Home»Régional»اللص الصغير – 2 -…

اللص الصغير – 2 -…

0
Shares
PinterestGoogle+

اللص الصغير 2

عزيز باكوش/

الأجهزة الإلكترونية , صينية المنشأ عموما ,ذات جودة متدنية, انتشرت في الأسواق لسنوات قليلة مضت ,و بأثمان زهيدة ومشجعة .حتى إن بعض المدرسين يتاجرون فيها, ومع بداية انتشارها, كثر الجدل حول الهواتف النقالة ومدى تأثيرها على صحة الفرد عامة ، والطفل على نحو خاص, وما قد يسببه هذا التعاطي غير المنظم من أضرار على وظائف المخ والجهاز العصبي؛ مما يؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض .مما حذا بالكثير من المواطنين الى منع تثبيت أجهزة دعم لهذه الشركة أو تلك , دونما التأكد من صحة الافتراضات الرائجة.

وحسب كثير من الدراسات, التي لا يعلم أطفال المدارس شيئا عن محتواها,ولا تقوم المدرسة بأي جهد في سبيل ذلك , فإن الأطفال أقل من 16 سنة , يكون جهازهم العصبي في مراحل تكوينه ,هم الفئة الأكثر عرضة إلى أمراض الجهاز العصبي ,وخلل وظائف المخ؛ ولذلك, ينصح المكتب الصحي, الآباء والأمهات بضرورة حظر استخدام المحمول عن الأطفال أقل من 16 عامًا, إلا في حالات الضرورة القصوى على أن تكون المكالمة قصيرة جدًّا.

وإذا كان من المحقق أن الأطفال في سن مبكرة قد يسمح لهم بالاستفادة من خدمات محدودة "للمحمول" كوسيلة تواصل , فان المدرسة, لم تكلف نفسها عناء شرح الهدف الأسمى من حاجات الطفل للهاتف, خصوصا في شقه المتعلق بالتواصل مع الأقربين, للاطمئنان عليهم. من أولياء أمور وأساتذة وغيرهم.

في مدرسة محسن ,شيئان جديران بالتأمل , الأمر الأول ,وجودها في حفرة عميقة تحت مستوى سطح الأرض. الأمر الثاني , أنها تبدو شبيهة بثكنة عسكرية كل صباح , حيث ترتفع أصوات تلاميذ جهورين بكلمات مرتبكة, وغير منسجمة في الغالب ,مرددة النشيد الوطني .

والواقع أن مابين 50 او60 تلميذا هم من يردد النشيد الوطني كل صباح والمطبق وفقا لمنشور وزاري , من أصل فوج يضم حوالي 650 مسجلا . أما الباقي فيشرعون في التوافد متأخرين أفرادا وجماعات ,الى حدود نصف الساعة عن موعد الدخول الرسمي.

بيدين تستنبتان أظافر برية , امسك "محسن" الهاتف بشغب طفولي مبرر, تحسسه بنشوة , ثم التفت يمينا وشمالا, ثم سولت له نفسه أن يستحوذ على الجهاز الصغير,دونما تردد , تحسسه من جديد برجولة ,كان القسم فارغا, وأصوات تلاميذ في الخارج تمنحه حماية وتحفيزا, و برفق دسه في جيب سرواله القصير المبرقع, ومضى الى حال سبيله, من غير أن يعير الحصة, أو القسم ,بالأحرى محفظته أدنى اكتراث.

يحكي زملاء "محسن" وبعض أساتذته , أن الفتى كان جريئا, ومبادرا, ولا يبالي بنظرات أساتذته المؤنبة , و لم يكن هناك حدود لشغبه وفوضويته , فقد كان يدون أسماء خصومه على جدران الأقسام , وداخل مراحيضها, حتى انه يكتب اسمه أسفل التهديد. أما الغرامات والفدية والكفالات , فقد كانت تتقاطر عليه من كل حدب وقسم ,بإغداق .من أنواع الشوكولاته الرخيصة الى بيمو بأصنافه .وصولا الى لعب أطفال.. وباختصار شديد كان عراب الأقسام الصغرى بالمؤسسة و بارونها دون منازع .

رغم انه كان يحلم على الدوام بأن يكون له هاتف محمول , والأحلام سواء كانت من رؤى اليقظة ,أم من رؤى المنام , دليل على شهوات مقموعة ,ورغبات ممنوعة , حرمت على الذات لأسباب اولاخرى , إذا كان الوعي لا يستطيع أن يحققها. فقد انتدب "محسن" الجانب الشقي منه بتحقيقها هذه المرة .

عزيز باكوش2

vvvvvvvvv

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. فائزة السباعي
    26/10/2006 at 13:00

    الهواتف المحمولة…مظهر غائر في سلوكات العصر…لا يبدو الا في طغيان…قد نستنكره و نسائل الدات عن آخطاره…حقنا المشروع’لكنه نوع من الاجتياح’من الطوفان الجامح’منن الغزارة و الاصرار في الحضور التي لا تقاوم…يبقى السبيل الى كبح هده النزوة المتصاعدة ترشيد استعمالاته خاصة لدى آطفالنا…رغبتهمم لا تقاوم و عنادهم شرس آحيانا…انها مسؤولية مجتمع بآكمله بآسره و اعلامه و مؤسساته…
    شكرا للاخ عزيز

  2. عزيز باكوش
    27/10/2006 at 21:32

    الرائعة فائزة
    مرورك اسعدني
    وتوصيفاتك حفزتني على التعجيل بانجاز الجزء الثالث من العمل
    شكرا جزيلا سيدتي

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *