لقد أثيرت في الفترة الأخيرة على موقع جريدة وجدة سيتي الجادة ،والمعروفة بغيرتها على المدينة والجهة وكافة الوطن مشكلة مشروع داخلية إعدادية مستكمار. وهي مشكلة قديمة جديدة . وقد تتبعت جمعية مستكمار للثقافة والتنمية ما قيل في الموضوع من مقالات وتعليقات ، وبمناسبة زيارة أعضائها للقرية احتفالا بعيد الفطر السعيد ، والوقوف من جديد على قضية الداخلية ، وتنويرا للرأي العام المحلي والجهوي والوطني نقدم التوضيحات التالية باعتبار الجمعية فاعلا تنمويا معنيا من قريب بالقضية.

لقد راهنت جمعية مستكمار للثقافة والتنمية منذ تأسيسها سنة 1997 على قطاع التربية والتعليم كرافعة أساسية من أجل تنمية الجهة المتعددة المشاكل. ومن أجل إعطاء دفعة قوية لقطاع التربية أقدمت الجمعية على تبني مشروع توزيع المحافظ المدرسية من أجل محاصرة ظاهرة الهدر المدرسي الذي يعزى لفقر الأسر، وقد تم سنة 1998 توزيع حوالي 5000 محفظة على التلاميذ المسجلين بالسنة الأولى ابتدائي بكافة تراب عمالة تاوريرت انطلاقا من إمكانيات الجمعية المتواضعة ، وبمساعدة شريكها الرئيسي آنذاك جمعية ساعة الفرح بمدينة الدار البيضاء. وتكررت تجربة سنة 1998 خلال الموسم الدراسي الموالي وبنفس الحجم. وبعد الأصداء الطيبة التي خلفتها هذه العملية أبرمت الجمعية مع جمعية دعم تمدرس الفتاة القروية بالدار البيضاء اتفاقية شراكة يتم بموجبها توزيع منح مالية على الأسر المستقبلة لفتيات جماعة مستكمار المتمدرسات بمدن الجهة المجاورة ، والبالغ عددهن 23 فتاة تقرر منحهن أيضا منحا من أجل تشجيعهن على مواصلة الدراسة بعد المرحلة الابتدائية.

ولما فتحت إعدادية مستكمار أبوابها سنة 2000 توقف مشروع منح جمعية دعم تمدرس الفتاة القروية بعدما فضلت فتيات مستكمار مواصلة الدراسة بالقرب من أسرهن بالرغم من الظروف الصعبة تجنبا للاغتراب بالمدن المجاورة بعيدا عن الأهل والأقارب.
ولقد تميز الموسم الدراسي الأول لهذه الإعدادية بمبادرة الوزارة الوصية والمتمثلة في توزيع منح الإطعام على التلاميذ والتلميذات المنحدرين من أسر معوزة . وقد تم إعداد مطبخ مجهز وقاعة للإطعام، إلا أن الإعدادية ظلت دون مرقد وهو المشكل الأكثر حدة لأن جل التلاميذ ينحدرون من الدواوير المجاورة للقرية وأقل مسافة بين هذه الدواوير وبين المركز حوالي 20 كلم. وقد تدخل معظم الفاعلين المحليين من سلطة ومجلس قروي وجمعيات مدنية من أجل محاصرة مشكل إيواء تلاميذ الإعدادية الفتية.

ومن أجل معالجة مشكل الإيواء وفي انتظار إقناع الوزارة الوصية بمشروع بناء داخلية تم إيواء التلاميذ الذكور بمستودع للمواد الغذائية بالسوق الأسبوعية في ظروف غير مواتية دون أسرة وأفرشة وطبعا دون مرافق…إلى غير ذلك مما تتطلبه ظروف إيواء التلاميذ وفق المعايير المتعارف عليها وطنيا في الداخليات. وبتدخل من عمالة تاوريرت ومن بعض المحسنين ، ومن الجمعية الخيرية الإسلامية تم بناء دار الطالب ذات الطاقة الإيوائية التي لا تتجاوز 40 نزيلا والتي صارت تؤوي حاليا 85 نزيلا من الذكور في ظروف لا تحتاج إلى تعليق. وموازاة مع ذلك تم إيواء التلميذات وعددهن 45 نزيلة في قاعة للإعلاميات وقاعة للصلاة بالإعدادية كحل مؤقت في انتظار انطلاق مشروع الداخلية وكانت ظروفهن فوق المزرية حيث كن يفترشن الأرض ليس بينهن وبينها في شتاء قاس سوى قطع الحصير البلاستيكي وقطع الإسفنج من النوع المتواضع جدا.
وفي الموسم الدراسي 2006/2007 أصر نائب وزارة التربية الوطنية السابق على إخلاء قاعة الإعلاميات بدعوى حصوله على تجهيزات معلوماتية من جمعية إسبانية والتي لم نر لها وجودا لحد الساعة ،فنقلت النزيلات إلى دار الطالبة بمدينة العيون لتبدأ معاناتهن من جديد بعيدات عن الأهل والأقارب ، وفي ظروف لا تقل قساوة عن ظروفهن في قاعة المعلوميات وقاعة الصلاة بالإعدادية.

وأمام هذا الوضع الصعب لتلميذات القرية تقدمت الجمعية بالتنسيق مع نيابة وزارة التربية الوطنية بملف مشروع بناء مرقد لإيواء تلميذات مستكمار لدى مؤسسة محمد الخامس للتضامن بالرباط. وبعد تردد مستمر لمكتب الجمعية على المؤسسة بالرباط تبين أن هذا المشروع لن يرى النور نظرا لكثرة التزامات المؤسسة والتي لم يكن مشروع المرقد هذا من أولوياتها مما جعل الجمعية تيمم من جديد صوب الوزارة الوصية حيث تدخل السيد النائب البرلماني السابق مشكورا لدى الوزارة التي أوعزت لأكاديمية الجهة الشرقية بالبحث عن حل لمشكلة إيواء تلميذات الإعدادية. وقد رصدت الأكاديمية مبلغ مليون درهم لمشروع الشطر الأول من داخلية أو مرقد مجهز طاقته الإيوائية 76 سريرا خاص بالفتيات على أساس أن ينجز الشطر الثاني للذكور مستقبلا . وسلمت الصفقة لمقاولة مداغ للبناء في فبراير 2008 على أساس انتهاء الأشغال مع انطلاق الموسم الدراسي الحالي. وخاب أمل تلميذات قرية مستكمار بعدما اختفى المقاول عن الأنظار وظلت أساسات الشطر الأول للداخلية أو المرقد حيث بدأت لم تجاوز أديم الأرض.

وبحثا عن حل للشطر الثاني بادرت الجمعية بالتحرك لدى جهات متعددة منها المجلس العلمي المحلي بوجدة الذي خص رئيسه القرية بزيارة للوقوف على المشكل عن كثب ووعد مشكورا بمساعدة موازية في حال برمجة الوزارة الوصية للشطر الثاني من مشروع الداخلية أو المرقد كما هي عادته في العديد من المشاريع الخيرية ، علما بأن الهدف من إنشاء دار الطالب هو إيواء غير الممنوحين مما جعل الجمعية تفكر بعد إتمام مشروع داخلية الإعدادية في توظيف دار الطالب لمشاريع أخرى بتنسيق مع الجمعية الخيرية الإسلامية المحلية.
وفي إطار التعريف بمشكل الفتاة القروية المتمدرسة بمستكمار ارتأت الجمعية استضافة القناة الأولى لغرض التوضيح لا لغرض التشهير كما ظن السيد النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية السابق ، والذي منع الزيارة من خلال إغلاق أبواب المؤسسة بحيث لم تتمكن القناة من رصد المشكل بالرغم من ترخيص العمالة لها بذلك، وبالرغم من وجود ترخيص للقنوات الإعلامية الوطنية برصد ما يسمح برصده عدا الجهات التي تحتوي على أسرار الدولة .
وتلافيا لكل التأويلات فإن جمعية مستكمار للثقافة والتنمية تقدم هذه التوضيحات من أجل تنوير الرأي العام وإثراء النقاش الجاد والمفتوح والذي يخدم قضية أبنائنا وبناتنا في القرية من خلال إنشاء داخلية تأويهم في ظروف تربوية صحيحة بعيدا عن المزايدات أو التباهي أو التفاخر كما قد تظن بعض الجهات لأن الجمعية ملتزمة إلتزاما تاما بالأهداف التي أنشأت من أجلها.
وتغتنم الجمعية هذه الفرصة لتوجيه نداء لكل الجهات أو الأفراد من ذوي الأريحية للتدخل من أجل إيجاد حل لمشكلة داخلية إعدادية مستكمار عبر هذا المنبر الإعلامي الذي نشكره على خدماته الجليلة للجهة.