Home»National»تقاليد وعادات قبيلة المهاية 3

تقاليد وعادات قبيلة المهاية 3

3
Shares
PinterestGoogle+

كتبت في مقالين سابقين,بعض العادات والتقاليد لقبيلة المهاية,وتناولت من خلالهما العادات التي ترتبط بالاعراس,ثم الخيالة,وساحاول هذه المرة التطرق الى عادات اخرى لا تقل اهمية عن سابقيها ,وهي عادات تتعلق باحد المواسم السنوية,تدعى في قاموس القبيلة ب:الوعدة ».

ترعرعنا في احضان هذه القبيلة,ولا زلنا نتذكر الغبطة والحبور الذي كان ينتابنا,حين يحل موسم الوعدة.ولا زلت اتذكر ذلك التفاخر بين الصبية حول وسيلة النقل التي تنقل الاسرة الى  مكان الوعدة,حتى اصبحت اسماء الشاحنات معروفة لدينا رغم صغر سننا,فتعرفنا انذاك على نوع البيرلي والفورد والطامس وغيرها من انواع الشاحنات.وكم كانت غبطتنا تكبر في وقت انتظارها,ونحن ننط على اكياس وضع فيها الفراش والخيام,حتى اذا لاحت الشاحنة من بعيد وهي قادمة  نحو مساكننا,تعالت اصوات الافتخار بجماليتها وسرعتها.

وحين تصل الشاحنة,يبدأ الكبار بشحنها بالحوائج اللازمة للوعدة من اوان وفراش وخيام,ويبدأ الصبية هم ايضا بجمع لوازمهم,واي لوازم الا من بندقية تفنن في صنعها الصغار,وهي عبارة عن انبوب حديدي اغلق من احد جانبيه,ووضع ثقب على الانبوب من الجانب المغلق,فاذا كان الكبار يخرجون البارود من بنادقهم باستعمال ما يسمى ب: الحبة,فان الصغار يخرجون البارود من بنادقهم باستعمال عود الثقاب.

تنطلق الشاحنة وقد امتطاها الجميع,فتبدأ النسوة بالغناء باستعمال البنادير,ويبدأ الراشدون بالرقص على هذه النغمات داخل الشاحنة,ويبدأ الصبية هم ايضا بتقليد الكبار في رقصهم  رغم اختلاف بنادقهم,الى ان تصل الشاحنة بعد سويعات الى مكان الموسم,على الطريق الرابط بين وجدة وجرادة.

وهناك تبنى الخيام وترتب الحوائج,وتذبح الذبائح,فتبدأ الفتيات بالغناء بالقرب من الخيمة,ويبدأ الصبية بالرقص ,بينما بعضهم الاخر يذهب الى مكان الضريح والذي يسمى عند القبيلة ب:المقام ,فيشترون الحلوى,وما يشتهون بالدريهمات التي جمعوها في السابق وهم ينتظرون هذا اليوم.

اما الكبار بعد الانتهاء من بناء الخيمة وذبح الذبائح ,تراهم يتفقدون الاحصنة ويمدوها بالكلأ,وبعضهم يتفقد البندقية استعدادا للفروسية :الخيالة في اليوم الموالي بالقرب من المقام.

وعودة الى ضريح صاحب الوعدة,فقد اختلفت الروايات,فمنهم من يظن أن صاحب الضريح هو مولاي عبد القادر الجيلاني,وهم الاغلبية والدليل على ذلك ما نسمعه في غناء النسوة اللائي يتبركن بهذا الولي الصالح من خلال غنائهن,رغم  أن ذلك مستبعد حسب كتب التاريخ التي تؤكد على أن هذا الولي مدفون في ارض العراق.وبعضهم يحكي أن قبيلة المهاية كانت تتجمع في هذا المكان للعب الكرة بالعصي بعد كل موسم حصاد,وكان من بينهم قائد ينتمي للقبيلة,فمرت بهم جنازة قيل انها لابن الولي الصالح سيدي عبد الوهاب المدفون بمدينة وجدة,ويسمى محمد فاقسم القائد على دفنه في هذا المكان لتبرك المهاية به,فكان له ذلك .ويتاكد هذا التخمين ايضا من غناء النسوة اللائي يتبركن بصاحب الضريح ويسمونه محمدا.اما الفريق الثالث فيروي انه لاوجود لاي ضريح هناك والله اعلم.

يدوم الموسم ثلاثة ايام حيث يتم الرحيل باتجاه المقام يوم الجمعة,وتتم العودة يوم الاحد.اما يوم السبت فهو يوم اطعام الضيوف ليلا ونهارا,وقد يكون الضيوف زوار الموسم من متفرجين ,أو فريق للخيالة من قبائل اخرى.فان لم يوجدوا تبادل المحتفلون اطعام بعضهم البعض.

ورجوعا الى اعداد المحتفلين.ففي الماضي كانوا يقدرون بالالاف,الا انه في السنوات الاخيرة قل العدد واصبح المحتفلون بهذا الموسم لا يزيدون عن بضع عشرات.ويرجع ذلك حسب اعيان القبيلة الى تحريمه من الفقهاء الذين يرون انه تقرب من خلال الذبائح لمخلوق بدل الخالق.كما ان السبب الثاني الذي ادى الى قلة المحتفلين,هو نزوح القبائل باتجاه مدينة وجدة,رغبة في تدريس ابنائهم,او تدفق اغلبيتهم باتجاه القارة الاوروبية بحثا عن العمل.

اما الذين تمسكوا بتقاليدهم,فهم الذين يمتلكون الاحصنة,لانهم يجدون ضالتهم في لعب الخيالة في هذا الموسم,وفي مواسم اخرى ومنها موسم سيدي يحيى لقبيله اهل انجاد,وموسم سيدي عبد الله لقبيلة بني حمليل,وموسم اولاد سيدي علي بالمريجة.وموسم بني مطهر بمدينة عين بني مطهر,وموسم بني درار بمدينة بني ادرار وغيرها من المواسم المعروفة بالجهة الشرقية.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. مهياوية
    16/10/2013 at 12:16

    ياريت لو تعرفنا باصول واجداد قبيلة المهاية لاني انتمي اليها ولا اعرف سوى اني مهياوية فقط موضوع جميل شكرا ننتظر المزيد

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *