Home»Enseignement»المفتش – فوبيا (الفصل الثالث)؛؛

المفتش – فوبيا (الفصل الثالث)؛؛

0
Shares
PinterestGoogle+
 

المفتش-فوبيا(الفصل الثالث)

بقلم: نهاري امبارك، مفتش في التوجيه التربوي، مكناس؛ في 15 مارس 2012.

 

من المؤسف  جدا، أو، على  الأصح من  انحطاط  الأخلاقيات المهنية في  جميع المجالات والقطاعات، وخصوصا  مجال التربية والتعليم، الذي  يعتبر  شأن تربية النشء وتعليمهم  وتهذيبهم  وإعدادهم  للحياة كمواطنين صالحين لأنفسهم  ووطنهم، من  المؤسف ألا يفتأ « مرب »، غالبا غير سوي البنية النفسية، كان  موظفا، أو مدرسا، أو مفتشا/مستشارا في  التوجيه التربوي، لا يفتأ في  توصيف  زملائه الموظفين والمفتشين، خصوصا، بأحط النعوت، ويتلفظ  في  حقهم  بأكثر المفردات بذاءة، وهو  يعلم  حقيقة  مقدار الظلم  والحيف والتهجم  الذي  يلحقه بهم، بلا أدنى سبب، أو لتفاهات ينسجها خياله الهوليودي، أو مزاجه المتقلب، رضوخا لأنانية قاتلة، وضربا لمصلحة عامة، ليست ذات صلة بنزواته وأهوائه الذاتية وأهدافه الخاصة، مستغلا في ذلك تسيبا عارما وفراغا تشريعيا في طور البناء والمعالجة، رافضا التضحية والمساهة في وضع اللبنات البناءة خدمة للصالح العام من أجل مقاومة  ظاهرة  اللامبالاة التي  تنم عن ضعف نفس واستهتار. وحيث إنه من المؤكد، من جهة، أن  المفتش، لا يعرف الموظفين، كانوا مدرسين  يمارسون  التعليم، أو مستشارين/ مفتشين يمارسون  الاستشارة والتوجيه، الذين  يشرف  عليهم، معرفة دقيقة إلا من خلال  ملفات  ووثائق، حيث  يجهل وضعهم  النفسي  والمعرفي  والمهني، كما  يجهل تعاملهم  ومعاملاتهم  وتصرفاتهم  إزاء زملائهم  وتلامذتهم، وهذا بالتأكيد ما يركب أولائك الموظفين، خدمة لخططهم المرسومة مسبقا، والتي يخفون خطوطها المتشابكة وينتهجون أساليب ملتوية من أجل افتعال نزاعات وصراعات لصب جام غضبهم لأتفه الأمور على مفتشهم دون علمه بما هو مبيت له، ولينتبه بعد فوات الأوان للعبة التهجم المفتعل من أجل الردع، وليكتشف بعد معاناة، أن الأمر لا يعدو أن يصدر إلا عن شخصية مزاجية وغير سوية، يجب التأكد من ملابسات وضعها حفاظا على سير العمل في ظروف عادية عموما، وحفاظا على مصالح التلاميذ حاليا ومستقبلا والإدارة التربوية والمنظومة عموما.

وهكذا  تتوالى  الأيام، فيتكشف  المضمر، من شراك  وحبال  تحاك  من  طرف  الموظف  لتوقع  بالمفتش  في كل حين وتخضعه؛ فتشتد النزاعات والصراعات بعد انتباه المفتش إلى أفعال غير مسئولة، حيث تتأزم الوضعية بينهما ويتيهان في دهاليس لا حدود لها من الشد والجدب ضحيتها التلاميذ، وأسبابها ممارسات غير مسئولة صادرة عن مفتش  في  مهمة  يضبطها  تشريع؛ ولا داعي  لتلاعبات  الموظف، ليلقي  بنفسه  وبمصالح  التلاميذ في هوة دون  قعر، من شدة قصر نظره، ودون الخوض في  متاهات  تضبطها  نصوص  ومجال  متخصصة، تضمن  الحقوق والواجبات. وهكذا ينشغل المفتش، من جراء وضعية مفتعلة، في متاهات لا علاقة له بجوهر المهام المنوطة به، لتضيع جهود شتى في  نزاعات هامشية عبر تقارير  ومراسلات  وكتابات  وأجوبة  وأخذ ورد.

إن بعض الموظفين، ينتمون إلى عدة قطاعات، تعليمية منها على  الأخص، نظرا لقصر  نظرهم، وضعف   وعيهم، وهشاشة ثقافتهم الإدارية والتربوية، وضعف إيمانهم بالواجب الوطني، يعتبرون المفتش فزاعة مرعبة مخيفة ترهب الموظفين الذين يشرف على تأطيرهم وتتبع أعمالهم، فلا يتوانون  في  أن  يلصقوا به أبشع  النعوت  ظلما  وعدوانا، معتمدين في  ذلك، قصدا، ولا محالة هذه الأحكام الواهية غير المسئولة، بهدف  نسف جهود المشرع  وتخريب  المصلحة العامة وبتر  أعضاء المنظومة وشلها لصالح الفساد والخسران المبين، استجابة لأغواء وحقد دفين، ضاربين أهداف المنظومة عرض الحائط عنوة وقصدا: فبتر المقررات، وتدوينها صوريا، ومنح نقط افتراضية، وتوقيع لوائح جاهزة، وتغاضي الطرف عن التغيبات، والعمل المفرط بالتعليم الخصوصي المؤثر سلبا على العمل بالأقسام العمومية، وتررد المستشار في التوجيه يوميا على المؤسسة الخصوصية، وإلصاقه وثائق، بالمؤسسة العمومية، ولا يعود لتفقدها حتى تتقطع اشلاؤها وتندثر. إنه بالتأكيد، من أجل هذه الممارسات وغيرها كثير، تشن تهجمات على المفتش التربوي ومفتش التوجيه على الخصوص  وينبذ، ويتم  معارضة تواجده، واقتلاعه  من  سلسلة المظومة التي تبقى مبتورة من  دونه ودون الأدوار التربوية والإدارية، كما سنها المشرعون  في  كل الأنظمة، ليترك الحبل على الغارب، حتى  يتلاعب  ضعاف  النفوس  والمستهترين بنزواتهم ويحققوا أطماحهم  الذاتية، همهم الجري وراء مآربهم الشخصية، ضاربين عرض الحائط، المسئولية والوطنية والواجب.

وفي المقابل، حيث لا يخلو المجتمع  من أشخاص  متشيعين  بروح التضحية ونكران الذات، مفتشهم الواجب الوطني والضمير الحي، أسوياء نفسيا وثقافيا، يتمتعون برجاحة العقل  والاتزان  والمسئولية  والمواطنة  الحقة، ويقدرون  العمل، والمواظبة والتفاني والإخلاص للوطن، يسارعون  بكل ما أوتوا من  منطق  مقتنعين، وغيرة راسخة، وقوة الدليل  والبرهان، وفي  كل المحافل والملتقيات، يسارعون بجرأة وإقدام، ولا يتوانون في الذود عن موقع  المفتش  ودوره ومهامه  وتدخلاته  الرشيدة المنظمة للسير السوي  لكل  الأعمال، مفندين ومكذبين ادعاءات الفئة الضالة، بل  المضلة، ومبينين بالحجة والدليل الترهات والإشاعات الصادرة عن تلك الفئة، والأغراض المتسترة وراءها، أهدافها المساس  بشخص  المفتش  والنيل  منه  والحط  من  قيمته  ومكانته الوظيفية حتى  يخلو  لهم  الجو  ويحققوا أغراضهم  الذاتية.

نهاري امبارك، مفتش التوجيه التربوي، مكناس.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.