Home»National»النار,اليوم, أكبر زبون لسوق مليلية

النار,اليوم, أكبر زبون لسوق مليلية

0
Shares
PinterestGoogle+
 

النار,اليوم, أكبر زبون لسوق مليلية
رمضان مصباح
سوق مليلية ,بوجدة, من الأسواق الكبيرة التي نمت خارج مدونة التجارة ,وداخل حاجة شباب وجدة إلى فرص شغل ؛يجتهدون في خلقها ولو خارج القانون ؛وهم معذورون في ذلك لأن حاجيات الإنسان الأساسية لا وقت لديها للانتظار.
وهو سوق مليلية ,بكل المدلول الوطني والاقتصادي والتاريخي للكلمة.
انتقل من المكان من كونه مقبرة للمسلمين- ولعله انتفض على صمت القبور- ليصبح شريانا اقتصاديا ,معروفا وطنيا ,ومغاربيا أيضا.
يدب فيه الناس ,تجارا وزبائن,دبيب النمل ؛بفارق أن النمل يهندس المكان ,تحسبا للكوارث؛أما تجار السوق فوفقوا في جعل الداخل اليه مفقودا ,والخارج منه مولودا: سراديب تفضي الى سراديب ,حتى ينتهي بك الأمر الى أن تتساءل محتارا :
في أية جهة أنا ؟ومن أي وجهة يكون خروجي من هذه المتاهة؛ أما أن تخرج من حيث دخلت فهذا مستبعد ,ولا يتأتى إلا للذين خبروا المكان ,كما القطط لا تتيه أبدا.
منذ سنوات استشعرت هذا الخطر ؛هذا الزبون الذي أتى على كل البضاعة في سويعات:
قلت لزوجتي ونحن متوغلون ذات يوم في أحشاء السوق: من أين المفر ,لو قدر أن انفتحت أبواب صقر  ؟ أجابتني – وقد ذكرتني بذلك اليوم: لا قدر الله.
ها قد قدر ياعزيزتي ؛لكنه لم يقدر حتى أمهل وأنذر.لكن الانسان لم يفكر ولم يتدبر .
الآن وقد قطعت النيران أرزاقا ,وشردت عائلات ,وأنهت أحلاما شابة؛ على رجال الوقاية المدنية – وقد أبلوا البلاء الحسن ,وفق ما تأتى لهم- أن يضيفوا الى مهامهم الاطفائية مهمة  العمل على استشعار الحرائق قبل وقوعها ,بأن يكون لهم الحق الكامل في تفتيش وضعيات الأسواق الشعبية كلها ,للوقوف على مدى تحقق شرط السلامة فيها.
لا سلامة مـتأتية في سوق الفلاح- الأخ الشقيق لسوق مليلية- ؛الذي انتهى الى أن يكون سوقا لكل شيء:من حبة الأسبرين الى الثلاجة ؛مرورا بكل المواد الغذائية ,الشمالية والشرقية. تلد سراديبه سراديب أخرى ,وتضيق الممرات ,بقدر ما يتوغل الإنسان داخله.
أما سوق طنجة فقد أتت عليه مشاريع الهيكلة ,وحولته الى صرح تجاري يستعيد- معماريا- أمجاد وجدة.   وكل الشكر لجلالة الملك ,الذي يتتبع هذه المشاريع ميدانيا.
لكن قبل استشعار أخطار الكوارث ,في غيتوهات التهريب هذه ألا تنتفض مدونة التجارة لتهيكل القطاع؟ وقبلها ألا تنتفض مدونة الشغل للبحث عن البديل لشباب وجدة؟
ألا تستحق مدينة الألف عام وزيادة, مخططا شاملا من شأنه تصحيح الأوضاع الاقتصادية
فيها ؟
من أشعل النار في سوق مليلية؟
النار نفسها ,في غفلة من الوقاية المدنية ,التي لم تستشعرها , ولم تلزم  التجار بقطع كل أسباب اشتعالها ,وتواصله.
لقد سبق لتاجر محاذي لسور باب سيدي عبد الوهاب أن حفر في السور التاريخي قرابة متر لتوسيع دكانه ؛ولولا يقظة جمعية التاريخ ,وتدخل وزارة الثقافة لحصل للتاريخ المعماري الوجدي حريق آخر من نوع آخر.
حتى لا يتكرر هذا يجب أن نصمم على ألا يتكرر.
كل المواساة للتجار الذين احترقت مهجهم باحتراق أرزاقهم.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. oum_anasse
    27/08/2011 at 21:45

    حسبنا الله ونعم الوكيل وشكوانا لله وحده لا شريك له اللهم ان هدا لمنكر

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.