Home»Enseignement»تكريم السيد محمد البور نائب التعليم….. ونعم التكريم…..

تكريم السيد محمد البور نائب التعليم….. ونعم التكريم…..

0
Shares
PinterestGoogle+

            كثيرة هي المواقف المحزنة … وكثيرة هي المواقف المفرحة…. لكن  تكريم السيد محمد البور نائب التعليم بنيابة وجدة أنكاد  بعد إحالته على المعاش,جمع بين الحزن والفرح. الحزن لأننا افتقدنا ضمن منظومتنا التربوية رجلا من خيرة الرجال , قل ما تجد نموذجا له. ومفرح لأن ذلك الحشد من رجال تربية قلما يجتمعون في مكان واحد ولتحية رجل قدم  كل ما يملك وبنكران للذات , وخرج من الباب العريض ,مرفوع الرأس عالي الهمة, وسط تصفيق واعتبار, لما ميز تدبيره من صدق وشفافية, رغم الاكراهات ورغم الصعوبات.

         عندما أحضر تكريما من هذا النوع , ولرجل تربية أعزه وأقدره وأحبه في الله , أحزن أكثر مما أفرح,أحزن لأننا بين الفينة والأخرى نفقد رجالا لن يعوضوا بمثيل أو شبيه لهم. بل إنني أعتز بهذا التكريم الذي حضره جمع غفير ,بل لم يحضر إلا جزء يسير ممن يقدرون السيد محمد البور,كونهم لم توجه لهم دعوات . وفي حديث عابر مع الصديق العزيز السيد عبد الرحيم فرياط, قلته له بالحرف: » والله إنني أتمنى نهاية كهاته ». صحيح لم أقدم ما قدمه السيد محمد البور, من تحمل للمسؤولية والربط بين الحق والواجب في آن واحد . وعليه سأحاول بسط بعض ملامح السيد محمد البور,طالبا منه مسبقا السماح والاعتذار إن لم أفيه حقه:

  1- السيد محمد البور رجل متواضع: لن يختلف إثنان في هذا الشأن , كما أدلى بذلك كل رؤساء المصالح بالنيابة.بل عندما كنت أتحدث مع السيد عبد الرحيم فرياط , قال بالحرف  » السيد محمد البور كان ينقل أحيانا التلاميذ عبر سيارته… »

 2- رجل حمل هم التعليم : حتى أن بعض رؤساء المصالح بالنيابة وصفه بالرجل المناضل.بل اعتبر أحدهم احالته على المعاش « كارثة « . وقتها علمت أن السيد شهيد يتحدث بقلبه لرجل جمعه معه كل ما فيه الخير والصلاح لهذا التعليم.وهنا أذكر أنني كنت أزوره في بداية هذه السنة حيث كان يضع مذكرة يسجل فيها كل التلاميذ الذين لم يجدوا مقعدا بإحدى المؤسسات التعليمية, ويتصل بها واحدة واحدة,بل كم كان ينزعج عندما يتعثر سعيه.

 3- رجل محتضن: لن أبوح بالكثير في هذا الباب ,لأن السيد محمد البور عندما اتصلت به ليلا بعد حفل التكريم,أهنئه على المحبة التي يكنها له رجال التعليم على مختلف أصنافهم وتوجهاتهم ,تواضع في جوابه خوفا من الدخول في الرياء. بل لأول مرة خانتني العبارات وأنا أحدثه ,لأنني كنت جد حزين على فقدان هذا الرجل اللبق بين ظهرانينا , ولو أن التاريخ سجل له كل كبيرة وصغيرة, ولن ينسى له الجميع ما قدمه لهم دون مقابل ولا رياء.فحتى كلمته كانت مقتضبة بعيدة عن الإطناب والمجاملة.

 4- رجل قدم الكثير لنواب التعليم: منذ قدوم السيد محمد البور الى نيابة وجدة  وبتنسيق مع السيد الناجي شكري,,تغير مفهوم نائب التعليم ,بتزايد درجات التنسيق والتواجد والمؤازرة في السراء والضراء, لما يخدم مصلحة التعليم.وهنا أرجو أن يسمح لي السيد محمد البور بأن أذكر أن السيد العمرواي نائب التعليم بنيابة جرادة ,نظر الى صورته وقال باسف عميق الكثير…. أبوح بفقرة واحدة, مضمونها » أن السيد محمد البور لا يفارقك بالهاتف والاتصال والتوسط لمساعدتك في حل أي معضلة تواجهك »…. وكلام أتمنى أن يعرفه الجميع في حق هذا الرجل الشهم.وأن السيد جمال مزيان نائب التعليم بتاوريرت , أكد لي أن السيد محمد البور يتابع معك أي قضية تواجهك وكأنها قضية شخصية خاصة به »…. دون أن أضيف الكثير.

 5- رجل نزيه : هذه الصفة ليست من السهولة توفرها في رجل تحمل مسؤولية مئات الملايين بل الملاييرسنويا. إنني أعتبر النزاهة تمثل نسبة 50 في المائة من درجة نجاح مسؤول ما. ولست هنا لأزكيه من فراغ , بل إن لدي من المعولمات ما يؤكد ذلك. إنه رجل منزه عن ملذات الدنيا, إلا ما أحل الله.

– رجل كرم : لعل رجال التعليم بمدينة وجدة لم يعاشروه كثيرا, لكن الذين زاروه في نيابة بركان أو نيابة الناظور يعلمون كرمه وحسن ضيافته,إلى درجة أنك لو سافرت معه فلن يسمح لك بصرف ولو سنتيم من جيبك,يفضل الصرف من ماله الخاص , باعتبارك ضيفا في ضيافته.

6- رجل يقدر أطر التعليم بكل مكوناتها : في الكثير من المحطات وقفت على درجة تقديره لرجل التعليم والحفاظ على كرامته مهما كانت الأحوال والظروف.فحتى من أساءوا اليه… حفظ السر وواجهم بالسماح والمسامحة, لما يتوفر عليه من سعة صدره  وسماحة قلبه.ولعل السيد محمد الشركي يعلم قصة رجل تعليم ارتكب خطأ ما , وكيف كان تسامح السيد محمد البور.

 7- رجل يميز بين الأدب  والتواضع والحزم: جل رجال التعليم يعتبرون السيد محمد البور متاسمحا الى حد كبير,الى درجة أن بعضهم يلومه على هذا. ولعل الكثير منهم ينظر من زاوية ما . إن السيد محمد البور الرجل الطيب القلب سموح عندما يتعلق الأمر باجتهاد مع احتمال الخطأ. لكن الكثير لا يعلم أنه شديد الغضب عندما يتعلق بإهانة رجل التعليم أو التفريط في حق من حقوق التلميذ .

   إسمحوا لي ,وأرجو أن يسمح لي السيد محمد البور كوني لم ولن أفيه حقه وما يستحقه من تقدير واحترام . رجل اذا صافحته قدرته, واذا عاشرته أحببته,وإذا أخطأته في حقه احترمته, وإذا اشتغلت معه صدقته.

  أتمنى له صحة وعافية وطول العمر, واأتمنى من الله العلي القدير أن يصلح له أسرته . إنه نعم المولى ونعم المجيب.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. د. محمد بن العياشي
    09/02/2013 at 00:21

    شكرا للسيد الفاضل محمد المقدم على هذا المقال الشامل مقال الوقاء والاعتراف و التقدير، أود أن أضيف إلى ما قلتم خاصية قلما يعرفها الناس عنه بسبب تواضعه الجم وعدم حبه للأضواء – وهي أنه كاتب لامع يتميز بأسلوبه العربي العذب والأنيق رصانة وفصاحة وبلاغة
    ومن جانبي لا يسعني الا ان اقول في هذه المناسبة «شكرا» لهذا المربي الفاضل، الشامخ في تواضعه الذي عرفنا فيه نقاء سيرته، وطهارةِ سريرته ، كما عرفنا فيه الرجل الحارس للفضيلة والمحافظ على شرف المهنة ، حيث كرس كل وقته في خدمة قطاع التعليم بعدة جهات وأقاليم(طاطا- بركان- الناظور- وجدة) فكان حريصا على تأهيل الناشئة وتكوينها ، وغرس المبادئ الجميلة في نفوسها ، كما كان محافظا في الوقت نفسه على كرامة العاملين بالقطاع وصلح ذات البين بينهم. فالرجل كان على وعي عميق بهذا القطاع الذي يعسر أن تتفق فيه الآراء على اتجاه واحد.
    والواقع إن تقاعد مثل هذا الرجل الذي مايزال في قمة عطائه وتميزه وإخلاصه يعد خسارة في الميدان التربوي. ويكلمة واحدة السيد محمد البور رجل والرجال قليل

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *