Home»Régional»العرب الاشد عداء للانترنيت

العرب الاشد عداء للانترنيت

0
Shares
PinterestGoogle+

تقرير صادم حول التواصل الرقمي العربي

عزيز باكوش

صدمني تقرير دولي توصلت به قبل أسبوع ,أدرجت من خلاله منظمة "صحفيون بلا حدود" rsf" ثلاثة عشر بلدا ,اعتبرتها المنظمة من اشد أعداء الانترنيت .

يأتي ذلك ضمن حملة قوية تهدف المنظمة عبرها المطالبة بحرية الاتصال لدى الأفراد في كافة مناطق العالم بالانترنيت. وذلك في أول" مظاهرة رقمية".

الصدمة "عربية" في التقرير تنبع من كون التقرير جاء في"عصر الحداثة ,هو العصر الذي يختل فيه التوازن بين الماضي والمستقبل، فهو العصر الذي يحيا بدلالة المستقبل، وينفتح على الجديد الآتي. وبالتالي لم يعد يستمد قيمته ومعيار يته من عصور ماضية، بل يستمد معيار يته من ذاته على حد "تعبير هابر ماس".

التقرير جاء أيضا في وقت تجاوزت فيه المواقع الالكترونية سقف 100 مليون موقع.وفي هذا السياق ,

تبرز شركة "نتغرافت" لمراقبة الانترنيت في احدث مسح لها بهذا الخصوص ,إن الولايات المتحدة لا تزال الأولى عالميا في مجال الانترنيت, حيث ان لها 55 مليون موقع, متبوعة بألمانيا 15 مليون موقع, بريطانيا 6 ملايين , ثم كندا ب3 ملايين , ففرنسا مليونين ونصف موقع.

وإذا نحن جمعنا حصيلة هذه المواقع , وجدنا أن الدول الكبرى تستحوذ على حوالي 84 مليون موقع الكتروني , من دون احتساب نسب حضور دول مثل اليابان والصين وأمريكا اللاتينية…ما تبقى إذن من فتات….عربي اسلامي.. بالتأكيد..

والسؤال الذي يربك….أين العرب؟؟؟؟؟

الصدمة "عربية "أيضا تأتي في زمن تزايد فيه الطلب على الانترنيت اللاسلكي بشكل محموم في العالم, ويأتي أيضا في زمن تتفاخر فيه التيكنولوجيا عبر المؤسسات والشركات بطرح تقنيات جديدة تشكل ثورة حقيقية في مجالا الإعلام الحديث..ومن خلال ذلك,طرح العديد من المميزات الهامة والملفتة التي تضفي الجاذبية وتسهل المقاربة …إضافة الى خدمات تفاعلية تتيح الولوج الى المعلومات والبيانات والأخبار.

الصدمة "عربية" جاءت كون العرب يتصدرون مثلما هي العادة , قائمة الدول "الأشد" عداء للمعرفة, وهي كل من المملكة العربية السعودية وسوريا ومصر وتونس …وإيران.. الى جانب دول أسيوية أخرى مثل وكوريا الشمالية والصين وميانمار وبيلا روسيا وكوبا واوزبكستان وتوكمنستان وفيتنام.

واختزالا لتفاصيل مغرقة في الجانبية, حول مرجعية التقرير أو مصداقية من عدمها, لابد للعرب من الإنصات الآن , إن ما سيتبقى في الإنسان وفي المجتمع حسب الفيلسوف محمد عابد الجابري هو "الحوار وقابلية الحوار, والقدرة على الاستماع للآراء المختلفة , فالمطروح ليس هو الاعتراف بالتعدد , بل الأخذ به".

وجدير بالاشارة الى ان ركوب موجة التحديث, لا يقتصر على الاستعمال, والتوظيف, لا يعني الاقتناء لاحدث صرخة, وآخر تقليعة هواتف محمولة واخر نمط ارسال… وانما الاستثمار الجيد, والاستعمال المميز بشكل يعود بالفائدة ماديا ومعنويا.

التقرير لم يفته الإعلان عن شطب أسماء ثلاث دول من قائمة العام الماضي ,كمؤشر على تحسن حرية الاتصال بها , وهي ليبيا ,ونيبال والمالديف. وبالمقابل , اضاف اسم دولة عربية الى القائمة .

ومع ان التقرير برر إضافة مصر الى قائمة 2006. بكونه جاء اثر قيام الرئيس حسني مبارك بتقييد حرية استخدام الانترنيت بصورة مقلقة. وذلك بعد صدور أوامر باعتقال مدوني مدونات الكترونية تطالب بالديمقراطية .الا ان التقرير لم يدرج أسماء بعينها لها سجل حافل في الاعتقالات وممارسة اعتداءات بقصف مواقع إعلامية عربية , وتهديدها صراحة بالتدمير والزوال..

التقرير الصدمة , جاء ليكرس تخلف جزء كبير من العالم العربي , ويضع نقطا سوداء حول آليات اشتغال الحرية والديمقراطية فيه,بنفس القدر أيضا جاء ليفند مزاعم وادعاءات رسمية خليجية وعربية حول حصول تقدم ملموس في هذا الاتجاه.

وتطالب منظمة "صحفيون بلا حدود" الجمهور بالتسجيل في موقعها الخاص والجهر بالدعوة لإطلاق سراح المعتقلين في دول أسمتها" قمعية". مطالبة بتوسيع هامش حرية اتصال الأفراد عبر هذه الشبكة العنكبوتية .

كعادتنا, إذن في أسفل القائمة عالميا, أما عربيا فيجدر طرح السؤال التالي:

هل هناك حرية اتصال عربي عربي , حتى نتحدث عن آخر عربي "غربي".

وما هي ميكانيزمات إدارته و تدبيره, ووفق أية رؤية يتم؟

هل يتحقق مرئيا , أو مسموعا , مكتوبا أو مرموزا ..إذا جاز التعبير؟

أسئلة تبدو من بين المواضيع الاكثر تداولا وحساسية في الوقت الراهن , سواء على مستوى المنابر الإعلامية الورقية أو الجرائد والمنتديات الالكترونية.

وذلك من غير الحسم , أو الخروج بخلا صات من شانها أن تجعل العلاقة قابلة للتجسير بين الشعوب والأذهان, وتعبد الطريق أمام مقاربة موضوعاتية, لحلحلة مواضيع ذات صلة بالعمق ,مقاربات تهتدي بالتاريخ ,وتستنير بالمنهج العقلي أثناء الصياغة أو مباشرة التحليل.

نعم ,على المستوى العربي الرسمي, هناك تواصل مستمر ومتواصل حول أهم القضايا الثنائية, قضايا يغلفها الإعلام الرسمي ب المصير المشترك التي تشغل بال نظام الحكم, وتؤرق الحاكم العربي في أفق بدائل هيمنة استبدادية وراثية للحكم. ولعل اغرب ما قرأت في هذا الاتجاه , تلميح الرئيس الجزائري بوتفليقة مؤخرا باحتمال إدخال تعديل على دستور البلاد يسمح بموجبه بانجاز ولاية ثالثة. على غرار ما حصل بتونس ومصر……تواصل على أعلى مستوى ,لكن بذهنية اقل مستوى , وليس الانشغال بقضايا ومصائر الشعوب العربية …سوى رجع صدى لهمس صحراوي لاروح فيه.

واعتقد أن التواصل الحقيقي الذي توده الشعوب العربية من أنظمة الحكم فيها , كأمم تطمح لحضور عالمي وازن, وصوت مسموع , هو تواصل الفكر الإنساني بأبعاده الكونية ,تواصل البحث والمختبرات العلمية ,تواصل المجهر والكلمة الحرة , تواصل الصدق والكلمة النبيلة والإبداع الإنساني الراقي ..

يمكن القول ,ومن خلال جرد عام لأسماء المجلات ,والدوريات, والصحف واليومية وغيرها التي تصدر هنا أو هناك من هذا الوطن العربي الكبير, سواء على المستوى الورقي.. أو من حيث أو صاعقة النشر الالكتروني, على الشبكة،أن ثمة نوافذ مفتوحة الآن أو فتحت , تسمح بنسمات فكر, ورياح كلام، بين الإخوة العرب , مما يشجع على القول أننا بالفعل لا بالقوة ، امة عربية إسلامية توحدها اللغة , والقضية ،ويربكها الدين في لحظة أو يسندها ذاك الدين في شساعة الروح ,وكونية الوجدان .

تواصل يؤطره القول الجاري ,والرأي المنفعل, والمتفاعل , الدافق و المتدفق ,مع عولمة جارفة , لا ترحم , تواصل في الآراء و الأفكار والمواقف المندمجة , المتفاعلة في تباينها,في غالب الأحيان.

