Home»Régional»هل الأمر يهم خطيب الجمعة أم يهم قائد المقاطعة ؟

هل الأمر يهم خطيب الجمعة أم يهم قائد المقاطعة ؟

0
Shares
PinterestGoogle+

بعد زيارة عون السلطة لي عقب صلاة الجمعة ما قبل الأخيرة ، وتسلمي بطاقة معلومات تضمنت خانات أعتبرت بعضها استفزازية كخانة السلوك ، وقد حررت في شأنها مقالا على هذا الموقع أتساءل فيه عمن يحق له أن يثمن سلوك الآخر هل خطيب الجمعة أم مسؤول المقاطعة الحضرية ؟ وكان الأجدر بهذا المسؤول أن يطلب معلومات ويستر على الأقل فضيحة السؤال عن السلوك ، ويستبقيها سرا طي الكتمان ما دامت السلطة تسمح لنفسها بالحكم على سلوك خطيب الجمعة ناسية أو متناسية أن لها سلوك مستهدف من طرف الرأي العام في كل وقت وحين أكثر مما يستهدف سلوك خطيب الجمعة الذي يحظى بتقدير الرأي العام لأنه لا سلطة له على الناس إلا سلطة الحجاج والإقناع ، وهي سلطة لها معاييرها الخاصة ومؤشراتها لإصدار هذا الحكم .

وما يخشى أن تكون هذه المعايير والمؤشرات لا تستند إلى معايير القيم الأخلاقية كما نص عليها الدين الحنيف بل كما تريد السلطة ، وهنا يطرح إشكال الحكم على سلوك الخطيب كما ذكرت في مقال سابق إذ كيف يكون حكم رجل السلطة على سلوك الخطيب إذا كان رجل السلطة ـ لا قدر الله ـ يعاقر الخمر أو يمارس الفاحشة أو يرتشي أو يقامر ، والخطيب يدين هذه السلوكات المنافية للدين الإسلامي ؟ لا شك أن رجل السلطة هذا ـ وأرجو ألا يكون كذلك أبدا وأن يكون هذا مجرد افتراض فرضه إشكال الحكم على سلوك خطيب الجمعة ـ سيكون حكمه سلبيا على سلوك هذا الخطيب ، وهنا سيقع الجور في حكم المسؤول على الخطيب . فبعد هذا توصلت باستدعاء من مسؤول المقاطعة الحضرية التي يقع في حيزها المسجد الذي أخطب فيه يطلب مني أن أحضر إلى مكتبه عاجلا لأمر يهمني . وأنا أتساءل في هذا المقال كما تساءلت في المقال السابق من الذي يهمه الأمر هل مسؤول المقاطعة الحضرية أم خطيب الجمعة ومن الذي يريد معلومات عن الآخر ؟ .

فلو جاء في استدعاء المسؤول :المرجو منكم الحضور لأمر يهمني لكان الأمر واضحا ، أما قوله لأمر يهمكم ، فأظن أن الأمر لا يعنيني أصلا كخطيب ذلك أن المسؤول إذا كان لا يتوفر على معلومات عني وأنا أخطب لسنوات في مسجد عمر بن الخطاب فهذا تقصير منه خصوصا وأن عونه يسألني كل أسبوع عن مضمون الخطبة ، وعندما أقول له لماذا لا تحضر لتعرف مضمون الخطبة يقول أنا مكلف بأكثر من مسجد لهذا لا أستطيع الحضور في أكثر من مسجد . لقد كان بإمكان مسؤول المقاطعة الحضرية أن يتصل بمندوبية وزراة الأوقاف وعندها الخبر اليقين ، أو يتصل بمقر المجلس العلمي المحلي بوجدة وهو أدرى بي وبسلوكي . ومع كل ذلك أقول للمسؤول إذا كان القصد مجرد طلب معلومات قد فقدت أو أريد تحيينها وتجديدها فأنا مواطن مغربي ، ولا يقلقني إجراء طلب معلومات عني لا تتوفر عليها الجهة المسؤولة ، أما إذا كان الإجراء عبارة عن استفزاز لا مبرر له ، فلا يجوز استفزاز خطيب جمعة لأنه يقوم بدور توجيه الناس ، ويخدم أمنهم الروحي كما يخدم مسؤول السلطة أمنهم المادي . وكان الأجدر بالمسؤول أن يكون في الصف الأول كل جمعة في مسجد من مساجد مقاطعته ليتعرف على الخطباء وعلى ما يقولون عوض أن يرسل عون سلطة قد لا يستوعب ما يقال ، وقد يحرف ما سمع لقصوره . و أقول لهذا المسؤول قولا مشهور وهو: اعلم أيها المسؤول هداك الله أن خيار المسؤولين يقصدون الخطباء ، وأن شرار الخطباء يقصدون المسؤولين .

فالمسؤول عندما يقصد خطيب الجمعة لا يكون له هدف سوى توقير دين توقره الأمة ، بينما إذا قصد الخطيب المسؤول ربما يكون قصده التزلف من أجل الاستفادة من امتياز ما ، وأنا أزهد الناس في طلب امتياز من مسؤول ، وكل ما أريده من السيد المسؤول ألا يستفز منبر الجمعة من خلال شخص الخطيب ، وأن يهديه الله عز وجل لحضور الجمعة في مسجد متواضع يرتاده البسطاء من الناس ليظهر لهم التواضع ، ومن تواضع لله رفعه ، وأن يوفقه لما فيه خير هذه الأمة . وإن زيارة المسؤول للخطيب في المسجد عوض استدعائه إلى المكتب فيها دلالة على توقير واحترام المشاعر الدينية للأمة ليس غير ، بينما استدعاؤه إلى المكتب يدل على كبرياء المسؤول الذي يظن أن الخطيب مجرد عون من أعوانه يطلبه متى شاء وكيفما شاء ، وهذه الكبرياء مجروحة لا محالة لأن صاحبها أساء التقدير ، ولم ينزل الناس منازلهم ، ولم يرع لهم قدرا ، ولا ذمة ولا إلا ،ولعله لم يقرأ قول الشاعر الحكيم :

ومن يجعل الضرغام للصيد بازه // تصيده الضرغام فيما تصيدا .

لن يكون السيد المسؤول أكثر غيرة على الوطن من الخطيب ، ولن يكون أحرص منه على مصلحة البلاد العليا وهو الذي تشغله خطبة الجمعة طيلة الأسبوع ، ولن تقل غيرته على الوطن عن غيرة المسؤول ، ولن يكون تعبيره عن الولاء لأمير المؤمين حفظه الله أقل من ولاء المسؤول وهو الذي يدعو لأمير المؤمنين كل جمعة بالنصر والتمكين صادقا مخلصا ويؤمن على دعائه جمهور المصلين صادقين .

لقد ولى أيها المسؤول زمن كان المسؤول يدعي حب الوطن وعاهل الوطن أكثر من خطباء الجمعة ، ويحاول أن يصورهم في تقاريره الفارغة الكاذبة بأنهم أعداء الوطن ، ومصادر الفتنة ، ومواطن الشكوك ، لقد ولى زمن البهتان والأجدر بك أيها المسؤول أن تستعين بخطيب الجمعة من أجل القضاء على مختلف الآفات من تعاطي المخدرات وقطع السبيل ، والفساد وشرب الخمر وغير ذلك مما يوجد في مقاطعتك ، فقد يزع الله بالقرآن ما لا يزعه بالسلطان .ولئن زرت أيها المسؤول خطيب الجمعة في مقصورة المسجد متواضعا فستجده أكثر تواضعا في مكتبك ، ولكن لئن تعاليت عليه فإنه أشمخ مما يخطر لك على بال ، و أنه لا يخشى في الله لومة لائم .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

7 Comments

  1. الربيعي
    08/07/2010 at 00:37

    يا أخي هل تريد ان تجعل من هذه الحبة قبة ليقال كذا و كذا
    لا اعتقد ان الامر فيه ارتعاد من قيمة هذا الخطيب او ذاك هو مجرد إجراء روتيني يقع مع كل خطباء الدنيا و لم نسمع عن أحدهم انه افتعل ضجة لكي يجعل من نفسه بطلا وهميا

  2. عبد القادر
    08/07/2010 at 00:38

    ويأبى الأستاذ شركي إلا أن يسلك سبل التهويل ويعود لموضوع هو لأمور من عادية جدا في العرف الإداري.ومهما يكن من فإن فضيلة الأستاذ شركي يتحدث عن الخطباء وكأنهم معصومون، كما يسمو بسلوكهم إلى مستوى ملائكي، في حين أن هناك بعضا من الخطباء عفى الله عنهم سلوكه سيئ للغاية، السلوك بمعناه الأخلاقي الإسلامي، وليس بمعناه الإداري الذي يتحدث عنه الأستاذ الخطيب شركي، ولعل فضيلة الأستاذ يعرف هؤلاء الخطباء بسماهم وأسمائهم

  3. متتبع
    08/07/2010 at 00:38

    اعتقد ان ليس في الامر ما يثير الغضب . فالسلطة هي المسؤولة على الشان الديني وغيره . ومن حقها ان تعرف كل شيء عن الخطيب مخافة اندساس من يسيء الى ديننا الحنيف وان كنت السيد الشركي العنصر المستقيم الذي لايخشى منه . ولكنه الواجب الامني حفاظا على ديننا وخدمة له .

  4. متتبع
    08/07/2010 at 00:39

    المقصود بمفهوم السلوك في تقارير الجهات الامنية ليس هو الاخلاق وانما نوعية الافكار و الخلفية الايديولوجية للخطيب وبمعنى اوضح هل الخطيب يلتزم بالاطر الدينية الرسمية للدولة ام ينتج خطابا دينيا منافيا لها

  5. متتبع
    08/07/2010 at 00:39

    الخطيب في مساجد اي دولة في العالم الاسلامي لا يتمتع بالحرية المطلقة في قول مايشاء ومن ثمة فهو مطالب بخطب لا تتناقض مع مذهبية وعقائدية و توجهات الدولة وهذا امر منطقي و بالتالي فالخطيب ملزم باحترام هذه القواعد وان تعذر عليه ذلك فليختر موقع يكون فيه حرا للتعبير عن قناعاته فالخطابة في المساجدلها خط تحريري مثلها مثل المنابر الاعلامية

  6. citoyen
    08/07/2010 at 00:39

    حفظك الله ورعاك واطال عمرك واكثر من امثالك وجعلك سراجا ونورا يهتدي به الضالون .اااامييييين

  7. Saidi
    08/07/2010 at 00:40

    بسم الله اما بعد اجد كلمة حق وددت الافصاح عنها وهي انه اذا كان استدعاء رجل السلطة للخطيب يدفع الخطيب الى ان يمتعنا بطعم الحق وللحق فنستشعر حلاوة القيم ورسوخ المبدا مع نعمة اليقين وهي تفتح ذراعيها لمن يبتغي سبيل الهدى فاننا ندعوا رجال السلطة الى ان لا يبخلوا علينا بمراسلاتهم عبر المساجد المختلفة لسائر الخطباء علهم- أي الخطباء – يتحفونا بمثل هذه الدرر من صور الحق ورسوخ الهمة – ولله در خطيبنا و استاذنا الكريم-

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *