Home»Correspondants»شباط امينا عاما لحزب الميزان

شباط امينا عاما لحزب الميزان

0
Shares
PinterestGoogle+

مغربنا وطننا روحي فداه …نشيد  ردده اعضاء برلمان حزب الاستقلال بشكل جماعي قبل انطلاق عملية انتخاب الامين العام للحزب  , وقد بدا حميد شباط في قمة نشاطه خلافا لعبد الواحد الفاسي الذي كانت ملامحه تشي بتخوفه من شيء ما , وان حاول اخفاء ذلك بمعانقة غريمه و اظهار نوع من الثقة في النفس والتصريح بأنه لا خوف على الحزب من اي تصدع او انشقاق . وبعد انتهاء فترة العناق واخذ الصور التذكارية التي ستؤرخ لمرحلة فاصلة في مسار هاته الهيئة السياسية , انطلقت عملية الترشيح  , وتلتها عملية الانتخاب بطريقة شفافة تحت اعين المراقبين من الطرفين ورغم بعض الهفوات البرتوكولية وملاحظات تخص سير عملية الاقتراع من باب الاحتراز ضمانا لسرية التصويت ,و لتطمئن قلوب الجميع على ان العملية في رمتها تجري بطريقة ديمقراطية ونزيهة لأول مرة في تاريخ  الحزب العتيد الذي كان في الماضي  يعتمد على اسلوب التوافق والتراضي واتخاذ ترتيبات مسبقة تجعل النتيجة متحكم فيها وغير قابلة لأية مفاجئات ,حتى ان الامين العام  » المنتخب  » يكون قد هيئ الخطاب  المكتوب الذي سيلقيه بعد اعلان فوزه ليشكر الحضور على الثقة التي وضعوها فيه , ويعطي الخطوط العريضة لبرنامجه الرامي الى تسيير الشؤون الحزبية بديمقراطية قل نظيرها وعن طريق التشاور داخل هيئات الحزب ولجانه ومع اطره وقيادييه وحكمائه بدون اغفال القواعد الحزبية لما فيه مصلحة الوطن والمواطنين الى غير ذلك من الوعود المعسولة والأماني الوردية  .

اذن مبدئيا تم القطع مع هاته الطرق التقليدية المتوارثة , وبزغ فجر عهد سيؤسس لمنهجية جديدة في الاختيار الديمقراطي وتسيير الشأن الحزبي .  

وسيظل يوم الاحد 23 شتنبر 2012 مشهودا في تاريخ حزب الميزان , حيث تم انتخاب حميد شباط امينا عاما جديدا بفارق 20 صوتا عن منافسه ,هكذا فمالت الكفة لصالح عمدة فاس ونائبها في البرلمان ورئيس نقابة الحزب ( اع ش م ) المثير للجدل بسبب خرجاته الاعلامية , وتصريحاته النارية المحسوبة العواقب ككل خطواته منذ ان بدا يتلمس طريقه في العمل النقابي والسياسي خاصة بعد احداث فاس التي اتهم بكونه مشعلها من طرف اجهزة الدولة , وبعد ازمة انطلقت بفراره من العدالة ثم محاكمته وانتهت بإصدار العفو عنه , جاءت فترة اليسر, لان بعد العسر يسرا , فوقف شباط مثل  » نيرون  » يتأمل فاس التي احرقها والتي -بعد انتخابه عمدة للعاصمة العلمية  –  يشرف على تأهيلها وإعادة بنائها وتعميرها , بحيث تغيرت معالمها وزينت شوارعها الكبرى بالنافورات المتعددة الالوان والأشكال والكراسي الرخامية والنخيل الباسق والورود الزاهية  التي زادتها جمالا , وفي المساء ترى الناس يمشون  افرادا وجماعات والأنغام الموسيقية تشنف اسماعهم  في جو رومانسي يذكرنا بزمان الوصل بالأندلس , وتحسب هذه المشاريع لشباط الذي شغفته فاس حبا بعد نزوحه اليها قادما من احواز تازة , رغم ان خصومه السياسيين يعتبرون ذلك نوعا من الترف الذي يعتمد على تزيين الواجهات بينما المدينة في عمقها وهوامشها تعيش ازمة ناتجة عن افتقارها للبنية التحتية والمشاريع المهيكلة وانتشار البناء الفوضوي وأحياء الصفيح وارتفاع في نسبة الجريمة بسبب البطالة والفقر والإقصاء الاجتماعي  الى غير ذلك من الموبقات والنقائص والظواهر الشائنة .

ويرد شباط على خصومه بتقديم حصيلة عمله في التسيير الجماعي من خلال , المجهودات المبذولة والمنجزات  التي رأت النور في عهده والتي –حسب رأيه -لا مجال للمقارنة بينها وبين فترة التسيير الجماعي السابق لرفاقه في الكتلة الوطنية , والمواطن خير شاهد على ذلك ولديه الخبر اليقين , مع العلم ان وجهات النظر تختلف في هذا الشأن بين مؤيد و معارض . وترتفع حدة الجدال في فترات الانتخابات الجماعية والتشريعية , حيث تتحول الحملات الانتخابية الى ميدان للمصارعة وتبادل الاتهامات بشان تسخير المليشيات والبلطجة  و شراء الذمم ,وتتوالى الضربات تحت الحزام التي لم يسلم منها حتى الابناء و المقربون , وهذا غيض من فيض .

ويخرج شباط متنصرا  كعادته في مثل هاته المعارك بفضل دهائه السياسي وإستراتيجيته المبنية عن القرب من الناخبين والعمل الميداني اليومي ونضاله النقابي واحتكاكه بالطبقة الكادحة وأرباب العمل ومختلف الشرائح الاجتماعية , وفريقه الذي يشتغل كخلية نحل في العمل الجمعوي, والتنمية البشرية ,  رغم انتهازية البعض و السلوك المشبوه للبعض الاخر فالكمال لله سبحانه وتعالى .

تلك لمحة عن سيرة نقابي تدرج في العمل السياسي وأوصلته جرأته ونضاله الى الامانة العامة لحزب الزعيم علال الفاسي الذي يعتبر مدرسة في الوطنية والعلم والأخلاق الاسلامية  الفاضلة  , والذي خلفه في تسيير سفينة الحزب ربان ماهر هو الاستاذ محمد بوستة وتبعه عباس الفاسي سليل العائلة الفاسية الفهرية  ذات جذور حضارية اصيلة , فهل يستطيع شباط ابن الشعب , الذي يصرح  دائما بأنه متشبع بفكر علال المبني على التعادلية والنقد الذاتي , ومبدأ من اين لك هذا ؟  قيادة حزب الاستقلال في هذه الظرفية الدقيقة في الاتجاه الصحيح وربط الماضي بالحاضر واستشراف المستقبل ووضع استراتيجية تخص المحطات المصيرية المقبلة وان يكون فاعلا اساسيا في الساحة السياسية التي تعج بالمتناقضات , ام ان التيار سيجرفه في الاتجاه المعاكس ؟ , سيتضح  ذلك في المستقبل القريب ,  رغم ان البداية تبدو متعثرة بعد  انسحاب انصار عبد الواحد الفاسي واقتصار اللجنة التنفيذية على الفريق المناصر لشباط الذي يوجد في وسط الزوبعة , فهل سيجد مخرجا كالذي اخرجه سالما في المحطات السابقة ؟  ذلك ما يتمناه ذوي النيات الحسنة .

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *