Home»Enseignement»بعد فشل رباعية المخطط الاستعجالي لا مندوحة عن استفتاء شعبي للبث في مستقبل مصير المنظومة التربوية

بعد فشل رباعية المخطط الاستعجالي لا مندوحة عن استفتاء شعبي للبث في مستقبل مصير المنظومة التربوية

1
Shares
PinterestGoogle+
 

بعد فشل رباعية المخطط الاستعجالي لا مندوحة عن استفتاء شعبي للبث في مستقبل مصير المنظومة التربوية

 

محمد شركي

 

كالعادة   قدح زنادي مقال الأستاذ الفاضل السيد رمضان مصباح الإدريسي الأخير المعنون برباعية :  » الله الوطن الملك ومجانية التعليم  » ولطالما اتخذت الأستاذ رمضان أرنبا في مضمار الكتابة كما يفعل  العداءون في مضمار السباق . ولقد استغضب الأستاذ رمضان  وحق له أن يغضب  عملا بقاعدة الإمام الشافعي . غضب لأنه أفنى زهرة شبابه في قطاع التربية رافعة التنمية وها هو قد غادر الخدمة لسنوات خلت ولما ير ما كان يحلم به ، فمن حقه أن يغضب لكرامة قطاع لا يوجد أشرف منه  بعد شرف الحرية والاستقلال . وأنا أضم غضبي اليزناسني إلى غضبته الزكراوية وهما لا تقلان عن الغضبة المضرية  حدة فأقول للذين نصبوا أنفسهم أوصياء على قطاع التربية ، ومن ثم أوصياء على الشعب  ـ ولست أتحدث باسم الشعب  وإنما  أنا واحد من هذا الشعب  أسعد بسعادته وأشقى بشقاوته ـ  هلا تركتم الشعب وقطاع تربيته  يفعل به  ما  يريد  كما يشاء . لقد جربتم  عشرية الإصلاح وأنتم مصلحو المكاتب   خلف المكيفات  ، وعلى مقاعد السيارات الفارهة  وعلى متن الطائرات السابقة الصوت ، فلم تنجح عشريتكم وباءت بالفشل ، فعدتم ثانية برباعية استحلبتم من أجلها ميزانية الدولة ، وأرهقتم المال العام ،  وها أنتم قد ترددتم  قبل أن  تعلنوا  أنها  رباعية فاشلة أيضا فاقت شقيقتها  بمصيبة هدر المال العام ، وكان  خطب الرباعية أفدح من خطب العشرية . وها أنتم اليوم  يريدون مرة أخرى تجريب وصاية على غرار وصايتي العشرية والرباعية ، علما بأن الوصاية  تكون من راشدين على قاصرين وسفهاء ، إلا أن فشل العشرية والرباعية أكدتا أن الذين فرضوا الوصاية على المنظومة كانوا هم السفهاء ولكن لا يشعرون . ولطالما بحت أصوات أهل المنظومة من مدرسين وإداريين ومفتشين أن احذروا إفلاس هذه المنظومة ولم ينصت إليهم الأوصياء الذين  ازدروا تحذيرات أهل مكة العارفين بشعابها ، وسوقوا لشعارات الجودة وأجيال النجاح  وهم كاذبون .

ها أنتم أيها الأوصياء قد وقفتم على حقيقة التحذيرات التي كانت تصلكم في  تقارير لو  ألقيت  في المحيط لاسود بمدادها . وها هم أبناؤكم  قد  حطموا الأرقام القياسية بمعدلاتهم فلم تجدهم نفعا  ولم تشفع له عند معاهد وكليات  يبدو أنها  صارت مفتوحة في  وجه الجن  الذين  يعرفون الإجابات قبل  أن يقوم سليمان عليه السلام من مقامه أو قبل أن يرد إليه طرفه . ستتكدس المعدلات  العالية في مؤسساتكم ، و ستضيق معاهدكم وكلياتكم  بالطلبة ، و ستضيق البطالة  بالمعطلين  من حاملي وحاملات الشواهد، وستضطرون إلى تخريج دفعات متتابعة من قوات مكافحة الشغب  للتصدي لجيوش المعطلين ، وستهزم قوات مكافحة الشغب أمام الكثرة الكاثرة من  هؤلاء المعطلين المعتصمين الذين سيعتصمون في كل مكان ، وفي كل حي وحارة ، وفي  كل شارع ، وعلى قمم الجبال ، وفي الوديان وعلى الشواطىء وهم من كل حدب ينسلون ، ويومئذ يأتي الوعد الحق  الذي كنتم منه تحذرون .و يجدر بكم أيها  الأوصياء الذين قد يجيدون  ربط ربطات الأعناق  ، ويجيدون  تشغيل مكيفات الهواء ، ويجيدون ركوب السيارات  السوداء ذات اللوحات الحمراء ، ويجدون قطع الطريق على المواطنين من أجل أن يصلوا إلى المطارات في الوقت ليصل  سواد العمال والموظفين إلى أعمالهم متأخرين، وتجيدون نفث دخان الغليون  والتبغ الأصفر ، وشرب المشروبات الروحية ، واستخلاص المستحقات على كل ذلك ، ولكنكم لن تستطيعوا التخطيط لمنظومة تربوية  مفلسة بسبب  سوء تخطيطكم وسوء تدبيركم .

ارحلوا كما  نصحكم  شباب 20 فبراير ، ولا تستخفوا أكثر بهذا الشباب  فهو أنضج منكم  ، وهو على صواب وعلى الحق المبين . قدموا لشباب هذا الوطن خدمة بعد كل  الذي كان منكم  من خلال رحيلكم غير مأسوف عليكم ،بل سيكون الشباب لكم  شاكرا . وعلى وزير التعليم المدرسي أن يحترم سن تقاعده ، وأن يجد له مكانا مريحا على شرفة من  الشرفات المطلة على ساحة جامع الفنا للتفرج على القرادين وعلى  سيقان السائحات الشقروات ، لأن تدبير شأن المنظومة التربوية ما فتىء يتبرأ منه عند كل محطة من الدخول المدرسي إلى نهاية الموسم . وعلى السيد وزير التعليم العالي أن يأخذ إجازة طويلة حتى  تتأتى لوزارته أن توفر البنيات التحتية والموارد البشرية الكافية للمعاهد والكليات لاستقبال قاعدة هرم الأعمار الذي  طالما حذر منه  المهتمون والخبراء بالشأن التربوي  وبزلزاله العنيف بل بالتسونامي المدمر .وأخيرا  يا معشر الأوصياء على المنظومة التربوية اتركوا الفصل في مصيرها للشعب  ، فإن أصاب في تخطيطه حمد الله عز وجل على ذلك ، وإن أخطأ فما بكى من ضربته يده كما يقول المثل العامي .  

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.