لقد ظل حي الأندلس المترامي الأطراف والمجاور لمنتزه سيدي معافة و لحي القدس ولأحياء شعبية كحي هكو وحي فجيج محروما من كل اهتمام ، بل كان في وقت سابق مهددا ببعض المشاريع المدمرة لبعض مساحاته الخضراء كمشروع ما يسمى مؤسسات الأمهات العازبات وهو مشروع رفضته ساكنة الحي عن طريق عرائض احتجاجية أرغمت المسؤولين عن إلغاء المشروع بعدما أدت شجيرات مساحة خضراء بالقرب من مستوصف الحي الثمن غاليا ، وهي شجيرات استنبتها بعض سكان الحي المجاورين على نفقتهم الخاصة ورعوها لسنوات .

ومن المعلوم أن حي الأندلس هو متنفس الأحياء الشعبية التي تقوم هندستها على الأزقة الضيقة ، وهي هندسة هاجسها الوحيد السكن لا غير ولا تبالي بباقي المرافق الضرورية مما يضطر سكانها إلى طلب هذه المرافق في حي الأندلس المجاور مثل المستوصف والملعب ، والمساحات الخضراء ….، بل إن بعض سكان الأحياء الشعبية الذين تضطرهم ظروف العيش لتربية المواشي يجدون المراتع لمواشيهم في حي الأندلس. ويبدو مؤخرا أن الجهات المسؤولة تنبهت إلى إهمالها لحي الأندلس المترامي الأطراف وقررت تعبيد شوارعه التي تحولت إلى حفر متجاورة تجعل حركة المرور عليها شبه مستحيلة بما فيها حركات حافلات النقل العمومي التي يتذمر أصحابها من الخطوط المؤدية إلى حي الأندلس وما جاوره من أحياء شعبية .

وتفيد بعض الأخبار أن ميزانية تعبيد شوارع مدينة وجدة قد بلغت 32 مليار سنتيم ، وهي ميزانية يحلم سكان حي الأندلس أن يكون لهم نصيب فيها قبل أن تتحول شوارعهم إلى جداول لا يمكن أن تخاض خصوصا خلال موسم التساقطات المطرية نظرا لكون الحي يقع في منحدر منطقة سيدي معافة . ومن الأخبار السارة أيضا بالنسبة لساكنة حي الأندلس تخصيص تكلفة 120 مليون سنتيم للمساحة الخضراء التي كانت مهددة بالزوال سابقا مما سيعطي للحي متنفسا طبيعيا يحتضن أطفال وشيوخ ونساء الحي المحاصرين بشكل دائم خلف جدران مساكنهم . ويأمل سكان الحي أن تشمل العناية هذه المساحة الخضراء بعد تجهيزها عن طريق حراسة دائمة حتى لا تكون هذه المساحة عرضة للتلف كما هو حال الملعب الذي ساءت أحواله والذي تم تدشينه خلال زيارة ملكية ، ولكنه لم يستفد من الحراسة والصيانة مما جعله هدفا سهلا للتخريب . ولا زالت ساكنة الحي تأمل أن تستفيد من مركز للشرطة على غرار العديد من الأحياء من أجل مواجهة بعض السلوكات غير الحضارية والمنحرفة الصادرة عن بعض المنحرفين من سكان الأحياء المجاورة المعروفين بسوابقهم علما بأن العديد من سكان حي الأندلس يعتمدون على نفقاتهم الخاصة لتوفير العسس ليلا لمواجهة ظاهرة السطو على الممتلكات المتفشية .

وإن ساكنة حي الأندلس إذ تعبر عن سعادتها بهذه الأخبار السارة لا يفوتها أن تجزل الشكر والامتنان لبعض المهتمين بأحوالها من ذوي الغيرة خصوصا أعضاء ودادية دأبت على العمل الدؤوب من أجل لفت أنظار المسؤولين إلى حاجيات الحي من المرافق الضرورية ، ولا يفوت الساكنة أيضا أن تشيد بدور المسؤولين في عودة الاهتمام لحيها كما أنها لن تنسى الجهات الخيرة التي كانت وراء إلغاء مشروع الأمهات العازبات الذي كان يمثل تهديدا مباشرة لإحدى مساحاتها الخضراء وهي بمثابة رئتها الطبيعية وتهديدا لراحتها النفسية والاجتماعية . وفي انتظار أن تتحقق بعض آمال الساكنة كما بشر بذلك بعض المهتمين المقربين ستظل آمال أخرى تراودها خصوصا إصلاح أحوال الأحياء الشعبية المجاورة للتخفيف من الضغط على حي الأندلس الذي يمثل متنفس هذه الأحياء خصوصا محاربة ظاهرة تربية المواشي عن طريق طرح البدائل الكفيلة بضمان لقمة العيش الكريمة لأصحابها ، ومحاربة كل الظواهر السلبية التي يدفع ثمنها سكان حي الأندلس نظرا لظروف الفاقة والحاجة المتفشية في الأحياء الشعبية الفقيرة .