره بشلته من الأصدقاء الدين سيسافر معهم يقول :

ركبت أنا معا أصحابي وبآيتين في البحر والموجات
في ارض اسبانيا أصبحنا في ملاكَا نزلتني بالذات


هكذا تبدأ الرحلة بتراطم موج واختراق بحر يخبأ وراءه ما يخبأ والوصول إلى أول محطة هي محطة "مالاغا" باسبانيا وهنا يبدأ أول اصطدام حضاري في عقلية الشاعر حين سيسأل عن نوعية الأكل المقدم له يقول

:
جبرت العلجة تسربي كي شافتني قالت لي واش بغيت
قلت ليها بغيت نفطر وجابتلي دلمسكر وكليت
قلتلها خبريني هاد الماكلات ديالكم واش حلال
قالت لي كول واسكت وهاد الشي الي طلبتو موحال


الاصطدام الحضاري الذي قلت به يتجلى في صورتين:
الصورة الأولى :حين قال :( جبرت العلجة تسربي ) و"العلجة" هي المرأة الغربية "مؤنث "علج " والجمع "علوج" والكل يتذكر علوج الصحاف … فالمصطلح ليس غريبا كما قد يتبادر لدهن الكثيرين بل يستعمله المغاربة في عاميتهم في وصف الأجنبي. فالشاعر لم يخفي اندهاشه من وجود امرأة هي التي تقدم له الأكل عوض الرجال ,فحسب ثقافته وحضارته يفترض أن مكان المرأة هو البيت وليس الوقوف في المطاعم وخدمة الرجال الغرباء .
الصورة الثانية من الاصطدام الحضاري هو بعد أن أكل ودهب عنه الجوع تذكر سؤالا يردد فيه صدى هويته الدينية والإسلامية قائلا :

قلتلها خبريني هاد الماكلة ديالكم واش حلال
قالت لي كول واسكت وهاد الشي الي طلبتو موحال


فالدين الإسلامي يفرض عليه أن يأكل إلا ما هو مذبوح وليس "مسكر"( أي غير المدبوح بالطريقة الاسلامية) على حد تعبيره لكن باليد حيلة وكاني بصاحبة المطعم تقول له "كول واسكت اسي احمد كول ونوض فحالك كونبغيتي المدبوح كون اجلست في بلادك اش داك لشي مسكر ولا مدبوح".
رحلة شاعرنا اسي احمد ستستمر للحظات في هدا

l’escale الاسباني أي فترة الاستراحة التي سيقضيها هناك يقـــــــــــول :
مشيت انا نحوس جبرت المرشي على كل الوان
جبرت الخوخ والسفرجل تفاح اسبانيا والبنان
ادن هده الخيرات ستفتح شهية صاحبنا مما سيدفعه إلى أن يسال البائعة عن أثمنتها لكن كيف ؟

ابونضيةخبريني اسينيورا كواترو في الثمن
ماصبت لسان باش نهضر وقال لي خاصك الترجمان
كوناكيلو دي بلاطا انونو كين سيبيسيطاس
انا مافهمت والو ناضا ناضا يا بنت الناس


هنا تبدأ محنة التواصل واللغة فقد أراد أن يتحدث ويعبر عن مراده لكنه لم يستطع دلك وهدا مشكل يعانيه الكثير من المهاجرين البسطاء غير المتعلمين للغات الأجنبية مما يزيد من صعوبة الاندماج في المجتمع الذي انتقلوا للعمل فيه, فالاندماج يتطلب تواصلا والتواصل يتطلب اتقانا للغة ودائما الأقوى هو الذي يفرض عليك أسلوبه ولغته وهدا معروف وعليه "اسي احمد طلعوا ليه الصبليون الدم" وقرر أن يواصل رحلته نحو باريس :

مشيت للكار نجري من الماشينا زدت للفرونتيار
تودوسويت وصلتني للديوانا بين ليلة ونهار


اخترق اسبانيا ما بين ليلة ونهار بفضل التكنولوجيا الحديثة المتمثلة في القطار وهدا تعبير عن انبهاره بالتطور الحضاري والتكنولوجي الحاصل في أوروبا وهاهو البطل قد وصل إلى الحدود الفرنسية الاسبانية والى الديوانا وما ادراك ما الديوانة/ الجمارك :

رواح تشوف احبيبي في الديوانا منين قالو لفتاش
احنا سبعة فوتونا وسبعطاش اخرين رجعوا مكانش


مشهد الديوانا أو الجمارك هو أيضا لم يغفل عنه الشاعر بل وصفه من خلال حالة التفتيش الصارمة التي يتعرض لها المسافرون بحيث لم يستطع أن يمر إلا هو وستة من أصدقائه أما البقية فرفضت ولكل قصته لمادا رفض !؟…
وهاهو قد وصل إلى باريس وأول عاطفة ستتحرك في دواخله هي الحنين إلى الوطن ,يقول:

خليت بلادي بعيدة وجيت للباري وراني خدام
قلت انا عاد نخدم ندير اللوطو ونرفد لحمام
نخدم السبت ولحدودا ونهار الفيشطا معا راس العام
عييت انا ما نخمم واليوم طوالو عليا ليام
الله الله احبيبي هاد الشي حق ولا موحال
طناش العام غير غربة في باريس وباقي مزال.


الحنين تمثله عبارة (خلت بلادي بعيدة وجيت لباريس وراني خدام) والمقطع ككل يحيلنا إلى تلك الصورة السلبية التي يجسدها بعض المهاجرين حيث يكون هاجسهم الأول هو أن يشتغل وفي ظروف صعبة ليلا ونهارا وفي الأيام العادية وحتى أيام العطل وهدفه من كل هدا أن يجمع اكبر عدد من النقود لكي يشتري بها سيارة فاخرة ويعود بها إلى "البلاد" حتى يتباهى بها أمام أبناء بلدته ويوقع بها عقول الفتيات ليخادعهن ب (بتزماكريته) –نسبة إلى الزماكريا تصريف لكلمة Les émigres وللأسف هده الصورة التي يسوقها العديد من الشباب المغربي المهاجر بحيث يعطي صورة خارجية مغرية تمثل في السيارة الفاخرة وبجانبه أجمل الجميلات .وتلك الصورة ربما هي سبب مأساة العديد من العائلات المغربية بحيث أن اغلب شبابها وأبنائها تستهويهم الصورة ويقررون ركوب المخاطرة من اجل تحقيق نسخة مطابقة لها في دواتهم , لكن مخاطرتهم تكلفهم حياتهم والمقصود هنا شباب قوارب الموت وحتى من حفظه الله من هول الغرق تقابله أهوال أخرى, كظروف الإقامة الاستقرار الصعب بدون أوراق قانونية .وعليه فصورة السيارة الفخمة والبنت الشقراء تخبا ورائها مشاكل عديدة اقل ما يقال عنها (لمزوق في البلاد اش خبارك في باريس )وطبعا حتى لا نسقط في التعميم فهناك من يملك الجرأة ويحكي عن ظروفه الصعبة بل وهناك من توفرت له الظروف المواتية ووصل حتى إلى مراكز القرار والبرلمانات الأوروبية والوزارات ومنهم من يبقى همه الوحيد هو جمع المال دون التفكير في وسيلته أهي شرعية أم لا .واسي احمد أيضا حاول أن يجرب طريقة غير شرعية في كسب المال بعد أن أعياه العمل الشاق من اجل أن يعود لمحبوبته التي يزيده التفكير فيها هما على هم الغربة أترككم مع هدا المقطع :

خليت اغزالي يصيح ونيرانو شاعلة للان
قلت انا عاد نربح ساعة ما ربحت مادرت المال
خمسة وثلاتين الف نجيبها كل اسبوع
نقول انا غير هاد المرة نشري طومابيل من خيار النوع

هنا تتوقف تجربة الكسب الحلال ويتجه اسي احمد الى التفكير في الربح السريع عن طريق الحرام نلعب التيرسي نجرب زعما باش نربح مليون

العود الي نقول يربح يجي في التالي بحال المجنون
نقول انا نزيد هاد المرة غادي نزيد زوج ملايين
الخيل الي ندهم بثلاتة يبقاوا في الثلا عياني

ن
لكن النحس يطارده ويعود إلى نفسه متأملا في هده الحياة اللعينة التي أغنت البعض إلى حد البذخ والترف في حين تركته هو تائها هائما في بلاد الغربة يقاسي همومه وحظه العثر فلنستمع إلى هدا المونولوج الداخلي :

عييت انا ما نخمم في هاد الدنيا والزهر ما عنديش
واحد اعطاه ربي يرقد غير في المطارح والريش
واحد اعطاه ربي حتى اللوطو دار ليها عساس
وواحد لبدا غريب مودر هايم في بلادات الناس


في هدا المشهد الموالي تحتدم وتتسارع الأحداث وتتشابك الوقائع ويغير الشاعر من إيقاع القصيدة الذي يحاول أن يجعله ملائما لهدا السرد السريع لتفاصيل تجربته الباريسية, إذ يعطي شبه تلخيص لتلك التجربة, جاعلا منها رسالة وعبرة وتحذيرا لكل من يريد أن يقصد مدينة باريس من أبناء وطنه يقول :

الله الله يالقاصد مدينة باري رواح نوصيك
احضي روحك الغادي وكون فطين راهم يفوزوا بيك
اسمع قولي ودير رايي ومشي وحدك لا تكثر الأصحاب
يجرى لك كيما جرالي حتى تسمح في لبلاد ولحباب


فهو نداء إلى كل من يقصد هذه المدينة عليه أن يكون حذرا- أولا- وإلا سيكون مصيره الضياع. وعليه –ثانيا- أن يسمع قول الشاعر ويأخذ بتجربته وان لا يكثر من الأصدقاء –أصدقاء السوء طبعا-حتى لا يكرر مسيرته وخطاه حين أكثر منهم. حتى انقطعت سبله عن الوطن وعن الأحباب.
وحتى يضع الشاعر المتلقي في الصورة الحقيقة لظروفه المعيشية والاجتماعية والعملية والنفسية يبدأ في سرد كرونولوجي/ زمني أوله الاستيقاظ على الساعة الرابعة صباحا إلى أن يعود في المساء منهكا متذمرا…
فلنتابع مسيرة الشاعر اليومية عبر مقاطع هدا المشهد:
منين يصوني الرفاي على الربعا يكون مازال الليل
نصيب الغاشي سبقني يرجاو الطوبيس والنو تسيل
أول المعانات ادن هي الاستيقاظ باكرا وعلى الساعة الرابعة صباحا حيث لا يزال الظلام مخيما على المدينة, و رغم أن الجو شتائي وماطر فان الكل يتسابق مع الزمن ليلحق حافلته التي ستوصله الى مكان عمله :

ندير التور باش نركب نمشي للخدمة والحال بعيد


يصبح الغاشي معذب مخلطا بالأحرار ولعب
يد

فبُعد مكان العمل ينضاف إلى معاناته, وهو وصف أيضا لمدينة باريس التي يبدأ نهارها العملي مبكرا يقول ((مخلطا بالأحرار ولعبيد )) أي مستخدمين وأرباب عمل على حد سواء .

ننـزل من الطوبيس ونصيب الميترو شحال عندو بيبان
تحت الأرض خادمينو بالعقلية مفصلينو طرقان


فوسيلة نقل واحدة غير كافية للوصول إلى مكان العمل بعد الحافلة يستقل الميترو والميترو وسيلة نقل جديدة وغير مألوفة بالنسبة للشاعر مما جعله ينبهر بطريقة تشييدها ونظامها الذي يدل على أن مصمميها لهم مستوى صناعي متطور. وهدا التشعب وتعدد المحطات إضافة إلى أمية " اسي احمد" الفرنسية سيسبب له مشكلة أخرى ومعانات جديدة :

مشيت وسقسيت وحدة قلت ليها si vous plais a madame
هزت كتافها عليا ما هضرت ما جاوبتني بكلام
قلتلها ماضموزيل excuse moi قراي لي دالعنوان
اقالتلي كاسكيليا وقلت لها moi je suis marocain
قلتلها ماضموزيل excuse moi قراي لي دالعنوان
اقالتلي كاسكيليا وقلت لها moi je suis africain
قال لي ou tu vas?قلت لها moi je sais a rien
قلت لها جوسوي مبردي قالت جمام فو صافي ريان
اقلت لها ماضموزيل جمام فو كاسكوسافودير
الله الله اخوني والي ما عندو لسان واش يدي

ر
فهدا الحوار رغم بساطته وما يحتويه من طابع السخرية إلا انه يطرح من خلاله ظاهرة خطيرة وعميقة:

مشيت وسقسيت وحدة قلت ليها si vous plais a madame
هزت كتافها عليا ما هضرت ما جاوبتني بكلام

. والظاهرة التي نقصدها هي ظاهرة العنصرية إذ نشعر أن الشاعر هنا هو نموذج الإنسان المنبوذ وغير المرغوب فيه في هدا المجتمع المتعجرف والمريض بعقدة الامتياز والتفوق إلى درجة أن تلك الفرنسية لم تكلف نفسها ولو الرد عليه بل تجاهلته تجاهلا يعكس عدم رغبتها في التحدث إليه لكن رغبة اسي احمد في معرفة مكان عمله دفعته إلى الإلحاح عليها في السؤال وهده المرة بطريقة جد لبقة وفيها احترام ليعبر لها انه إنسان يفقه في أصول ولباقة الحديث وليس "عروبي" متوحش بربري همجي كما تعتقد:

اقالتلي كاسكيليا وقلت لها moi je suis marocain
قلتلها ماضموزيل excuse moi قراي لي دالعنوان
اقالتلي كاسكيليا وقلت لها moi je suis africain
قال لي


ي
ou tu vas?قلت لها moi je sais a rien:
وسنعود مرة اخرى الى اشكالية التواصل اللغوي الدي سيعانيه اسي احمد في باريس بعدما كان قد عاناه مع اللغة الاسبانية

قلت لها جوسوي مبردي قالت جمام فو صافي ريان
اقلت لها ماضموزيل جمام فو كاسكوسافودير
الله الله اخوني والي ما عندو لسان واش يدي

ر
لكن رغم دلك سيواصل صاحبنا رحلة البحث عن مكان العمل بكل عزم وإصرار
خلط الميترو الأول ركبت وصانجيت في سان ازار
وبعد رحلة البحث الشاقة عن مكان العمل وصل متأخرا :
عييت انا ما ندور ووصلت للخدمة على نص نهار
والتأخر في الوصول إلى مكان العمل في فرنسا أو في ارو ربا كلها مشكلة ما بعدها مشكلة :
مشيت معا الشاف نهضرexcuse lui il est arriver trop tard
موسيو احمد قال ليا:ici il n y a pas des histoires
وانتم تعرفون" اخوتنا المغاربا" عندما يصلون متأخرين إلى العمل أو لا يتغيبون أصلا, يطلقون العنان لمخيلتهم ويبدؤون في نسج القصص والمبررات الواهية, فمنهم من يعتذر بموت جدته للمرة الخامسة ومنهم من يعتذر بموت أبيه رغم انه أباه لا زال حيا يرزق ومنهم من يتمارض رغم انه ((يهزك ويهرب بيك ما علينا فهده المبررات يمكن تسلك بيها مع عبد القادر والجيلالي اما موسيو جاك او موسيو دافيد غير اجي كوووود ايلا بغيت تخدم على راسك"((ici il n y a pas des histoires comme il a dit le patron de monsieur ahmad))

ودائما هدا البعد عن العمل وتشعب المواصلات ومشاويرها سيسبب له مشكلة أخرى عندما سيعود قافلا إلى البيت يقول :

نخدم ونولي عشيا معا التسعة عاد نخلط للدار
نصيب عشايا مودر نجيب الخضرا وننسى لبزار
العشرة زعفوا عليا وقالو لياه مادرت طياب
خصك تنوض بكري ولا راحنا نريكلو ليك لحساب
قالو ليت ليا روح بعدا جيبنا ايلا كان غي شي بيضات
قلت ليهم مكان والو الرومية كملت وفرمات
تما زادو عايروني وقالو ليا انتيا فنيان
خصك تنوض بكري وتجيب لينا كلشي بالميزان
تما زادو عايروني وقالو ليا انتيا فنيان
خصك تنوض بكري وتجيب لينا كلشي بالميزان
قلت ليهم سامحوني وانا راني شويا عيان
هم الغربة بلاني ورشى قلبي بالهموم والمحان


وكما أشرت يتحدث الشاعر –هنا- عن عودته المتأخرة ومحنته مع أصحابه في "العشرة" وكلكم تعرفون نظام "العشرة" أي السكن مع الأصدقاء في منزل واحد وما فيه من تقسيم للوظائف بطرق التناوب حول مهام الأكل والنظافة إلى آخره…
فصديقنا بعد عودته من العمل عليه أن يقوم بمهمة تحضير الأكل المسندة إليه, لكن تأخره في العودة سيحول دون دلك ويزيد من صعوبة الأمر . هنا سيُعَيّره أصحابه بالفشل وعدم التفاني في القيام بواجبه .ورغم توسلاته لهم تارة بمرضه وتارة أخرى بمعاناته من حرقة الغربة وهمومها فإنهم لن يرحموه. مما دفعه إلى الانفصال عنهم واللجوء إلى أصدقاء آخرين (نفتح القوس لملاحظة لابد منها :فما يمكن ان يستنتج من هده الواقعة البسيطة هو غياب الرأفة والحنان والرحمة ومشاعر العطف في مجتمع مادي لا يعير اهتماما لكل هده المشاعر الإنسانية, بخلاف المجتمع المغربي المليء بمشاعر العطف والمواساة لأنه مجتمع روحي في مقابل المجتمع الأوروبي المادي من رأسه حتى أخمص قدميه تلك المادية التي غيرت وأفسدت طباع كل الناس :
بني عمي زعفوني وطلب السكنى مع ناس اخرين
ومنين جاو كلموني واقيتهم كلهم شلحيين
قلت ليهم فهموني بالعربية واسمو د الكلمات
قالو لي بالسلامة واحنا ما عندنا وين تبات


وبما أن الشاعر لم يجد خيرا في أبناء عمومته قرر أن يتوسم الخير والعطف في أناس آخرين لكن مجرد طلب صغير منه أن يفهموه ويترجموا له ما يقولونه بالامازيغية /الشلحة) جعلهم يصدونه ويحرمونه من الإقامة معهم بحجة أن لا مكان يتسع له بينهم -حسب قوله- .
وكل هده المحن زادت من تأجيج غريزة الحنين إلى الوطن والأحباب :

ثلت سنين بالكشايف باش درت دلفرنكات
قلت نروح لبلادي زعما نشوف الخيات
الديوانا فتشوني وصابوا عندي الا لافيشات
اقالولي ويرا خدمتك وانا داوهالي لبنات


فالشاعر عاش ثلات سنوات في الغربة وكابد فيها ما كابد وعانى فيها ما عانى لكنه لم يوفر الا القليل من المال (لفرنكات نسبة الى الفرنك الفرنسي ) لكي يعود الى وطنه لكن العودة هي الأخرى تخبأ له مشاكل أخرى, ودلك حين سمع بعض الناس يتغامزون ويعيرونه بالفلاس- وهدا مبني على فكرة ان كل من ياتي من الخارج لابد وان يحضر معه الأموال الطائلة والخيرات والهدايا –دون اطلاعهم على الظروف التي مر بها اسي احمد في غربته وهدا ما دفعه للرد عليهم بهده الكلمات :

الزلط المنضوم لخضر ندمت وراني مريض ومهموم
سمعت الي غشيم يهضر قهرني باللوم وكلام العار
ا لايمني لياه تهضر وتزيد تقوي عليا لضرار
هم الدنيا المرة وهم الغربة وشوف بينا ماصار


هده ادن هي كل الهموم النفسية وكل المعانات الاجتماعية التي عايشها الشاعر
اسي احمد. وبدون شك ماهي الا نمودج للعديد من المهاجرين البسطاء.
تلك الظروف هي التي كانت تدفع الشاعر الى الهروب نحو النسيان بحيث
لم يجد الا الخمر يساعده على التخفيف من حدة تلك الهموم :
نهار السبت منين نخدم ندير قمجا معا طروا كار
نروح لباري ونفاجي بالويسكي والريكار…
ولكل معاناته ولكل طريقة هروبه …
وفي الختام نتمنى ان نكون قد وفينا هدا الفن حقه ووفينا حق بعض الادواق التي لا زالت تحفظ في قلبها حبا لهدا اللون الموسيقي والشعري…

انتهـــــــــى

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

9 Comments

  1. حسين دخيسي
    29/11/2007 at 12:47

    لا أستطيع تلاوة النص بأكمله في هده الظرفية بالدات بقدر ما يدكرني بجيل ما بعد الاستقلال من الاستعمار الفرنسي لبلدنا وكانت أمهاتنا حبلاء وهن رغم دالك بفضله تعالى كدنا أن نعيش وعشنا حتى أصبحنا أوفياء مخلصين لهدا الوطن أملين الله أن يوفقنا جميعا لبناء الوطن الحر المستقل المستقرحتى لا نحتاج للقمة عيش خارج البلد مما أدى ببعض النفوس بتلقاء أنفسها الى التهلكة
    نعم وما عانيتا من مشقات ومحن وتعديب وتنكيل حتى أراد الله أن يفرج عنهن وبالتالي عنا تظافرا مع موحد الأمة المغفور له محمد الخامس رحمه الله من غطرسة الاستعماروما ترتبت عنه من ممارسات مخزية تسيئ السمعة لأبناء هدا البلد ولعل تغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة لهدا البلد هي مجرد ثقافة أراد غرسها في عقول أبناء هدا البلد
    ولكن سنعمل جاهدين شامخين لأننا أبناء هدا البلد وحتى ان رغبنا الخروج من هدا البلد سنعود معززين مكرمين كما كنا في داك البلد وبالتالي التقابل الحاصل بين هدا البلد وداك البلد ينبغي ان يتطابق حتى لا يشعر أبناء هدا البلد بفراغ ما تشتهيه النفس ويطغى عليها هاجس الوهم والتصنع والتقليد الدي لايتناسب وبالتالي اهمال هويتها وربما أشياء أخرى لاداع لدكرها
    كانت …..أمهاتنا لنصل لأبهاتنا مهجورون تارة الى الجزائر وتارة الى فرنسا أو غيرها وهم لايفقهون بقدر ما هم في حاجة للبحث عن لقمة عيش ومما زاد الطين بلة سنوات الجفاف التي مرت على هدا البلد لكن أبناء هدا البلد سيصيرون أوفياء لهدا البلد وها هم يزخر بهم هدا البلد ونطلب الله أن يعيد ما ضاع لهدا البلد ونسعد في هدا البلد
    سمعت في زمن الباصبور روايات وخرافات وضعت البعض منها في سلة المهملات لأنها كانت لاتفيدني كثيرا بقدر ما كنت مقبل على التفتح العلمي والتقني الدي جلبه لنا أبناء هدا البلد وقل اللهم يسر وصحح مسار هدا البلد واجعل فيه خيرات داك البلد

  2. أحـمـد صبار
    29/11/2007 at 19:45

    أولا شكرا لك على هذا التحليل لهاته القصيدة التي أحفظها وأسمعها تقريبا بشكل يومي.
    وتمنيت لو أشرت إلى أن قصائده الأخرى التي غناها لها علاقة بهاته القصيدة. فمباشرة تجد قصيدة أخرى تبدأ  » دوك القاصدين باريس ونتوما مزال شبن صغار ، اني خايف اولاد لا تتلاقاو بهموم كبار ، بلاد الناس واعرة وصعيبة ونتوما وليدات صغار ، ماتجبر لامك الحبيبة ويلا خوك ويلا نعار ، ماينفعك لاحبيبك ويلا صاحب من ولاد الدوار ، ماينفعك غي دراعك ويلا خانك راك تبقى مضرار ، أجي نوصيك اولدي وسمعلي نحكيلك ماذا صار وياك الغربية تلاي بالزين والشين وهموم كبار ، لاتعاشرش الجوايح وعشرتهم مكان فيها تعزار ، خلطهم ماتربح الجوايح مكانهم فيهم تخيار ، منشافهم هما سلالة المخبر تلاقه فيهم شفار ، ايلا تغفل غير ساعة ولا تسهى تلقا تزطامك طار . ……. كأس الخمر مايبرد الفكعة غير يزيد الدمار . راني خايف اوليدي ايلا تتبلى وتضحى خمار ، كاس الخمر ما يبرد نار الفرقة غير يزيد الدمار ، كل مايبان الفاجر قيس الربعة دير الديبار ، ايلا قافز راك تلحق ويلا مرخي راك تبقى روطار .تركب فالميترو وتصيب الفيتان في سان ازار ، تصيب الغاشي مفاقم والماشينة مريضة في لاكار ،…………………… » نلاحظ ان الشاعر في هاته القصيدة كلها نصائح للمهاجرين الجدد ، وكلها من خلاصة تجربته السابقة .
    وأحييك مرة أخرى للتذكير بهذا الفنان وهذا الفن .
    تحياتي

  3. مواطن مهاجر وليس مغترب
    01/12/2007 at 01:01

    حسب رأيي ان كملة (غربة) لم يعد لها وجود في أيامنا هذه،اذا كان المرئ يحس بغربة في وطنه الأم فالأمر بالنسبة اليه سيان سواء عاش في المغرب ام خارجه،اما صاحب (الباسبور لخضر) وجيله ربما كان يراودهم الحنين والشوق الى زوجاتهم واولادهم الذين كانوا يتركونهم خلفهم في المغرب ليس الا.

  4. مهتم
    01/12/2007 at 01:01

    لقد ذكرتنا بالزمن الجميل يا أخ رشيد ، لذا لا يسعنا الا أن نقول لك : ً في خاطرك ، والله يعطيك الصحة .ً

  5. TORBI
    01/12/2007 at 01:01

    It should be better more and more if some young of our popular singers had sung the song of Mr EL YOUNSI, with modern instruments: this schould add to it more musical aesthetics and other dimensions. We hope that some one will do it in the future!

  6. متتبع
    01/12/2007 at 18:54

    اعتقد ان من يعيش خارج وطنه ولو مر على ذلك قرون سيبقى مغتربا ولن يحس بوجوده كاملا الا في وطنه ومن يرى عكس ذلك لايعدو ان يكون اسلوب مغالطة وتعتيما للواقع

  7. فاتن بلمعزوز إطار بنكي
    02/12/2007 at 21:24

    شكرا لك على التحليل الجميل الذي أحيا في ذكريات جميلة لما نكنا نسمع الأغنية. كما أني أشكرك على تعمقك في مواضيع تراثية. هذا الموقع لفت انتباهي منذ مدة. لكن أتقزز مما يكتبه محمد شركي إما لتواضع معرفته وإما لللغته المكسرةوالملتوية.

  8. houl
    03/12/2007 at 13:35
  9. رشيد قدوري
    03/12/2007 at 20:48

    بداية اشكر كل من اطلع على الموضوع وخط كلمات تترجم مدى تفاعله معه .كما استسمح الأستاذ ادخيسي على الإطالة التي جاءت حسب طول القصيدة وعلى حسب الأفكار التي تناولتها وأتمنى أن يجد الوقت الكافي لقراءة التحليل كاملا إن شاء الله…
    كما اشكر الأستاذ احمد الصبار على الإضافة الجميلة لقصيدة أخرى لنفس الشاعر…
    .المواطن المهاجر وليس المغترب نحترم رأيك فقط أقول وهل هناك أجمل وأصعب حنين من الحنين للأولاد والأمهات والزوجات إن أردت ان يكون الوطن في مرتبة ثانية
    .المهتم أقول لك شكرا على اهتمامك وفي خاطرك تا انت وفي خاطر كاع الحاضرين…
    M Torbi i hope that your dream will come true
    وتحية صادقة للعبارة القوية والصريحة التي جاءت في تعليق الأخ المتتبع
    أما الأخت فاتن فأقول لك مرحبا بك في موقع وجدة سيتي وأتمنى لك متعة القراءة ..
    واسي الهول داك الرابط هو إلي كنت نقلب عليه باز عليك ..

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *