Home»Régional»حين يركز تسييس الماء فاقرأ على الدنيا السلام

حين يركز تسييس الماء فاقرأ على الدنيا السلام

0
Shares
PinterestGoogle+

إنه لمن المؤشرات التي تدل على حيوية الأمة وانتعاشها تفاعلها مع الأحداث التي تقع، و ليس بالضرورة أن يكون الرأي واحدا في تفاعلنا مع هذا الحدث أو ذاك، المهم أن يكون التفاعل واتخاذ المواقف بناءا على حقائق وإيمانا بالمواقف، وليس بناء على الزمالة والأخوة والشخصنة.

أحاول في هذا المقال أن أوضح بعض النقط التي قد تكون لم تتضح في المقال السابق، وأرد فيها على بعض التعليقات والمقالات التي استتبعها مقالنا، وإن كنت من غير المحبذين للقول والقول المضاد، فقديما كتب الغزالي « تهافت الفلاسفة » ورد عليه ابن رشد « بتهافت التهافت » وقال الغزالي عزمت أن أكتب « تهافت تهافت التهافت » ولكني أقلعت على ذلك، وسوف لن أكون كالغزالي فأقلع ولكن سأكتب.

كتب مقال من طرف أحد الايكولوجيين بمدينة وجدة -وسوف أقلع عن ذكر الأسامي- ردا على مقال « حين يسيس حتى الماء فاقرأ على الدنيا السلام » محملا بألفاظ وعبارات القذف وأحكام القيمة، في غياب المضمون والمناقشة الرزينة للنقط الواردة في المقال المذكور آنفا، وعلى أي فسأحاول التزام الكياسة، وآمر قلمي ألا يخرج عن شروط التحاور البناء في مناقشة الأفكار والابتعاد عن الأشخاص، -وإن كان يصعب الفصل بين الذاتي والموضوعي-

1-افتتح صاحبنا مقاله بحكم قيمة خلت سطوره من تبريره، وهو الحكم بأن مقالنا كان تضليليا، ولمن يفقه معاني الكلمات، فالتضليل هو التزييف وإيهام الناس بشيء لم يكن، إنها مجانبة الصواب ومن ثم فهو قرين الكذب، وهذا حكم قيمة سلبي يوجب التبرير في إطلاقه، ففيما كان التضليل أخي الايكولوجي « هذه المرة الوجدي » هل في الخبر في حذ ذاته، فأقول ما على المكذب إلا أن يزور تافوغالت فيسأل هناك « جهينة الخبر اليقين »، أم أن التضليل كان في التحليل الذي لم يرد في المقال أي إشارة إليه؟؟؟؟؟

2-بعد الحكم بالتضليل حكم بالتناقض في المقال، والعجيب أن تطرح مصطلحات ذات حمولة منطقية دون البحث عن معانيها، فمعلوم أن التناقض من أحكام العقل ، ويكون بين أمرين كليين لا يجتمعان أبداً في الوجود في محل واحد ، ولا يرتفعان أبداً عن ذلك المحل ، بل لا بد من وجود أحدهما وانتفاء الآخر، ومن هذا المنطلق نقول أين التناقض، أم أنه الخلط بين رفض سكان تافوغالت لقرار الجماعة، وحق سكان أولاد يعقوب في التزود بالماء، يا صاحبي الايكولوجي فرق بين الإيمان بالمبدأ وكيفية تنزيل المبدأ، فالمبدأ هو من حق كل إنسان في المعمور أن يصله الماء الشروب، ولكن كيف ينزل هذا المبدأ فالطرق متعددة، أليس في أرض أولاد يعقوب ماء حتى نجهز على سقاية تافوغالت الرمزية، أم أن في الأمر شيء ما كما ذكرنا في المقال السابق. (نعم إن في الأمر دار ضيافة زميل كاتب المقال)

3- بعد التضليل والتناقض نأتي لحكم النفاق الذي جاء مقرونا بالتذرع بالدفاع عن أولاد يعقوب، فصاحبنا عز عليه سكان أولاد يعقوب وصار لا ينام الليل لأجلهم، وأنا المضلل المتناقض المنافق أعرض عليهم أخوة كاذبة منافقة، وكأن لي حساب شخصي مع هذا الدوار فأنا المتحزب وأنا المرشح للانتخابات وأنا المستثمر، وبذلك فأنا مضطر لأن أنافق الكل حتى لا أخسر أحدا. السي الايكولوجي كان عليك قبل أن تحاول خلق العداوة بين القبائل -وكأننا في زمن الجاهلية- أن تسأل عن علاقة هذا الشخص وعن الجمعية التي يترأسها بدوار أولاد يعقوب وهناك ستجد الجواب، واسأل عني في اللوائح الانتخابية فإن وجدت اسمي فسأله كم يساوي في سوق شراء الضمائر.

بعد أن فصلنا القول في الأحكام المطلقة أحاول فيما تبقى من السطور أن أناقش بعض الأفكار التي جاءت سواء في المقالات المعاكسة لمقالنا أو في التعليقات التي جاءت على المقال –وإن كنت وضعتها في صيغة الجمع (المقالات و التعليقات) استحياء من القول إنه مقال واحد وتعليق واحد ومن ثم فالخطاب لشخصين محددين-

   1. القول أن ماء السقاية يستفيد منه الخواص وهذا حق أزكيه شخصيا، نعم فصاحب المسبح يستفيد، ونعم صاحبة المقهى تستفيد، ونعم المياه والغابات تستفيد، ولكن السؤال المطروح على السيدين الايكولوجيين من سمح لهؤلاء بأن يستفيدوا من السقاية أهم عامة الشعب الذين يحتجون على قرار الجماعة، أم هي الجماعة نفسها التي سمحت بذلك كما تسمح لكم اليوم بأن تتزود دار الضيافة باسم سكان أولاد يعقوب بماء السقاية؟؟؟؟ فاسألا السيد الرئيس الذي هو في صفكم اليوم الخبر اليقين. يا صاحباي إذا كانت تافوغالت في الزمن الذي دخل فيه المستثمرين المذكورين (أي ………………) بدون جمعيات تنور الرأي العام فنحن اليوم في زمن التنوير، وعلى كل حال يبقى المستثمر صاحب مصلحة شخصية سواء كان في تافوغالت المركز أو كان بدوار أولاد يعقوب، ويبقى عامة الناس المحتجين هم عامة الناس المرتبطين بسقاية تافوغالت ارتباطا رمزيا لا ارتباطا مصلحيا كما هو شأن المستثمرين.
   2. جاءت بعض الإشارات في المقال والتعليق، تخلط بين جهتين منفصلتين لكل منهما مواقفه وطريقته في العمل، ولو سألا صاحباي عن العلاقة التي تجمع الطرفين لأغناهما الجواب عن الخلط المستجلب للضحك، وهنا يعكس السؤال لصاحباي وعلاقتهما بالجهة التي ألحقونا بها، ألم تكونوا وحدة واحدة إلى عهد قريب، أولستم كلكم أصحاب المشاريع البيئية، ألم تكونوا إلى البارح تتبادلون الدعوات بينكم، أم أن زمن حمى الانتخابات فسخ عقد الزواج بينكم -فرحم الله الإمام النورسي الذي كان يردد أعوذ بالله من الشيطان ومن السياسة-. يا صاحباي إن جمعية طموح تافوغالت ورئيسها ليسوا من أصحاب الأقلام المأجورة حتى نسخرها في سبيل هذه الجهة أو تلك فيكفي أن ترجعا إلى أرشيف الجمعية لتتأكدا أنكما تهرفان بما لا تعرفان، وإنكما تحاولان الضرب تحت الحزام، ولكن من يتقن رد الصفعات لا تضره الضربات.
   3. جاء في المقال إشارة إلى الطريقة الديمقراطية التي اتخذ بها قرار الجماعة، فسبحان الله مغير الأحوال، بين ليلة وضحاها صارت جماعاتنا ديمقراطية وتتخذ القرارات بناء على هذا المبدأ، ومن كان يسمع صاحب المقال في لقاءات كثيرة كيف كان يحمر وجهه وتنتفخ أوداجه ويعلو صوته ضدا على قرارات اتخذت بشكل ديمقراطي من مجالس منتخبة، يقول أهذا هو ذاك ؟؟؟ ألم تكن معارضة مشروع (فاديحا عفوا فاديسا ) ضدا على قرارات اتخذت في مثل الجماعة التي صارت لديك اليوم محبوبة، بل واتخذت في جهات أكبر من الجماعات. أم أنه الكيل بمكيالين فما كان البارحة محرم صار اليوم حلالا لأن لصاحبك اليوم غرض في قرار الجماعة. السي الايكولوجي لو كانت مجالسنا تعرف الديمقراطية لأوقفت القرارات المتسرعة في الزمن لأجل حسابات انتخابية ضيقة، ولكانت القرارات بناء على دراسات علمية لا على مصالح شخصية. ولكم كنت سأكون سعيدا لو كانت مناقشتك للمقال في أفكاره من مثل إنجاز دراسات الأثر، أوليس كل الإيكولوجيين في العالم يدعون إلى إنجاز دراسات الآثار البيئية التي يمكن أن تنجم عن أي مشروع، أم أن الايكولوجيين عندنا متخلفين كسياسيينا. وعلى كل حال فتبا لديموقراطية تأتينا بقرارات مثل هذه التي تقضي على الأثر الرمزي للبلاد والعباد.

   4. المسألة الأخيرة هي ختم صاحب المقال مقاله بتقرير أدبي لجمعية ذكرت باسمها  أرسل له من طرف رئيس الجمعية وكأننا في جمع عام لهذه الجمعية يتطلب سرد كل المنجزات، السيدان الايكولوجيان احتراماتي الكاملة للمنجزات والأنشطة ولكن (الله يرضى عليكم السقاية ماشي ليكم خليوها عليكم )، أما التحدي الذي ختم به المقال في المقارنة بين جمعيتين وكأننا في سوق البورصة نتنافس، فأرد عليه بكلمة بسيطة السي الايكولوجي الجمعية التي رئيسها …………………لا يمكن أن تكون كجمعية رئيسها ابن الشعب عامة، فأنت في المغرب فلا تستغرب لهذه العلاقة ………….، نعم نشترك في صفة رئيس جمعية ولكن نختلف في من أنت ومن أنت.

بعد هذه السطور أختم هذا المقال بتقرير المسائل الآتية:

   1. مقالنا كموقفنا جاء خيارا منا وإيمانا بأفكاره، وأي محاولة لربطنا بجهة ما هي محاولة لتسوية الثرى بالثريا.

   2. نفرق بين المبدأ في حق أولاد يعقوب في التزود بالماء والمساس بسقاية تافوغالت، ذلك أنها رمز لهذه القرية فلا يمكن تصور تافوغالت بدون سقايتها، والإنسان الذي يفهم معنى الرمزي في الحياة قد يصبر عن الجوع والعطش ولا يفرط في رموزه، ولكن أنى لمن غلبت مصلحته في المال أن يفهم معنى الرمزي في الحياة.

   3. سقاية تافوغالت ليست منبعا لا ينبض وبالتالي فكثرة الاستعمالات تؤدي ولا شك إلى جفافها، وقد ركز صاحب المقال هذه الفكرة من حيث لا يشعر، حين ذكر أن تافوغالت يزودها المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بالماء من المياه الجوفية، فلو كان صبيب السقاية يسمح لاستفادت منه تافوغالت من باب أولى، وعلى أي فأتونا بدراسات تقنية تؤكد عدم تضرر سقاية تافوغالت وافعلوا ما شئتم. السيدان الايكولوجيان إن الأحكام الشرعية والقرارات الوضعية، يجب أن يراعا فيها المآل فقد يكون الحكم جائزا ولكن مآله في المستقبل إلى محرم، فيحكم بتحريمه في الحاضر توقعا لما سيؤدي إليه من حرام مستقبلا، فليفهم من كان له عقل يستعمله.
   4. لازال التساؤل قائما عن الصمت الذي تلتزمه الجهات المكلفة بحماية الماء العمومي، هل لوكالة حوض ملوية من دور في مثل هذه الحالة؟ لست أدري من الناحية القانونية ولكن هي دعوة للجهات المعنية أن تتدخل لحماية السقاية الرمز من عبث العابثين 
   5. تلقينا رسالة إلكترونية من السيد الايكولوجي يعرض فيها تشكيل لجنة للبحث في المشكل ومناقشته، وهذه خطوة أولى في الطريق الصحيح نسجلها بارتياح، فدعوا الضرب تحت الحزام وتغليب المصلحة الشخصية، وتعالوا لنتحاور فيما يخدم الصالح العام.(..تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم .) والسلام 

 
 

كتبه مجيد بوجمعاوي رئيس جمعية طوح تافوغالت للتنمية المحلية

13/04/2009

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

5 Comments

  1. نوال
    17/04/2009 at 14:40

    الصراحة مقال ورد رائع شكرا لك

  2. AHMAD FOGHALI
    19/04/2009 at 01:22

    لا يسعنا الا ان نحييك عن مقليك السابق والحالي ونشد على يديك بحرارة .لقد شفيت غليلتا نحن اهل البلد.ادرى بما حدث ونحن من ينكوي يكوي بقرارت المجلس واي كلام غير ما كتبت يبقى اصتياد في الماء العكر فنقولو لهم قولوا خير او اصمتواخيرا لكم اخليو تافوغالت في حالها ان من يعكر اجواء ابناء تافوغالت مكيتولش وسال عمن مروا من هنا ن

  3. من سكان دوار اولاد يعقوب
    26/04/2009 at 12:58

    سؤال واحد لا غير
    هل تريدون تزويد دوار اولاد يعقوب بالماء ام تزويد دار الضيافة
    ان كان التزويد للسكان فاننا بالرجوع الى الماضي لم نجد ان مرشح الدوار قد طالب المجلس بتزويد السكان بالماء الشروب حتى في عز الصيف لان السكان مكفيين و الحمد لله اما ادا كان لدار الضيافة فهدا امر اخر القضية فيها ان اسي الايكولوجي

  4. بنت تافوغالت
    26/04/2009 at 12:59

    هذا الرد لم يترك لنا ما نزيد ولا ما ننقص شيء واحد أركز عليه وأحيي به الأخ الفاضل ألا وهو الدراسة التقنية ثم الدراسة التقنية وأظن أن هذه الدراسة ستسكت الجميع سواء من لهم مصلحة شخصية أو من لهم خلافات مع بعضهم البعض وأظنها ستقنع من يهمهم أمر السقاية حقا. فليفكر الجميع في المصلحة العامة ولو مرة واحدة في حياته .

  5. بنت تافوغالت
    26/04/2009 at 12:59

    هذا الرد لم يترك لنا ما نزيد ولا ما ننقص و اني لأحيي صاحب المقال على الاشارة الى الدراسة التقنية نعم فأظن أن الحل الوحيد الذي سيسكت الجميع سواء من لهم مصلحة خاصة أو من لهم حسابات شخصية مع بعضهم البعض كما ستقنع سكان تافوغالت مهما كانت النتيجة،ألا وهو الدراسة التقنية ثم الدراسة التقنية

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *