Home»Enseignement»الاتلافات بالمؤسسات التعليمية وباء بدون دواء

الاتلافات بالمؤسسات التعليمية وباء بدون دواء

3
Shares
PinterestGoogle+
 

أثار انتباهي مقال نشر تحت عنوان – أنقدوا ثانوية عبد المومن- وعندما قرأته قلت في نفسي" يركزون على القشور وينسون البذور ".يتحدثون عن الظاهر ويتناسون الباطن.

وهنا لست أنتقد صاحب المقال بل أحييه على غيرته وعلى حسرته وحسرتنا جميعا .لكنني سأتوجه بمقالي إلى صلب المعضلة, وأقسم المقال إلى شطرين , الشطر الأول سأخصصه لشرح هذا الوضع ,والشطر الثاني اخصصه إلى الحلول الممكنة قانونيا.

إن الاتلافات التي تشهدها مؤسساتنا التعليمية تعتبر ظاهرة خطيرة لما تسببه من هدر للأموال العمومية نحن في أمس الحاجة اليها عنها بل نحن في أمس الحاجة إلى كل سنتيم لما تعانيه ميزانيتنا من عجز وتناقص في الاعتمادات المخصصة للتجهيز سنة بعد أخرى وأن الجميع يعتبر التعليم مكلفا ويحاولون كل سنة النيل منه والإنقاص من ميزانيته على اعتبار حجتهم الواهية بان التعليم يستهلك ولا ينتج و وانه ليس بقرة حلوبا بل عرجاء وعاقر. في ظل هذه الظروف ونظرا للتسيب الذي أصبح يسود العديد من مؤسساتنا التعليمية لما ذكرته في مقالات سابقة ومقالات ستأتي إنشاء الله لاحقة,تفاقمت آفة الاتلافات, الكل يتفرج يسجل أو لا يسجل ,المقاعد تكسر والكراسي تهشم ,العين بصيرة واليد قصيرة ونحن نائمون على الحصيرة .- اسمحوا لي على بعض العبارات الهزلية والتي تحمل معاني رمزية-

وحتى لا أكثر من العوامل المسببة لهذه الاتلافات أركز على دور التلاميذ الذين يكتب آباؤهم بحسرة على انتشار هذه التجهيزات المتلاشية في وسط الساحة التي تحولت إلى مخزن على الهواء الطلق- حتى لا يصيب تلك الأدوات الصدى والتآكل-.إن ما استوقفني هو ذلك الكم من التجهيزات التي تم إتلافها فتساءلت مع نفسي كم تكلف يا ترى؟وسأحاول أن أقدم لكم جردا تجريديا قريبا من الواقع:

لنفرض أن تلك التجهيزات بين مقاعد وكراسي تصل على الأقل إلى 1000 وحدة وأن ثمن كل وحدة هو 600 درهم فسيكون مجموع ما ترتب من خسائر مادية بهذه المؤسسة هو 600000 درهم أي 60 مليون سنتيما.

والظاهرة عامة ,إذن لنفرض أن نيابة تضم مثلا 40 إعدادية وثانوية- وهنا اخرج جدلا المؤسسات الابتدائية على اعتبار أن الاتلافات اقل تفاقما- سيصبح مجموع المخاسر بكل نيابة هو 2 مليار و400 مليون سنتيما , وإذا كانت كل أكاديمية تضم 6 نيابيات فسيصبح تكاليف هذه الاتلافات هو 14 مليار و400 مليون سنتيما.

قد أكون جانبت الصواب قليلا ولكن ليس كثيرا .هذا المبلغ على مستوي أكاديمية واحدة فلك أن تضرب الرقم في 16 أكاديمية وتخيل المبلغ كم سيصبح.

اقترح عليكم ومن خلال تقديرات فقط أنه يكمن بواسطته بناء 14 مؤسسة إعدادية وثانوية بالجهة وحدها أو 28 مؤسسة ابتدائية ,أو إصلاح 144 مؤسسة بالجهة باعتماد 100مليون سنتيم لكل مؤسسة.ولك أن تضرب العدد في 16 أكاديمية لتحصل على رقم مهول.

قد أكون في تقديراتي مجانبا بعض الصواب لأنني اعتمدت على تخمينات فقط.ولكن الحقيقة قد تكون أضخم من ذلك .لأن الاتلافات لا تعني فقط التجهيزات المذكورة في التقديرات بل هناك أيضا الزجاج وما أدراك ما يتعرض له الزجاج من تكسير عمدي ,وهناك المصابيح التي تسرق يوميا من قاعات الدرس ومن طرف التلاميذ ,وأظن أن جمعية الآباء على علم بهذه الاتلافات لأنه كثيرا ما يلتجأ إليها في بداية كل سنة دراسية ,بل هناك بعض المؤسسات التعليمية تسرق من بعض قاعاتها المصابيح عمدا ويوميا تقريبا حتى لا يدرس التلاميذ حصة الخامسة إلى السادسة مساء خاصة الثانويات. وهناك مقاعد الأقسام التي تم خدشها ونبشها كلها تقريبا , وهناك الجذران التي ملئت بعبارات نابية لا أخلاقية وهناك , وهناك ……..واللائحة طويلة.

ألم يستيقظ ضمير كل من يشاهد هذه الاتلافات ويعلم أنها تقتنى من ميزانية الدولة وبالتالي من جيوب المواطنين أنفسهم عن طريق الضرائب المباشرة وغير المباشرة .فليعلم من يخرب هذه التجهيزات أنه يساهم في خراب البلاد فقد يدرس ابنه غدا وحفيده بعد غد على نفس هذه التجهيزات ,لأن الدولة أصبحت لا تعوض هذه الاتلافات .

أما عن وجود هذه التجهيزات لمدة طويلة في هذا الجانب من ساحة المؤسسة ومن خلال قراءتي للمقال يتضح أن إدارة المؤسسة قد قامت بالإجراء الذي يخصها وهو عزل المتلاشي وتشكيل لجنة للمعاينة على مستوى المؤسسة مشكلة من المدير ومسير المصالح المالية والمادية وعضوان من مجلس التدبير ,ومراسلة النيابة في الموضوع ,كما يتضح أن اللجنة النيابية قد حضرت فعلا إلى المؤسسة وبالتالي تكون أو عليها مراسلة الأكاديمية قصد طلب الترخيص بتسليم التجهيزات المتلاشية إلى دائرة الأملاك المخزنية يتضمن محضر المعاينة النيابية ونسخة من لائحة التجهيزات المتلاشية,لتتكلف دائرة الأملاك المخزنية بتفويتها عن طريق سمسرة عمومية . وهنا بيت القصيد ,بدون إطالة أترك لكم التعليق لمعرفة الطرف الذي لم يقم بواجبه دون أن أحدد المسئولية لأنني غير مطلع على تفاصيل الملف.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. عبد الجبار عبد الجليل
    20/01/2007 at 20:02

    نشكركم على صراحتكم المعهودة في كل مقالتكم .وتركيزكم على الداء ومعالجة المشكلة من الجدوروابتعادكم عن الخط الدي سار فيه البعض من اجل كسب ود الاخريين.
    ان الجميع يحاول ان يبين لنا بانه قام بواجبه والادارة وحدها هي التي لم تفعل شيئا,ولكن العكس هو الصحيح.والسلطات العليا تحاول دائما ان تحمل المسؤولية للمدير والمقتصد.والحقيقة فنحن نبدل كل ما في وسعنا للحد من ظاهرة الاتلافات ولكن لقد بلغ السيل الزبى ,فالاتلافات يومية والاصلاحات دائمة والميزانية محدودة ورغم دلك فنحن ندبر امرنا .ونتمنا ان يحاسب الجميع كل في موقعه من التلميد الى المدير. واختم بهدا الشعار تعليقا على من يحاول ان يلقي بالمسؤولية على طرف دون اخر. الله يبليك بحب الشعب حتى تدخل الزنزنة ….زنزنة الكادحيين ما يعرفها من ولا.والله يبليك بحب الشعب حتى تلبس الدربلة …..دربلة الكادحيين ما يلبسها من ولا.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.