Home»National»سلام على إعلام يحكمه منطق الربح المادي

سلام على إعلام يحكمه منطق الربح المادي

0
Shares
PinterestGoogle+
 

لقد كنت قبل اليوم أعتقد أن كثرة المواقع الإعلامية الإلكترونية عندنا دليل على نضج إعلامي كبير حصل في وطننا عموما و في جهتنا الشرقية خصوصا إلا أنني تأكدت من أن سبب كثرة هذه المواقع هو التنافس المحموم على ريع التسويق الإشهاري ، ومن ثم تأكدت أن الدافع وراء هذا النوع من الإعلام لا يمت بصلة إلى الغاية الإعلامية بل هو بدافع الارتزاق على غرار دوافع الارتزاق الأخرى التي تغري شريحة من موظفي قطاع التربية ، ذلك أنه من ضاقت به سبل الدروس الخصوصية ، أو سبل أنواع التجارة المختلفة بما فيها تجارة التهريب وتجارة سقط المتاع ، أو سبل الحرف المختلفة بما فيها السمسرة لجأ إلى الإعلام خصوصا الإلكتروني للتمويه على طبيعته الارتزاقية المكشوفة . ومن المعلوم أن كل نشاط إذا كان بدافع البحث عن الربح فسيحكمه منطق التنافس المولد للصراع والعداوة ، وهذا ما أصاب الإعلام الإلكتروني عندنا حيث تطور التنافس بين بعض المواقع إلى عداوة وبغضاء . فلا يكاد كاتب مقال يوجه مقاله إلى هذه المواقع خصوصا إذا كان ممن يقبل القراء على قراءته حتى يندلع الصراع بينها إلى درجة أن بعضها يمتنع عن نشر نفس المقال الذي ينشره غيرها وهو ما يؤكد شراسة التنافس ليس على المقالات وإنما على عدد القراء من أجل بلوغ العتبة المطلوبة للتسويق الإشهاري المؤدي إلى الريع . فسلام على إعلام هذه همته وهذه غايته ، وتبا لأقلام تصير ألعوبة بين مواقع من هذا النوع متنافسة على ريع الإشهار في سرها ، ولكنها في علانيتها تزعم أن غايتها إعلامية شريفة ومقدسة . وأخيرا أقول لا زال بيننا وبين الإعلام الشريف المقدس مسافة قرون لهذا يجدر بمن يحترم نفسه ومبادئه من الكتاب أن يكسر قلمه في الوقت الراهن ويشيعه في جنازة رهيبة في انتظار مرور قرون التخلف الإعلامي ، وظهور عقليات إعلامية جديدة تحترم مهمة الإعلام ولا ترتزق بها . وأنصح كل مرتزق بالإعلام أن يجرب تجارة التهريب وتجارة سقط المتاع ، والسمسرة العقارية في جهتنا الشرقية خصوصا فهي أجدى وأنفع من تنافس محموم على إعلام الريع وعلى حساب الأقلام .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. الصالحي
    30/05/2011 at 20:07

    لقد حذرنا السيد قدوري بأن السيد شركي قد ينقلب على ولي نعمته في اي وقت فلم يصدقنا و راح ينصاع لكل شطحاته و ها هو الخبر اليقين و أول الغيث قطر

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.