Home»Régional»ظاهرة العنف في المؤسسات التربوية مردها إلى الفراغ في التشريع والتلكؤ في التنفيذ

ظاهرة العنف في المؤسسات التربوية مردها إلى الفراغ في التشريع والتلكؤ في التنفيذ

0
Shares
PinterestGoogle+

لقد كشفت حادثة اعتداء تلميذ على أستاذ بالجهة الشرقية عن تردي الوضع التربوي بشكل غير مسبوق ، ذلك أن درجة الاعتداء الجسدي داخل مؤسسة تربوية ، ومن طرف متعلم على من يعلمه هي أعلى درجات الانفلات والتسيب داخل المؤسسة التربوية ، وقبلها درجات هيأت لها. فإذا كانت ثقافتنا الإسلامية قد ذمت عقوق الأبناء آباءهم وأمهاتهم ، و منعت أدنى درجة العقوق وهي مجرد النطق بكلمة التأفف :  » أف  » في حضرتهم أو غيبتهم لتكون باقي درجات العقوق ممنوعة ومحرمة بما فيها درجة الاعتداء الجسدي ، فإن عقوق المتعلمين من يعلمهم لها نفس الحكم إذ لا يجوز أن يفوه المتعلمون بكلمة من حجم:  » أف  » في حضرة أو غيبة من يعلمهم .ولعل الذي أعطى الآباء والأمهات في ثقافتنا هذه القيمة هو فضلهم على الأبناء ، وكذلك الذي أعطى المعلمين نفس القيمة هو فضلهم على المتعلمين.

فالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم جعل خيار الناس أهل العلم في قوله عليه السلام :  » خيركم من تعلم العلم وعلمه  » وقد ألف علماء السلف كتبا كثيرة في موضوع علاقة المتعلمين بمن يعلمهم على غرار علاقة الأبناء بالآباء. فإذا كان خيار الناس في مجتمعنا تلحقهم الإهانات المختلفة إلى درجة تعرضهم للعنف الجسدي فسلام على التربية والعلم في بلادنا. والملاحظ أن التشريع المدرسي يكاد يخلو من نصوص تعالج ما أسميه ظاهرة عقوق المتعلمين ، فكل ما يوجد من نصوص تشريعية وتنظيمية مذكرة يتيمة تمنع العنف بشكليه المادي والمعنوي داخل المؤسسات التربوية ولكنها لا تحدد الإجراءات المطلوبة في حال وقوع هذا العنف . فالأصل في الممنوعات في ثقافتنا الإسلامية الزجر من خلال تحديد العقوبات ذلك أن الله عز وجل لم يمنع شيئا إلا وجعل له عقوبة دنيوية قبل العقوبة الأخروية. ولا يمكن للتشريع المدرسي أن يتنكر للتشريع الإلهي المتعلق بالعقوبات ، فالله عز وجل يقول في محكم التنزيل : (( وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص )) فلم يكتف الله عز وجل بمنع العنف المادي بل ذكر مع المنع العقوبات التي تمنع وقوعه خلاف مذكرة العنف الوزارية التي ذكرت المنع وسكتت عن العقوبات .فلو أن التلميذ المتهور الذي سولت له نفسه أن يعتدي على أستاذه فكر في القصاص من نفس جنس الاعتداء لأحجم عن فعلته الشنيعة خوفا وارتداعا . أما أن يسمع بمذكرة تمنع العنف ولا تعاقب عليه فإن ذلك سيشجعه على العنف لا محالة . وإذا كان وصول العنف إلى درجة الاعتداء البدني قد أثار ضجة كبرى في الأوساط التربوية فماذا نقول عن أنواع العنف الأخرى وما أكثرها إذ الملاحظ والغالب على العموم عدم مراعاة المتعلمين لحرمة من يعلمهم بدءا بالعنف المعنوي حيث ينبز المعلمون والأساتذة بأ قبح الألقاب وينادون بها جهارا ، وتكتب على السبورات ، وتنقش على جدران الفصول وعلى الطاولات ، ويشتمون ويعيرون ، ويتوعدون بالتهديد خارج وداخل المؤسسات ، ومرورا بالاعتداء على وسائل نقلهم المختلفة انتقاما منهم ، وانتهاء برميهم بكل ما يقع في الأيدي وهم يكتبون على السبورات …. إلى غير ذلك من الإهانات . وتسجل يوميا عشرات الحالات من العنف الصادر عن المتعلمين ضد من يعلمهم بنوعيه المعنوي والمادي .

 

وإلى جانب فقر المنظومة التربوية إلى النصوص التنظيمية والتشريعية المحاربة لكل أنواع العنف من خلال التنصيص على العقوبات توجد ظاهرة التلكؤ في تنفيذ أبسط ما يسمح به التشريع وهو عقد ما يسمى المجالس الانضباطية حيث تسوف بعض الإدارات التربوية ـ ما لم تكن هي الجهة الممسوسة والمطالبة بعقد المجالس ـ تسويفا متعمدا حتى لا تنعقد هذه المجالس ، وتكثر الشفاعات والتدخلات من عدة جهات لثني الجهات المطالبة بعقد هذه المجالس عن قرارها . ويختلف أعضاء هذه المجالس كأشد ما يكون الاختلاف بينهم ، بل تكون المطالبة بعقد هذه المجالس أحيانا فرصة لتصفية الحسابات بين هؤلاء الأعضاء ففي حين يجرم بعضهم المتعلمين الذين يحالون على أنظار هذه المجالس ينصب البعض الآخر أنفسهم مدافعين عنهم لا لأسباب تربوية بل لتصفية الحسابات الشخصية نكاية البعض في البعض وشماتة . فأمام غياب التشريع المناهض للعنف بكل أشكاله داخل المؤسسات التربوية ، وأمام التلكؤ والتسويف في اتخاذ القرارات الزاجرة لا بد أن تكون النتيجة هي أعلى درجات العنف غير المسبوقة. ولا يمكن التعامل مع الجرائم داخل المؤسسات التربوية بشكل مخالف عن التعامل معها في المجتمع ، فالجناة داخل المؤسسات التربوية يجب أن يحالوا على العدالة كما يحال كل الجناة عليها ، بل لا بد أن تكون العقوبات الخاصة بالجنايات داخل المؤسسات التربوية أشد قسوة ليكون ذلك رادعا للجناة . فالمجالس الانضباطية يمكنها أن تبث في مخالفات لا تصل حد الشتم والقذف والاعتداء البدني ، أما الشتم والقذف والاعتداء البدني فيجب أن يحال على العدالة ، ولا بد أن توجد عدالة خاصة بالمؤسسات التربوية على غرار عدالة الأسرة ، وعدالة الإدارة …. وغيرها من العدالات التي تخص شرائح اجتماعية بعينها ، وشريحة المتعلمين من أوسع الشرائح في المجتمع فلماذا لا تحص بعدالة خاصة بها .

ولا بد أن تنتفي بعض الظواهر السلبية من قبيل تدخل بعض الجهات للتغطية على مرتكبي الجرائم داخل المؤسسات التربوية ، من خلال العبث بالمساطر والإجراءات القانونية ، أو للشفاعة غير المرغوب فيها لا شرعا ولا عرفا ، لأن ثقافتنا الإسلامية تمنع الشفاعة في حدود الله عز وجل ، فلا بد أن ينال الجناة جزاءهم حرصا على سمعة وكرامة المؤسسات التربوية ومن فيها . ولا بد أن ينال التلميذ المعتدي على الأستاذ جزاءه ، وأن يشهر هذا الجزاء عبر مذكرات إخبارية ليكون عبرة لغيره ، ولا بد من حملة واسعة النطاق لمحاصرة كل أنواع العنف في المؤسسات التربوية والتي استفحل أمرها وخرجت عن السيطرة . وإنه ليحز في النفس أن نرى سلوكات مشينة داخل وفي محيط المؤسسات التربوية ، ونسمع من الكلام النابي ما يندى له الجبين في كل وقت وحين دون رادع أو وازع ، لهذا فمسؤولية الجميع هو التصدي وبصرامة لكل تسيب وانفلات قبل أن يؤول الأوان إلى الفوات.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

10 Comments

  1. سعد شفشاون
    02/01/2010 at 23:38

    ظاهرة العنف في المؤسسات التعليمية أصبحت تؤرق بال المهتمين بالحقل التربوي لذا يجب معالجة الظاهرة من جميع الجوانب حتى تكون الترسانة القانونية كاملة مانعة لأي تهور وتكون العقوبات الردعيةتقويما لأي اختلال وهذا لايتأتى الا بتظافر الجهود من أجل زرع ثقافة تربوية جادة وضخ دماء جديدة تساير الركب الحضاري

  2. biti
    02/01/2010 at 23:38

    hada ostadi arwa3 ostad fedenya llah ychafih mskin wellah maystahel wellah yjiblo 79o

  3. تلميدة
    02/01/2010 at 23:38

    هده ظاهرة خطيرة جدا خاصة انها حديتة الظهور ماهدا الاستاد الدي ينظم القسم ويشرف عليه يتعرض للضرب وزمان هدا والغريب العقوبة ان ينقل التلميد من تانوية الى اخرى هدا ليس عدلا

  4. متتبع
    02/01/2010 at 23:38

    إذا كانت الأسرة سائبة ومفلسة فلا يمكن للمدرسة أن ـصلح المتعلم الرديئ حتى ولو وضعت أعتى القوانين في العالم والتجربة الطويلة تبين ان الإعوجاج الصادر عن الأسرة يستحيل تقويمه

  5. Professeur et père de 3 eleves
    02/01/2010 at 23:39

    بعد تحية عطرة، لا يسعنا في هذا المجال إلا أن نثمن غاليا دعم الأخ محمد الشركي ( بثلاث نقط فوق الكاف ) للأستاذ الذي كسرت ذراعه و نبذه للعنف بكل أشكاله. و أكثر من كل هذا و ذاك ، وضع أصبعه على الجرح في ما يخص منظومتنا التربوية التي احتلت مرتبة متدنية في ذيل الترتيب وراء الدول التي تعيش حالة الحرب أو الكوارث الطبيعية . أما شواهدنا فلم تعد تعترف بها أي دولة عاقلة. و الشئ الجميل فيك ، يا أخي ،هو أنك تسمي الأشياء بمسمياتها و لا تنبطح. مواقفك ثابتة منذ أن عرفتك أيام زمان ، عندما كنا ندرس في ثانوية عبد المومن و كانت نسبة نجاح قسمنا في البكالوريا مائة بالمائة، نسبة باتت من المعجزات في زمن تعليم مغرب اليوم. مبادؤنا كانت مبنية على احترام أساتذتنا و الصداقة المتينة بين التلاميذ و المنافسة الشرسة. فشكرا مرة أخرى للأخ الشركي و مزيدا من إسالة الحبر لنصرة الحق و إزهاق الباطل. « جارك في القسم  » هلا عرفتني ؟؟؟ و أخيرا نطلب الشفاء العاجل لأخينا نور الين الصايم و ما ضاع حق وراءه طالب و اصمد . إن العبد القوي خير من العبد الضعيف.

  6. etudiente
    03/01/2010 at 23:26

    ce prof et vraiment un homme super mais je sais pas ce qui se passse ??,

  7. karima jerada
    03/01/2010 at 23:26

    ba3da hada al7adate nsstantij anna ata3lim asba7a mahzala ?, al2osstada karima

  8. professeur
    03/01/2010 at 23:27

    awalan natlobo mina lah chifae l3ajil li akhouna fi lah.wa taniyan natwjjaho li solotat mekhtasa bi an tattakhida lijraeat lazima fi hakki tilmid metahawir aksa l3okobat liyakona 3ibratan liamtalih

  9. OBSERVATEUR
    06/01/2010 at 14:42

    كيف تجرأ التلميذ على الإعتداء على أستاذه الذي هو في سن أبيه أو جده و كسر ذراعه ؟؟؟ سؤال طويل عريض يحمل في طياته مجموعة من التراكمات . لنحترم كرونولوجيا الأحداث و نبدأ مسلسلنا بالأخ الأكبر للتلميذ المعتدي . خلال السنتين الماضيتين ، دخل الأخ الأكبر في اصطدامات عديدة مع أساتذته و لم يتخذ أي إجراء في حقه يلجم تهوره . أما الإدارة فقد مرغ أنفها في الوحل و ليس في التراب فقط. و كإجراء زجري لم تقم الإدارة الا بدغدغته و الربت على كتفه. و بذلك أصبح هذا التلميذ المناور بطل المؤسسة في أعين التلاميذ و قدوة لمن يريد أن يثبت ذاته على حساب مربيه. وهذه السنة حمل أخوه مشعل التسلط ليتمم ما لم يتممه أخوه الأكبر: » الكسر و إلحاق العاهات المستديمة و إجبار الأساتذة على التقاعد المبكر « . فخلال هذه السنة الدراسية الحالية ، دخل هذا التلمذ المعتدي في مشادات مع أستاذ آخر لا يدرس عنده وظل يلاحقه داخل قسمه و في الساحة ليجعل منه مهزلة أمام التلاميذ. و مع تكرار الإعتداء ، تقدم الأستاذ المتضرر ، بطريقة حضارية و تربوية ، بإبلاغ الإدارة عن طريق تقديم تقرير سلمه الأستاذ بيده إلى السيد المدير للنظر فيه و لوضع حد لمعاناته. إلا أن التقرير أخذ مكانه في رفوف النسيان و نال منه الغبار. لوكانت الإدارة حازمة بما فيه الكفاية و أخذت الأمور محمل الجد و اتخذت إجراءات استباقية في حقه و في حق كل من تسول له نفسه المساس بكرامة من يريدون إخراجهم من عالم الظلمات الى عالم النور، ما كان لهذه الأحداث المأساوية أن تقع و ما كان للمؤسسة أن تخسر سمعتها. هذا هو ثمن التراخي و لنخجل من أنفسنا.

  10. Professeur et père de 3 eleves
    10/01/2010 at 00:49

    أخي الواطن كيفما كنت و أينما كنت ، إذا كنت تريد أن تعرف أين و كيف يدرس إبنك، أحيلك على هذا الموقع الإلكتروني المكتوب أسفله و أرجو من المشاهدين التعليق على هذا الفديو القصير كما أطلب من موقع وجدة سيتي نشر هذا الفديو على صفحاتها نظرا لأهميته وليشاهده من يهمه الأمر.الموقع هو :link to ww.youtube.com تحت عنوان  » شياطين القسم « .

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *