Home»Régional»إسرائيل تعلم العرب كيفية إفشال الحكومات الإسلامية

إسرائيل تعلم العرب كيفية إفشال الحكومات الإسلامية

0
Shares
PinterestGoogle+

لقد جاءت الانتخابات الفلسطينية ضمن سلسلة الاملاءات المفروضة على الشعب الفلسطيني ضمن ما يسمى مسلسل السلام في طبخته المعروفة بخارطة الطريق ؛ وكان في نية العدو الاسرائلي وداعمته الولايات المتحدة الأمريكية أن تفرز الانتخابات طيفا سياسيا يلبي احتياجات إسرائيل ؛ ويساهم في إنشاء الكانتونات الفلسطينية الممزعة بين الضفة والقطاع والتي لا تحد من أخطبوطية الكيان الاسرائلي؛ ولما أفرزت الانتخابات إرادة شعب لا يرضى بديلا عن وطنه الكامل غير المنقوص والرافض لدولة إسرائيل جن جنون العدو فلجأ إلى سياسة الحصار وأوعز لما يسمى بالمجتمع الدولي ويقصد به طبعا الغرب بنهج نفس النهج ؛ وقد خيرت حكومة حماس ذات الاتجاه الإسلامي بدفع ثمن باهض من أجل الوجود والبقاء وهو الاعتراف بدولة إسرائيل بما للاعتراف من دلالة سياسية إذ تقوم دولة إسرائيل على زوال دولة فلسطين ؛ واستبدالها بغيتو يوفر العمالة للسادة اليهود دون تحمل مسئوليتهم سواء تعلق الأمر بأمن أم بغيره مما تتطلبه مستلزمات شعب كامل يراد له الاستعباد بطريقة تناسب القرن الواحد والعشرين .
إن المنطق يقتضي ألا تجرى انتخابات قبل توفر ظروفها وهي جلاء المحتل وحصول الاستقلال الذي يجسد الحرية بالمفهوم الواسع بما في ذلك حرية اختيار الحكومات. ولما كانت الانتخابات تحت ظل الاحتلال كان لابد أن تكون نتائجها معاكسة لإرادة الاحتلال عكس ما أريد لها . وإذا ما راج في الآونة الأخيرة الحديث عن حكومة وحدة وطنية لكون الحكومة الحالية لم تحظ باعتراف العدو ومن والاه فان القضية لا تعدو تلبية رغبة العدو في إقصاء حكومة إسلامية عن طريق الحصار الذي شلها بل أجهضها في المهد قبل أن ترى النور وكأنه يلقن العرب قاطبة درسا في كيفية استئصال مشاريع الحكومات الإسلامية في البلاد العربية ؛ ذلك أنه يكفي محاصرتها والتضييق عليها وتأليب الرأي العام عليها داخليا وخارجيا ليصير وجودها مستحيلا فتتنازل للحكومات المطبوخة المدجنة التي جرت الويلات على الأمة وأطمعت فيها العدو حتى صار يحلم بتكريس نموذج التدجين والتركيع .
وإذا ما كان التضييق هو سياسة العدو ودأبه مع حكومة فلسطينية ذات نهج إسلامي فالغريب أن يصادف ذلك هوى في نفس بعض الفرقاء الفلسطينيين فيهرولون لطرح أنفسهم كبديل لمشروع حكومي يرفضه العدو ؛ ويصير شغلهم هو تتبع عثرات حكومة حصل لها من التضييق ما لم يحصل لحكومة عبر التاريخ إذ سجن وزراؤها ونوابها دون أن يحرك المهرولون ساكنا بل ربما كانوا وراء اعتقالهم كما يقفون وراء الاغتيالات الممنهجة من أجل أن يخلو الجو لمشروع الحكومات الراكعة التي جربت خلال عقود فلم تقدم شيئا بالرغم مما كان يغدقه عليها العالم من عطايا بلغنا أنها تحولت إلى مشاريع شخصية من قبيل الكازينوهات ودور القمار؛ حتى أن الحكومة الإسلامية تسلمت صناديق ليس فيها حتى رائحة المال.
إن الذي يطلب من حكومة حماس الانصراف لعجزها عن التدبير نسأله أبوسعك أن تسير الأمورفي مثل ظروف حكومة حماس ؟ وإذا كان بجوابك نعم ألا تتفضل عليها بالنصح لوجه الله تعالى ؟ وإذا كان برنامجك هو الاعتراف بإسرائيل والانبطاح فما أسهل هذا الحل ! وبامكان الجميع أن يحقق وجوده التافه بهذه الطريقة المشينة . ولو أراد إسماعيل هنية هذا الحل لطارت به أول طائرة إلى البيت الأبيض ليبارك في العالمين ويصير نموذجا للديمقراطية المنشودة ؛ ولجلس إلى موائد اولمرت يشرب نخب ذل يلحق الأمة . ما أسهل الانبطاح ! وما أصعب الصمود ! لم يستفد المهرولون من أبناء الشعب الفلسطيني من المقاومة اللبنانية التي أثبتت أن مستحيلهم ممكن إذا توفرت الإرادة والإيمان .
عجبا لم يضرب ضد حكومة ليس لها قطمير بسبب الحصار ؛ ألم يكن بامكان المضربين أن يضربوا يوم رفض الغرب الاعتراف بما أفرزته الانتخابات ؟ ويوم فرض الحصار ؟ ويوم منعت الأموال من الدخول إلى الأراضي الفلسطينية ؟ إن أموال الأمة كثيرة وكفيلة بحل مشاكل الفلسطينيين لقرون ولكن أين السبيل إلى إيصالها إلى يد حكومة تصرفها الصرف الصحيح لا الصرف المعهود في من سلف ؟ والتحدي مطروح وسيظل كذلك . أما أن نقصي حكومة محاصرة لنفسح المجال لأخرى تفي بالغرض الصهيوني فهذا محض لهو ولعب بمصير أمة من المحيط إلى الخليج راهنت على الجهاد والمقاومة حتى طرد آخر صهيوني من أرضها وعلى إخراج اليهود بالطريقة التي دخلوا بها أول مرة. لقد ملت الأمة الانبطاح والدليل على ذلك ردة الفعل عقب انتصار المقاومة اللبنانية الباسلة إذ خرجت الأمة عن بكرة أبيها من محيطها إلى خليجها ترفع صور رمز قال لا للعدو . وبقدر ما قدم العدو درسا للأنظمة العربية في كيفية قطع الطرق عن مشاريع الحكومات الإسلامية ؛ بقدر ما قدمت المقاومة اللبنانية درسا للشعوب للتمسك بالخيار الإسلامي الذي أثبت فعاليته بفعل إرادة لا تقهر. إن إسرائيل قدمت الدرس على ضوء ما تعاينه من تهميش لمشاريع الحكومات الإسلامية في البلاد العربية والتي تواجه إما بسحب الاعتراف بها عن طريق تعطيل قوانين الاعتراف بها أو عن طريق الزج في السجون بقياداتها ؛ أو عن طريق تزوير انتخاباتها المهم ألا تصل ؛ ولا يزاحم مشروعها مشاريع العدو ؛ وأن يظل الانبطاح هو السمة الغالبة .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. يحي . ب
    04/09/2006 at 12:04

    لو انفقت ما كتبت عن فلسطين و لبنان وايران وو… عن قضايا ومشاكل المغرب وخصوصا المجال التربوي لكان احق و افيد واجدر. ارجو ان تتقبل هدا النقد بصدر رحب خصوصا و هو من قريب. و السلام.

  2. قاريء لوجدة سيتي
    06/09/2006 at 19:30

    ماهذا الموقف الاستبدادي!؟ هل تريد يايحي. ب كتابة تحت الوصاية, ومواضيع تحت الطلب؟
    ألم تعلم بأن النصح العلاني من باب التشهير, والضرب تحت الحزام؟ أليس المغرب جزء لايتجزء من العالم العربي والاسلامي, ونحن في الهم سواء؟ أرجو أن تتقبل وجهة نظري بصدر رحب.
    ولكل شيء آوانه.

  3. يحي.ب
    06/09/2006 at 22:08

    الاخ قارئ .اعلم اننا لا نحابي احدا سواء في القول اوفي الفعل. وما قلته – انا- مجرد راي يحتمل الصواب كما يحتمل الخطا . وان سي محمد له مكانته سواء عندنا ا و عند قراء وجدة سيتي ولا ينقصه راينا شيئا بل بالعكس فهو يدل على الاهتمام بما يكتب. كما ان ما عهدنا فيه سوى الصراحة والجراة في القول وهدا مدهبه وهدا ما علمنا اياه وهو مشكور عن موضوع استفحال ظاهرة السرقة بوجدة. فليطمئن الاخ القارء فنحن بعيدون كل البعد عما تصور او توهم . والسلام.

  4. une interessante
    12/09/2006 at 21:29

    inna dahirata assarika chayee zada 3an hadihi lidalika arjou an tasila hadihi arrisala ila rijali al amne bil khossousse wa sakinat oujda bi l3omoume …wa nachkoroka jazila achokre 3ala rayratika 3ala koli mowatin

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *