تم إلغاء الامتحان التجريبي للسنة النهائية باكالوريا يومه الأربعاء 11 ماي 2001 .المبادرة ايجابية , ولقيت استحسانا من فئة عريضة من رجال التعليم, نظرا للدور السلبي  الذي كان يصاحب هذا الامتحان,حيث فقد مصداقيته لا من حيث الأثر السلبي على التمدرس ,من مساهمة في انقطاع التلاميذ المبكر,ومن عدم اعتباره كفرض ضمن الفروض التي تحتسب في معدلات التلاميذ,ومن توقيته الذي إن قدم ينتقد على اعتبار عدم تضمنه كل ما درسه التلاميذ ,وان تأخر على اعتباره يساهم في انقطاع التلاميذ.

أظن أن الغاية التي أسس من أجلها الامتحان التجريبي لم تتحقق,وبالتالي أصبح مجرد ضياع للوقت والمال, ومجرد فرصة للترويح لدى الكثير من التلاميذ الذين يستهينون به ويرون فيه فرصة لكتابة عبارات نابية, ومغادرة الفصل مباشرة بعشر دقائق بعد بداية كل امتحان تجريبي. فأين التجريب؟وأين الاستثمار؟

للأسف وإن كانت المبادرة جهويا معتبرة,فإنها تعبر عن سياسة وزارية غير مبنية على إشراك لذوي الشأن قبل اتخاذ قرارات حاسمة,وارتجال يسقطها كل مرة أمام واقع يفرض عليها التراجع عن أسلوبها الذي ظهرت عواقبه على المنظومة . ان الوزارة تفقد مصداقيتها يوما بعد يوم ,وتتعامل مع الحداث بما يمارس عليها من ضغوط , من مقاطعات للكثير من عملياتها,التي تنطلق من الأعلى  , وعندما تنزل الى أرض الواقع تجدها مفروشة بالشوك ,وليس بالورود كما تعودت من قبل. الكل أصبح ناقما ,والكل أصبح يرفض سياسة الأمر الواقع , بل يفرض واقعه على من يحاول فرض واقعه عليه….والبقية في الطريق….