Home»Régional»أهذا وقت السكوت عن المؤامرة في العراق ؟؟؟

أهذا وقت السكوت عن المؤامرة في العراق ؟؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

عجبت كأشد ما يكون العجب لمن يخشى من نشوب حرب طائفية في العراق؛ والحرب الطائفية قائمة منذ زمن طويل وقد ذهب ضحيتها الآلاف. لقد كان العراق آمنا مطمئنا مستقرا موحدا لا تشم فيه رائحة طائفية ؛ وسار شوطا بعيدا في التقدم والتطور ؛ وهو أمر عكسته النهضة العلمية والفكرية الهائلة التي كانت نموذج للعالم العربي والإسلامي ؛ وبلغ عدد علماء العراق رقما لم يتحقق عبر التاريخ ؛ فكان هذا هو مصدر قلق العدو الغربي الذي استغل الخيانة المجاورة للعراق لإشعال فتيل حروب متتالية من شأنها أن تصرف العراق القوي عن سبل القوة ليتردى في متاهات الضعف. وكان للعدو الغربي بزعامة الولايات المتحدة ما أراد ؛ وقسم دول الجوار إلى كانتونات للعمالة والخيانة بعضها عبارة عن قواعد إمداد وهجوم وبعضها قواعد جاسوسية ؛ وبعضها قواعد إعداد المؤامرات. وبعد حصار طويل أفضى إلى ضعف متواتر نشط الطابور الخامس الشيعي عن طريق العملاء الذين قضوا زمنا طويلا في الغرب يستعدون لدخول العراق فكان له ما أرادوا فدخلوا مع الموجة التترية الجديدة ليجدوا رعاعهم وسوقتهم على أهبة الاستعداد لتطبيق المشروع الغربي كما خطط له منذ زمن بعيد. ولقد بدأت الحرب الأهلية بداية فعلية إبان الغزو الأطلسي حيث وقف الطابور الخامس الشيعي مع قوات الاحتلال بينما وقفت المقاومة السنية الباسلة بكل أطيافها ضد هذا الاحتلال. وان حجم الخسائر في الأرواح بين العراقيين يدل دلالة قاطعة على أنها حرب أهلية إذا ما قيس عدد ضحايا المحتل بعدد ضحايا العراقين مجاهدين وخونة.
لقد أدركت القوات المحتلة أن الانتصار في العراق من المستحيلات ؛ ولا يمكن لجيوش غازية أن تقهر شعبا مهما كان الأمر لهذا لجأت هذه القوات إلى أسلوب التفرقة لتسهيل السيادة فوجدت الاستعداد الكامل عند طائفة الشيعة الذين عششت في أذهانهم خرافات الانتقام التي تعود إلى قرون طويلة ؛ فوجدوا في القيادة العراقية القوية بزعامة صدام حسين رحمه الله نموذجا لقيادات تاريخية تصنفها العقيدة الشيعية في أعلى قائمة العداء . ولا غرابة أن يشنق الرئيس العراقي بحضور رمز شيعي حاقد ليعطى الحدث الدلالة الرمزية لانتصاف الطائفة الحاقدة ممن تحقد عليه حسب اعتقادهم. ولقد وجدت الطائفة الخائنة الحقودة شماعة تعلق عليها نقمتها وحقدها وهي شماعة قرية الدجيل ؛ ولا أحد سأل ما الذي فعله أهل الدجيل حتى نالهم ما نالهم ؟ لا أحد يذكر خيانة أهل الدجيل زمن العراق مع إيران. لقد جعل المحتل من أهل الدجيل محرقة تسد مسد ادعاءات ثبت بطلانها كأسلحة الدمار الشامل ومساندة تنظيم القاعدة. والتقى الحلم الأمريكي مع الحلم الشيعي فجاءت النتيجة عبارة عن همجية وبربرية غير مسبوقة بلغت حد التنكيل بجثث من أعدموا وسيروي التاريخ جز رقبة برزان بساطور؛ وكسر عظامه ؛ وقطع أوداج صدام وينسبها للمحتل الأمريكي والخيانة الشيعية الحاقدة.
لقد أخرت الخيانة الشيعية تحرير العراق لأنها أهدرت جهود المقاومة الباسلة ؛ فعلى المقاومين السنة الأشاوس أن يتخطوا عشرات الحواجز للخونة من أجل أن يظفروا بجندي أمريكي واحد . يحدث هذا بوضوح كوضوح النهار الذي لا يحتاج إلى دليل ؛ والفكر المتشنج بل المتعفن يتحدث عن المخاوف من نشوب حرب أهلية ؛ فما يمكن أن نسمي هذا الذي يحدث ؟ كم يجب أن يصل عدد الضحايا لنسميها حربا أهلية ؟ قد لا تكون حربا أهلية إذا ما تجاوزنا قتلى التيار الخائن في العراق ؛ فنسميها إذن حربا تحريرية بين مقاومين من جهة وبين محتل وخونة من جهة ثانية.
والعجب العجاب أن تعلو أصوات تشتم منها رائحة الخيانة المدسوسة في جسم الأمة للتخويف من الفتنة والفرقة بين شيعة وسنة في مثل حال العراق حيث الشيعة واقفون مع المحتل في الميدان ؛ وحيث زعماؤهم يتوافدون على البيت الأبيض مستنجدين راغبين في بقائه وقد نقلت وسائل الإعلام العالمية مواقفهم التي لن يشكك فيها أحد.وحجة هؤلاء المحذرين من الفتنة حسب تعبيرهم هو انتقال عدوى الصراع إلى أقطار عربية وإسلامية أخرى ؛ وهي حجة واهية لأن من سكت على خيانة الشيعة في العراق سيسكت حتما عن خيانتهم في غير العراق. ولا يعقل أن يكون هاجس الخوف من الفتنة بين السنة والشيعة في العراق وفي غير العراق مبررا للسكوت على الخيانة والعمالة مهما كان مصدرها؛ كذلك لا يعقل تخوين واتهام أقلام تفضح الخيانة والعمالة بتقديم خدمة للعدو . لا أحد يخفى عليه ما يريد العدو من تشتيت للصف وبث للفرقة تحت أية ذريعة سواء كانت طائفية أم حزبوية أم إيديولوجية ؛ ولكن لماذا لا توجه أصابع الاتهام للجهة الخائنة في حين يتهم القلم الفاضح لخيانتها بتقديم خدمة للعدو بل بلغ الحد بالبعض الاستخفاف بالأقلام الرافضة للمؤامرة وممارسة التضييق عليها واستفزازها مخافة أن تنتقل من فضح خيانة في العراق إلى فضح خيانات في غير العراق.
إن أسلوب مهاجمة الفكر وحرية الرأي عبر الذرائع أسلوب يعكس مدى تكلس عقلية الاستبداد وعبودية الأشخاص ولاخوف من النقد والخوف من الحقيقة . إن أسلوب المجملات الكاذبة لن يصحح وضعا ولن يكشف حقيقة ولن يغير واقعا؛ والارتزاق بقضايا الأمة لا يكمن في فضح عناصر الخيانة فيها بل يكمن في السكوت عنها؛ والساكت عن قول الحق ناطق بالباطل؛ وهو شيطان أخرس.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *