Home»International»تثبيت أجهزة مراقبة المواظبة في إدارات وزارة التربية ليس عيبا ولا يعقل أن تلام فيه الجهات المنفذة

تثبيت أجهزة مراقبة المواظبة في إدارات وزارة التربية ليس عيبا ولا يعقل أن تلام فيه الجهات المنفذة

0
Shares
PinterestGoogle+

تثبيت أجهزة مراقبة المواظبة في إدارات وزارة التربية ليس عيبا ولا يعقل أن تلام فيه الجهات المنفذة

محمد شركي

تثبيت أجهزة مراقبة المواظبة والالتحاق بمقار الأعمال إجراء مستعمل في البلاد الراقية منذ زمن بعيد  ، وقد استعملته  أيضا بعض القطاعات في  بلادنا منذ مدة طويلة ،كما أن  أساليب  مراقبة المواظبة معمول بها  دائما حيث كانت بعض القطاعات تخصص محاضر للتوقيعات اليومية . ولا يمكن أن تعاب الإدارات  إذا ما  مارست حقها في  ضبط مواظبة وغياب  موظفيها . ولا يمكن أن يغضب الموظفون من مراقبة  الإدارة لمواظبتهم  وغيابهم ،بل بالعكس عليهم أن يكونوا أولا من يرحب  بأسلوب تثبيت أجهزة مراقبة المواظبة والغياب لدفع كل شك قد يخامر المسؤولين حول مواظبتهم . وإذا كانت وزارة  التربية هي صاحبة القرار في تثبيت أجهزة مراقبة المواظبة  ،فلا يعقل أن يعاب على الجهات المنفذة تنفيذ القرار وفق التعليمات المقدمة لها . وإذا كان تثبيت أجهزة مراقبة المواظبة والغياب في إدارات وزارة التربية الوطنية قرارا إداريا من حق الوزارة المشغلة أن تمارسه مع أن أصحاب الضمائر الحية يحملون معهم دائما أجهزة مراقبة ذاتية تجعل نصب عينها الرقيب العتيد الذي هو رب العزة جل جلاله الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ولا تأخذه سنة ولا نوم  ، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، فهنالك أمر مهم جدا قد لا تنتبه إليه الوزارة ألا هو التضحيات الجسام التي يقدمها العديد من الموظفين من أجل الصالح العام خارج أوقات العمل  دون تعويضات ولوجه الله تعالى حيث يقضون أوقاتا  معتبرة  في أعمالهم ووظائفهم بعد انتهاء الحصص القانونية  لا يريدون بذلك  شكر أحد ولا جزاء . فإذا كان من حق الوزارة أن تثبت أجهزة مراقبة مواظبة وغياب موظفيها  ، فمن حق الموظفين  ألا يضحوا  بأوقات خارج أوقات أعمالهم مهما كانت الظروف الشيء الذي سيقضي قضاء مبرما على روح التضحية  التي يجب أن يتحلى بها الموظفون  حبا في وطنهم وخدمة للصالح العام . ولا شك أن الذي  حمل وزارة التربية الوطنية على قرار تثبيت أجهزة مراقبة المواظبة والغياب هو عينة محدودة من الموظفين يمكن اعتبارهم نوعا من أنواع الأشباح التي تظهر وتختفي حيث  يلتحقون بأعمالهم وإداراتهم متى شاءوا وأنى شاءوا .

ومنذ اعتماد التوقيت المستمر درج هؤلاء الأشباح أو الجن ،وبالمناسبة سميت الجن جنا لقدرتها على الظهور والاختفاء السريع على الانصراف  من العمل  دون عودة  بعد منتصف النهار بذرائع  صلاة الظهر  أوتناول وجبة الغذاء ، وهو تحايل مكشوف  للتملص من القيام بالواجب . وليس كل الموظفين من هذا الصنف بل فيهم  الفضلاء أصحاب الضمائر الحية  الذين يخشون رقابة الله عز وجل ولا يخشون رقابة أحد من الخلق . وأعتقد أن الذين يخشون رقابة الله عز وجل لن  يقلقهم قرار تثبيت الوزارة أجهزة مراقبة المواظبة والغياب لأنهم يراقبون أنفسهم من خلال مراقبة خالقهم سبحانه   ، وإنما الذين  يخشون هذا القرار هم أصحاب الفز من فئة الأشباح أو الجن التي تظهر وتختفي . وفي اعتقادي  أن تحميل  منفذي قرار تثبيت أجهزة مراقبة المواظبة والغياب المسوؤلية عنه  عبارة عن تجن واضح عليهم لا يليق بالعقلاء الأكياس ولا بأصحاب الموضوعية  والعدل والقسطاس في الحكم على الناس. ومن غير المروءة أو الرجولة  أو الشهامة اغتنام فرصة  رحيل مسؤول أو قرب رحيله للنيل منه والكشف عن عيوب  تنسب  له مع أنها  لم تكن تكشف من قبل . ولقد عبت على الذين  اغتنموا  فرصة رحيل  مدير أكاديمية الجهة الشرقية السابق ، وهم الذين كانوا لا يجرؤون على انتقاده  عندما كان بين ظهرانيهم ، وهو يصول ويجول  بينهم بحق وبغير حق حتى إذا  رحل  فتحت له ملفات انتقاد ،وكان ذلك بمثابة معرة للذين كانوا يخشونه ولا يخشون الله عز وجل ، وتحول جبنهم إلى شجاعة بعد فوات الأوان فسلقوه بألسنة حداد . ولا يليق  بالجهة الشرقية أن  يتكرر فيها هذا الأسلوب الجبان ، فمن كان  ينتقد  المدير الحالي من قبل جاز له أن  ينتقده بعد رحيله ، ومن لم يكن يجرؤ على ذلك، فعليه أن يشفق على نفسه من معرة  انتقاده بعد رحيله لأنه سيصنف جبانا وحقيرا  .

وإذا كان مدير الأكاديمية الحالي قد  زلت به قدم التدبير الصحيح ، فالعارف بزلته في وقتها وأوانها  مع السكوت عليها شيطان أخرس ، أما بعد رحيله فذكر زلته ـ إن صحت ـ  فسيكون انتقاده في حكم اغتياب الغائب أوفي حكم ذكر الميت بسوء ، وحكمه شرعا أن يذكر بخير. ولقد لامني  يوم راجت عن المدير السابق  تهمة أخلاقية لا علاقة لها  بالعمل حيث طلب مني البعض أن  أجعلها ضمن النقد الذي كنت  أوجهه إليه في مجال العمل لا  خارجه ، فاعتبرت  لومهم لي باطلا ، ورفضت الخوض في ذلك الموضوع،  بل ربأت  بنفسي أن  أنال منه دون وجه حق من خلال  إقحام أحواله الشخصية خارج العمل   في مجال العمل. ولا زلت على مبادئي لا أحيد عنها قيد أنملة  أنتقد المسؤولين في عز  سلطانهم  إذا اقتنعت  بزلاتهم  ولا أخشى لومهم أو عتابهم ، ولا أقول فيهم إلا ما استيقنت من صحته وصوابه  وكانت الأدلة عليه دامغة  لا يرقى إليها شك أو ريب . وليس من أخلاقي  أن  أذكرهم  بعد رحيلهم بما لم أذكرهم به من قبل . وأخيرا أعتقد جازما أن  المحسن يعرف جيدا إحسانه ، والمسيء يعرف جيدا إساءته  ، ولا يزيد الفخر الكاذب  في رجولة من لا رجولة  له ، ولا ينقص القذف الكاذب من شرف  الشريف  والعفيف ، وموعد الجميع  يوم العرض على الله عز وجل يوم تشهد الجلود والأرجل والأيدي على أصحابها ، وينطقها الذي أنطق كل شيء ، وقد خاب يومئذ من حمل ظلما ، ولن ينفعه ملء الأرض ذهبا لو افتدى به .  

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. أستاذ
    07/02/2013 at 19:45

    بارك الله فيك يا سيد شركي

  2. ouehbi
    08/02/2013 at 00:30

    كما عهدناك دائما تجاهر بالحق
    وفقك الله لما يحبه و يرضاه

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *