Home»Régional»المجلس العلمي المحلي لإقليم جرادة ينظم الملتقى الإقليمي للمرأة في نسخته الرابعة بمناسبة اليوم الوطني للمرأة

المجلس العلمي المحلي لإقليم جرادة ينظم الملتقى الإقليمي للمرأة في نسخته الرابعة بمناسبة اليوم الوطني للمرأة

1
Shares
PinterestGoogle+
 

بسم الله الرحمن الرحيم

مواكبة للاحتفال باليوم الوطني للمرأة، وفي إطار الاستعداد لتخليد ذكريي المسيرة الخضراء المظفرة وعيد الاستقلال المجيد، نظمت الخلية النسائية المكلفة بشؤون المرأة وقضايا الأسرة التابعة للمجلس العلمي المحلي لإقليم جرادة الملتقى الإقليمي الرابع للمرأة تحت شعار « الوساطة الأسرية ضمانة للاستقرار الأسري» بالمركز الثقافي بجرادة يوم الثلاثاء 29 أكتوبر 2019، بحضور اعضاء المجلس العلمي ولفيف من المرشدات والمرشدين والواعظات والمحفظات ومؤطرات محو الأمية وبعض الفعاليات النسائية من المجتمع المدني.
افتتح اللقاء بكلمة قيمة لفضيلة رئيس المجلس العلمي المحلي بجرادة، الذي رحب بالحضور الكرام، مثنيا على جهود الخلية النسائية فيما تقدم من خدمات جليلة في مجال العناية بشؤون المرأة وقضايا الأسرة، مشيدا بتلكم المنجزات التي حققتها في مجالات اشتغالها، مشيرا إلى أن هذا اللقاء يأتي بعد نجاح الملتقيات السابقة التي عالجت قضايا ذات خصوصية لها علاقة مباشرة بتكريم النساء وبيان منزلتهن في الشرع الحكيم والحديث عن حقوقهن وواجباتهن في بناء المجتمع وصيانته، مستثمرا فضيلته هذه المناسبة ليتحدث بإحاطة وإجادة عن قضيتي الصلح والوساطة في الإسلام، حيث بين أن بينهما أوجه تشابه كثيرة حيث إن كليهما من صميم الدين، وأن الدعوة إلى الصلح بين الأزواج المتخاصمين أصبحت اليوم في حكم الواجب لتنامي ظاهرة الطلاق، وتدخل بعض الأطراف، ولاسيما الأقارب لتشتيت الأسرة عوض لم شملها وحفظها.
وأوضح فضيلته أن الخلافات الزوجية أمر واقع لا مهرب منه، لكن على الزوجين حال حدوث الخلاف اختيار الأسلوب الأمثل والأنجح لحل الخلافات ووأدها في مرحلتها الجنينية، والقرآن الكريم يقدم منهجا حكيما متكاملا ينهي النزاع بين الزوجين، ويحفظ كرامتهما معا، ويعمل على إعادة التوافق والدفء إلى الحياة الزوجية، ودعا فضيلته السادة الأعضاء والمرشدين والمرشدين والخطباء والوعاظ والواعظات إلى دعم الوساطة الأسرية والانخراط في عمليات إصلاح ذات البين، لأن البعد الوعظي الإرشادي له تأثير كبير في حل الخلافات، خاصة وأن المجالس العلمية المحلية قد تولت هذه الرسالة النبيلة وجعلتها في صلب اهتماماتها في محور العمل الاجتماعي، بل حققت نتائج طيبة رغم أن ملفات الشقاق التي تحال عليها من السادة القضاة مشكورين تكون قد بلغت مداها ووصلت درجة من التعقيد يستفحل معها الداء ويعز الدواء.
وختم كلمته القيمة بطرح مجموعة من المقترحات من قبيل تنظيم دورات تكوينية للمقبلين على الزواج مع التركيز على الجوانب النفسية باعتماد رؤية شرعية مستنبطة من الوحيين، وضرورة توجيه ملفات الشقاق إلى المجالس العلمية المحلية في وقت مبكر حتى تكون النتائج أفضل، وحث الأقارب ومن لهم صلة رحم بالزوجين في حالة شقاق عن طريق دروس الوعظ والخطب على تفضيل مصلحة الأولاد وجمع الأسرة عوض تشتيتها حفاظا على الاستقرار الأسري وحفظا للمجتمع من الانهيار والانحلال.
فلو أنصف الناس استراح القاضي *** وبات كل عن أخيه راضي.
على إثر ذلك تناولت الكلمة السيدة رئيسة الخلية النسائية الأستاذة حادة عدة لتذكر الحضور بداية بأهداف هذا الملتقى، ولتبسط الحديث في بيان جملة من المنجزات التي حققتها الخلية النسائية التابعة للمجلس العلمي المحلي بجرادة في إطار المحاور الكبرى التي تشتغل عليها، خاصة في المجال الاجتماعي ، وأبدت عن طموح الخلية في تأسيس مركز لإصلاح ذات البين بالإقليم تحت إشراف المجلس العلمي المحلي ، بالتنسيق مع جميع الأطراف والهيئات ذات الاهتمام المشترك، حاثة المتعاونات مع المجلس العلمي المحلي على الإسهام في إنجاح هذه البرامج المهمة، ودعم مختلف أنشطة المجلس العلمي المحلي.
بعد ذلك تم عرض شريط مصور يوثق عمل الخلية يوثق النسخ الثلاثة السابقة لملتقى المرأة بمناسبة اليوم الوطني للمرأة.
وبعد استراحة قصيرة، كان الحضور الكرام مع مداخلتين وازنتين الأولى للدكتورة كلثوم دخوش عضو الرابطة المحمدية لعلماء المغرب في موضوع  » الوساطة الأسرية: المفاهيم والمقاصد » حيث أثنت بداية على الجهود التي يقوم بها المجلس العلمي المحلي خدمة للشأن الديني، شاكرة له استدعاءها لتأطير هذا الموضوع المهم، وافتتحت مداخلتها القيمة بتوضيح المفاهيم وبيان المصطلحات من حيث اللغة والاصطلاح، حيث خلصت من خلال هذه القراءة إلى أن الأسرة قضية مركزية في شرعنا الحكيم وأن من معانيها من خلال الدلالات اللغوية والقرآنية: الحصن المنيع إذا ما أحسن تدبيرها، وهي الضامن لحماية المجتمع من الانهيار والانحلال. وبينت أن القرآن الكريم ركز على أهمية الأسرة وأسس تكوينها من خلال الحديث عن الأسرة الأولى وبيان علاقتها بعمارة الأرض، وربطت بين إتمام هذه المهمة وكمالها (عمارة الأرض) وبين قيام الأسرة على أساس سليم قويم واستمرارها في القيام لواجبها وتحقيق المقاصد من بنائها. وأشارت إلى أن الأصل في الأسرة الاستقرار لأن مقاصد الزواج السكن والمودة والرحمة، لكن وقوع الخلافات أمر طبيعي، لذلك وضع القرآن الكريم عددا من الآليات الكفيلة بحل الخلافات وإنهاء النزاعات بمنهجي الوقاية والعلاج خاصة عند معالجة الوحي لقضية المرأة الناشز بأسلوب حكيم، يبتدئ من الوعظ وينتهي عند العقوبة النفسية التقويمية.
وبينت أن الشرع الحكيم فتح باب الإصلاح بين الزوجين المتخاصمين ورغب في إصلاح ذات البين بأن جعلها أعلى درجات النوافل، وذلك أثناء حديثه عن « التحكيم »، وعن الترغيب في الصلح والترهيب من الفراق، وجعل الطلاق أبغض الحلال إلى الله تعالى. مستشهدة ببعض النماذج الراقية من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم مع بسط ملامح منهجه الحكيم في الصلح بين الناس.
المداخلة الثانية كانت للأستاذة حبيبة مزيان المنتدبة القضائية والمساعدة الاجتماعية بالمحكمة الابتدائية بوجدة، وقد تمحورت مداخلتها القيمة حول النقط الآتية:
– بيان أهمية الوساطة الأسرية باعتبارها مقاربة جديدة، ووسيلة بديلة لمساعدة القضاء على حل الخلافات الزوجية، والحد من حالات الطلاق.
– تعريف الوساطة الأسرية من الناحية القانونية والقضائية بوصفها آلية وإجراء عمليا ومهنيا لإرشاد الأزواج المتخاصمين إلى الحلول التوفيقية، ودفعهم إلى حماية الأسرة، و تفضيل مصالح الأولاد عوض مصالحهم الشخصية الضيقة.
– ذكر خصائص الوساطة الأسرية: وهي السرعة والوسطية والطابع الاختياري
– الوساطة الأسرية من صلب الإسلام بالاستشهاد بأدلة من القرآن الكريم والسنة والسيرة النبويتين
– شروط الوسيط الأسري: وهي الإخلاص في القصد، وتحري العدل في حل الخلاف، اختيار الوقت المناسبة لمناقشة النزاع، التلطف أثناء التفاوض، المعرفة الشرعية والقانونية الكافية.
– واقع الوساطة وآفاقها: إذ بينت الأستاذة المحاضرة أن مدونة الأسرة تشكل حقلا خصبا للوساطة الأسرية سواء من خلال النصوص القانونية التي تستدعيها، أو تلك التي تسمح للأفراد باختيارها كوسيلة بديلة لحل النزاعات.
مشيدة في الأخير بالجهود المبذولة من طرف الخلية بالمحكمة الابتدائية بوجدة وأعمالها العظيمة في حسن توجيه وإرشاد الأزواج إلى الحفاظ على الأسر وتماسكها.
خاتمة مداخلتها القيمة بعرض رؤية موجزة عن آفاق هذه المؤسسة حيث أكدت على ضرورة مأسسة الوساطة الأسرية، ووضع قانون ينظم المهن المرتبطة بها، إحداث مراكز جهوية للوساطة، ووضع برامج تعليمية وتوعوية لنشر ثقافتها، تحسيس المجتمع المدني بوجوب الانخراط في إنجاج هذا العمل الإنساني العظيم.
وبعد فتح باب المناقشة والإجابة عن أسئلة المتدخلات، ختم اللقاء بالدعاء الصالح لمولانا أمير المؤمنين بالخير والسداد والتوفيق.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.