حينما زار جلالة الملك محمد السادس جماعة مستفركي,في ماي2005؛وقف على انطلاق عدة مشاريع تنموية؛مفتتحا, من هذه القرية القصية,والفقيرة, البرنامج  الوطني الأول للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
ولإقناع جلالته بأن الرعاية الصحية للسكان,في مستوصف الجماعة, ماضية على قدم وساق ,تم إحضار مشفى متنقل ؛عبارة عن شاحنة كبيرة مجهزة حتى بغرقة للعمليات ؛بل وتظاهر بعض المواطنين ,متواطئين, بأنهم – وهم مستلقون على أسرة,و يحيط بهم أطباء وممرضون- على وشك إجراء عمليات جراحية ,في عين المكان.
ما أن انصرف آخر فرد من الموكب الملكي حتى غادر ت الشاحنة القرية بطاقمها ,دون خجل من هذا الكذب الصراح على جلالته.
علمت في ما بعد أن هذا المشفى هدية خارجية لجمعية بالناظور ؛وقد استعارته وزارة الصحة لتبييض وجهها .
أما المرضى ,المزعومون, فلا يزالون إلى اليوم موضوع تندر الساكنة؛المجبولة على « التقشاب ».
ولم يبارك الله ,بعد هذا الكذب على الملك,في أية جمعية من جمعيات المبادرة ؛حتى وهي تحظى بالدعم المادي الكامل.
مناسبة هذا الكلام اليوم ؛هو كون القرية رزئت ,منذ شهور,في ممرضها ؛اذ وافته المنية, بعد عشرات السنين أمضاها في خدمة الساكنة ,بحضور فعلي دائم ؛دون كذب على غرار أطباء المشفى المتنقل.
وكما يقول المثل الشعبي « الحاجة تمشي مع اماليها » ؛وجد الساكنة أنفسهم ؛كلما زاروا المستوصف ووجدوه فارغا ,يتذكرن ,بحسرة,أيام الممرض الخدوم « اجبيلو » رحمه الله؛ وهو طبعا غير الفقيه الجبلي الذي تحدثت عنه سابقا.
وقد دفعت بهم وضعية اللامبالاة هذه إلى توقيع عريضة  مطلبية –مفعلين للدستور الجديد- تتضمن أزيد من مائتي توقيع ؛يطالبون فيها بتوفير طاقم طبي بمستوصفهم ؛خصوصا وهو يحظى بدعم الاتحاد الأوروبي, في إطار برنامج « ميدا »؛حسب ما كان قد أخبرني به الممرض المرحوم.
فلا يعقل أن يكون بهذا التصنيف؛ وهو يفتقر إلى طبيب مقيم وممرض وممرضة ,على الأقل.
لقد سعدت الساكنة ببرنامج  » رميد » الذي يمكن ذوي الحاجة من الولوج للخدمات الصحية؛لكن هذا لن يحصل في مستوصف لا حياة فيه ,حاليا.
لقد وجهت العريضة إلى وزارة الصحة ,ومندوبيتها بوجدة ؛وستتلوها عرائض أخرى- حسب ما صرح به رئيس جمعية الازدهار الفلاحية- ان لم يحل هذا المشكل الحيوي لساكنة ,لو كان بوسعها أن ترد الموت عن ممرضها لفعلت ؛لكنه قضاء الله, يا وزارة الصحة ؛ولا راد لقضائه.