Home»Enseignement»كثيرة هي المدارس المحفزة ….. ولكن ….

كثيرة هي المدارس المحفزة ….. ولكن ….

0
Shares
PinterestGoogle+

           أحيانا تجدني متشائما محبطا عائما … من مناظر تعليمية هنا وهناك , وتراجعات تنظيمية في هذا المكان أو ذاك.وأحيانا عندما أقف على بعض المبادرات والجهود والمستويات,أتراجع وأستبشر خيرا ببصيص أمل … يجعلك على الأقل تعيش حلما قد يتحقق…. وقد لا يتحقق….

          إن كان الكثير يلوم تردي أوضاع التعليم الى تراجع المدرسة المغربية وتناقص دورها البناء , والى مؤسسة خارج البناء . إلا أن الزائر والمتتبع المعتدل العادل الموضوعي , لا بد وأن يقف على بعض معالم مؤسساتنا التعليمية التي يعمل العاملون بها وفق ضمير مهني حي وروح مبدعة وتفاؤل بناء, لإظهار المدرسة المغربية في حلة أنيقة محفزة رشيقة. وحتى المؤسسات التي يمكن تصنيفها ضمن اللمنفرة فإن الكثير من طاقمها يبذلون ما في وسعهم, ولكن….

ومن علامات ومؤشرات  وملامح المدارس المنيرة يمكن ملاحظة ما يلي:

   1- فضاء جذاب : لا يختلف إثنان على أن المؤسسة الأنيقة المخضرة المنظمة المنتظمة ,تحفز على التمدرس وتجذب  زوارها .من مساحات خضراء , وممرات محاطة بورود ونباتات وشجيرات تفتح قلبك … ولعل الكثير من مؤسساتنا على هذا النمط,أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر, مؤسسة ابن الهيثم بأحفير ومؤسسة عبد المومن بالناظور ومؤسسة ابن منظور الجديدة بدبدو ومؤسسة التقدم بتاوريرت ومؤسسة المسيرة بتاوريرت وثانوية عبد الكريم الخطابي بالناظور وثانوية عمر ابن عبد العزيز بوجدة …. ومؤسسات عدة .

 2- معالم ادارة المؤسسة : عندما تصل باب المؤسسة وتطل عليك بسور مزركش بالألوان ورسوم على الدوام , ثم تلج بابها ويستقبلك حارس لبق أنيق مؤدب رشيق, قليل الكلام ومحب للسلام.وتتابع سيرك الى ادارة منضبطة ,من مدير بمكتب مرتب وأدب في الحوار وعلو همة, وحراس عامين يتحلون بالرزانة في التقدير والتواصل في التعبير, ومساعدين هادئين عارفين متعاونين,ومقتصد يتابع سير المؤسسة بانتظام واضطراد,وأعوان يقومون بمهامهم على الدوام ودون كثرة كلام…. فاعلم أن ظروف الاشتغال مواتية بشكل كبير.

 3- كيفية ولوج التلاميذ المؤسسة : عندما تمر على مؤسسة ما وقت دخول أو خروج التلاميذ , تتضح لك معالم تسييرها من منظرها العام. تلاميذ منضبطون وادريون واقفون , واحترام للزمن المدرسي من كل الأطراف …. فاعلم أنها علامات محفزة.

  4- نوعية الأساتذة العاملين بها : قد تكون من الصدف أو بناء على عادة اعتمدتها المؤسسة,أنك تجد طاقمها التربوي من خيرة ما تصنف , احترام متبادل  وتعاون متداول , أساتذة كل مادة متفاهمين متحدين يستشير بعضهم البعض الآخر , وتخصصات علمية تحتل مكانة مميزة , بمختبرات مرتبة وتنسيق معتبر.تلحظ على الجميع علامات التفاهم من تفريق بين الجنسين وقلة إن لم أقل انعدام الاصطدام بين أساتذتها.كل يعمل على شاكلته ,وكل يحترم فصيلته.

 5- مؤسسة نظيفة : أحيانا ورغم قلة الأعوان تجد المؤسسة نظيفة ,نظرا لروح التعاون بين جميع الأطراف ,من اداريين وأساتذة وتلاميذ. لا يلقي أحدهم اللوم على الطرف الآخر,الكل يساهم . الجميع يشعر بأن المؤسسة جزء من همومه .أحينا عدة لا تكون المعضلة في عدد أعوان النظافة , بقدر ما تكون مرتنبطة بنوعية السلوكات المتبعة داخل المؤسسة.

 6- أنشطة موازية منتظمة : عدد من مؤسساتنا التعليمية تعتبر الأنشطة الموازية والمندمجة جزءا من العملية التعلمية التربوية , على اعتبار ما تفرزه هذه المجالات من طاقات مبدعة , لم يكن بالامكان بروزها لولا هذا الانفتاح التربوي البناء الرشيد الهادف المندمج ,وهنا لا أقصد تلك الأنشطة المائعة الماجنة التي تؤدي بأبنائنا الى التراجع الدراسي والميل الى العلاقات المشبوهة وممارسة أنشطة لا علاقة لها بالأخلاق.وإنما تلك الأنشطة التي تنمى القيم والاندماج والابداع واظهار الطاقات الحية وابرازها في رشكل قالب تربوي بناء ….

 7- تتتبع غيابات التلاميذ : في هذا المجال أعتبر الحراس العامين حلقة الوصل بين المرؤسسة ومحيطها. وكلما توفر لدى مؤسسة ما, طاقم مجد متتبع متابع من حراس عامين يسجلون الصغيرة والكبيرة , ويعاملون التلاميذ  معاملة  الأب المحتضن,والمستمع الى همومهم والمتريث في معاقبتهم قبل معرفة حقيقة وضعهم,كلما أمكن تقريب الادارة من تلاميذتها وتوعيتهم بحقيقة أدوارها .

 8- تفعيل أدوار مجالس المؤسسة : كثير من الفاعلين التربويين يعتبرون هذه المجالس شكلية صورية وزيادة في الأعباء والمهام ووزر ثقيل. وكثير ما ركز المؤطرون على ضرورة تفعيل هذه المجالس.صحيح قد لا تكون هذه المجالس وفق ما نصبو اليه من صلاحيات محدوة وعمليات معدودة. لكن وجودها يساعد على تفادي الكثير من المعيقات داخل مؤسساتنا التعليمية.  فعلى سبيل المثال, عندما تنعقد مجالس الأقسام كما كانت تنعقد أيام زمان وتقف على حقيقة المستويات, دون  تفخيم للتفاؤلات,من رصد لحقيقة المستويات ووقوف مسؤول على حقيقة المجريات , بل واحراج للمسؤولين في هذه الاتجاهات, من ضرورة احترام للمذكرات وضرورة ايجاد حلول للنجاح بأبسط المعدلات…

 9- اجتماعات منتظمة للادارة التربوية: كلما كانت ادارة المؤسسة بجميع موظفيها منسجمة متعاونة متفاهمة ,كلما قلت الاحتدامات . ولعل أهم ما يمكن تحقيق ذلك اجتماعات أسبوعية ولو لفترة وجيزة ,لطرح أي معظلة تواجه ادارة المؤسسة كانت تربوية أو مالية أو مادية أو ادرية … ومتعلقة عامة بالحياة المدرسية , والبحث عن مسبيب الداء ووصفة الدواء.

 10- تواجد مراكز حقيقية للإستماع والانصات: مراكز مشكلة من فاعلين داخل المؤسسة ومن كل فئاتها الادارية والتربوية,ومن متخصصين في مجال الدعم النفسي والاجتماعي من المتطوعين خارج المؤسسة. وليست تلك المراكز الصورية الشكلية.

 11- تواجد الأندية بالمؤسسة: تواجد أندية فاعلة يساعد كثيرا على انخراط التلاميذ واظهار مواهبهم وتاقلمهم مع محيط المؤسسة ومساهمتهم في البناء الصحيح . ولعلك بين الفينة والأخرى تطلع على بروز نادي هنا وهناك ,كما هو حال نادي البيئة بثانوية الزيتون بالعيون الذي حقق جائزة وطنية, ونوادي عدة برزت لكن قلة التحفيز والتتبع والعناية تذهب جهودها سدى.

 12-  العمل الجماعي : عندما تجد االتخصصات داخل الادارة التربوية مجرد ترتيبات شكلية و والعمل الجماعي هو السائد , حيث يعملون كفريق منسجم متعاون,شكلهم شكل الأساتذة والتلاميذ .فريق مترابط متفاهم متحد منسجم .

 

    إن قلة عناية الساهرين على التربية والتعليم بكل مجالات الحياة المدرسية , قد تحبط جهوده العاملين بها وتفقدها الثقة في محيطها التربوي. ولعل  ما ذكره صديقي كورجيت أستاذ التعليم وعضو نشيط بجمعية النبراس , في حوار معه,عندما أشار الى عدم التمييز بين المجد والمخل ,من خلال وضع الجميع في نفس السلة , بل قد يتوافر للمخل من امتيازات ما لا يوفر لمن قدم الكثير خارج وقت عمله تطوعا وحبا في مؤسسته ومحيطه.ولعل أيضا ما رد به أحد الآباء على مقال كتبته حول المدرسة الايكولوجية عندما همش ابنه ولم يستدع ,بل لم ينتبه المسؤولون الى ما قدمه في مجال البيئة عن طريق تحفيزه ولو معنويا,إنما يدل عدم تركيزنا على الكثير من الجوانب التي يمكن أن تساهم في تخفيف العبء وتحقيق التوازن داخل المؤسسة,من خلال مشاركة فعالة واشراك حقيقي لكل الفاعلين , ومن خلال التحفيز والتشجيع والتتبع والمواكبة .

  وهنا أختم برد ذكره أحد القراء الكرام في مقال سابق حول المدرسة المنفرة في قوله » ما أسهل التنظير » ومهما كانت نيته,فإنني أتفق معه,حيث يسهل علي وعلى غيري ذكر هذه المواصفات, لكن الميدان وواقع الحال يقف عثرة ويوقف الكثير من المبادرات.لكن الاخلاص والتفاني والعمل الجيد … قد يساهمان في تذييل الكثير من المعيقات. وإلا كيف نفسر مؤسسات نموذجية منتجة فاعلة ,وأخرى مجاورة لها منفرة  قاحلة ؟؟؟؟؟؟؟

 

   

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *