Home»Régional»مشاركة هزيلة للمواطنين في الإنتخابات البرلمانية

مشاركة هزيلة للمواطنين في الإنتخابات البرلمانية

0
Shares
PinterestGoogle+
 

لعل ما لوحظ في الإنتخابات البرلمانية الأخيرة في المغرب , أن نسبة الإقبال على التصويت كانت ضعيفة جدا و لا تليق بدولة في الطريق نحو الديمقراطية , حيث لم يكن متوقعا هذا الحضور الضعيف , لن نتحسر على ما فات و لكن يحق لنا أن نتسائل حول السبب وراء هذا العزوف الرهيب للناخب و المواطن على العموم عن الذهاب إلى مكاتب التصويت , ربما يرجع السبب الحقيقي لثقافة اليأس التي تعم مجتمعنا و التي يغذيها بعض الفاسدين في السلطة الذين لا يعرفون ما معنى المواطن إلا في وقت الإنتخابات , كيف يمكن أن يثق المواطن في سياسيين غير وطنيين كهؤلاء , هذه هي المسألة و المشكل الحقيقي الذي يجعله يطلق الشتائم تلو الشتائم و يقسم على عدم الذهاب للتصويت مرة أخرى عقابا لهؤلاء الأشخاص , نعم المواطن له الحق في التذمر في هذه الحالة , لكن هذا الأمر ليس مبررا على الإطلاق في عدم الذهاب إلى التصويت , فالأمر متعلق بواجب وطني و ليس إنتقاما من أفراد أو من الدولة و ما إلى ذلك من المبررات الغير مقبولة , فالمغرب في حاجة ماسة لمسؤولين وطنيين و ذوي أخلاق و مستعدين لخدمتهم و لن يتم ذلك إلا عن طريق المواطن فهو الوحيد الذي يتحكم في نوعية المسؤلين , الآن و بعد أن إنتهى كل شيئ يجب على الأحزاب مراجعة نفسها و مصالحة المواطن الذي لا يثق فيها و زعمائها , كما على النخب و الفاعلين الجمعويين و الفئة المثقفة بصفة عامة الإلتزام بمسؤوليتها من الآن فصاعدا للإستعداد مرة أخرى للإنتخابات البلدية المرتقبة , فالتوعية هي الوسيلة و الهدف هو ذلك المواطن المغلوب على أمره و الذي مازالت نظرته للدولة هي نفسها و هذا ما يجب أن نعترف به , الوضع المعاش لا يحتمل و لهذا يجب دق ناقوس الخطر و إلا قد يتحول غضب هذه الجماهير إلى أشياء لا تتوقع و لا أريد قولها , فإليكم ما وقع في آسفي في المدة الأخيرة كمثال واضح , فالكل في حالة خمول و كل يتكل على الآخرين من أجل النهوض بهذا المجتمع , من المفروض على النخبة أن تتحد من الآن لدراسة الواقع المعاش للمواطن , خصوصا مواطني الجهة الشرقية للمملكة فبفضلهم يستطيع هذا المجتمع أن يقف على رجليه .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. عبد العزيز قريش
    02/10/2007 at 12:28

    الأخ الكريم الفاضل طه بلحرمة تحية إكرام وتقدير لمقالتكم هذه، أتفق معك في أن الذهاب إلى الصناديق واجب وطني، لكن في مقابله هناك واجب وطني على الأحزاب تجاه مواطنيها عامة وليس منخرطيها فقط. فالأحزاب التي لا تعرف المواطن إلا في الانتخابات حقيق على المواطن بل الواجب عليه وطنيا وشرعيا وإنسانيا أن يحاسبها. والمغاربة حاسبوا أحزابهم بالطريقة الحضارية التي تنم عن وعي واع جدا. وليست هذه النتيجة حاصل خطاب التيئيس كما تعتقد وإنما هي حصيلة ممارسة التيئيس إجرائيا في حياة المواطن المغربي. أما القول بثقافة التيئيس فهذه ديماغوجية يمارسها ويسوقها من يأس المغاربة فيه بإجراءاته. وعلى الجميع أن يجري نقدا ذاتيا للخروج من هذه الوضعية المزرية.
    أخي أعتقد أن السياسة في خدمة المواطن وليست ضده وعليه. وبالتالي: ما رأيك في سياسي يقدم لنا عائلته كاملة مرشحة للانتخابات وهو لم يقدم للمغرب شيئا يذكر؟ أهي السياسة مقاولة عائلية؟ أم مؤسسة شعبية؟ أنت المثقف الذي يعلم أن صوته أمانة وطنية وشرعية يحاسب عليها أمام التاريخ وأمام الوطن وأمام الله، أن يصوت على حزب أو شخص لا يستحق صوته؟ فهل سيذهب أم يقاطع أم يدفع بصوت لاغ لا قيمة له؟ الذي يحترم نفسه وصوته ووطنه لا يسعه إلا أن يقدر هذا الصوت للمصلحة العامة لا الخاصة. وفي ظل هذه النسبة الهزيلة للتصويت مورست خروقات صدع بها أهل السياسة وأرباب الأحزاب. فماذا نقول؟
    يجب علينا إنصاف هذا الوطن بحسن الاختيار في السياسة وإلا فنحن ذاهبون إلى الانتحار الجماعي بممارسات خاطئة لبعضنا في تصريف الشأن العام. فأي سياسة هذه التي تتحرك إلا عندما يتحرك عاهلنا المفدى؟ حتى أصبح المغاربة يتمنون أن يسكن في مدنهم! لتخرج المشاريع إلى النور. لقد سبر المغاربة أحزابهم وعرفوها حق المعرفة ومن ثم نبهوها من أجل مراجعة الذات قبل أن تزيد بخسا وخسرانا. والله الهادي إلى سواء السبيل. ويرحم الله جهابذة السياسيين الحقيقيين الذين ماتوا فداء للوطن وقدموا أرواحهم ومالهم وفلذات أكباده قربانا لهذا الوطن الحبيب.

  2. الفجيجي
    02/10/2007 at 12:28

    اتفق مع الكاتب فيما دهب اليه. فالتذمر كان ينبغي ان ينعكس في اقبال على صناديق الاقتزاع لتصحيح الوضع لا العكس. لانه ببساطة لا يوجد خيار اخر. حتى لمن ان يطالب بصلاحيات اكبر للوزير الاول ينبغي ان يستند الى قاعدة شعبية تفرزها الانتخابات في ظل حياد الادارة كان الامر ممكنا و لكن الاحزاب و العديد من الهيئات المدنية و المهنية خيبت الامل . و اظن ان الاجواء العامة و التوقيت الذي صادف الدحول المدرسي ساهم بدورهما. و المغاربة يجب ان يفهموا انهم اضاعوا فرصة تاريخية و انا اتكهن بانتخابات سابقة لاوانها.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.