Home»Régional»قم للمعلم وفّيه أجره قبل أن يجف عرقه ….. تُوَفي حق أجيالك ومستقبل بلادك

قم للمعلم وفّيه أجره قبل أن يجف عرقه ….. تُوَفي حق أجيالك ومستقبل بلادك

0
Shares
PinterestGoogle+

بسم الله الرحمن الرحيم

ما عندي ما عندك عندهم

قم للمعلم وفّيه أجره قبل أن يجف عرقه؛ تُوَفي حق أجيالك ومستقبل بلادك

رد على قلم إدريس الخوري

عن مقال في جريدة الصحيفة
عدد13/9 ـ 15 دجنبر 2005

عبد العزيز قريش
مفتش تربوي

فاس في 1/1/2006

ملاحظات منهجية:
أستغرب كيف يتعاطى كاتبنا وقاصنا المغربي إدريس الخوري بمنطق التجزيء مع إضرابات هيئة التدريس؛ ويقدح فيها بدون مقاربتها شموليا في سياقها العام، الذي نبعت منه وتحركت في إطاره. وكيف يرفع المسؤولية عن جهات عدة أدت إلى هذه الإضرابات؟! وكيف يخلط في المصطلحات؛ فيستغرق عنده لفظ المعلم الأستاذ رجعا بذاكرته لسنوات خلت، أعادنا إليها واضعو الميثاق الوطني للتربية والتكوين من جديد، وهي التي كرست قيما سلبية تعاقبت عليها الأجيال، وجاء اليوم ينتقدها. وكيف يقيس البارحة باليوم مع إغفال حيثيات فوارق القياس؟! وكيف يعمم الخبيث على الطيب ولا يستثني؟! وكيف يبني حكما يتناقض مع مقدماته؟!
تلك بعض الملاحظات المنهجية التي يتضمنها مقال مثقفنا العزيز؛ الذي نرد عليه من منطلق تصحيح نظرته ومفاهيمه ومعلوماته لا من منطلق الكتابة ضده. ونطلب من قلمه أن ينصف المظلوم ويمحق الظالم، ويرفع الصوت عاليا مع المسحوقين، الذين لم يبق لهم سوى شرفهم وكرامتهم وإنسانيتهم، التي ديست من قلم عزيزنا إدريس الخوري.
ملاحظات على مضمون المقال:
يمكن مناقشة مضمون المقال في التفاصيل التالية:
ـ يتضمن المقال متنا فيه القول الصحيح بتخصيصه على فئة أراذل القوم من جميع القطاعات وليس قطاع التربية والتكوين وحده يقتصر على الظواهر المرضية. وإنما القراءة في سنن الله تعالى تبين أن هذا المعطى قانونا ربانيا، يسري على خلقه تعالى بتفييئهم إلى صالح وطالح. غير أن الإطلاق يؤدي إلى التجني على الشرفاء منهم. وطلب الهداية واجب شرعي تجاه الخاطئين منا.
ـ إذا كان معلم البارحة في نظرك يفتح المستقبل أمام المتعلمين بالسؤال عما يحبون أن يكونون عليه مستقبلا، فإن وضع المغرب وقت الاستقلال كان يطلب جيشا من الموظفين لرحيل الأجنبي عن البلاد، والقطاعات العمومية والخاصة مازالت وقتئذ في بدايتها وساكنة المغرب قليلة، لا تظهر فيها نسبة البطالة بالشكل الحالي، ولأن منافذ العمل كانت متعددة. وكان التعليم ـ رحمه الله ـ سلما من سلاليم الترقي الاجتماعي والاقتصادي. وأما اليوم والدولة تسرح موظفيها بالمغادرة الطوعية وبإفلاس الشركات وغيرها وتسريح العمال وغلق المعامل والخصخصة. وتسد الأبواب في وجه العلماء والدكاترة وحاملي الشهادات؛ وحيث أصبحت الشهادة العلمية لا تساوي خلا ضربات هراوات وحرق الأجساد والبطالة والتعاطي للمخدرات، والهروب بواسطتها من الواقع المر إلى الخيال المحقق لكل الآمال والأوطار، وأصبح العلم عالة على الدولة تمنعه عن الناس بموجب مذكرات وزارية تسمح بالدراسة الجامعية ولا تسمح، وتدفع به إلى الخوصصة بشتى الوسائل، وتثقل ظهر التلميذ بكتب كلها أخطاء منهجية وعلمية، مادتها متقادمة تشحن في الرؤوس كما يشحن الإسمنت في الأكياس.. فترى والتلميذ يجد نفسه زائرا في المستشفى أخاه الدكتور العاطل المهشمة أضلاعه راقدا في السرير أية دلالة أو قيمة لكلام يفتح المستقبل أمامه وهو أصلا مغلق في الواقع؟!
ـ المعلم الملاك مازال حاضرا في المنظومة التربوية والتكوينية المغربية بكل ثقل نوعي وكمي، وهو الذي بنى ويبني قوادر ( كوادر ) المغرب العاملة والمعطلة والمهجرة .. وهو الذي مازال غارقا حتى أذنيه في ديون الأبناك ومصابا بمختلف الأمراض بما فيها السكري الذي حمدت الله على عدم إصابتك به، وهو الذي يصرف أجرته الشهرية في الأدوية وعلى الأطباء. فترى لماذا؟ لأنك وأمثالك الأجلاء لم يقدره حق قدره، ولم يستوفيه حقه قبل أن يجف عرق ترحاله بين الدواوير والمداشر والسير في الفيافي والقفار، لم يدر أنه يكابد ماليا ومعنويا حتى يصل إلى مقر عمله الذي لا يوجد فيه مسكن يأويه أو مرحاض يقي سوأته من عواصف الرياح أو صنبور ماء يسقي عطشه.. أظنك سيدي أنك ترى الدار البيضاء وحدها دون خريطة المغرب الشاسعة، رأيت السهل دون الهضاب والجبال والوديان، ورأيت الحضر دون البدو، فجاء حكمك متناقضا مع حيثياته. فمن كان حاله ما ذكرت وما لم تذكره مما تعرف وحجبت القول عنه، فإن الإضراب واجب شرعي وقانوني ووطني وأخلاقي في حقه، وواجب على كل من عرف مظلمته من المسلمين ومن شرفاء العالم التضامن معه. ومنه يكون قولك بمجانية الإضراب باطلا، وسآتي على ذلك في وقته.
ـ الصورة الغول والقدحية التي أطرت بها المفتش في بداية الستينات قد تكون صحيحة، ولكن ليست على الإطلاق، وهي تبين نوعية البشر التي كانت سائدة في تلك الفترة. حيث الذي يقبل الاستفزاز الرخيص، ويخنع ويتمسح بالمسؤولين، ويكون خدوما طائعا خائفا لا يمكنه أن يربي ويؤطر، وإن ربى أخرج إلى الوجود الخائفين المقموعين القامعين، المنساقين وراء زعيم القطيع يهللون له وإن كان على خطأ. فهل تريد أن يعود الماضي للاستحواذ على الحاضر وربما المستقبل؟
فهذه الصورة التي أوردتها وأوردها مفكرنا محمد عابد الجابري في أحد كتبه، نبعت من موقع المفتش في منظومة التعليم، فاستغلتها النفوس المريضة للتشويه بالإطار كله دون تمييز بين الأجيال، مما حدا بمن كان مقموعا وقد تسلق مناصب الوزارة بالطرق المعروفة أن يحارب المفتش بسحب كثير من الاختصاصات الضابطة للأداء، فأربك بذلك المنظومة التربوية والتكوينية برمتها. ومنهم من يسعى إلى وضع إطار التفتيش في طريق الانقراض، لأنه أصبح عندهم عصي اللي، وأصبح الصوت الوحيد المرفوع المنادي بتصحيح أوضاع التعليم بما فيها أوضاع المتعلم جهارا، ويكشف عن الأخطاء المتضمنة في السياسة التعليمية وفي أجرأتها ويطلب تصحيحها، فشكل بذلك صوتا مزعجا يحاولون إخماده. وهو في ذلك يكابد الاضطهاد، واسأل أصدقاءك يخبروك بحجم المعاناة التي يعانيها هذا الإطار، الذي لم يعد أداة قمع ولا أداة ضبط ولا أداة تصحيح، بل أصبح فارغا من معناه الاصطلاحي والمهني وحتى المعجمي..!؟
ـ إذا كانت نساء ورجال التعليم مقموعات ومقموعين في السابق حسب قولك؛ فهل تريد استمرار قمعهم، بما يفيد مزيدا من الخوف من المسؤولين، وإغلاق باب الحرية في وجههم؟ ألا يكفيك فيهم القمع المادي والرمزي الذي يعيشونه يوميا متنقلين بين البنوك وشركات السلف؟! بين المستشفيات والصيدليات، بين..
أليس حق الإضراب مكفول بصك الدستور، وتريد أنت أن تعطله بجرة قلم غير عادلة في حقهم، وإن اعترفت به على احتشام؟ وكيف تصف الدولة بمانحة للأجور، والأجر مستحق مقابل خدمة يؤديها رجال ونساء التعليم وليس منحة وصدقة؟ مع العلم أن الموظفين استحقوا توظيفهم بكفاءاتهم ولم تمنح الوظيفة إليهم إن استثنينا بعض الحالات التي شكلت ضغطا اجتماعيا على الدولة أو تلك التي تعلم كيف توظف أهلها. أم تظن أنهم لا يستحقون ذلك الأجر وبالتالي الدولة تمنحهم مالها دون مقابله الخدماتي! فليكن في علمك أن ذلك الأجر زهيد مقابل معاناة رجال ونساء التعليم، الذين أصبحوا عرضة للعنف في مؤسساتهم وخارجها؛ فكم من معلمة انتهك قطاع الطريق عرضها وكم.. تعرف الشيء الكثير من هذا وأنت الصحفي العالم بحالهم. فكيف تبخسهم حقهم، وتنكر عليهم الإضراب بدعوى أن أبناء المغاربة عادوا خاويي الوفاض من المدرسة؟ أهم الأساتذة وحدهم المسؤولون عن هذا الوضع؟ أم هضم الحقوق هو الذي ضيع الأبناء ونساء ورجال التعليم على حد سواء بل ضيع المنظومة التربوية والتكوينية برمتها؟ كيف تحكم عليهم بالاستهتار والغش وأنت تعلم من يغش المغاربة ويستهتر بمستقبلهم ومستقبل أجيالهم، أهو الذي يدافع عن حقه أم من يوطن سياسة هدر المال العام، وهضم الحقوق ونزف العقول.. فهل سألت نفسك لماذا يضرب الأساتذة؟ ألا تعلم أن منهم من بقي في سلمه أكثر من عشرين سنة لا يتحرك ولا يتقدم ولا يترقى؟ كل الأجيال لحقته وتقدمت عليه وهو قابع في مكانه؟! بالله عليك في أي لغة أو بأي منطق نسد الترقية في وجه عامة أطر التربية والتكوين ونضع أغلب أطره في السلم 11 ونفتح خارجه في وجه القلة بدون مبرر موضوعي ولا قانوني ولا أخلاقي ولا.. ولا نتوقع منهم ردة الفعل؟ أعتقد أنك كنت من المساهمين بقلمك في الدفاع عن حقوق الإنسان في هذا البلد الكريم؛ فكيف تنتكس على عقبيك؟ ألا تؤمن بتكافؤ الفرص عند توفر نفس الشروط والظروف؟ إني لا أخفيك أن بناء مغرب الحداثة ودولة الحق والقانون والديمقراطية وحقوق الإنسان وكل مقومات الدولة العصرية يمر من الحراك الاجتماعي بما فيه إضراب أهل التعليم.
إنك بوصفك ذاك ونعوتك تلك التي وسمتهم بها هي قمع رمزي ومادي حقيقي لهم، تزيد الطينة بلة وتحرض العامة عليهم دون مبرر معقول.
ـ وصفت وضعيتهم المالية بجد ممتازة بدعوى الزيادات المتكررة لهم، فسأذهب معك مذهبا بسيطا وهو أن أعطيك أجرة من وصفتهم بالغشاشين والمضربين وأمكنك من حيثيات وتفاصيل وضعياتهم الاجتماعية والاقتصادية وتبعيات المعيش اليومي، ودبر تلك الأجرة، ونكون لك من الشاكرين إن دبرتها بدون عجز في الميزانية. أما إذا أعدت لنا فائضا فسنمنحك إياه مع شهادة تقدير. هذا وكنت أتمنى عليك أن تسأل السماسرة في العقار وفي السيارات والخطافة وغيرهم من نساء ورجال التعليم لماذا سعوا إلى عمل إضافي لسد عجز راتبهم الشهري؟ فسيأتيك الجواب صريحا. وأنا معك أقول وبقدر صراحتك أن كل من أغنته أجرته من نساء ورجال التعليم، وطلب الزيادة في غيرها لا يصلح البتة للتربية والتكوين وليبحث عن نفسه في القطاع التجاري أو غيره من القطاعات ذات الربح العالي.
ـ كيف لا تبرر إضرابهم وأنت تعرف واقعهم المسحوق، وتستغرب تقاضيهم لأجورهم بل تتحسر عليه؟! في المقابل هناك مؤسسات معلومة عند الجميع روادها غائبون وإن حضروا ناموا وان استيقظوا مثلوا علينا مسرحية هزيلة، ويتقاضون أجورهم وزيادة، بل لهم معاشا هم به متشبثون ومطالبون؟! وهناك الساعات المهدورة في مختلف قطاعات الدولة وهناك.. فلماذا طفا على سطح قلمك سوى أهل التعليم؟.. وتدعي أنك لا تفهم سر إضراباتهم المتكررة، وكأنك لا تدري السبب؟ وهذا أمر غريب ومستغرب في حق كاتب متمرس! وكيف تصف المطالب بحقه بالكسول؟ أوليس المطالبة بالحق قيمة علمتنا إياها النقابات المغربية منذ نعومة أظافرنا؟ فكيف تصفها بالكسولة؟ بل كيف تذهب بعيدا فتعتبر من لوث الحياة السياسية هم المعلمون والأساتذة؟ وهنا أسألك لماذا لا نعكس القول؛ ونقول أن الذي لوث الحياة التعليمية هي السياسة السياسوية؟ وأعترف لك بأن قولك حول التلويث صادق من وجهة نظر، لأن السياسة السياسوية صعدت على أكتاف فئة المعلمين والأساتذة؛ ومازال الزعيم السياسوي الوحيد الخالد يتربع عرش رؤوسهم.
ـ أسألك مرة أخرى عن أسباب الإدمان على التيرسي واللوطو والطوطوفوت وكل ما يتعلق بالمال، وأذكرك بأن هذا الأمر يجب أن نضعه في سياقه العام، ومساءلة أحزابنا وجمعياتنا ونقاباتنا ومجتمعنا الرسمي والمدني والمثقفين مثلكم ما دورهم وما الثقافة التي مررت لهذه الأجيال التي تعيش بين ظهراننا؟ وكيف تعاطينا مع مستقبل العباد والبلاد؟ ونقول لك إن صراع النقابات لو وجه لصالح المنظومة التربوية والتكوينية واستقل عن الإيديولوجيات وزوابعها، واهتم بشؤون المهنة والمنظومة لما شهدت هذا الانعكاس السلبي على الأبناء على حد قولك. ولوجدت سياسة تعطي الحقوق وتستوفي الواجبات بكل حزم وصرامة ولا تتهاون في أداء واجبها، ولا تقرب إليها من تعرفهم ونعرفهم ويعرف الشرفاء أوصافهم ونعوتهم. وستبقى الشريفة والشريف من نساء ورجال التعليم يتقاضون أجورهم، ويؤدون واجبهم على أحسن وجه وبصدق وتفان خدمة للأجيال ومستقبل البلاد، وسيبقون يضربون كلما هضمت حقوقهم وانتهكت حرماتهم. أما المتخاذلون والوصوليون والانتهازيون ومن جبل على المصلحة الخاصة بدل المصلحة العامة فلا مكان له بين الشرفاء، ونحن نمحقه قبل أن يمحقه إدريس الخوري. والسلام على من قال الحق ولو على نفسه.
عبد العزيز قريش
مفتش تربوي


MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. بنعلا منعم
    09/12/2006 at 22:06

    اهلآ باستاذنا الفاضل عبد العزيز قريش ، لقد غبت عنا وغابت عنا موضوعاتك الجريئة والشجاعة ، في زمن قلت فيه الجرأة وكادت تختفي منه الشجاعة ، شجاعة القلم والكتابة ، فرجال التعليم ممتنين لك بدفاعك عنهم في لحظة لا حظنا هجوما ممنهجا على رجال التعليم ، بذرائع متعددة ، حتى حقنا في المرض ارادوا ان ينتزعوه منا ، فاذا بنا نجد بعض الصحف تحسب لرجال التعليم ايام مرضهم وكأن رجل التعليم هو عبارة عن  » روبوه » لاينبغي له ان يمرض او تنهار اعصابه في زمن حتى الأباء لم يستطيعوا تحمل ما يسببه لهم ابناؤه من  » حريق الراس  » فلا يرتاحون منهم الا عندما يرسلونهم الى المدرسة الى المعلم الذي يجب عليه ان يتحمل حريق الراس لوحده دون ان يقول  » أح  » ….هذه الحالة المزرية التي وصل اليها رجل التعليم الذي اصبح عبارة عن  » جفاف  » يمسح فيه كل من هب ودب رجليه …..
    فشكرا استاذي عبد العزيز على غيرتك على مهنة الشرف – كيفما كان الحال والأمر
    ودام قلمك فياضا …وصوتك مرتفعا جهوريا في وجه كل من سولت له نفسه …..

  2. عبد العزيز قريش
    10/12/2006 at 14:34

    أستاذي العزيز بنعلا منعم الفاضل أشكرك على جزيل كلمتك الطيبة التي تطوقني، حيث هي أكبر مما أقوم به اتجاه مهنتي التي أعتز بها، ويشرفني أن أكون مدافعا عنها لا عن عصبية وإنما عن وعي بمظلومية هذه المنظومة. وأنا لا أقوم إلا بالواجب الذي يفرضه علي ضميري المهني والمسؤولية أمام الله أولا ثم الأمة ثانيا. وللعلم لقد كنت أرسلت هذا الرد إلى الجريدة التي نشرت مقال الأستاذ ادريس الخوري؛ لكنها مع الأسف لم تنشره. وكنت حريصا على أن يرد عليه ادريس الخوري وأفتح معه نقاشا فكريا لتصحيح الرؤى والمعلومات تجاه رجال ونساء التعليم بمختلف فئاتهم وأطرهم. لكن مع الأسف الشديد وجدت نفسي أنشره أخيرا وبعد فوات إبانه على صفحات جريدتي الجادة  » وجدة سيتي » الكرام أهلها والساهرين عليها. والمقال لو قرأته لأعطاك نظرة بعض المثقفين إلى رجال ونساء التعليم في هذا البلد العزيز.
    أقدم لك كل التحية والتقدير ولكل من يشارك بتعليق أو تصحيح أو نقد. والله الموفق. والسلام

  3. محمد شركي
    10/12/2006 at 14:34

    أخي العزيز الأستاذ الفاضل عبد العزيز
    تحياتي الحارة وشكري الخاص على مقال يرد تالاعتبار لقطاع ضاع اعتباره بما سميته سياسة سياسوية وأسميه الجزبوية . من غرائب بلدنا الحبيب أن ما كان مقدسا بالأمس عندما كان الحزب المعلوم خارج السلطة أصبح محرما ينعت بكل النعوت المشينة لأن الحزب الموقر قضى مآربه والحمد لله رب العالمين.
    لقد عاين رجال التعليم الشرفاء بكل أطيافهم وصول الوصوليين والانتهازيين خلف عباءة الحزبوية الى مناصب والى وضعيات والى امتيازات كان دونها خرط القتاد فصارت مطروحة في الطريق ولكن للحزبويين فقط. وكلما تبوأ حزبوي مكانة لعن من سبقه وادعى كمالا لايكون الا في الذات الالهية. ويوشك الوصوليون والانتهازيون أن يلفقوا تهم الخيانة للحزبوية بل قد فعلوا بالفعل ؛ وهم يسعون ليل نهار الى ترسيخ الأقدام في قطاع التربية الذي كان نظيفا فصارينفث رائحة كريهة قوامها ركوب أشرف قطاع من أجل أخس هدف.
    أخي عبد العزيز لا تسنغرب أن تسمع يوما أنه لم يوجد بشر قط الا بعد ما وجد الحزب ؛ وأن يوم القيامة من لم يحمل صك غفران الحزب دخل جهنم. اني أعرف نماذج من قلة الكفاءات وانحطاط الأخلاق يصولون ويجولون في قطاع التربية ؛ ويوهمون أنفسهم بالسداد والتوفيق والفشل يشد بتلابيبهم انهم النابتة بتعبير الأقدمين.
    أخى عبد العزيز أعزك الله انه زمن التردي بامتياز؛ فلا تستغرب أن يحكي الذئب قصصه كما يقول المثل المغربي ؛ فلا يعرف الغش الا غشاش. دمت شهابا مسلطا على الظلم بكل أشكاله
    تحيات أخوك محمد شركي مع المحبة الصادقة

  4. متتبع
    15/12/2006 at 00:10

    مما لاشك فيه أن صورة رجال و نساء التعليم قد تغيرت لدى عامة الناس لأسبا تم التخطيط لها نهاية السبعنات بطرق سافرة وواضحة للعيان. و يستحيل مقامومة تشويه هذه الصورة فقد أظفت فيها امكانيات ضخمة لأن رجال و نساء التعليم كانوا يقودون قافلة التغيير في ظل السياسة العالمية للقطبين الاشتراكي و اللبرالي وفي اتجاه القطب الاول و لصالح العدالة الاجتماعية و المخزن الذي يتموقع في خانة القطب اللبرالي المتوحش يحتاج الى أن تفرخ المنظومة التربوية مواطنين خنوعين يقبلون بما يريده المخزن والبقية يعرفها الجميع …..و اليوم بعد تحقيق اهداف بهدلة رجال و نساء التعليم و سيطرة سياسة القطب الواحد يحتاج المغرب لموارد بشرية في مستوى ما يتطلبه الوضع العالمي الجديد الذي تسوده منافسة شرسة عملا بمبدأ « البقية للاصلح ». اصبح المخزن يرفع شعار التنمية البشرية لكن وجد نفسة امام منظومة تربوية مفلسة بسابق اسرار و ترصد و لايمكن الا نؤدي الثمن غاليا .و الملاحظ البسيط سيستنتج ان الاصلاح في ظل هذه المعطيات صعب للغاية و استرجاع رجل التعليم مكانته اصعب الا ……

  5. عبد العزيز قريش
    15/12/2006 at 20:13

    أخي المتتبع الكريم إن ما أوردته صحيح. وأستدرك على قولك الجزيل، لأقول أن رجل التعليم يمكن له أن يعيد مجده بعطائه وتضحيته مع الناشئة. وبتقديم مصلحة المتعلم قبل أي شيء آخر. لكن قلم الأستاذ إدريس الخوري جانب الصواب هذه المرة بالتعميم والتغليط ورفع الواقع الذي لا يرتفع. لا ننس أن الذي لوث الحقل المعرفي بالمغرب هي سياسة ساسة كان من المفترض فيهم انطلاقا من مرجعيتهم التقدمية وخطابهم التقدمي وقيمهم التي رفعوعها في مؤتمراتهم وندواتهم وجرائدهم وحشدوا لها الهمم؛ بل أغرقوا الناس في السجون والعذاب والآلام والموت دفاعا عنها؛ لم يقدموا للمغرب إلا القليل مقابل تلك التضحيات الجسام، بل منهم من ركب عليها من أجل مصالحه الشخصية ومن أجل شخصنة الأحزاب واحتكارها مدى العمر. ولا داعي إلى ذكر الأسماء. لهذا وجد المواطن نفسه بعيدا عن التقدمية وخطاباتها وقيمها. ومنه جاء الإفلاس والحسرة. علما بأن تلك السياسة كان رجال التعليم هم أهلها وقوادرها ورافعتها فاتهمتهم قبل غيرهم وسحقتهم. وأنت أخي تعلم أن الموظف إذا لم تغنيه الوظيفة عن طلب ما عند الغير، لن يفكر بها. لأنه مشغول بهموم المعيش اليومي بدل الانشغال بتطوير قطاعه الذي يشتغل به. ورجل التعليم هو جزء من كل. واللوم الأكبر على سياسة من تصدوا للشأن التربوي العام وبرمجوا له وهيكلوه وشرعوا له وأفتوا فيه بغير علم. فشهدنا تدهوا كبيرا فيه. ورغم ذلك يبقى للقطاع رجاله ونساؤه الشرفاء والشريفات من هم أقرب إلى عتبة الفقر لكن همهم هو مهنتهم وشرفهم هو تطويرها بكل صبر وتحمل. وأولئك هم المعول عليهم في استرجاع ما ضاع منا. علما بأن مقال كاتبنا العزيز تركز بالأساس على عدم أحقية الاضرابات التي قام بها رجال ونساء التعليم في السنوات الأخيرة وخاصة منها اضراب هيئة التدريس بالإعدادي تحت راية الهيأة. وهذا غير مقبول في دولة القانون وحقوق الإنسان. من حيث الاضراب حق مكفول بحكم الدستور والشرعة الدولية دفاعا عن الحقوق. لك أخي كل التحية والتقدير وأقدر فيك دفاعك عن التعليم وأهله.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *