إن أول ما يثير الانتباه هو كلمة (آل) وقد تعددت دلالتها اللغوية ؛ ومنها الدلالة على كلمة (أهل) ودليل اللغويين على أن (آل) هي (أهل) هو تصغير آل (أهيل) إلى جانب ( أويل) فتكون الألف في آل بدلا من الهاء ؛ كما قيل إنها منقلبة عن واو والله تعالى أعلم.
وكلمة آل واردة في كتاب الله عز وجل وقد ارتبطت بأسماء بعض الأنبياء من أمثال إبراهيم موسى وهارون ويعقوب ولوط وداود صلوات الله عليهم؛ وحتى باسم كافر جبار هو الفرعون عليه لعنة الله.
وقد اختلف العلماء في آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم هم أهل دينه و أتباعه من قرابته وغير قرابته ؛ لأن في اللغة آل الملك هم رعيته ؛ وقال البعض هم أزواجه لأن كلمة أهل تدل على الزواج إذ يقال للرجل ألك أهل ؟؟ فيقول : لا بمعنى انه ليس له زوجة.وقال آخرون هم القرابة بما في ذلك الأولاد والأزواج وحتى المملوكين. وركز العلماء المسلمون وأئمتهم على التعريف الشرعي لكلمة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم الإمام الشافعي الذي قال :( آل محمد هم الذين حرمت عليهم الصدقة وعوضوا منها الخمس)وبموجب هذا يكون آل الرسول الأكرم كل من لم يأخذ الصدقة وأخذ الخمس من الفيء . وتنبه البعض إلى أن القرابة من بيت محمد وغيره من الأنبياء صلوات الله عليهم لا تكفيها رابطة الدم بل لا بد من رابطة العقيدة والدين والشاهد على ذلك من كتاب الله عز وجل نفي الله تعالى نسبة الولد الكافر لأهل نوح عليه السلام إذ لما قال نوح :( رب إن ابني من أهلي ) رد عليه الله تعالى : ( انه ليس من أهلك ).
وينفرد الشيعة وحدهم من بين المسلمين بحصر أفراد آل البيت في علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم ومن ولد منهم لحاجة في نفس يعقوب ذلك أن عقيدة التشيع تعتمد على هذا الحصر من أجل تبرير مفهوم الولاية والإمامة التي هي عندهم ملازمة للنبوة بل هي الركن السادس للإسلام عندهم. وهم يعتمدون أحاديث موضوعة لدعم طرحهم العقدي ؛ وهي أحاديث لا يقرها أئمة المسلمين السنة.
ولعل الذي يرد دعوتهم في حصر آل البيت في علي وزوجه وأولاده هو أن باقي آل بيت رسول الله ينسحب عليهم ما ينسحب على هؤلاء فأزواج النبي أيضا من قرابته وما ثبت أنهم أخذوا الصدقات وثبت أنهم أخذوا خمس الفيء ؛ وقد خصهم الله تعالى بالذكر المباشر في كتابه الكريم من مثل قوله : ( يا نساء النبي) وقوله : ( يا أيها النبي قل لأزواجك )؛ وما ثبت أنه ذكر علي رضي الله عنه في الذكر الحكيم مباشرة بل يرد ذكره غير مباشر كشأن كل الصحابة الذين ارتبطت بهم ظروف وأسباب نزول الوحي لمصاحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم ؛ ومن ذلك قوله تعالى :( آشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات) فقد نزلت في علي لما راح يراجع النبي صلى الله عليه وسلم في قدر الصدقة التي تقدم بين يدي نجوى الرسول عليه السلام.
وأما ما يستدل به الشيعة من قرآن منسوب لعلي فمحض ادعاء وتأويل ليوافق عقيدة الولاية والإمامة ؛ وهو تأويل يعتمد لي أعناق الآيات كما يقول العلماء ؛ وهو في حكم كل تأويل تدعيه الفرق المختلفة التي لها عقيدة أو طريقة تريد الانتصار لها من كتاب الله عز وجل.
وعليه فآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم هم أهل بيته وقرابته المسلمون من أزواج وأولاد وما كان في حكمهم ممن منعوا الصدقات ؛ ولو كانت رابطة الدم تنفع لنفعت عمه أبا طالب الذي مات مشركا ؛ وهو والد علي رضي الله عنه.
ولو تأملنا موقف المسلمين السنة من آل البيت لوجدناهم يقدرونهم ويحبونهم جميعا دون تمييز بينما نجد الشيعة يقدسون عليا وفاطمة وأبناءهما وأحفادهما وفي المقابل يسبون عائشة وحفصة وأبي بكر وعمر وكأن عائشة وحفصة ليستا من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ مع العلم أن نصف حديث رسول الله نقل عن عائشة .