وتزداد مسالة التواصل غموضا حينما يقذف الأثير في سماواتنا التي لم تعد مفتوحة المئات من الفضائيات والهوائيات العربية ذات التوابل نفسها و بنكهة العرب ذاتها.لتكرس ثقافة الاختلاف المذهبي والتناحر الطائفي, لدرجة يحق معها السؤال: الى متى يظل الإفطار يوم العيد ثنائيا, ورؤية الهلال مزاجيا, وإنتاج الفتاوى مصدره جاهلا بالأصول والحضارات.

وقد استغربت كيف أن دولا عربية, لا زالت تحجب مواقع منتديات فكرية عالمية التنوير والحداثة . نعم فاجأني الصديق الشاعر محمد خضر, كما صعقتني "ب ق "الإعلامية القديرة في محطة الشارقة الفضائية , أن مواقع جرائد عربية عالمية المصدر , واسعة الذيوع و الانتشار محجوبة عن أنظار قراء كثر . الشعب السعودي…وكذلك في الإمارات..وغيرها من شعوب الخليج العربي .

لكن مجرى التيار فيما يتعلق بصياغة مصير العالم والحسم في قضاياه سياسيا, وجيو ستراتيجيا : لا يشك احد في أن العرب ,هم الغائب الأكبر ، فكلمتنا غير مسموعة عالميا ، والحديث عنا, في المحافل الدولية, أصبح مرتبطا بحيثيات منساقة إيديولوجيا, لهذا الطرف المتعصب أو ذاك ، وهذا يؤثر طبعا, في توجيه سياسة حكامنا ويؤثر في طبيعة الحسم في تدبير مستوى تنمية شعوبهم ,حتى أن السؤال بات ملحا ,فيما إذا كنا فعلا نحتاج الى هذا الدفق الفضائي من القنوات المتشابهة , بدل الاستثمار المجدي في تقليص الهوة الرقمية ,انطلاقا مما جادت به عائدات سيولة النفط , والتقنية الحديثة.

بنفس القدر يمكن الحديث عن أوجه التواصل بين المغرب والمشرق العربيين , فيمكن الحديث في هذا السياق عن تواصل عبر قنوات محددة منساقة ، فصحف عربية مثلا ,أضحت لفترة قصيرة مقروءة هنا بالمغرب , نفس الأمر بالنسبة لأعمال درامية سورية ،وان كانت غير متفاعلة بهذا القدر اوذاك, كما أن أفكارا ,باتت تتدفق أو تنساب هنا أو تتدفق من هناك, لم تكن لتوجد قبل فترة , وأحب أن أشير الى ما بذله بهذا الخصوص منتدى كتاب الانترنيت العرب بوصل جسور التواصل ولحمها, بحرية ومصداقية قل نظيرها ، يتعلق الأمر بتجربة محمودة في ربط جسور التواصل ,المباشر بين الشرق والغرب :عبر الحوار المتمدن على مستوى الإبداع, والفكر, والرأي الحر الصادق والموضوعي

عزيز باكوش.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. شهد الرفاعى
    23/11/2006 at 08:18

    لكن مجرى التيار فيما يتعلق بصياغة مصير العالم والحسم في قضاياه سياسيا, وجيو ستراتيجيا : لا يشك احد في أن العرب ,هم الغائب الأكبر ، فكلمتنا غير مسموعة عالميا ، والحديث عنا, في المحافل الدولية, أصبح مرتبطا بحيثيات منساقة إيديولوجيا, لهذا الطرف المتعصب أو ذاك ، وهذا يؤثر طبعا, في توجيه سياسة حكامنا ويؤثر في طبيعة الحسم في تدبير مستوى تنمية شعوبهم ,حتى أن السؤال بات ملحا ,فيما إذا كنا فعلا نحتاج الى هذا الدفق الفضائي من القنوات المتشابهة , بدل الاستثمار المجدي في تقليص الهوة الرقمية ,انطلاقا مما جادت به عائدات سيولة النفط , والتقنية الحديثة.

    صباحك خير…هذه الفقرة أجابت كل التساؤلات.. دمت بخير..شهد

  2. عزيز باكوش
    24/11/2006 at 13:56

    شكرا جزيلا شهد
    وماذا اقرا لك هنا بوجدة سيتي؟

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *