Home»Enseignement»المقاطعة حيلة جبانة لتجنب الإضراب ، والإضراب بلا اقتطاع ذل ومهانة

المقاطعة حيلة جبانة لتجنب الإضراب ، والإضراب بلا اقتطاع ذل ومهانة

0
Shares
PinterestGoogle+

المقاطعة حيلة جبانة لتجنب الإضراب ، والإضراب بلا اقتطاع ذل ومهانة

 

محمد شركي

 عقب أحدهم على مقالي الموضح لموقفي من الحديث عن المقاطعة الذي التبس على البعض فظنوه تنكرا لمطالب هيئة الإدارة التربوية ، واستشهد بفقرة من مقالي من أجل أن يستنتج أن حق الإضراب يعني الحق في المقابل عليه ، وهو ما  تطلب مني توضيحا أراه ضروريا لرفع لكل لبس . أما المقاطعة  كما مر في مقال سابق فهي مجرد ابتداع لا أساس له ، ولا يستند إلى قانون  ، ذلك أنه وضعية  ثالثة  شاذة بين العمل وبين الانقطاع عنه بحيث لا يستطيع أحد الجزم بأن المقاطع يعمل أو هو مضرب  ، وحاله ينطبق عليه المثل العامي  » غضبان وينش على غذائه  » . والمقاطعة في حقيقة  أمرها مجرد تحايل  جبان من أجل تجنب الإضراب الذي هو حق يضمنه الدستور، لأن هذا الأخير لا يمكن أن  يقع في تناقض، فيسمح من جهة بحرية الانخراط في الأحزاب والجمعيات والهيئات النقابية دون أن يقر بما يستوجبه الانخراط فيها من حقوق بما في ذلك حق الإضراب . والإضراب عبارة عن انقطاع عن العمل ولكنه مبرر عكس الانقطاع الذي لا مبرر له . ومع أن الإضراب انقطاع عن العمل مبرر، فإنه عكس غيره من أنواع الانقطاع المبررة لا يخول لصاحبه حق الاستفادة من المرتب الذي هو جزء من الأجرة وينزل بسبب ذلك منزلة الغياب غير المبرر ، علما بأن المرتب يدفع مقابل  الخدمة ، فإذا  انتفت الخدمة توقف المقابل ضرورة ، فضلا عن كون المقابل يصرف لمن يقدم الخدمة  في الوظيفة العمومية من المال العام ،وهو مال الأمة وليس مال القطاع المشغل . ولا يعقل أن يستسيغ من لم يقدم خدمة لفائدة الأمة أن  يتقاضى أجرا من مالها العام . والإضراب عبارة عن إعلان من أشخاص متحالفين على شروط محددة بينهم عن وقف العمل أو الشغل من أجل مطالب يبتغونها وهو تضحية بأجورهم من أجلها .

ويشترط في الإضراب إعلانه وإشهاره كما يعلن ويشهر النكاح في الإسلام ، وذلك بوسائل معلومة كما يكون  ضرب الدف وسيلة إعلان النكاح .  والإضراب بدون اقتطاع يجعله مبتذلا وبدون معنى ، بل يجعله مطية المتهاونين في أداء الواجب إذ يشجعهم عدم الاقتطاع على المبالغة في الإضراب  والإكثار منه الشيء الذي يجعله فاقدا للمصداقية والمعنى والتأثيرأيضا ، كما أنه يعطي الجهة المشغلة مبررات للمزيد من المماطلة والتنكر للمطالب والحقوق  ،. والمضربون مع الاحتفاظ بالأجر لا يخسرون شيئا في حال إضرابهم بل الخاسر هو الأمة عندما يتعلق الأمر بالإضراب في القطاعات العمومية . ولا أظن أن صاحب  ضمير حي وموضوعية  وعدل وأخلاق وكرامة يرضى أن يحصل على أجر وهو مضرب ،لأن في ذلك إهانة له ، بحيث يسجل عليه  أنه  يأكل السحت لتقاضيه  أجرا بدون عمل يقابله ، وهو الباطل عينه . والمضرب الذي يقتطع من مرتبه يشعر بالعزة والكرامة أمام الجهة المشغلة ، ويكسبه ذلك احتراما لأنه بموقفه هذا  ينأى بنفسه عن الانتهازية وعن كل تهمة . ولا يمكن أن يبرر مطلب الاحتفاظ بالأجر في حالة الإضراب بتماطل الجهة المشغلة أو ظلمها أو تسويفها . ولا بد في الإضراب من أخلاقيات بحيث لا يتدنى المضرب صاحب المطالب المشروعة والحقوق المهضومة  إلى مستوى مشغل دون أخلاق ولا قيم  مع الإصرار على الظلم والغمط والتسويف . والذي يطالب بالحصول على أجر وهو مضرب،ويعتقد أنه يلحق الضرر بالجهة المشغلة خصوصا في القطاع العام إنما يلحق في الحقيقة الضرر بالأمة عندما  يستفيد من مالها العام دون أداء ما عليه من واجب  نحوها وليس نحو الجهة المشغلة . والمضربون مع الإصرار على الحصول على الأجور قوم ضز ـ بضم الضاد والزاي وتضعيفها ـ ومفردها أضز  وهو السيء الخلق والصفة من فعل  ضاز يضوز ضوزا وهو الذي ينقص من حق غيره ، ومنه قول الله تعالى قسمة ضيزى أي جائرة ، ومن معاني ضاز أن يلوك الإنسان الثمرة في فمه . والمضرب الأضز المطالب بأجر على عدم الخدمة يلوك بفمه ما لا يحق له . وليس من قبيل الصدفة أن يكون  من صيغ الإضراب ترك الطعام والانقطاع عن تناوله. فعلى غرار ترك المضرب  على الطعام طعامه  يجب على المضرب على العمل ترك المقابل . ولا يعقل أن يترك المضرب عن الطعام طعامه وهو حق مشروع ، ولا يترك المضرب عن العمل الأجر وهو حق غير مشروع. وإذا كانت المطالبة بالأجر في حالة الإضراب معرة ، فإن المطالبة بها في حالة  ما يسمى المقاطعة أعر  . وفي اعتقادي أنه قد ولى زمن تسمية الأشياء بغير مسمياتها ، ومن المفروض أن يكون الربيع العربي ومعه الربيع المغربي قد جاء بغطاء نباتي بشري جديد ، وفرض ذهنيات جديدة تقطع مع  الذهنيات البالية التي نأمل أنتكون قد ولت بلا رجعة ، وقد مقتناها واعتبرناها فسادا في الأرض لا بد له من إصلاح يطرده إلى الأبد .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

7 Comments

  1. s.g
    22/11/2012 at 20:34

    vous avez raison monsieur chergui.

  2. مدير
    22/11/2012 at 21:52

    المقاطعة ليست حيلة جبانة . و إلا ماذا سنسمي مقاطعة البضائع الإسرائيلية على سبيل المثال؟ المقاطعة ليست إلا وسيلة من وسائل الضغط على الآخر لتحقيق هدف معين . نعم سيدي الفاضل كل عمل يستوجب أجرة وكل رفض للعمل يستوجب اقتطاعا ، و أجبنا بصراحتك المعهودة هل يستوجب الاقتطاع من رواتب المديرين إذا لم يقوموا بالسخرة و النظافة ( نعم هناك كثير من المديرين الذين يقومون بهذه المهام في غياب الأعوان) نعم قلت هل يستوجب الاقتطاع من أجور هؤلاء المديرين ؟ أم يستوجب الأمر منحهم تعويضات عن مهام « السخرة و النظافة و … » ؟ أم سنكتفي بالقول لهم : « الله يجيب » علما بأننا نؤمن كامل الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى هوالمعوض .

  3. ahmed
    22/11/2012 at 23:32

    تحليل موضوعي ونزيه.رحم الله زمانا كان الاقدام على يوم اضراب واحد يحسب له الف حساب لدلالاته واثره العميقين ولما قد يترتب عليه من تبعات تجاه المضرب ،أما اليوم فقد فقد الاضراب معناه وكثر اللغط حول الجانب المادي-رغم تحسنه الواضح- ولا أحد يأبه للمصلحة العامة ولشؤون الأمة وكأن التوقف عن العمل يهم اناسا بقطنون كوكبا آخر.يجب على بعض النقابات ان تثوب الى رشدها وتحتكم الى العقل وتراعي المصلحة العامة وتعرب عن مواقف تضامنية عند الحاجة اليها

  4. محمد شركي
    23/11/2012 at 07:58

    ردا عليك أيها السيد المدير أكرر آفة الرأي سوء الفهم أو سوء التأويل أنا لم أسم مقاطعة ما لايدخل ضمن مهام الإدارة التربوية مقاطعة بل قصدت بها مقاطعة ما يجب عليهم ويدخل ضمن اختصاصهم

  5. أستاذ
    23/11/2012 at 15:53

    السيد محمد هل قمتم بإرجاع الأموال التي صرفت لكم أثناء مقاطعاتكم السابقة لمهامكم في إطار معركتكم العادلة التي خضتموها مع الوزارة ؟ فإن لم تفعلوا ذلك فإنكم تقاضيتم أموالا نصنفها في صنف الحرام لأنكم تقاضيتموها دون خدمة بالمقابل

  6. متتبع
    23/11/2012 at 17:35

    ألا يعتبر من القوم الضز من عبأ وثائق تعويضات التنقل وأثبت فيها زيارته لبعض المناطق التي لم تطأها قدمه حتى يستوفي شروط تحصيل المبلغ (المخصص له) ومن أدلى بالبطاقة الرمادية لسيارته دون أن يستعمل هذه الأخيرة في تنقلاته حتى يستفيد من التعويضات الكيلومترية ؟ هل يعتبر هذان النموذجان صاحبي ضمير حي وموضوعية وعدل وأخلاق وكرامة بعيدين عن أكل السحت علما أنهما اعتمدا الزور والكذب والبهتان في الوثائق ووقعا عليها لالتهام المال العام . والكلام قياس كمايقول المثل الشعبي .أرجو النشر

  7. م
    24/11/2012 at 01:21

    السيد محمد هل يستحق بعض المفتشين الرواتب التي يتقاضونها من الأمة وهم يقضون السنة كاملة بالمقاهي باستثناء بعض الزيارات الخفيفة ألا ياكلون السحت.
    أما ما قلته حول المقاطعة فهي بالفعل جبانة وحيلة المفلسين ;والخائفين .أماالاضراب فهو لا يعنيك لذلك ترفضه وتطالب بالاقتطاع لأن المفتش كما يبدو للناس في حالة عطالة ومتحرر من قانون الوظيف العمومية لا يدفع شهادة طبية ولا يحتاج الى اضراب
    غريب كل من خالفكم الراي تردون عليه بسوء الفهم والحساسية من التفتيش وهذه اسطوانة صارت معروفة وكأنكم وحدكم تفهمون وتخافون الله والرقيب…

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *