Home»Régional»ماذا بعد إعدام سيد الشهداء صدام حسيـــن ؟؟؟

ماذا بعد إعدام سيد الشهداء صدام حسيـــن ؟؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

لعل انتصار ديموقراطية أمريكا المزعومة على الأنظمة الحاكمة السائدة في الدول العربية والإسلامية فرضت تصنيفها ضمن هيئات من شأنها القضاء على كل عناصر الخير في النفس البشرية، وتصنيع الرغبات الحقيقية التي قد تضيع في عماء الواقع سواء النفسي أو الاجتماعي، قد ينتج عن اثر ذلك انتشار الفوضى التي تعتري الجماهير عند فساد الأنظمة، أو عدم استقرار الحكم وهذا يظهر جليا على الأوضاع في العراق وأفغانستان وفلسطين ولبنان والصومال الخ، فلولا التدخل الأجنبي عموما والأمريكي الصهيوني الصليبي خصوصا لسلمت أمتنا من إراقة الدماء والاضطراب العام هذا الاضطراب المخيف الذي لم تشهده البسيطة منذ أن بعث الله برسوله محمد "ص" وبرسالته السماوية.

إن الطاعة العمياء لأنظمتنا البائدة وولائها الشامل لعدو الإسلام أمريكا وحلفائها هي التي سهلت لهم التدخلات في شؤون دولنا وجعلت من ديننا الحنيف قنطرة سعادتهم ومن رموزنا قربانا لتسيير والتستر عن دفة الحكم في جو لم تتضح أبعاده قبل إعدام القائد الرمز الشهيد صدام حسين فجر عيد المسلمين وهذا لم يكن ليتأتى لولا التدخل الأمريكي الصهيوني الإنجليزي الإيراني الشيعي، بأساليبه الاستعمارية الانتقامية التي تسم نفسية المسلمين قاطبة، بل لم تعتدي على المبادئ والكرامة والعزة فحسب بل تعد ى ذلك إلى إهانة عقيدتنا وأنظمتنا. شكونا سابقا من أمريكا والغرب لأنهم أجانب عن أوطاننا وعاداتنا، لكننا الآن نعلم أن هناك ما هو اخطر ألا وهو استبداد الأنظمة الحاكمة وشر ظلمهم سواء بالموافقة على توقيت وإعدام الرمز الشهيد صدام حسين في الأيام الحرم، أو الصمت المطبق، أو التنديد الخجول.

إن هذه الفصول ذات البرنامج الغير محمود لحملة متفهمة لأساليب القضاء على معنويات المسلمين عامة، ونشر الأمراض التي تفتك بمجتمعات وتحاول تفتيتهم لطوائف متناحرة على المصالح الفردية عوض المصالح العامة، تدين الأنظمة ومساعديهم وتحملهم كامل المسؤولية لما آلت إليه الأمور بالتفريط والتقصير كونهم تناسوا أن لا سيادة بدون وحدة متراصة التي تنبثق من الضرورة الملحة والنفس التقية التي لا تتحقق إلا على أسس متينة، إذ بدأنا نجد هناك جمهور يصارع الآخر من اجل منافع غامضة تصب في جدل وتدور في حلقة فارغة تؤثر سلبا في اضمحلال أو انعدام الثقة في النفوس والشعور بالخيبة التي تتوارى تحت الشكوك المفتعلة والعقد النفسية والهزائم المتراكمة.

اعتماد نظام الحزب المسيطر على الحكم ( رغم وجود أحزاب ونقابات معارضة تأثيرها ليست له قوة بالمعنى الصحيح) الذي غالبا ما يتبنى برامج لا تتوافق مع كل مرافق الحياة السياسية الراهنة، قد تكون السبب المباشر في إخفاقات واسعة أصابت وانتشرت ودمرت وخدرت جسد جمهورنا، كذلك أظهرت العيوب العريضة التي أخذت لها أيطار صراع داخلي وتطاحن طائفي بذل الوحدة من اجل سيادة حكيمة وقوية تتوجه أساسا نحو مصدر الخطر وموضع الاستغلال الذي لا زلنا نتخبط في أثره، قال الحق تعالى ( وقاتلوا الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) وقول رسول الله "ص" المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص.

وصل التناحر أوج الخطر المدمر بين امة وأخرى والتضارب بين قوة المال والمنافع وبين العمل الصالح، وهذا لن ينتهي إلا بحرب يخرب معها العالم دون أن يصل إلى حل معقول، لان كل الاتجاهات التي تدعو إليها أمم اليوم ليس من شانها أن تحل المعضلة أو تفك المشكلة لأنها تذهل عن نقطة أساسية هي مقاومة التدخل الأجنبي ومطامعه الذي أدى إلى كل هذا الترف و هو أساس كل ما ابتلت به الإنسانية والأمة الإسلامية من شرور.

نستطيع القول أننا بقينا نحتل مؤخرة القافلة لكن واقعنا يفرض علينا الاستفادة ممن سبقونا وان لا نتأثر بالخصومات القائمة ولا بالمصالح المتناقضة التي تؤدي إلى فوارق في المذاهب والمناهج والأفكار، إذ ليس في الكون نظام باطل كله ولا حق كله وإنما هي مجموعات من نظريات أحدثتها عوامل متعددة، ينبغي أن نستنفد منها بالخضوع لعواملنا نحن وما تقتضيه مصالحنا ومطا محنا وعقيدتنا، وندرك أننا امة بما فيها من راع ورعية ترزح تحت أعباء العادات التي نجمت عن الفوضى والتي تستغلها دائرة الأعداء الذين يرغبون في الاستمرار في سلب سيادتنا ونهب ثرواتنا وخيراتنا.

أصبحت الآن القضية قبل كل شيء قضية تضامن تام بين جميع الأخوة بمختلف شرائحكم وطوائفهم من اجل تحقيق الوحدة ثم السيادة العادلة وحماية التراث الروحي والمادي، وبعث الضمير وإحياء عزة النفس الكريمة، والخلق المستقيم وتجديد الفكر والإيمان بالعقل المجيد.الأزمة هي أزمة تنظيم وتعبئة وتوجيه صالح على أساس الوطن بجمهوره والجمهور بوطنه، وعلى قاعدة الفرد للجماعة والجماعة للفرد. إن معنى إعدام سيد الشهداء صدام حسين ما هو إلا استبداد الأنظمة الذي سمح بمسارات المؤمن والكافر والبر والفاجر، خون من اجلها الدين والوطن، وبيع في سبيلها الضمير والعقل وبسطت عنان التصرف في شؤون العباد بلا خشية ولا عقاب وحولت البشرية لتسفل عوض الرقي بل جعلت هؤلاء الطغاة كالعلقم يطيب له المقام على امتصاص دم الأمة فلا ينفك عنها إلا بموتها ويموت هو بعد موتها.

لقد وصلت الأمور إلى أوجها وفصول الأصول لا تسمح لنا بالتفرقة، بل يجب أن ننتبه إلى ضرورة المرونة الشديدة في التفكير السياسي السليم لان أمامنا عدة مسائل قابلة للتطور والتبدل، ينبغي التمسك بالوحدة أكثر من أي وقت مضى من اجل الخروج بسلام من المستنقع الذي نتخبط فيه ومجابهة الحقائق العصرية بكل أشكالها، وكل هذا يتبنى طغيان العقل والتحليل الصحيح والمنطق النزيه، كي ننهض بأمورنا ونقف أمام التيارات الجارفة، بوعي كامل وجرأة قوية وعلم مسبق بدسائس المستعمر. لنجدد ثقتنا وعرفنا، وقيمة حضارتنا العريضة هي مجموع ما أنتجته الحضارات الإنسانية، كذلك الثقة بالنفس هي عماد البناء القومي وهي الخلف الذي لا يتم إلا به كل كيان ولا يستقيم مع فقدانه وجدان، لنربي عزيمة شخصيتنا كمسلمين ولنعمل على إيماننا بوجودنا، إذا أردنا استمرار وجود امتنا ولتكون عبرة لكل المحدلقين وتحدي تاريخي في وقت تكاد الأصوات الحرة تختفي عمدا أو قصرا.

5/1/2007

صباح الشرقــــــــي

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. قدوري الحوسين/ وجدةسيتي
    08/01/2007 at 13:37

    الأخت صباح تحية وسلام وبعد
    ان التأخر في نشر مقالك هذا راجع الى كثرة المواضيع التي تتوصل بها الجريدة ، حيث نقوم بنشرها بالترتيب الذي تصلنا به ، دون ان نتدخل في تأخير بعضها عن البعض الآخر ، الا نادرا …. وكما أخبرك ألأخت صباح اننا لا نهمل اي موضوع يصلنا اللهم الا اذا كان في ارسال الموضوع خلل تقني حيث ان العديد من المواضيع لا يصلنا منها غير العنوان ، وبما ان الجريدة لا تتوفر على ارقام الهاتف لكتاب المقالات فليست لدينا اية طريقة لأخبارهم بذلك …
    وبالمناسبة أخبر الأخ عبد الحميد الرياحي / مفتش بالأكاديمية الجهوية للتربية بالجهة الشرقية اان مقالاته لا يصلنا منها غير العنوان … فلربما هناك خلل في ارسالها لهذا نلتمس من كل الأخوة الذين يرسلون مقالاتهم لأول مرة ان يرسلوا معها رقم هاتفهم ( والذي سوف لا نقوم بنشره وانما ستحتفظ به الجريدة قصد الأخبار فقط )
    وأخيرا استسمحك الأخت صباح عن هذا التأخير في نشر مقالك للأسباب المذكورة ولك منا خالص الشكر وعيدك مبارك سعيد وكل عام وانت بخير

  2. ali kadiri
    08/01/2007 at 19:26

    تعليقي الوحيد على العنوان فقء هل حقا صدام حسين سيد الشهداء؟؟؟
    صدام حسين رجل قوي حكم بالقوة والنار نعم، فتك بأعدائه الداخليين نعم، ووو….
    واستطاع أن تكون العراق خلال حكمه موحدة رغم الطوائف والمذاهب، لكن أن يوصف بسيد الشهداء فأعتقد أن الطريقة والظرف والزمان والمنفذ لعملية الإعدام جعلت عواطفنا تطغى على كل شيء، وتوزيع الألقاب هكذا أرى فيه نوعا من المبالغة المتجازة للحدود المنطقية.
    نطلب الرحمة لصدام حسين فهو عند مولاه رب العزة وهو أحسن الحاكمين.

  3. صباح الشرقي
    08/01/2007 at 20:41

    الأستاذ الجليل قدوري الحوسين القدير
    مروركم وتوضيحكم هنا كان له وقع خاص ،،، فلكم سيدي جزيل الشكر
    على إهتمامكم بالسؤال ولكم التوفيق والإحترام

  4. صباح الشرقي
    08/01/2007 at 20:41

    الأستاذ الفاضل علي القادري
    شكرا للمداخلة وإثراء النص ، سيدي وجهة نظركم أحترمها، لكن قناعاتي الشخصية
    تحتم علي وعلى الأمة العربية و الإسلامية الإعتراف بحقوق الرجل الذي قدمت روحه قربانا من
    أجل كرامتنا وعزتنا، ولا ننسى أبدا هؤلاء الشردمة من الأشرار الذين سهروا على تنفيذ
    الإعدام وتبعاته في فجر عيد المسلمين والأيام الحرم ، هؤلاء الذي تفيض انفسهم بالأمراض المتأصلة العريقة . جميع الآراء والإجتهادات … ترجح وتخول الحق لروحه الطاهرة بأن تكون في أعلى المرتبات ،،، تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنانه ،،، ولكم سيدي التوفيق والإحترام

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *