Home»Enseignement»بعض مؤشرات الإصلاح التعليمي

بعض مؤشرات الإصلاح التعليمي

0
Shares
PinterestGoogle+

دخلت وزارة التربية الوطنية في العشر سنوات الأخيرة سلسلة من الإصلاحات ضمن اعتبارات جعلت التعليم يحظى بالأولوية بعد وحدتنا الترابية. ولعل المشرفين على التربية الوطنية قد استغلوا هذا الامتياز وحصلوا على ميزانية هامة ضخوها في أماكن معينة وتصرفوا فيها بطرق معينة وأعلنوا نتائج معينة .ولست أكتب هذه السطور لأحملهم المسئولية وحدهم ,فكلنا ساهمنا بأساليب مختلفة,بعضنا بالمباركة مقابل التزكية والحصول على مكاسب معينة ,بعضنا الآخر بالتواطؤ للاستفادة المادية والمعنوية,وبعضنا بالسكوت والتفرج واللامبالاة وكأن الأمر لا يعنيهم,والبعض الآخر مهما لاحظوا أو كاتبوا وراسلوا أو فضحوا وسجلوا بقي كلامهم ضمن الأرشيف وبقي أصحاب الشأن يصولون ويجولون وفي الأموال يسبحون وبالكلام المعسول يتشدقون وبالأرقام المزورة يتبجحون.
سأحاول تناول بعض المؤشرات الدالة من خلال معاينة متواضعة لتتبع لمجريات الإصلاح:
1- الأعوان : ملف شائك حائك مليء بالأشواك والعراقيل,اختلطت موازينه بين دعم هذه الفئة وبين تقليصها واعتماد التعاقد مع الشركات في مجال النظافة والحراسة والبستنة مما يعني اعتماد عدد قليل منهم في الخدمات فقط. واقعهم الحالي مزري,إطار مهمش,عمل مبعثر بين مذكرات مبعثرة,وأصنافهم متميزة حسب وزنهم ومعارفهم,منهم من يعمل ليل نهار ومن يعمل وقت الدخول والخروج فقط ومن لا يعمل أبدا ويتلقى أجرة تفوق الآخرين,ومنهم من يعمل في مكتب مستقل لبعض اللحظات في اليوم…ومنهم…. ومنهم .
2- هيئة التدريس:موزعة بين عدة أصناف داخل نفس المؤسسة من السلم التاسع الى السلم الحادي عشر والدرجة الممتازة وبالتالي تفاوت كبير في الأجر مع قيامهم بنفس المهام.وضعية أدت الى ظهور نقابات فئوية تدافع عن صنف محدد وتضغط وتناور وتضرب ليحصل بعضها على حلول معينة ثم يظهر تجمع آخر وهكذا ,فكلما حل مشكل الا ونتجت عنة فئة أخرى متضررة,بعضهم يعمل بحصة كاملة وبعضهم الآخر بنصف حصة أو بربعها,أو يتقاضى أجرا بدون عمل لأنه من أصحاب المكرومات. بعضهم أتقن مهمته الى درجة التفوق وبعضهم الآخر لا زال لا يميز بين طريقة التدريس بالأهداف وطريقة التدريس بمقاربة الكفايات,بل لا زال مبعثرا هائما. بعضهم انخرط في نقابات معينة وأصبح من المميزين يتغيب متى شاء ويحضر متى أراد وبعضهم مغلوب على أمره وغارق في همه ولا يملك حق التغيب ولو بصفة قانونية. بعضهم تعين مباشرة قرب داره وأحبابه وبعضهم لا زال تائها في البوادي حتى أصبح تلامذته يعملون بالمدينة وهو خارجها. بعضهم …وبعضهم…..
3- الإدارة التربوية: مهمة المتاعب والمصاعب ,ان كنت قوي الشخصية وحريص على تطبيق المذكرات فأنت مشاكس ومعاكس,وان كنت ضعيف الشخصية ومغلوب على أمره فأنت في الوادي غاطس.تعتبر بداية السنة جحيما ولهيبا يرعب إدارتنا من كثرة الاحتجاجات,لأننا عودنا البعض الامتيازات أو عودوهم وأصبح ذلك مكسبا وامتيازا يا ويل من يقترب منهم.بعض الإداريين يحابي البعض ويقتص من البعض الآخر,تصلهم مذكرات متأخرة أو متآخرة ويلقى بهم في الجحيم بين مطرقتين,يطلب منهم تطبيق بعض النصوص وعندما يلتزمون بذلك يرمى بهم عبر الفصوص.
4- هيأة التأطير والمراقبة:فئة منعمة منغمة تتوسط المدينة وتختار المؤسسات القريبة من محل سكناها وتكيف البرنامج وفق هواها,وبعضهم الآخر يتلاوحون بين البوادي يصولون ويجولون بين نيا بات شاسعة عريضة ولا يأبهون بالمتاعب بل تجدهم أكثر المؤطرين حضورا وبذورا . فئة تحاول وزارتنا تمريرها على الهامش كلما سنحت لها الفرصة بذلك ,وتحاول محاسبتها حتى على بعض والدريهمات عن التنقل في يقتسم الآخرون التعويضات تحت الظلام.فئة تواجه السنة بداية السنة الدراسية دون علمها أو إقحامها في المستجدات ويرمى بها ضمن المنسيات وتتخبط وحدها بين هذا وذاك.فئة لا يتشاور معها الا في القشور تاركين البذور لأصحاب الأمور.
انني اعلم أن الكثيرين في عطلة ,فقط كتبت بعض الإشارات علها تعبر من الإمارات ,وقد أكون متحاملا على فئة أو متحيزا لفئة أخرى ,ولكنني لا اقصد المس برجل التعليم لأنه مفخرة للبلاد ولا مقارنة له مع الفئات لأخرى لكن الصالح والطالح موجود ولا بد من نقد ذاتي وانتقاد موضوعي ومحاولة للمكاشفة علنا نكتشف بعض الخلل ونخرج من هذا الملل الى مستقبل أفضل وشباب أوفر وتعليم ناجع وتربية صالحة وبناء مجتمعي حقيقي وصدق مثالي والله يوفق من يساهم من مركزه قدر المستطاع ولا يكتفي بالقول والنقد فقط ,وأملى ألا أكون من هؤلاء ,وأرجو المعذرة ان كان كلامي لا يعجب البعض فالحقيقة تبقى شعارا يجب أن نلوح به جميعا وسنصل ان شاء الله الى تعليم ممنهج مبرمج بالجد والعمل والمثابرة والأمل.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. متتبع
    25/07/2007 at 20:34

    أتفق نع الاخ المقدم في كل ملاحظاته و أقدم له كامل التقدير و احي فيه روح الغيرة على منظومتنا التربوية. فكل ما قال يمكن ان يتلمسه كل ممارس في الميدان. واضيف لكلامه النقط التالية:
    1-معضلة الجهوبة التي انفردت بها الوزارة دون ان ترسم مخطط للتتبع و التكوين فعوض ان تسير الوزارة بمزاج واحد اصبحت تسير ب 16 مزاج وفي غالب الحيان تعتبر الاكاديمية محطة اضافية بين الوزارة و النيابة (دور اكاديمية سوس ماسة درعة هي تفويض الميزانية للنيابات لا غير و بطرق غير واضحة)
    2-يوجد مسؤولون (مديروا الاكاديميات و النواب)يتصرفون في شؤون المنظومة التربوية كأنها ملكهم الخاص حيث يكون القانون هو آخر مرجع و بدون حسيب و لا رقيب
    3-النتائج الدراسية (التي تعنبر هدفا و مبررا لنفقة الاموال الطائلة من ميزانية الدولة) جلها حتى لا اقول كلها مزورة حيث تتصرف الخريطة المدرسيو خارج الضوابط التربوية في تحديد عتبات النجاح على مزاجها و رغباتها .
    4- لكي تعرف الوزارة حقيقة الامور و نتائج الاصلاح اقل ما يمكن ان تقوم به هي المطالبة بالاحصائيات الدقيقة و الحقيقية للنتائج الحقيقية: باليتدائي ما هي نسب الناجحين بمعدل 10/5 فمافوق و بالاعدادي و التاهلياي نسب النجاح بمعدل 20/10 فما فوق لكي يكتشف الجمبع (رغم ان منظومة التقويم فيها ما يقال) حقيقة أخرى صادمة و هي نسبة النتائج المنفوخ فيها لتبرير نجاح الاصلاح الذي يتطلب منهجية أخرى و عقليات أخرى .
    5-نص الميثاق الوطني على اسبعاد العمل بنسب نجاح محددة مسبقا و الواقع اليوم يؤكد بأن العمل بالكوطا هو المطبق و لا مكان لتطبيق مهام المجالس بروح تربوية مسؤولة.
    6-اذا لم يعمل كل منا من موقعه وبكل مسؤولية لفضح الاختلالات و المساهمة في تجاوزها سنكون اخلفنا الميعاد مع محطة و فرصة تاريخية لاصلاح منظومتنا التربوية التي تعتبر الركيزة الاساسية لكل اقلاع تنموي لبلدنا.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *