أرزاق: بذلة وبعض أوراق زرقاء
جاء يشكو ظلما ألم به حين انصرم الشهروانتصف الشهر الموالي من مُشغّل بحاله لا يبالي. هو أول الواصلين إلى المؤسسة وآخر من يغادر. رغم أجره الزهيد, فنشاطه غير فاتر.حظه من شغله بذلة زرقاء عليها كتابة بيضاء فاقع لونها . هي بذلته الوحيدة الفريدة يعتني بها أيما اعتناء يغسلها ليلا ليلبسها إذا الصباح جاء. يسكنها على مدار الأسابيع والشهور يعلن بها من حيث لا يدري الإشهار لشركة الإستثمار. شركة استثمرت في البشر, تعاقدت مع الوزارة على توفير الأمن والحراسة لتأمين مؤسسات الدراسة.رأس مالها بشر,أدواتها بشر, وقودها بشر. دخلت سوق الشغل من بابه الواسع تسوق بعقودها الشباب الجائع فيقبل التنازل عن مئات الدراهم مقابل أجردائم. تبحث عن العامل السامع الطائع ,القانع في الشهربألف درهم أبيض ليصارع الواقع الحالك الأسود . وإذا فكر في الإحتجاج والمطالبة بالحقوق فطعم الإحتياج و البطالة لن يبطئ أن يذوق. فجيوش المعطلين جرّارة ومن في الباب ينتظرون خروجه بحرارة. يتجرع المسكين ظلمه بمرارة ويلعن في صمت شريك الوزارة.
هذا هو الحال في جرادة ولا أظن مدنا أخرى تخرج عن هذه العادة. شهر فبراير انقضى ومارس على وشك الإنتهاء و
العاملون على عتبة الإستجداء. هذه صرخة العشرات فمن يسمع النداء.
Aucun commentaire