Home»Régional»الافتتان بعادة إحياء الثامن من مارس

الافتتان بعادة إحياء الثامن من مارس

0
Shares
PinterestGoogle+
 

مرة أخرى يتكرر المشهد المألوف كل سنة بحلول الثامن من مارس الذي يحتفل فيه بالمرأة على خلفية انتصارها بعد مظلمة. ومع أن المسلمين لا علاقة لهم بالمناسبة ولا غيرها من المناسبات الأخرى كعيد الحب و ما شابهه فإنهم ينخرطون في إحياء أيام بحكم التبعية والتقليد اعتقادا منهم أن التفوق التكنولوجي للغرب يقتضي بالضرورة تقليده في كل شيء . لقد جاء عيد المرأة في الغرب بسب مظلمة حقيقية سببها التخريق الذي لحق التوراة والإنجيل . فالي عهد قريب كانت الكنيسة تناقش وضعية المرأة : هل لها روح كالرجل أم لا ؟ وهل هي من جنس البشر ؟ وهل تصح منها العبادة ؟ والذي جعل الكنيسة تثير هذا الأمر بهذا الشكل هو خلفية عقدية مفادها أن الخطيئة الأولى تتحملها المرأة ؛ فقد جاء في سفر التكوين : ( فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل وأنها بهجة للعيون ؛ وأن الشجرة شهية للنظر فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها أيضا منها فأكل ….) إلى أن يقول السفر : ( ولما سأل الرب آدم عن فعلته قال المرأة التي جعلتها معي أعطتني من الشجرة فأكلت ) فبموجب هذا المعتقد الفاسد نسبت الخطيئة الأولى للمرأة وترتب عن ذلك اعتبارها ذات طبيعة شيطانية ؛ واحتقرت وأهينت ونشأت مظلمتها إلى أن تنكر الإنسان الغربي للكنيسة وصار علمانيا لتحييد الدين من الحياة ؛ واستردت المرأة كرامتها فاحتفلت بالثامن من مارس. وعن طرق التقليد الأعمى انتقلت المناسبة إلى المجتمع الإسلامي بسبب التبعية ؛ وحاول البعض منا إسقاط وضعية المرأة الغربية على المرأة المسلمة واختلقت مظلمة المرأة عندنا بسب ذلك بغرض فصل الدين عن الدنيا على الطريقة الغربية؛ وصادف ميل المحسوبين على الإسلام منا هوى في نفوس اليهود والنصارى الذين يرغبون في استئصال شأفة الإسلام المنافس ليخلو الجو لبدائلهم المطروحة في الساحة العالمية.
والاحتفال بهذا اليوم له وجهان وجه غربي يقدمه الإعلام من خلال لقطات تفيد حصول المرأة على ما كانت تريده ؛ ووجه عربي ومسلم يقدمه الإعلام أيضا من خلال لقطات تعكس معاناة المرأة المسلم بسبب العنف والاستغلال ح وتنتقى الصور بعناية حيث تعرض مشاهد العنف الصادرة عن بعض الرعاع من العوام والجهلة الأميين من ضعاف التدين ولكنهم يحسبون على الإسلام انتماءا.
انه لمن الغباء أن ينسب الخطأ للإسلام إذا ما أخطا أتباعه علما بأن الله أكمل دينه وتممه ببعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) فالنقص الحاصل في الدين من مسئولية أتباعه وليس من مسئوليته هو. ومن تذرع بذريعة شيوع النقص في التدين بين المسلمين للحكم على الإسلام باستحالة تطبيقه على أرض الواقع رد قوله بقول الله تعالى : ( وما جعل عليكم في الدين من حرج ) فحيث لايكون الحرج لا يستحيل التطبيق أصلا. وفضلا عن ذلك منع الإسلام تخطي حدود خطها الله عز وجل واعتبر ذلك ظلما لقوله تعالى : ( ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه ) ؛ كما أن الله تعالى يمقت قولا منافيا للفعل في قوله تعالى :( كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما تفعلون)لهذا فلا مبرر للقائل بوجود مظلمة في الإسلام مع تمام الدين وكماله بما فيها المظلمة النسائية ويصدق عليه قول الشاعر: نعيب زماننا والعيب فينا.
إن الدين الإسلامي لا يحمل المرأة مسئولية الخطيئة الأولى أصلا فما يقابل عبارة سفر التكوين في القرآن هو قوله تعالى : ( فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى فأكلا منها) فالأكل كان من آدم وحواء على حد سواء من خلال التعبير القرآني ؛ كما أن المسئولية واحدة لقوله تعالى على لساني آدم وحواء : ( قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين)فالعبارة عكس ما جاء في سفر التكوين الذي حمل من خلالها آدم المسئولية لحواء. وكلمة زوج في العربية تطلق على شيئين بينهما تكامل ووحدة بدون تفاضل.
فالمساواة المنشودة في المجتمعات الغربية بسبب الخلفية الدينية الكنسية بين الرجل والمرأة لا مبرر لها في الإسلام. فبموجب الخطيئة المنسوبة للمرأة في التوراة والإنجيل تعتبر شريرة ونجسة بحيث لو جلس الزوج على فراش زوجته الحائض في اليهودية مثلا لنجس ح في حين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن وهو في حجر عائشة رضي الله عنها وهي حائض ؛ بل ربما أصاب ثيابه شيء من دم حيضها فنضحه بماء وصلى. وبسبب خلفية الخطيئة امتهنت المرأة عبر التاريخ واستغلت جنسيا بشكل فضيع حيث ظهرت علاقات مختلة حاربها الإسلام من قبيل علاقة البغاء حيث يصيب عدد لا يحصى المرأة الواحدة حتى إذا حملت جيء بقائف وهو رجل يزعم علمه بالشبه بين الناس فيشبه المولود بأحد ممن أصاب المرأة حتى ولو لم يكن من صلبه. ومن قبيل نكاح الرهط وهو اتصال جماعة بامرأة واحدة حتى إذا حملت ألحقت المولود بمن شاءت . ومن قبيل نكاح الاستبضاع وهو تنازل الرجل عن زوجته لغيره طلبا للنسل منه . ومن قبيل علاقة الخدن وهي العلاقة السرية بين المرأة والرجل. ومن قبيل نكاح المقت وهو اتصال الرجل بزوجة أبيه . ومن قبيل الجمع بين الأختين ؛ أو بين المرأة وعمتها أو خالتها. ومن قبيل نكاح الشغار وهو تبادل البنتين أو الأختين بين الرجلين دون صداق . ومن قبيل نكاح المتعة وهو علاقة جنسية بالمقابل لمدة معلومة لا زال الروافض يزاولونها تحت غطاء الشرع. ومن قبيل نكاح ما فوق أربع نساء . كل ذلك حرمه الإسلام صيانة لكرامة المرأة. ولو تأملنا المجتمعات الغربية المتبجحة بحرية المرأة لوجدنا نماذج من هذه الأنكحة الفاسدة وعلى رأسها البغاء ؛ ونكاح الرهط والاستبضاع وما تنقله الفضائيات أدهى وأمر.. كل ذلك ويزين للمرأة المسلمة المطالبة بمثل وضعية المرأة الغربية العلمانية. والحملة على الإسلام في هذا المجال معلومة غير خافية لتوفير المناخ للبديل العلماني وهو يهودي صليبي مقنع ليس غير. ومن باب تلفيق التهم للإسلام يؤول قوله تعالى : ( وللرجال عليهن درجة ) تأويلا مغرضا ؛ كما يؤول كذلك التأويل المغرض قوله جل وعلا : ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ). لقد اتخذت القوامة ذريعة للطعن في الإسلام وترويج لمظلمة نسائية مختلقة علما بأن القوامة وظيفة تابعة للجبلة وهي اختلاف في الخلقة اقتضاه التكامل ؛ وعلى قدر الخلقة تأتي الوظائف حيث يكدح الجسم الخشن خارج بيت الزوجية ولا يكدح الجسم اللطيف الذي أوكلت إليه وظيفة الإنجاب ورعاية النشء. وأعداء الإسلام اسقطوا القوامة بشكل ذكي حيث زينوا للمرأة الكدح خارج البيت وزعموا أن في ذلك تحريرها عبر الاستقلال المادي. وبسقوط القوامة تسقط معها الحقوق والواجبات ويختل التوازن وينتفي التكامل ويختلط الحابل بالنابل والدارع بالحاسر كما يقال. وبسقوط القوامة يسقط حق ولاية الرجل على المرأة إذ كيف تكون له ولاية على من لا يعول ح ويسقط حقه في الطلاق ؛ ويسقط حقه في التعدد . وبمناسبة ذكر التعدد استرعى انتباهي ما كتبته كاتبة من كاتبات دنيا الوطن هازئة بالتعدد وشاركها المعلقون في ذلك ؛وكأن الأمر لا يتعلق بشرع وإنما بعبث لتزجية الوقت . والتعدد تشريع من الله عز وجل لينفذ بشروطه لا ليكون موضوع تسلية وإرضاء لمن لا يقبله سواء كان رجلا أم امرأة. إن دعوى أعداء التعدد هو أنه عمل همجي يليق بالبشرية في عهد بدائيتها وبداوتها ولا يليق بعصر التحضر والتطور التكنولوحي ؛ وهذا يدخل ضمن المشروع الكبير لإقصاء الإسلام من الحياة ؛ ذلك أنه بتعطيل جزئياته يتعطل الكل في نهاية المطاف وتجد البدائل الساحة فارغة.
وصادف أن شوه الرعاع والسوقة التعدد وابتذلوه فسهل على أعداء الإسلام منعه وكان شأنهم كشأن من منع الماء عن قوم لأن غيرهم شرق به فمات على حد قول الفيلسوف ابن رشد عندما استغرب منع الفلسفة عن الناس بسبب الحاد بعضهم لمزاولة التفلسف. وقد بلغ حد منع التعدد في بعض الدول المحسوبة على الإسلام درجة المعاقبة عليه بسنتين حبسا ؛ في حين لا يحبس الزاني الذي لا يرتاد أماكن الزنا الرسمية إلا شهرين ومن كذب فليزر بلاد تونس وكر العلمانية على الطريقة الهجينة. ولقد استرعى انتباهي في المقال المشاراليه أعلاه سوء تأويل قوله تعالى :( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم ) وتوقفت الكاتبة عند هذا الحد كما هو شأن الذي يقف عند حد : ( ويل للمصلين ) وتمام الآية هو : ( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة) فالعدل لا يستحيل كما يظن البعض بموجب هذه الآية وهو ليس مطلقا ؛ بل هو مستحيل في المجال العاطفي فقط ؛ والدليل على ذلك قوله تعالى : ( فلا تميلوا كمل الميل ) إذ لا مسوغ لذكر الميل إذا ماكان العدل مستحيلا مطلقا وإلا عد قوله تعالى : ( ولا تميلوا ) عبثا وتعالى الله عن العبث .وهذا ما يؤكده قول رسول الله عليه السلام في هذا الصدد : ( اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك ) فالله يملك قلوب العباد وهي مصدر العواطف التي يستحيل معها العدل في حال التعدد ؛ وهذا هو المقصود وليس العدل في المأكل والمشرب والملبس والمبيت فهو مما يستطاع وليس العكس كما يريد المتحاملون على الإسلام .
ومن الغريب أن يستهجن الغرب العلماني التعدد ؛ وهو يمارسه بأشكال مبتذلة ؛ وكم عجبت من فيلم الطريق الخفي الأمريكي الذي يروي قصة امرأة اتخذها غني عشيقة وأسكنها خلسة بجوار قصره فلما مات وشاخت أصبحت عرضة للضياع ؛ وكم يحزن المجتمع الغربي لمثل هذه المأساة ومع ذلك يستهجنون التعدد الذي يصون الكرامة التي ضاعت بالنسبة لبطلة فيلم الطريق الخفي. وتعتبر فرنسا مثلا أشد أعداء الإسلام فهي على رأس الدول المانعة للحجاب وللتعدد في حين نجد رئيسها السابق ميتران كان معددا خلسة وقد أنجب من عشيقته أحب بناته إليه فلما بلغ الخبر زوجته قالت : لا بأس بذلك ما دام لا يؤثر على حبنا ؛ واستطردت أنا اعرف أن الرجل الفرنسي لا يطيق العيش مع امرأة واحدة طيلة حياته.
ولقد كان أثر الجرح الذي أحدثه حذاء هيلاري كينتون على وجه الرئيس الأمريكي السابق حديث الصحافة اثر فضيحة العشيقة والسكرتيرة اليهودية مونيكا لونسكي ومع ذلك يستهجن الأمريكان التعدد في الإسلام ويمارسون البغاء عوضا عنه خلسة وبجبن يثير السخرية إلى حد تعرض الرئيس على قدره للضرب . ونموذج ديانا معروف أيضا حيث كانت الأميرة المدللة تستبدل العشاق كاستبدالها الملابس ولما فضح أحد عشاقها أسرارها المخجلة مقابل أموال للصحافة لم تخجل بل عبرت بقولها : إنني أحبه إلى درجة العبادة.انه التعدد المبتذل الذي لا يقوى الغرب على التصريح به ومع ذلك يعاب على الإسلام وفيه من صيانة كرامة المرأة ما لا ينكره إلا جاحد متعصب .
ماذا يريد المفتتنون بالثامن من مارس ؟ ألا يكفيهم ما تنشره الفضائيات الغربية من فضائح يندى لها الجبين حيث تعرض المرأة سلعة رخيصة مبتذلة وتبدو الأنثى الواحدة وسط الذكور كالكلبة وسط الكلاب؟ أما آن الأوان ليفيق المسلمون من غفلة التقليد الأعمى بالرغم من انتشار رائحة جحر الضب فينا والتي حذرنا منها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سياق التحذير من تقليد اليهود والنصارى إلى درجة دخول جحر الضب وراءهم ولا يوجد أنتن منه كناية عن تقليدهم فيما هو مهين للكرامة على غرار ما تنقله الفضائيات الخليعة .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. لطيفة
    11/03/2007 at 13:48

    السلم عليكم ورحمة الله وبركاته

    صدقت والله ..اصبح الغرب يطبل ويغني ونحن نزغرد له…نسير خلفه مذهولـيـن …كالبلهاء..

    اللهم اهدنا الى الاسلام الصحيح..وقوي ايماننا..واجعلنا دائما شاكرين لك .

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.