Home»Régional»توضيح شرعي بخصوص صلاة العيد

توضيح شرعي بخصوص صلاة العيد

0
Shares
PinterestGoogle+

يسر لجنة الفتوى بالمجلس العلمي المحلي لوجدةأن تبعث
إليكم بالبيان التوضيحي رفقته قصد نشره بموقع وجدة سيتي مع وافر التقدير والاحترام

نص البيان

المملكة المغربية

المجلس العلمي الأعلى

الكتابة العامة

المجلس العلمي المحلي لوجدة

بسم الله الرحمن الرحيم توضيح شرعي بخصوص صلاة العيد نشر في موقع oujdacity.net يوم 22-09- 2009 مقال بعنوان:  » إغلاق
بيوت الله من أجل توفير الجمهور
للمصلى » أثار فيه صاحبه تساؤلا حول إقدام الجهة الوصية
عن الشأن الديني – كما سماها هو – على إغلاق المساجد يوم العيد، وعلى حث السكان على الخروج لأداء الصلاة في المصلى.

وقد اعتبر هذا التصرف نوعا من السوق الإجباري غير
المباشر للسكان إلى أداء صلاة العيد
في المصلى، أي تم  » من أجل توفير الجمهور الغفير للمصلى في عملية استعراضية قبل أن تكون عملية تعبدية خالصة لوجه الله تعالى » – كما قال-.

إن المجلس العلمي المحلي لوجدة ليعبر عن استهجانه
لهذا الأسلوب في التعامل مع قضايا
شرعية لها مصادرها العلمية التي تستقى منها أحكامها، ولها أهلها الذين يعرفون جيدا أن الحكم الفقهي لا يؤسس على آراء غير ناضجة صادرة عمن لا يعد قوله في الفقه قولا معتبرا. والمجلس بهذه المناسبة يدعو إلى أن يظل للفتوى حرمتها ومكانتها فلا تصير مجالا يتقحمه كل من يريد أن ينفس عن غيظ ذاتي. لقد
كان من الواجب إرجاع القضية إلى ما قرره علماء
الشريعة في شأنها أو سؤال أهل الاختصاص والمعرفة بها قبل
إبداء الآراء والتقديرات والتخمينات التي لا وزن لها في هذه القضية
المحسومة شرعا بالسنة النبوية وبإجماع الأمة عليها خلفا عن سلف كما سيتضح ذلك بعد. إ

ان المذاهب الفقهية متفقة على أن السنة في صلاة العيد
أن تؤدى في المصلى، وأن أداءها في
المساجد مكروه إلا لضرورة مثل المطر والبرد الشديد. وهذه بعض نصوصهم في الموضوع: قال الإمام مالك
رحمه الله :  » … ولا يصلون في مسجدهم، ولكن يخرجون كما خرج النبي صلى الله عليه وسلم » ( مدونة سحنون 1/431).
وروى ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب قال: كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يخرج إلى المصلى، ثم استن بذلك أهل الأمصار (المصدر
نفسه). وقال ابن شاس:  » أما سائر أهل
الآفاق فسنتهم أن يقيموها خارج البلد إلا لضرورة … وأما أهل مكة فيقيمونها في المسجد ».( التنبيه على مبادئ التوجيه 2/657 ط. دار ابن حزم). وقال ابن الحاج المالكي: » والسنة الماضية في صلاة العيدين أن تكون في المصلى، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صلاة
في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد
الحرام) ثم هو مع هذه الفضيلة العظيمة خرج صلى الله
عليه وسلم وتركه، فهذا دليل واضح على تأكد أمر الخروج إلى المصلى لصلاة العيدين فهي السنة، وصلاتهما في المسجد على مذهب مالك رحمه الله بدعة إلا أن تكون ثم ضرورة داعية إلى ذلك…( كتاب المدخل لابن الحاج 2/283/ط:دار الفكر). وقال الشيخ الدردير في شرحه على مختصر خليل:  » وصلاتهما في المسجد من
غير ضرورة داعية بدعة. قال
الدسوقي: أي مكروهة » ( الشرح الكبير بحاشية الدسوقي 1/399). وقال شمس الدين بن قدامة الحنبلي: » إن
النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج إلى المصلى
ويدع مسجده، وكذلك الخلفاء الراشدون بعده ولا يترك النبي صلى الله
عليه وسلم الأفضل مع قربه ويتكلف فعل المفضول مع بعده،ولا يشرع لأمته ترك الفضائل … ولأنا قد امرنا باتباع النبي صلى الله عليه وسلم والاقتداء به، ولا يجوز أن يكون المأمور به هو الناقص، ولأن هذا إجماع المسلمين، فإن الناس في كل عصر يخرجون إلى المصلى فيصلون فيه العيدين مع سعة المسجد وضيقه ،ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى العيد بمسجده إلا من عذر مع شرف مسجده  » (الشرح الكبير على كتاب المقنع 2 /240-239 ط. دار الفكر) .

فهذه بعض النصوص التي كان يجب الاحتكام إليها في
الموضوع بدل الاحتكام إلى الآراء
والتقديرات الشخصية لصاحب المقال. ثم إن مظاهر الاحتفال والاستعراض المصاحبة لصلاة العيد في المصلى ليست منافية لصفة التعبد في هذه الشعيرة، ولا قادحة في
إخلاص من يحضرها – كما زعم ذلك صاحب المقال-؛ ذلك
بأن هذه المظاهر مقصودة للشرع، ومرادة له في هذه
الشعيرة، وإنكارها يعني استدراكا على الشرع الحكيم، وإبطالا لمقاصده وحكمه في هذه الشعيرة. لقد نص فقهاء الإسلام
على أن إظهار صلاة العيد مقصد شرعي، وأن هذا المقصد يتجلى في استعراض قوة المسلمين، وإظهار كتلتهم واتحادهم وإبراز محاسن الإسلام وجماله… يقول القاضي عبد الوهاب المالكي : »… ولأن القصد
من العيد إظهار الزينة والفخر وإعلان جمال الإسلام
وزينته وعساكره، وذلك إنما يتبين في الصحراء والفضاء
والمواضع الواسعة، ولذلك اختير المصلــى  » ( الإشراف على نكت مسائل الخلاف 1/345 ط. دار ابن حزم).
ويقول الإمام الدهلوي – وهو يتحدث عن بعض مقاصد العيد- :
 » إن كل ملة لا بد لها من
عرضة يجتمع فيها أهلها لتظهر شوكتهم وتعلم كثرتهم، ولذلك استحب خروج الجميع حتى الصبيان والنساء وذوات الخــدور والحُيـضُ… » ( حجة
الله البالغة 2/78 . ط دار إحياء العلوم بيروت ).

وإذا كانت هذه المظاهر الاحتفالية مقصودة للشرع في
صلاة العيد كما سلف فإن من
واجبنا أن نحث الناس على ممارستها وإحيائها لما في ذلك من منافع
لهم. وإذا أديت صلاة العيد في المصلى فلا
حرج على من لم يحضروها وفاتهم فضلها لعذر أن يصلوها أفذاذا أو في جماعة، وإذا أدوها جماعة فإنهم يقتصرون على الصلاة فقط دون الخطبة. قال الإمام أبو
عبد الله الحطاب:  » وعلى جواز الجمع لمن فاتته من أهل المصر لا يخطب بلا خلاف، وكذلك من تخلف عنها لعذر » ( مواهب الجليل
على شرح مختصر خليل 2/198. دار الرشاد الحديثة الدار
البيضاء).

لجنة الإفتاء بالمجلس العلمي المحلي بوجدة

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *