Home»International»على من تقع مسؤولية الإساءة إلى عبادة النحر من خلال الترويج لاقتناء الأضاحي بالربا ؟؟؟

على من تقع مسؤولية الإساءة إلى عبادة النحر من خلال الترويج لاقتناء الأضاحي بالربا ؟؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

على من تقع مسؤولية الإساءة إلى عبادة النحر من خلال الترويج لاقتناء الأضاحي بالربا ؟؟؟

 

محمد شركي

 

كان من المفروض أن  يعامل الترويج لاقتناء الأضاحي بالربا  في وسائل إعلامنا  وفي اللوحات الإشهارية بنفس الأسلوب الذي تم به التعامل مع القمار، وهو أسلوب انتقده  بعض السفهاء المتربصين السوء بالقيم الدينية  عندما اعتبروا إشهار القمار كرفع الآذان. ولقد لقي قرار منع إشهار القمار استحسانا واسع النطاق في المجتمع إلا أن إغفال إشهار مماثل ،والذي يتعلق  بالترويج لاقتناء أضاحي العيد بالربا يعتبر أمرا مستغربا خصوصا في ظل حكومة ذات مرجعية دينية ومع وجود مؤسسة دينية تحرس العقيدة  . والسؤال المطروح على هذه الحكومة هو : على من تقع مسؤولية الإساءة إلى عبادة النحر من خلال الترويج لاقتناء الأضاحي بالربا ؟  . ومعلوم أن الأضاحي المفروض فيها شرعا أن تكون طيبة  ومن كسب طيب ، لأن الله عز وجل طيب لا يقبل إلا طيبا . فعندما يسمح للمؤسسات البنكية بالتعامل بقروض ذات فوائد جهارا مع الذين يقترضون لشراء الأضاحي ، فإن ذلك يعني السماح بالإساءة إلى الإسلام  من خلال ابتذال مناسكه. وكان من المفروض أيضا أن تصدر فتوى عن الجهة المسؤولة عن الدين لمنع اقتناء أضاحي العيد عن طريق المعاملات الربوية . ومقابل ذلك كان من المفروض على الجهات المسؤولة أن تمنع كل إشهار أو إعلان في وسائل الإعلام وفي اللوحات المثبتة في الأماكن العمومية يسوق لاقتناء الأضاحي بالربا. وموازاة مع ذلك كان من المفروض أن  يلزم المسؤولون جميع القطاعات العمومية والخاصة بتمكين  الأجراء من رواتبهم حتى لا يضطروا للجوء إلى المؤسسات البنكية التي تستغلهم من خلال قروض بفوائد من أجل اقتناء أضاحي العبادة ـ يا حسرتاه ـ  . ومن المعلوم أن إحياء سنة النحر المؤكدة  صارت عبئا  بالنسبة للبعض بسبب ما أصبح يكتنفها من صعوبات الاقتراض بالفوائد . وهذا أمر من شأنه أن يفرغ هذه العبادة من دلالتها حيث تصير مجرد  عادة  ومناسبة لاستهلاك اللحوم  . ويستغل بعض السفهاء وبعض الناقمين على القيم الإسلامية  فرصة الضائقة التي يعاني منها بعض الشرائح الاجتماعية المعوزة بمناسبة حلول عيد الأضحى لزعزعة عقيدتهم من خلال ترويج فكرة عسر الدين الذي لم يجعل الله عز وجل فيه عسرا. وبالرغم من كون سنة العيد لا تلزم المعوزين  بالنحر، فإنهم يحرصون عليها أشد الحرص ، وهو ما يجعلهم ضحايا المعاملات الربوية سواء تلك التي تمارسها الأبناك ، أو تلك التي يمارسها بعض الخواص من المقامرين ، ومن المبتزين الذين يستغلون الناس ، ويبخسونهم أثاثهم  وأمتعتهم مقابل أثمان مجحفة نظرا لاضطرارهم لاقتناء الأضاحي ، وهو ما يولد لديهم حقدا ليس على المقامرين أو المؤسسات البنكية التي تقرضهم بالفوائد ،وإنما على المناسبة الدينية التي تصير في نظرهم عقوبة وعنتا وحرجا وإصرا . وأمام غياب سنة التصدق من الأضاحي كما تنص على ذلك السنة النبوية المشرفة ، فإن  بعض الناس لا يجدون مفرا من اقتناء الأضاحي بالطرق المحرمة شرعا . ولا معنى لاستصدار الوزارة الوصية على الشأن الديني مذكرة تدعو خطباء منابر الجمعة لتنوير الناس  بمناسبة عيد الأضحى ، وتذكيرهم بما يشترط في الأضاحي ، و بسنة النحر وما تتطلبه من شروط  لتكون عبادة صحيحة دون التنبيه إلى ظاهرة  خطورة اقتناء الأضاحي عن طريق المعاملات الربوية ، وتحذير الناس منها لأنها مفسدة لقرباتهم عند الله عز وجل. ولا معنى لحكومة ذات مرجعية دينية غافلة عن ابتذال عبادة النحر . ولا معنى لإصرار بعض الناس على الإساءة إلى دين الله عز وجل من خلال اقتناء الأضاحي بطرق غير مشروعة . ولا معنى لاستغلال مناسبة دينية من أجل المضاربات والاحتكار دون تدخل من يعنيهم الأمر لمنع كل ما من شأنه أن  يمس الناس في عقيدتهم . ومن قلة الدين  وضعفه  وقلة الإيمان ابتذال مناسبة دينية والاستخفاف بها من خلال اضطرار الناس إلى ممارسة عبادة مقدسة عن طريق الوقوع  في المحظورالمحرم . فمتى ستستيقظ ضمائر الجميع لمنع الإساءة إلى عبادة النحر ؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. مواطن
    21/10/2012 at 13:04

    مسؤولية الحكومة هي أن تطلب من الناس أن يكونوا واقعيين إذا لم يقدروا ماديا على شراء الأضحية فمسموح أن يكتفوا باللحم خاصة ونحن في أزمة اقتصادية

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *