Home»Régional»ظاهرة الفضيحة الخلقية في المؤسسات التربوية

ظاهرة الفضيحة الخلقية في المؤسسات التربوية

0
Shares
PinterestGoogle+

تشيع بين الحين والآخر أنباء عن فضائح أخلاقية في المؤسسات التربوية في الأوساط الخاصة بهذا القطاع على غرار ما راج مؤخرا في بعض مؤسسات نيابة وجدة أنكاد ؛ ويتعلق الأمر بشيوع أخبار قد تكون مجرد أراجيف وقد تكون حقائق . وتختلف ردود الأفعال بشان هذه الأخبار حسب طبيعة المنتمين إلى قطاع التربية والذين لهم علاقة به . وقد تتراوح ردود الأفعال بين متندر بهذه الأخبار يستغلها لتزجية الوقت في المقاهي؛ وبين مصدق متدمر مدين يعلن عن استيائه منها ؛ وبين مكذب جاحد يشكك فيها.
ويتعلق الأمر بما يصطلح عليه بالتحرش الجنسي ؛ والكلمة مشتقة من الحرش والتحريش وهو الإغراء والإفساد والتهييج لغة وهذا يعني أن المتحرش يحاول إغراء المتحرش به لإفساده وتهييجه جنسيا.
وقد يأخذ هذا التحرش أشكالا مختلفة حسب الجنس الذي يمارسه. وقد جرت العادة عندنا نسبة التحرش للذكور أكثر من الإناث نظرا لطبيعة ثقافتنا ؛ وقد لا يعد تحرشا إلا ما كان بشكل معين في حين أن بعض السلوكات من الجنسين قد تأول على أنها تحرشا حسب السياقات والظروف.
وأشهر تحرش في الأوساط التربوية ما يكون داخل المؤسسات التربوية بين المتعلمين فيما بينهم وبين من يحتك بهم من أطر تربوية وإدارية. والأشهر أن ينسب التحرش لفئة المدرسين الذكور بالمتعلمات ؛ وينذر أن يكون التحرش منسوبا للإناث من المدرسات بالمتعلمين وهو واقع سبق الحديث عنه في بعض المؤسسات في هذه المدينة وغيرها من المدن.
وقد تكون تهمة التحرش آلية من آليات الدفاع عندما يسجل نوع من الصرامة والجدية على بعض المدرسين فيعمد بعض المتعلمين المتهاونين إلى ترويج إشاعة حوله للمساس بشخصه كمدرس انتقاما من صرامته. وقد تكون مجرد الرغبة في التندر ببعض المدرسين الدافع وراء الترويج لتهمة التحرش . وقد يكون بعض السلوك المريب من بعض المدرسين سببا في إشاعة هذه التهمة حيث تأول بعض عباراته تأويلا غير صحيح أو تفسر بعض سلوكاته كالحديث على انفراد مع المتعلمين في بعض زوايا المؤسسة أو حتى خارج المؤسسة على أنها مؤشرات على علاقة غير معلن عنها. وقد يتعلق الأمر بتصفية حسابات بين المدرسين فيما بينهم أو بين المدرسين والإداريين من خلال استخدام التلاميذ في قضية الاتهام بالتحرش. وقد يكون التحرش حقيقة لا غبار عليها في بعض الحالات .
ومهما يكن من أمر فان الظاهرة موجودة منذ كانت المؤسسات التربوية ؛ وستظل كذلك وقلما ينجو المدرس والإداري من هذه التهمة سواء ثبتت أم لم تثبت ؛ وقد تأخذ الأمور شكلا دراميا يؤثر على ضحية الاتهام بالتحرش فيؤثر على أحواله الشخصية بل وعلى حياته كما حصل مؤخرا عندا روجت أخبار عن أزمة نفسية لأحد المدرسين في المنطقة الشرقية سببها هذه التهمة مما أودى بحياته منتحرا كما بلغ إلى علمي وأنا لست على يقين من الخبر حتى لا يحسب علي نقل الخبر ؛ وأنا أنقله بقاعدة حاكي الكفر ليس بكافر. وقد ترفع قضايا التحرش إلى العدالة للبث فيها فتخرج من إطار المؤسسة التربوية إلى المجتمع وتخضع لضوابط القانون الجنائي بعدما كانت خاضعة لضوابط القانون التربوي والإجراءات الإدارية.
إن ما راج مؤخرا يدعو لوقفة موضوعية بعيدا عن المزايدات ؛ وقد ساءني أن يكون الأمر لا يعدو مجرد تصفية حسابات خارج قطاع التربية ؛ كما ساءني أن تتدخل أطراف خارج المؤسسات التربوية لنفي أو إثبات التهمة. فالمطلوب من الجهة المسئولة توخي الموضوعية من خلال التحري الدقيق المبني على الأدلة والحجج الدامغة فإذا ثبتت التهمة فلا هوادة في اتخاذ القرار اللازم ؛ ولا مجال لشفاعة أو وساطة لأن المعني بالأمر فلان أو فلتان من فصيل كيت وكيت؛ وإذا ثبت العكس فلا بد من اتخاذ ما يناسب أيضا من إجراءات رادعة ضد المسئول عن الإساءة لسمعة من اتهم باطلا.
فهذه التهمة معروفة في ديننا بالقذف وهو محرم وقد شرع الشارع له حد الجلد ثمانين جلدة ؛ واشترط في القاذف الشهود وإلا كذب وعزر بحد القذف ولو كان محقا بدون بينة ؛ ولا يقبل اليمين في حالة القذف إلا بين الأزواج ويترتب عنه الفراق الأبدي وهو طلاق اللعان.
فالقضية ليست بالأمر الهين الذي يتندر به في المقاهي ويروج له لتلطيخ سمعة الناس سواء كانوا مدرسين أو إداريين أو متعلمي
والقوانين المنظمة للحياة المدرسية داخل المؤسسات التربوية شبه معطلة بسبب شيوع ظاهرة التراخي في ضبط المتعلمين؛ فلو توسعنا في مفهوم التحرش لوجدنا ظاهرة اللباس المخل بالحياء في أوساط المتعلمين والمتعلمات تحرشا قائما وبامتياز في مؤسساتنا علما بأن المذكرات التنظيمية تنص على نوع من اللباس لكل جنس من المتعلمين ولكن كما قال الشاعر :
لقد أسمعت إذ ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
وقد يستخف بمسئول يتحدث عن ضرورة ارتداء المتعلمات للوزرة الساترة ؛ وقد تطلق الألسنة في المتعلمات المحجبات إلى درجة تجاسر بعض الإداريين بذرائع واهية على منع الحجاب ؛ مع العلم أن الزي الإسلامي يحول دون ظاهرة التحرش عبر اللباس إذا ما استعمل على الوجه المطلوب شكلا ومضمونا لأنني اعرف أن البعض سيسجل على هذا الزي ملاحظات قد تصح في بعض الحالات بغرض الإساءة إلى الدين والمتدينين.
إن المطلوب من المسئول الإقليمي وأنا أعرف حرصه على النزاهة في التحري أن يتدخل بموجب الضوابط التي يخولها له القانون لمعاجلة موضوع هذه الظاهرة سواء كانت حقيقة لا سمح الله أو كانت مجرد أراجيف تقصد الإساءة لرجال التربية والإدارة وتريد إثارة البلبلة في فترة دراسية تتطلب الجو المناسب للتحصيل من أجل جودة ينشدها الجميع ؛ ولي أمل كبير في الأستاذ الفاضل السيد النائب المحترم الذي استبشرنا خيرا بالتحاقه بهذه النيابة العريقة والتي تطمح إلى استعادة عافيتها بعض وعكة عابرة والله من وراء القصد .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

7 Comments

  1. تربوي
    20/03/2007 at 13:25

    انك تطلب من السيد النائب ان يتدخل ، والمسؤول عليه من يتدخل في حقه ، ادا كان المسؤول الاول في المنطقة متهما ، فان الاستقالة هي المنطق لينقد ازمة اللااخلاقية في المؤسسات التعليمية بما في دلك الادارة الوصية الاولى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  2. د. محمد بن العياشي
    20/03/2007 at 13:25

    مقال كالعادة جدير بالاهتمام والتأمل ، فقط أضيف تعقيبا سريعا في نقطة واحدة وهي قضية اللباس باعتباره المظهر البارز والمفضوح للتحرش،، ولاينكر ذلك إلا جاحد ، ومن يستهين به من الإداريين أو المدرسين هم أول من يعانون من معالجة آثاره، لأن الذي لايستحيي في لباسه لايستحيي حمل الهاتف وتشغيله وإزعاج زملائه والتشويش عليهم، وحمل أغراض أخرى بديله عن لوازمه المدرسيه كالكتب المدرسية، وكثرة المطالبة بالخروج من الفصل حيث يصعب ضبط جماح أصحابه، ولا يجادل اثنان في أن المدرسه مجال تربوي للتحصيل، وليست معرضا للأزياء. ويجب وجوبا تحضير الأجواء المناسبة لحرمة المدرسة ، والعملية التربوية، خدمة لأبنائنا التلاميذ.والله الموفق

  3. أحد الناس
    20/03/2007 at 13:26

    السلام عليكم،
    التحرش الجنسي يصدق من الرجال للنساء كما يصدق من النساء للرجال. وغفر الله لمن آذى العفيفات ولمن آذت العفيفين، بلباس أو كلام أو مشية متكسرة أو بما يعلمه الناس بالفطرة.
    والسلام.

  4. Anonyme
    21/03/2007 at 21:16

    السلام عليكم ان ما نعاينه صباحا و مساءا امام و وراء المؤسسات التعليمية الخاصة و العمومية ( اعدادي و ثانوي ) من ممارسات لا اخلاقية بشتى انواعها اللتي يقوم بها ابنائنا و بناتنا يتحمل مسؤوليتها اولا و اخيرا جمعيات اباء و اولياء التلاميد

  5. رئيس جمعية آباء
    23/03/2007 at 14:07

    لا تقل يا اخي ما ليس لك به علم عن جمعيات الآباء . فلو علمت ما تفعله بعض الجمعيات في هذا الاتجاه حتى انها عوديت عداء لرجعت عما ترى .
    اؤكد لك ان عددا من المؤسسات يدخل اليها اجانب وبسياراتهم ويتجولون بها لما لو كانوا في شارع عمومي .
    وتتدهل الحمعية فيما تتفرج الادارة والنيابة . ولو اخبرتا بذلك .
    وكم من بائع في باب المدارس يبيع مواد خطرة وتتدخل الجمعيات وتظل الادارة لا مبالية
    ان الجمعيات التي تتحول الى فاعل مثقف عارف بحدود نشاطه ومحدد لما عليه بعد ان كانت مقاولات في ايدي الادارات اصبحت مزعجة ..ذ
    وعليك ان تتابع وتتقصى وتجري بحثا ان لم اقل دراسة قبل ان تصدر الاحكام .
    ومع ذلك ، فانا التمس لك الاعذار ، ومن كان في جمعية للآباء ويحب ابناءه فان حبه لهم لا يكتمل الا بحب كل ابناء المؤسسة وبناتها .
    واعدك ان نعد تقريرا خاصا شاملا حول تجربتنا في غضون ماى لا يزيد عن 03 شهور سيكون موضوع نقاش وارضية للمحاسبة والتقاضي ان اقثضى الحال .

  6. فريدة
    23/03/2007 at 14:15

    السلام عليكم ورحمة الله.أخوتي في الل من المدرسين الشرفاء.أسألكم سؤالا واحدا وأرجو الإجابة عليه بمنتهى الصراحة والوضوح ،لأني شخصيا عانيت في الإجابة عنه والقيام بالتصرف اللائق الذي يترتب عن الإجابة.ما تفعلون لو أن تلميذات عدة ممن يشهد لهن بالتفوق والاحتشام تأتي كل واحدة منهن على حدة عندكم تطلب منك النصيحة أو التدخل للحد من تحرش أحد الإداريين أو الأساتذة العديمي الضمير والوازع الديني.بل إن إحدى التلميذات طلبت مني ألاأرسل التلميذات إلى مكتب الغياب بعد الساعة الخامسة طلبا للوسائل الديداكتيكية لأنه في ذلك الوقت يطلب أي نوع من الصيد كان هو الإداري الوقور الذي لم ألحظ عليه شيئا إلا بعد تنبيهي بل نعتتني هذه التلميذة التي أصبحت الآن موظفة بالسذاجة ذلك لأن رائحته قد فاحت ويعرفها القاصي والداني من مدير وأساتذة وإداريين وتلاميذ وآباء ولكن لاأحد منهم قال: اللهم هذا منكر.فهل هذه هي أخلاق المسلم؟ من جهة القيام بالخطيئة ومن جهة أخرى التستر عليها ومن جهة ثالثة لا أحد يرده إلى صوابه.
    إننا دائما نلجأ إلى سياسة النعامة وسياسة إخفاء الشمس بالغربال وإذا انبرى واحد منا إلى إلأى نقد المنظومة التعليمية تجد ألف سكين وألف لسان أقسى من السكين من المفروض أن يفهم الخطاب ويعرف المعني.وهنا ألتمس من الأخت أم بثينة أن تعود إلى نقدها الساخر لعل مثل هؤلاء يستفيقون من سباتهم.وأرجو أن تكتب في المرة القادمة عن التحرش الجنسي الذي تعاني منه الكثير من التلميذات والطالبات بل اليوم حتى التلاميذ والطلبة.ما دمنا نحن في مؤسساتنا أصبحنا عاجزين حتى على قول اللهم هذا منكر. وإني أنتظر جوابكم إخوتي في الله.

  7. د. محمد بن العياشي
    23/03/2007 at 18:24

    الأخت الكريمة فريدة، قبل أن أجيبك أوضح لك أمرا، وهو أنني لست من المنطقة الشرقية ، وبالتالي لا أعرف من تقصدين ، وليكن من يكون، فرأيي أن ينبه هذا الشخص،من السادة المدرسين أو الاداريين أو الآباء ، او غيرهم ، وفي مقدمتهم النقابيون التربويون. بعد ذلك ,إذا لم يعتذر هذا الاداري ويعترف بذنبه ، تأتي مرحلة مراسلة النيابة بالوسائل المختلفة (هاتف، فاكس…) وليس من الضروري ذكر اسمكم أو عنوانكم. وأنا متأكد أن النيابة ستتحرك للتحقيق في الأمرواتخاذ ما يلزم. كنت أتمنى أن تشيري إلى المؤسسة حتى يتمكن ذوو النيات الحسنة ، والمتعقلين من أطرها ، أو المسؤولين عنها، محليا أو إقليميا من معالجة هذا الامر ، وإشعار صاحبه بخطورة أفاعيله التي لا تحتمل الجدل، لأنها ليست شأنا تربويا ، وإنما هي سلوك مستنكر و لا أخلاقي، يتعارض مع حرمة المؤسسة ، ولا يمكن بحال أن يرضى به العقلاء أوالاباء لفلذات أكبادهم، وشكرا لك وكثر الله من أمثالك الغيورات على هذا الوطن

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *