كلمة تكريم : بقلم عمر حيمري
أخي محمد عباسي ، كم تمنيت أن تكون كلماتي في حقك قصيرة بحجم الحكمة الجامعة المانعة للخصال الحميدة ، ولكني عجزت ، فاعذرني .
أخي الكريم رغم قصر المدة التي جمعتنا بثانوية عبد الله كنون ،فقد كان لها الأثر العميق والبالغ في النفس ، فلم أسمع منك ولا عنك ما يسيء لي ولم تذكر أحدا عندي بسوء ، لم ترفض لي يوما طلبا ولم ترد لي رجاءا ،حتى عندما يكون المطلوب منك التنازل عن حقك ، فجزاك الله الخير كله عني وعن من توسطت لهم .
أخي الكريم أرى فيك نموذجا نبيلا وحسنا لشجرة طيبة عريقة من هذا الوطن ، تستحق كل الثناء والتكريم . فقد أعطيت وبذلت وقدمت في ميدان التربية والتعليم ، عصارة قلبك ونور عقلك ولم تبخل بالنفيس عندك طوال سنوات عملك .
أخي الكريم تعلمنا منك الجد والمثابرة والغيرة على المصلحة العامة ، تغضب وبشدة للمصلحة العامة تراها تخدش .
أخي الكريم رغم صعوبة المهمة الإدارية ، التي قمت بها لسنوات طوال دون أي إهمال أو تقصير، فلا غياب ولا تأخر،في المكتب موجود ، وفي الساحة واقفا… حققت ما عجز عنه الشباب المتفرغ للدراسة ، وهذا بشهادة أستاذك الذي أشرف على رسالة الدكتورة. إذ وفقت بين المهمة الإدارية والدراسة وحققت النتيجة المرضية .فهنيئا لك مرة أخرى بهذا الإنجاز العظيم .
أخي الكريم اسمح لي أن أقول لك : مثلك لا يتقاعد ، والتقاعد لا يعني بالنسبة إليه الانتهاء من كل شيء، والخلود للكسل والراحة ، بل استئناف للعمل وللعطاء العلمي والمعرفي . نعم هناك العشرات من الكتب التاريخية تنتظر من يحققها وينفض عنها الغبار .وهناك الملايين من الناس ينتظرون تعلم الفاتحة مفتاح الصلاة والتقرب إلى الله ، وهناك الآلاف من الطلبة الجامعيين في حاجة إلى أستاذ يشرف على رسائلهم … وعملك أخي الكريم في هذه الميادين حتما سيكون تطوعا وبلا أجر، ولكن قيمته ستكون غالية تفوق كل أجر. ثمنها رضا الله والجنة وذكر الناس لك بالخير .
بارك الله في باقي عمرك وجعله خيرا من ماضيه واسمح لي ، فما أوفيت بذكر حقك علينا . وما أحسنت التعبير عن ما ذكرت . والسلام
أخوك عمر حيمري
1 Comment
شهادة صادقة من رجل صادق ,اتمنى لمن احيل على المعاش عيش الهناء وخير الجزاء . .