Home»Régional»نوازل المرأة والجنس 3

نوازل المرأة والجنس 3

0
Shares
PinterestGoogle+

كل هذه الواجبات الثقيلة التي فرضها المجتمع على المرأةو لم يعترف لها بأي جميل بل أعطى عنها صورة مشوهة دعمها الفقهاء فعلقت بأذهان الأجيال اللاحقة. وهذا ما أشار إليه الدكتور الديالمي عبد الصمد في قوله:(إن الذكورية لا تزال تقطن لا شعور المثقف نفسه)[محاضرة ألقاها لطلبة السلك الثالث بفاس بتاريخ 9/1988]صحيح لقد صور الفقهاء والحكماء – بما فيهم حكيم العامة سيدي عبد الرحمان المجدوب- المرأة تصويرا مشينا . يقول الإمام الغزالي في وصفه للنساء :(فإن كيدهن عظيم وشرهن فاش ,والغالب عليهن سوء الخلق ,وركاكة العقل)[إحياء علوم الدين ص45].
أما الإمام الشافعي رحمه الله فيقول:{ثلاثة إن أكرمتهم أهانوك وإن أهنتهم أكرموك : المرأة والخادم والطي}[الإحياء ص45].وأوصى لقمان الحكيم ابنه فقال:{يا بني اتق المرأة السوء فإنها تشيبك قبل المشيب ,واتق شرار النساء فإنهن لا يدعون إلى الخير وكن من خيارهن على حذر}[الإحياء ص45].
فهذه التراكمات من التفكير وخاصة الفقهي منه, والذي قد يكون صادقا, لاسيما عندما يعم الفساد, وتنهار الأخلاق, ويغيب العدل, وتعم الفوضى في المجتمع ,جعل الأجيال المتلاحقة لا تثق بالمرأة وتطمئن إلى سلوكها فحاصروها حصارا شديدا وأغلقوا دونها الأبوابو ومنعوها من التربية .لأن التربية والتعليم في تصورهم يمكنها من ممارسة شيطنتها. فكانت الطامة. وفي مقابل ذلك, رضخت المرأة لمصيرها ,وانصرفت للبحث عما يدعم وجودها بين ضرائرها ,وإماء زوجها ,حتى يكون لها نصيب من قلبه ومن رضاه ,فاهتمت بالتزين ,والتبرج ولبس كل فاخر ونفيس لأنها مقتنعة لا شعوريا بأن قيمتها تقاس بمدى جاذبيتها للرجل. وهذا دور تقوم به وقد لا تكون مقتنعة به ولا مخلصة فيه.لكن إن هي فشلت في كسب بعلها نظرا للمزاحمات العديدة لجأت للسحر والشعوذة ,أو إلى الخيانة الزوجية إن هي وجدت إلى ذلك سبيلا ولو مع المحارم .كما تشير إلى ذلك النازلة التالي:(…وسئل سيدي يحيى السراج عن المرأة إذا خلت مع أخي زوجها أو عمه أو مملوكها خلوة يمكن معها الوطء هل عليها استبراء؟)[النوازل ص190] .يفهم من هذه النازلة أن المرأة في المجتمع المغربي التقليدي, لم تكن تتورع عن الزنا حتى مع المحارم ,كأخي الزوج وعمه , نظرا للرقابة الصارمة المضروبة عليها ,والتي تحول بينها وبين لقاء الأجانب, ونظرا لا نعدام الوازع الديني والخلقي لديها ,وانشغال زوجها عنها بضرائرها, جعلها لا تتردد في إتيان الفاحشة . حتى وإن لم تجد أمامها غير المحارم .
لقد صور لنا بوحديبة في كتابه (الجنس في الإسلام) وضعية المرأة الجنسية بين الرجل والأمة فقال:{إن الجارية تذهب إلى احتكار الأنوثة, والمجون, واللهو ,إلى كل ما يمت إلى الملذات الجسدية والروحية .وفي حين أن الزوجة تميل إلى الجدية. وهذا ما يفقدها أنوثتها, وإغرائياتها.}[نقلا عن الديالمي محاضرة ألقاها لطلبة السلك الثالث 16/4/1988] .زيادة على هذا, فإن المجتمع كان يشجع تعدد الزوجات, ويعتبره ضرورة ملحة بالنسبة للرجل. لا يمكن الاستغناء عنه ويؤكد هذه النظرة حامد حشيشو في كتابه (أخبار ذات السوار){…وليس أبلغ من ضرورة تعدد الزوجات ,كفكرة عامة شائعة بين الناس في ذلك العهد, من قول المغيرة بن شعبة وهم من علية القوم وقدوتهم :صاحب المرأة الواحدة, إن حاضت حاض معها ,وإن مرضت مرض , وصاحب الاثنتين بين حجرتين أيتهما أدركته أحرقته ,وصاحب الثلاث في رستاق كل ليلة في قرية وصاحب الأربعة عروس في كل ليلة}[أخبار ذات السوار ص53].وقد وصل ببعض العائلات البورجوازية في المغرب التقليدي إلى فقد كل حس إنساني. فاتخذوا من المرأة دمية قدموها لأبنائهم ليتدربوا جنسيا معها . يقول الدكتور الديالمي :{فحسب بعض الشهادات فقد تستطيع العائلات البورجوازية شراء أمات لأبنائها لكي يدربوا جنسيا معها .}[محاضرة يوم 16/4/88] .
إن ما يمكن أن ننتظره من المرأة في مثل هذا المجتمع, وفي مثل هذا الوضع المزري الذي تعيشه .هو المغامرات الخيانية ,والاشتراك في المكائد النسائية ,هذا غير الخبث والمكر والهروب مع العشيق والعيش معه على السفاح .انتقاما من من حولها لشعورها بالاضطهاد.ومن هنا فإن علاقة الزوج بزوجته وأبنائه لا يمكنها إلا أن تكون علاقة صورية , مهزوزة ,مشوبة بالشك ,والقلق .يسيطر عليها عدم الثقة والخوف من الانتقام بطريقة ما . يقول د.زهير حطب واصفا هذه العلاقة :{فعلاقات الزوج بالزوجة أو علاقته بأولاده هي علاقة شكلية مفرغة من كل محتوى وجداني لا ضطراره لتوزيع وقته على اهتمامات واسعة وأشخاص كثيرين .فالحجم الفضفاض الأسرة يقف حائلا دون نشوء علاقات نوعية متخصصة}[مرجع سابق ص153]فلا مكان للحب والعاطفة في هذه الأسرة .وكيف يمكن تصور ذلك في وسط مليء بالضرائر, والإخوة غير الأشقاء ,والجو المشحون بالعداوة, والكراهية, والتربص للانتقام من الآخر ؟ولله دره محمد قروي التونسي إذ لخص لنا هذه العلاقة الزوجية في قوله:{من منا نحن العرب يستطيع أن يزعم بأن عائلته أو البيئة التي عاش فيها أرادته وقبلته ,واعترفت بذاتيته؟ لا أحد بكل تأكيد .إذ كيف يمكن للإنسان أن يكون محبوبا عندما ينحصر وجوده في كونه شيئا مفيد قد جرى إنتاجه من أجل استمرار العائلة ,وضمان شيخوخة الوالدين ,أو من أجل إرضاء كبرياء الأب الذي يثبت رجولته بكثرة أطفاله.}[نقلا عن هشام شرابي مقدمات لدراسة المجتمع العربي بيروت 1977 ص 30 /
.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *