Home»National»تقاليد وعادات قبيلة المهاية:5

تقاليد وعادات قبيلة المهاية:5

1
Shares
PinterestGoogle+

جاءتنا التقانة الحديثة,بوسائل سهلت اعمال الفلاح,هذه الوسائل اصبحت تقوم بالعمل البشري في وقت وجيز,وبتكلفة ارخص,لكنها قضت على عادات وتقاليد ظلت في الاذهان لحلاوتها وغرابتها,فاذا كانت الحصادة تقوم بعملية الحصاد وتطوي المسافات,في يوم او بعض يوم,فان عملية الحصاد كانت تدوم اياما عدة عن طريق فريق يدعى بلسان قبيلة المهاية بل القبائل الاخرى:الشوالة.

انه فريق يتكون من بعض الرجال,يحملون المناجل,ويدخلون اصابعهم في اعمدة من القصب لحمايتها من جراح المناجل,تسمى:الصباعيات,ويضعون على صدورهم قطعا من القماش تحميهم من فتات السنابل الجارح يسميه هؤلاء:التباندة.

اما اعضاء الفريق,فاسماؤهم تختلف بمواقعهم اثناء الحصاد,فاكبرهم سنا يكون في الجهة اليمنى وغالبا ما يكون اكبرهم سنا,وهو من يبدأ عملية الحصاد ويتقدم الفريق لان المكان الذي اختير له من طرف الزملاء يسهل عليه العمل مقارنة مع اماكن اعضاء الفريق,اما العضو الذي اختير له الجهة اليسرى فغالبا ما يكون اصغرهم سنا واقلهم دراية بعملية الحصاد المضنية,ولذلك تسمى هذه الجهة :الحمارة

اما الاعضاء الذين يتوسطون الفريق فهم من يقومون بالعمل الشاق,ولذلك يتمتع هؤلاء بالقوة البدنية والدراية الكافية ويسمى مكان اوسطهم:صدر الحانوت.

تبدأ عملية الحصاد,ويبدأ الشوالة بربط ما حصدوه ,ويتكلف احد الصبية بجمع الربط في اكوام  صغيرة تسمى :الماط ويسمى الطفل الذي يقوم بالعملية ب المواط.

يتعهد صاحب الضيعة فريق الشوالة بالعناية الكافية والكرم الزائد,فياتيهم بالفطور في وقت الضحى,ويشمل بعض البيض والسمن والشاي,ثم بعض صحون السيكوك وهو خليط من الكسكس واللبن,وحين يحين وقت الغذاء ياتيهم بما اعدته النسوة من لحم وبطاطس او غيرها,على ان ياتيهم بالوجبة الثالثة تسمى :التعواف ولغة تسمى اللمجة.

يظل فريق الشوالة في عملهم المتعب جيئة وذهابا من طلوع الشمس الى غروبها على مدى ايام,ورغم صعوبة العمل ومشقته فانهم يلتجؤون الى ترديد اغان محلية رائعة تستهوي المارة بالاستماع اليها,وقد يظن الانسان انهم يغنون طربا,لكن حقيقة غنائهم ما هي الا سبيلا لنسيان تعبهم وتصبب عرقهم.

بعد مرور ايام من عملية الحصاد,ويغير فريق الشوالة وجهتهم,يقوم صاحب الضيعة بجمع اكوام السنابل اليابسة,باستعمال ما يسمى :بالشبكة,لينقلها الى مكان الدراس وهو البيدر لغة,وبلغة القبيلة يسمى:الرحبة.وبعد الانتهاء من عملية جمع المحاصيل,يتوجه صاحب الضيعة الى الجيران لجمع الدواب فقد تكون بغالا او حميرا,وتبدأ عملية الدراس من وقت الضحى الى وقت الظهيرة ,فيرتاح القائمون بالملية لتناول الغذاء في انتظار هبوب الريح الخفيفة في المساء لتبدأ عملية فصل التبن عن الحبوب باستعمال المذراة,ثم بعدها تستعمل الة اخرى لفصل الحبوب عن الحصى تسمى :اللوح.

وقبيل المغرب يبدأ الفلاح صاحب الضيعة بعد كميات المحصول اليومي,باستعمال الة حديدية تعرف ب:القردية توضع في اكياس لتحمل الى مكان تطمر فيه,وهو عبارة عن حفرة تمتد على بضعة امتار في باطن الارض تدعى:المطمورة.

هكذا كانت تمر عملية الحصاد,فجاءت التقانة بحصادتها ليصبح فريق الشوالة,والمناجل والماط,والقردية والمذراة واللوح عبارة عن حكايات غابرة بدلت نمط الحصاد عند قبيلة المهاية,وغابت معها بعض النباتات التي كنا نبحث عنها في الصغر لتناولها ,وكأن الطبيعة غضبت هي الاخرى من هذا التغيير,فأين نبتة التالمة,والتافغة والجرجير والحميضة وتغيغت,؟,واين اصوات الشوالة البهية,وأين صليل المناجل؟ انها تقاليد ذهبت ولن تعود

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. med
    19/09/2013 at 19:21

    لقد عبرت فأتقنت

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *