Home»Régional»تعقيب على كتاب ( تأملات في الإسلام السياسي / الإسلام والعلمانية ) لصاحبه محمد بوبكري

تعقيب على كتاب ( تأملات في الإسلام السياسي / الإسلام والعلمانية ) لصاحبه محمد بوبكري

0
Shares
PinterestGoogle+

تعقيب على كتاب : (تأملات في الإسلام السياسي / الإسلام والعلمانية ) لصاحبه محمد بوبكري

بقلم : محمد شركي

بعد وقفة مع التقديم الذي قدم به الأستاذ محمد بوبكري لكتيبه ؛ هذه وقفة أخرى مع المقال الأول المتعلق بتحاملات على الإسلاميين والتي يسميها الكاتب تأملات مع العلم أن التأمل صنعة الفيلسوف الباحث عن الحقيقة ؛ بينما التحامل صنعة الحزبوي. وتعقيباتي على مضمون الكتيب ستنصب على المضامين المتحاملة التي تدخل ضمن إستراتيجية الحملة الانتخابية قبل الأوان؛ وهي لعبة لم تعد تخفى على أحد.
ففي المقال الأول وهو مهم لأنه يمثل خط الكتيب برمته والمعنون ب : ( لا مفر من إعادة قراءة القرآن المجيد) ولو اكتفى المرء بقراءة هذا المقال لكان شافيا كافيا من حيث الكشف على التحامل على الإسلاميين للنيل من الإسلام في نهاية المطاف على طريقة شيوخ العلمانية الذين يظهرون ما لا يبطنون ويلبسون لبوس البحث والفكر ؛ وهم ألذ أعداء الإسلام .
عنوان هذا المقال نفسه يكشف عن خلفية التحامل ضد كل القراءات السابقة للقرآن ؛ فصاحبنا بوبكري وبجرة قلم ؛ ومن خلال عبارة ( لا مفر ) ذات الدلالة على الإكراه والحتمية والضرورة نسف كل قراءة لا توافق هواه العلماني اليساري ؛ وكأن الإسلام عقمت أرحامه أن يلد من يقرأ القرآن حتى تحمل أم صاحبنا بابنها مسيحا جديدا يسد مسد المفسرين ليفسر لنا الإسلام حسب الوصفة العلمانية . وصاحبنا جاء ببائقة مضحكة لأنها من سنخ شر البلاء ومفادها أن الإسلام دين العلمانية ؛ وهو استنتاج تفتق عن عبقرية صاحبنا الذي تنفس هواء الولايات المتحدة الأمريكية التي بهرته إلى حد الافتتان ؛ وهو يقول بمنطق الواثق من استنتاجه : ( ومن الاتجاهات التي أقرها الإسلام ودعا إليها في العديد من الآيات القرآنية التعددية التي تعد إحدى خصائص المجتمع العلماني ) كما يقول : ( ومن هنا فإن المجتمع الإسلامي على ما قد يبدو في ذلك من مفارقة هو مجتمع للتعددية وما يستتبعه هذا من علمانية ). فهذا بيت القصيد في المقال وفي الكتيب برمته ؛ وهو مؤشر على ما طرأ من تحول على أتباع العلمانية من حجم السيد بوبكري وإلا فالقضية قد عرفت قبل عقود عند شيوخ العلمانية الكبار في حجم أركون وأدونيس…. الذي عوضوا خيار الإقصاء والاستئصال المسلط على الإسلام بالقبول وفق شروط القراءة والفهم بالمنظار العلماني ؛ وقد طالب هؤلاء بحقهم في التفسير وفق قاعدة : ( هم رجال ونحن رجال)والتفسير لا يتطلب إلا الرجولة وهي لا تعوز السيد بوبكري ومن على شاكلته. والقراءة العلمانية للقرآن هي اصح القراءات بحيث لا يأتيها باطل من بين يديها ولا من خلفها خلاف القراءات السابقة؛ لهذا صارت مطلبا مقدسا وما عبارة ( لا مفر ) إلا اختزال لهذه القدسية.
ومن أجل التمويه على هذا المطلب المقدس الذي تدور حوله فكرة الكتيب المحورية عمد صاحبنا إلى اللف والدوران كعادة أصحاب الجدل اليساري حيث كثرة الجعجعة وقلة الطحن فطرح قضية الإرهاب الذي يشغل الناس في هذا العصر ؛ واعتبر إرهاب الدول الإسلامية إرهابا محترفا عالميا خلاف ما كان يعتقده فهمي هويدي. وعلى طريقة الموسوعي البوعروفي استطاع أن يكشف عن سر هذه الظاهرة ؛ فهي وليدة القراءة المتجاوزة للنص القرآني ومصدرها المساجد والخطب والخطباء والوعاظ وفي هذا يقول : ( فبعد كل كارثة إرهابية يبدأ الحديث عن توعية الناس ودعوتهم إلى عدم الانسياق وراء ثقافة العنف لكن هل نجد لهذا صدى في مناهج التربية والتعليم وخطب المساجد وبرامج الإعلام ؟ كلا حيث ما تزال أشد الخطب وقعا في نفوس المصلين أكثرها تشددا وتحريضا على القتل وبعدا عن صحيح الإسلام). وهكذا لا تشفي الخطب المنبرية الرسمية وغير الرسمية ضد الإرهاب ولا البرامج الإذاعية والتلفزية التي استغرقت وقتا طويلا ؛ ولا التظاهرات في المؤسسات التربوية غليل صاحبنا فأنكرها جملة وتفصيلا واستغرب ثقته الكاملة في أحكامه كقوله : ( كلا) التي لا يستعملها إلا رب العزة سبحانه في كتابه الكريم لأنه علام الغيوب ؛ واعتقد أن صاحبنا لا يعرف ما معنى إلقاء الكلام على عواهنه.
وحاول صاحبنا التقليل من شأن دور الفقر والبطالة والحرمان في تنامي ظاهرة الإرهاب عكس ما يعتقده أهل الاختصاص وهو يقول : ( وتعاني دول جنوب شرق آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا الشرقية جميعها من مشكلات الفقر والبطالة والجوع والفساد وغيره ولكن شبابها لا يعتنق ثقافة العنف والقتل حيث لم يعمدوا إلى نسف القطارات وتفجير الطائرات وتكوين التنظيمات الإرهابية الدولية المسيحية أو البوذية ؛ وفي مقابل ذلك لا يخلو بلد إسلامي من مثل هذه الجماعات فلماذا ؟ ) . لا يسع من يسمع هذا الكلام إلا التفكير في إنسان مر بتجربة أهل الكهف والرقيم في النوم والغياب عن الواقع ؛ ذلك أن الجهات التي ذكرها فاق الإرهاب فيها كل التقديرات ولكن الولايات المتحدة لم تصنف من الإرهاب إلا ما كان موافقا للمعايير الإسرائيلية والذي له علاقة بالإسلام. فالقضية في نظره تعود إلى قراءات الإسلام غير العلمانية التي تحرض على الجهاد. وقد لاحظ أن ظاهرة الإرهاب الإسلاموي تعاظمت بسبب تراجع الديكتاتورية الناصرية وهذا من قبيل شهد شاهد من أهلها على القمع اليساري للإسلاميين في العهد الناصري ؛ وفي العهد السوفيتي حيث يقول بالحرف : ( لم نعرف الكثير عن الشيشان وعملياتهم الإرهابية في موسكو إلا بعد انقراض الاتحاد السوفيتي ) في إشارة إلى القمع الشيوعي الأحمر للمسلمين في الجمهوريات الإسلامية السوفيتية . وصاحبنا يختزل نضال شعب الشيشان في عمليات إرهابية ويضرب صفحا عن فضائح الجيش الأحمر لأن عقيدته هي وما أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد . وهو يعبر ضمنيا عن ارتياحه للتعسف الناصري والسوفيتي ضد المسلمين؛ والديكتاتورية هي الحل الأمثل للقضاء على من يخالفون الكاتب وأمثاله الرأي والاعتقاد . وقد أخذ على الديمقراطية فسحها المجال للإسلاميين الذين سيركبونها لتكوين دولة الخلافة ثم يقضون عليها بعد ذلك ونسي أن يذكر أن هذا الأسلوب هو علماني ويساري محض. وفي هذا السياق يقول : ( والحقيقة أن هؤلاء الإرهابيين لا تهمهم الحريات والديمقراطيات والمعاهدات الدولية بل هم يقاتلون استجابة لفتاوى شرعية ) ولا تفوته فرصة التحامل على المساجد والخطباء والفقهاء والوعاظ فيقول : ( كما أن وعاظ المساجد والفقهاء والخطباء لا يوظفون دروسهم للتصدي للإرهاب بل ما يزال بينهم من يستغل خطب الجمعة للتحريض على القتل وإضرام النار في الممتلكات) وكأن خطب الجمعة لا تراقبها وزارات الشأن الديني وغير الشأن الديني من أمن واستخبارات واستعلامات عامة وخاصة. ولا يطول انتظار الحل والرجل صاحب حلول خصوصا في وقت عجزت فيه الولايات المتحدة بأجهزتها الاستخباراتية العتيدة لحل مشكلة الإرهاب فيقول : ( إن الفكر الديني وخطب المساجد بحاجة إلى التحديث انسجاما مع القوانين الدولية والقيم الكونية ؛ كما أن النصوص الدينية بحاجة إلى فقهاء وباحثين جريئين يعيدون قراءتها ويتصدون للتفسيرات الإرهابية التسلطية التي قامت بتحريف النص القرآني ولي عنقه على امتداد عقود خدمة لمصالح جماعات الإسلام السياسي التي تريد السطو على السلطة وتحويل العالم العربي والإسلامي على أفغانستان كبرى ) لقد وفر صاحبنا لنفسه مكانة بين القراء الجدد للقرآن فهو باحث جريء قادر على تقديم قراءة علمانية للنص القرآني لا تحرفه ولا تلوي عنقه ليخدم الأحزاب اليسارية التي تريد هي الأخرى السطو على السلطة من جديد وتحويل العالم العربي والإسلامي إلى ولايات متحدة كبرى. وهكذا يكون حال صاحبنا كحال الجمل وهو ابن الصحراء ولكنه لا يعرف أن الجمل لا يرى سنامه في حين يرى أسنمة غيره.
وأما قراءة الطبري والزمخشري فقد أساءت إلى القرآن لأنها تفتقر إلى العقل والحالة أن أصحابها تخرجوا من المصحات العقلية وليس من المعاهد الإسلامية وعلى يد شيوخ الإسلام حتى صاروا شيوخا أمثالهم. وأما تفسير صاحبنا فيطبعه العقل وإن كانت المصحات العقلية أولى به. ويسترسل في التحامل على الفقهاء قائلا : ( إن أغلب الفقهاء ورجال الدين في العالم العربي لا يقومون بدورهم كاملا ويعود ذلك في جزء كبير منه إلى النفوذ الكبير الذي تمارسه جماعات الإسلام السياسي على المؤسسات المالية الإسلامية التي يعمل فيها كبار فقهاء العالم الإسلامي أو صغاره باعتبارهم مستشارين أو مساهمين في رأس مال هذه المؤسسات ). وهكذا يحول الفقهاء عندا صاحبنا إلى رجال ما و أعمال . ولم تسلم حتى الجامعات والإعلام من اتهامات صاحبنا وتجريحاته حيث يقول : ( لكننا نلاحظ أن أجهزة استقطاب عناصر التطرف وشحنها وغسل أدمغتها ما تزال تعمل في الجامعة والإعلام ؛ وحتى الآن ورغم الصراع المحتدم مع هذه الظاهرة الإرهابية الإسلاموية لم تحدث ثورة إعلامية فكرية وتربوية ضد التفسير الإرهابي للنصوص الدينية وقضايا الجهاد وما يزال دور المساجد في الهجوم على الإرهاب محدودا جدا إن لم يكن داعيا له ) وهكذا نلاحظ أنه بعد كلمة كلا السابقة والتي نفت نفيا مطلقا محاربة المنابر للإرهاب يصبح الهجوم على الإرهاب من طرف المساجد محدودا والكلام عند صاحبنا يلقى بعشوائية كما هي عادته ودأبه في دروسه المسلوخة من كتب الغير أو بعبارة الإعلاميين ( كوبي / كولي) .
إن الحل الذي يتقدم به صاحبنا هو عودة الديكتاتورية على شاكلة الناصرية والشيوعية السوفيتية والحجر على المساجد والإعلام والجامعات ليفسح المجال لقراءة القرآن علمانيا ولتكون النتيجة حكم اليسار؛ ونظرا لخبرة صاحبنا البوعروفي فأظن أنه قادر على إدارة وزارات وهو حلم لا زال يراوده وعلى رأسها وزارة الداخلية والإعلام والتعليم والشأن الديني ؛ فهذه إذا أخذت بنصحه اقتلع الإرهاب من جذوره وتم استئصاله وصارت الدنيا جنة اليساري العلماني وسجن الإسلامي . وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. الفجيجي
    22/07/2007 at 22:17

    الظواهر التي تكلم عنها الكاتب موجودة. والتيار الاسلامي في المغرب يرفض الارهاب. والجميع متفق على محاربة التطرف. (البوعروفي) ! ماذا تقصد بهذه الكلمة انا لا اجدها في قاموس اللغة.

  2. sollers
    24/07/2007 at 23:41

    jetrouve que monsieur chargui a une méconéssance totale de ce qu’est vraiment la laicite.son commentaire sur le livre de monsieur boubekri reléve de l’insulte plutot que de l’analyse.la laicite est le seul garant de la coabitation pacifique entre les diferents courants d’idees.introduire le politique dans le religieux mène dirèctement à la dictature ou bien a la guere sivile, les expèriences dans l’histoire sont nombreuses (iran,algerie,france,angletaire avant la révolution ,espagne,russie, amerique latine,d’autre pays arabes..).toutes les sivilisations toutes les nations apprènnent les unes des autres,les muslmants les arabes,les bérbères ont donnés a d’autres nations, maintenant il n’y a pas de honte a recevoir des autres:(laicité,eléctricité,internet,telephone…..)

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *