Home»Régional»إن الذين ينتظرون المهدي…سينتظرون طويلا

إن الذين ينتظرون المهدي…سينتظرون طويلا

0
Shares
PinterestGoogle+
 

لقد توصلت
بخطاب من إحدى السيدات
،تتهمني بأنني عضضت الطرف
عن الكثير من الأحداث التي عرفها الدخول
المدرسي 2009-2010، وركزت السيدة المحترمة
على العديد من الممارسات اللاقانوية التي
تمت في العديد من المؤسسات التعليمية،واتهمتني 
كمسؤول عن الشؤون القانونية والمنازعات
داخل الكونفدرالية، ب »الظاهرة الصوتية »،
وعدم الإلتزم بالوعود ،
والمساهمة في مؤامرة الصمت
،التي شجعت رؤوساء المؤسسات
على الانفراد باتخاذ القرارات، وتحويل
مؤسسات الشعب إلى ضيعات خاصة،
وتهميش المجالس المختصة، وخضوع عملية التسجيل
وإعادة تسجيل التلاميذ للأهواء والعلاقات
الزبونية وتدخلات أصحاب الجاه والنفوذ،
لإرضاء وتلبية رغبات أبناءهم على حساب
الطبقات الشعبية، التي أدعي الدفاع عنها،
كما أنني التزمت « الصمت الملائكي »
أمام الإساءة التي تعرضت لها النساء من
خلال تصريح السيد الوزير الذي شبه نساء
التعليم المتزوجات « بالبارليزات »…وأحالتني
على الكثير من الأمثلة والأحداث التي كنت
فيها طرفا سواء بصفتي الشخصية أو الجمعية،….كان
بالإمكان، أن لا أرد عن هذه الاتهامات الظالمة،
وغير المبررة ،لا شكلا ولا مضمونا
،و التي تعودت عليها ،
وسمعت أكثر منها ،إيلاما  وغبنا، انسجاما
مع المثل القائل: » اثنان لا
تذكرهما أبدا: إساءة الناس لك‎
وإحسانك إلى الناس »، لكن
أردت اغتنام هذه المناسبة لتوضيح الكثير
من الأمور، حتى يكون الكثير من الإخوة والأخوات
على بينة مما يعتقدون،
وأن لا يخطئون العناوين ويخلطون بين الاختصاصات…فأنا
مجرد معلم ، مهمته التدريس، وأنشط في المجال
الجمعي للآباء بصفة تطوعية ،
وأظن أن هذا التعريف ،لا يجعل مني صاحب 
معجزات أو كرامات …نعم لقد قطعت
على نفسي عهدا، أن أقف إلى جانب القضايا
العادلة التي تنسجم مع
مبادئي، وأدافع عن المستضعفين حسب إمكانياتي،
« و لا يكلف الله نفسا إلا وسعها
« ،وكان وسيبقى الدفاع عن الحق مهمة النبلاء
من الناس …

 
صحيح لقد ساهمنا، ككونفدرالية، في حل الكثير
من المشاكل والقضايا العادلة والمشروعة
، بمساعدة وتفهم السلطات التربوية
، التي بدونها لن نستطيع فعل أي شيء،واغتنم
هذه المناسبة لأقول كلمة ظلت عالقة في حنجرتي
كالغصة، ولمدة طويلة في حق الأستاذ شكري
الناجي، النائب السابق لنيابة وجدة أنجاد،هذا
المسؤول الذي كانت مكالمة هاتفية منا،
تكفي لحل ما صعب حله ، لم نكن نحتاج لمساطر
، وطلب مواعيد ، وانتظار ممل أمام
الكتابة الخاصة، لأن مخاطبنا أدرك مبكرا،
رغم عدم سابق معرفة، أننا نخدم المصلحة
العامة، وندافع عن المدرسة العمومية ،
ولن نكن أبدا تجار المصلحة الخاصة،لقد
كنا نختلف مع سيادته كثيرا، ونتفق كثيرا،
لكن دون أن يؤثر ذلك على علاقتنا الوظيفية
أو الإنسانية، لقد كان إنسان حوار، ينصت
إلينا ويعطينا فرصة واسعة للكلام دون مقاطعة،
تعودنا أن نتناقش فى كل
أمور المدرسة العمومية، بسعة صدر، وبصراحة
بالغة ترقى إلى العمق ،رغم اختلاف منطلقاتنا
الإيديولوجية وقناعتنا السياسية، لعلنا
نخلص إلى تصور مشترك  للأمور
الأكثر تعقيدا… لقد خسرنا محاورا
عنيدا، ومفاوضا شرسا،ومسؤولا يتقن سياسة
اليد الحديدية في القفاز الحريري، لقد
فقدنا إنسانا وصديقا
ولن تذكره إلا
بالخير، عكس ما يفعل
البعض، في إطار « الله ينصر من أصبح »،
فبمجرد ما أن اجتازت شاحنة نقل متاعه الأربعين،
حتى نعتوه بكل الأوصاف، وقال البعض فيه
ما لم يقله مالك في الخمر، خاصة من أولئك
الذين كانوا أقرب إليه من حبل الوريد،وكذلك
فعلوا مع  من سبقوه، حسبي الله ونعم الوكيل…
إن الكثير من الناس يعتقدون أو يوحون لأصحاب
المشاكل والقضايا، لمزا أو غمزا،
بأننا سماسرة أو أزلاما أو أدوات لدى البعض
، خاصة في قطاع التعليم، وأنه
باستطاعتنا حل كل المشاكل ،مهما كانت وأينما
كانت ، وهذا كلام خاطئ وعار من الصحة، وأقول
أكثر من ذلك ، فهناك بعض المسؤولين في قطاع
التعليم ، يرفضون لنا بعض المطالب
القانونية والمشروعة ، لا لشيء إلا لأننا
نحن المتدخلين، وإمعانا في التشفي والإذلال،
كم من مطالب مشروعة رفضت لنا
،ولبيت لغيرنا، ورغم ذلك لم نلم ،ولم نحتج
على  أحد، لأن ما يهمنا هو أن تقضى الحوائج
لأصحابها، سواء على أيدينا
أو على الأيادي البيضاء الأخرى ، المهم
أن تقضى الحاجات ،مما جعلنا
نصطدم، في كثير من الأحيان ،
مع الناس الذين ينطبق
عليهم قوله تعالى »فإن أعطوا منها رضوا, وإن لم يعطوا
منها إذا هم يسخطون « .

اعلمي  يا
« أم زينب » ،أنني ككل متابع ومهتم
،أتابع كل ما يكتب في الجرائد عن التعليم،
وكل التصريحات التي يدلي بها وزيرنا الموقر
السي أحمد، وأتابع كذلك باندهاش وذهول
كبيرين السكوت المخجل
لمختلف النقابات، فلا أحد تكلم عندما اتهم
سيادته بعض أفراد الأسرة
التعليمية « بالطياحة من السما »، ونعت
معاليه نساءنا ب »الباليزات »،هذه التسمية
التي بدأ الشارع يطلقه على المدرسات،وإمعانا
في التحقير يلحنا ويغنيها البعض » الفاليزا
فين أمشى مولاك…أمشى السكتور وخلاك »…
ونسي السيد الوزير بأننا كالجسد الواحد
إذا مسه ألم تتداعى له سائر الجسد…، ولا
نقابة احتجت عندما اتهمها الوزير ب « لحماق »
و » الركوب على
المدرسة لتصفية حسابات أخرى »، فكيف تريدين
مني يا سيدتي ، أن أقوم بمهام خارجة عن اختصاصي
وتتجاوز قدراتي ، فأنا لا أملك لا منجنيقا
أقصف به « بنكر »
باب الرواح، ولا دبابة أهد بها
ملحقة للا عائشة، صحيح أن الكثير من
تصريحات الوزير أدمت قلبنا، وأثرت فينا
وحولتنا إلى أضحوكة رواد المقاهي،
في وقت أصبح قطاع التعليم يئن من تدني المعنويات،فبدلا من أن يستغل السيد
الوزير ، وهو الأستاذ الإعلامي، الصحافة
كأداة لرفع المعنويات، وشحذ همم الأسرة
التعليمية، ومختلف الشركاء قصد تعبئة الجميع
من أجل إنجاح برنامجه الاستعجالي، نراه
يستغل فصل الخريف لبذر
وحرث المصطلحات الجارحة والمهينة عبر وسائل
الإعلام، ويدفع الناس للتطرف والصعود لأعلى
النخلة،ففي الوقت الذي كنا ننتظر من سيادته
الزيادة في الأجور والتعويضات، كما فعل
زميليه في الداخلية والخارجية، فوجئنا
بالزيادة في « ادفيع الهضرة » والمذكرات
السالبة للمكتسبات والمعنويات،أنا لا
أفهم كيف يأبط قائد جيوشه وهو مقبل على
معركة مصيرية. لو كان الذي يرأسنا معلما
لتفهم أوضاعنا، وعاملنا معاملة حسنة، وخفض
لنا جناح الذل من الرحمة ،وأما وقد جاءا
من عوالم بعيدة عن عالمنا المثالي السريالي،
فلن يتمكنا أبدا من فهمنا والتجاوب معنا،
ولنا في التاريخ عبرة…وأقول لك
يا سيدتي، أن الرجال يصنعون عظائم
الأمور ،لكن النساء يصنعن الرجال
،هذه حقيقة ننساها دائما، فكنت أتمنى
أن ترسلي هذا الخطاب للسيد الوزير مباشرة
أو إلى قسم الاتصال بالوزارة أو تتقمصين
دور روزا لكسمبورغ وتنظمين مظاهرة أو اعتصام
،للاحتجاج على ما لحق بكن من إهانة، فأنا لست قاسم أمين
ولا تشي غيفارا، وستكونين واهمة يا « أم
زينب » إذا اعتقدت في يوم من الأيام أنني
سألعب دور كارل لبنكت…أما في ما يخص مشكل
شعبة الثانية علوم رياضية » باء »، التي
أثارها خطابك دون معلومات مؤكدة، فتتلخص
في كون الوزارة قررت نشر هذه الشعبة في
الثانويات التقنية، فتم إحداث قسم بثانوية
المغرب العربي، وأخر في ثانوية المهدي
بن بركة، بالإضافة إلى ثانوية عمر بن عبد
العزيز،فانطلقت ظاهرة الترحال التلاميذي
من الثانويتين السابقين إلى ثانوية عمر
بن عبد العزيز،بطرق تحايلية مختلفة ، و »يحكى »
أن سلطة تربوية مهمة تدخلت من أجل قبول
انتقال كريمة أحد كبار المسؤولين، رغم
أن مجلس التدبير بهذه المؤسسة ، سبق له
أن قرر عدم استقبال أي تلميذ،
فتمت دعوة مجلس القسم على عجل ،هذا المجلس
الموقر الذي اضطر للانعقاد بتوصية لتفصيل
« قرار خاص » يجيز قبول هذه التلميذة
المفروضة فرضا، ولذر الرماد في العيون،
سمح بتمرير وتغيير توجيه مجموعة من التلاميذ،
فأصبح الوضع التربوي كالتالي: ثانوية المغرب
العربي : قسم من21 تلميذا- ثانوية المهدي
بن بركة قسم  من 16 تلميذا- ثانوية عمر
بن عبد العزيز: فسمين من 36 وأخر من 39 تلميذا،
فانظري سيدتي، كيف يطبقون الخطاب الرسمي
الذي يتبجح بالحديث عن تكافؤ الفرص والمساواة
ومصلحة التلميذ،ودور المؤسسات والمجالس.عليك
سيدتي الفاضلة، أن لا تنخدعي بالدعاية
الرسمية التي تتحدث عن هدم جدران المؤسسات،
وتعمل من وراء الستار على تحصين الإدارات
،وترك الناس ينتظرون في قاعة الانتظار،
وخروج المسؤولين من الأبواب
الخلفية ،تاركين الأعوان في صراع مع المنتظرين،
فحتى كاتبات الكتابات الخاصة، لم تعد
تكلمنا إلا من وراء الحجب ، أو النوافذ
الضيقة كالمساجين ،ولك سيدتي واسع النظر.

لقد تعود
الكثير منا، في هذا الزمن الأغبر، أن يبحث
عن النقابيين و « المناضلين » والوسطاء
من أجل الحصول على الحق،
إنه أمر خطير أن يتسول
الإنسان حقوقه ويستجديها، و يتحول الحق
إلى مطلب،يستدعي التظاهر والاعتصام، وللحصول
على الشغل، لا بد أن نتعرض للفلقة أمام
البرلمان،ولتلبية المطالب النقابية المشروعة
، ندفع الناس للخروج للشارع والتنافس على 
برمجة الإضرابات والاحتجاجات…فمن الذي
يدفع الناس إلى هذه السيناريوهات؟هم بكل
بساطة أولئك الذين يتحدثون عن
ترشيد الزمن المدرسي، و مصلحة التلميذ
أولا وثانيا وثالثا،
وفي نفس الوقت يرفضون تلبية المطالب العادلة
والمشروعة للشغيلة التعليمية الكادحة،
التي حان الوقت أن تنال نصيبها كاملا من
ثروات بلادها، وإذا كان هناك أي شكل من
أشكال التنمية، فيجب أن يظهر
علينا .يظهر أن العالم كله أدرك، باستثناء
ساستنا،  بأن بناء المستقبل ، يتطلب
الاستثمار الآن في المعلم ، وهو الشعار
الذي رفعته منظمة اليونسكو هذه السنة لتخليد
اليوم العالمي للمدرس،لهذا رفضوا تبني
هذا الشعار الذي يتناقض مع نظرتهم للمعلم
،و مفهوم التوظيف بالعقدة، والأستاذ المتنقل
والمتعدد الاختصاص  » باص بار تو »…
نحن مطالبين بإعادة النظر في منظومتنا
القيمية، ومضمون خطابنا التربوي، فهذه
الأمة لابد لها أن تأخذ دروساً في كيفية
الدفاع عن الحق وانتزاعه، وأن الذين ينتظرون
المهدي المنتظر ، فسينتظرون طويلا،
أما أنا ، فلا يسعني إلا أن أقول
قوله تعالى » فأسرها يوسف في نفسه ولم
يبدها لهم قال أنتم شر مكانا والله أعلم
بما تصفون

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. بن الطيب الوطهري
    27/10/2009 at 10:44

    لمست روحا صادقة في مقال الأستاذ،روح ذاك المحب لأسرته التعليمية الغيور عليها.صحيح لم نسمع عن رد مقنع أو موقف شجاع لأطياف نقاباتنا والسيد الوزير يصف أخوات بالفاليزات.تصريح كهذا ماكان ليمر مر الكرام لو كانت نقاباتنا نقابات مسؤولة.فهل سيوزعون بطائق العضوية هذه السنة أم سيخجلون من ذلك.علمتنا الأيام ان القزادرية لا يستحيون .

  2. un parent
    27/10/2009 at 10:46

    S’il y a un piont sur lequel les associations de parents d’élèves devraient intervenir c’est d’oeuvrer pour arrêter cette hémoragie des expulsions des élèves à un moment où le discours officiel ne cesse de proclamer haut et fort la volonté de garder les élèves le plus longtemps possible dans le système. Ces expulsions sont devenues un vrai enfer pour les familles

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.