Home»Correspondants»هل المقاربة الامنية وحدها كفيلة للحد من الجريمة بمدينة وجدة؟

هل المقاربة الامنية وحدها كفيلة للحد من الجريمة بمدينة وجدة؟

0
Shares
PinterestGoogle+

 

تعيش الجهة الشرقية وعلى رأسها مدينة وجدة نموا ديموغرافيا متنوعا، بسبب الهجرة الوطنية من مختلف المدن والبوادي المغربية من جهة، والهجرة الدولية للافارقة جنوب الصحراء من جهة أخرى، هذه الظاهرة لها ما يبررها بحكم الموقع الجغرافي للمدينة المتواجد على الشريط الحدودي مع الجزائر وقربها من الشريط الساحلي انطلاقا من مدينة السعيدية التي تعرف نشاطا سياحيا خصوصا في فصل الصيف، وصولا الى مدينة الناظور المحاذية لمدينة مليلية المحتلة، هذه الخصوصية للمدينة تغري بالهجرة لممارسة كل انواع التجارة والمهن الغير القانونية كالتهريب والترويج لمختلف السلع والبضائع، اضافة الى اتخاذ المدينة كنقطة عبور للهجرة السرية نحو اوروبا، هذا الوضع الغير طبيعي لابد ان تصاحبه مجموعة من الانحرافات الغير طبيعية، كالسرقة، حوادث السير، تسول، مخدرات، تشرد لأطفال الشوارع، احتكار اماكن عمومية والقائمة تطول.

في ظل هذا الوضع الذي يزداد تفاقما مع مرور الوقت يحق لنا كمواطنين ان نتساءل ، هل المقاربة الامنية وحدها كفيلة للتحكم في هذه الوضعية الشاذة؟

من الخطأ الاعتقاد ان مصالح الامن والاجهزة الاخرى المكلفة بحماية المواطن قادرة وحدها للتصدي لمختلف الاخطار وتنوعها رغم المجهودات المبذولة، ورغم النوايا الصادقة لمسؤوليها في اتخاذ الاجراءات اللازمة للحد من هذه الاخطار، لان الأمر اعقد مما يتصور المواطن البسيط الذي يختزل الحل في المقاربة الامنية بحكم المسؤولية المباشرة المقترنة بها.

اجل الكل يقر بدور المقاربة الامنية ومسؤوليتها في التصدي للجريمة بأنواعها خصوصا في النموذج الذي تعرفه مدينة وجدة ، لكن يجب ان نقر ايضا ان هذه المسؤولية لا يمكن ان تأتي اكلها في غياب كل قطاعاتوفئات المجتمع الاخرى بدءا من الاسرة، المدرسة، المجتمع المدني القطاعات الاقتصادية والاجتماعية ،الثقافية والرياضية ، الجماعات المحلية، القضاء، الاعلام ….

انها مقاربة شمولية لا تقبل التجزئة او الحصر في فئة دون اخرى، لان العملية مركبة الشيء الذي يتطلب لزوما تدخل عدة اختصاصات، وعليه لابد من تبني استراتيجية شاملة توزع فيها الادوار بين كل المتدخلين، اما اذا اعتمدت المقاربة الامنية بمفردها ولو بكفاءة اطرها وتنوع عتادها ، فلا يمكننا الا نقول لهؤلاء الرجال والنساء الساهرين ليل نهار على امن المواطن تحية لكم في مواجهة هذا العبئ الثقيل لوحدكم، وما على الدولة الا ان توفر لهم المزيد من مراكز الشرطة والمزيد من الموارد البشرية والمزيد من المحاكم والمزيد من السجون لان محركات مركباتهم سوف لن تعرف الراحة خلال السنة خصوصا مع حلول فصل الصيف.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *