Home»Régional»جرادة : السكانير بالمستشفى الاقليمي بجرادة خصاص في الموارد البشرية ام غياب للحكامة في التدبير …

جرادة : السكانير بالمستشفى الاقليمي بجرادة خصاص في الموارد البشرية ام غياب للحكامة في التدبير …

1
Shares
PinterestGoogle+
 

لا يختلف اثنان في ان مستشفى امراض الصحار الرملي الذي كان دشنه صاحب الجلالة  والملحق بالمستشفى الاقليمي بجرادة قدم دفعة نوعية في مجال العناية الصحية لساكنة هذا الاقليم ارتباطا بالحجم الكبير من المرضى الذين يعانون من السيليكوز او حتى الشباب الذي يعمل في الحفر والمهدد بهذا المرض القاتل اضافة الى العديد من الامراض الناتجة عن التلوث كالربو والامراض التنفسية ، الا انه رغم هذا المجهود تظل بعض الخدمات معطلة بدعوى نقص الموارد البشرية او لغياب الحكامة في تدبير بعض المصالح والتي هي ضرورية ما يعرض حياة المرضى للخطر ، فما يتعلق بالسكانير والذي ناضل من اجل وجوده سكان جرادة لكي يقدم خدمة عاجلة وقريبة للمرضى الا ان هذه المصلحة تصبح معطلة بدعوى غياب وجود الموارد بشرية ما يعمق انتظارات المرضى وبالتالي تمديد معاناتهم خصوصا وان البعض ياتي من الاحواز ولا تخفى الظروف المادية لساكنة مقهورة قامت بحراك اجتماعي تردد صداه عالميا  من اجل تجاوز المعضلات المجالية التي تقف حجر عثرة امام تحسين الوضع المجالي لجزء كبير من المغرب المهمش والمغرب المنسي وللاسف بعض الاختلالات تجعل الصحة في المغرب تحتل مراتب متدنية على مستوى الترتيب مقارنة ببعض دول المغرب العربي وحتى بالنسبة لدول كانت ولا زالت تعيش الحروب …

غياب الحكامة في تدبير قطاع حساس كالصحة يخلق اضطرابات اجتماعية ويقدم صورة رديئة عن هذا  القطاع  والحال انه توجد آليات الصحة  معطلة مرتبطة  بتدبير المستوى البشري المرتبك يخلق فراغات قاتلة تتسبب في تعريض حياة الناس للخطر خصوصا وان في قطاع الصحة حياة المواطن تحسب بالدقائق والثواني بين الموت والحياة وكل تأخر معناه المغامرة بحياة المرضى … لهذا لا يمكن ان يتغيب موظف لسبب صحي تتعطل معه مصلحة كبيرة ومهمة مرتبطة بحياة ناس دون ان يكون هناك موظفين آخرين لهم نفس الاختصاص ويقومون بنفس الوظيفة ، من غير المنطقي ان يتم اقناع مواطن يعاني ويتألم وحياته معرضة للخطر ويطلب منه الانتظار لأيام الا اذا كان هناك خلل على مستوى منطقنا التدبيري  ، من جانب آخر يطلب الاطباء من المرضى القيام بتحاليل غير متوفرة في المستشفى الاقليمي فكيف لمريض يعاني الالم او مرضى السيليكوز الذين لا يكادون يلتقطون  انفاسهم الذهاب الى وجدة  على عجل للقيام بتلك التحاليل ، ونحن نتساءل اي معنى سيبقى ل  » الرميد  » وكيف تعجز الدولة عن توفير تلك الخدمة في المستشفيات  فالأمر يتعلق هنا بدولة لها امكانيات مادية وبشرية كما لا يعقل الا يوجد مختبر للتحليل بمدينة جرادة او على الاقل ملحق لمختبر من تلك عشرات المختبرات بوجدة ، فاين هي العدالة المجالية في توزيع الخدمات على جميع التراب الوطني ، فكيف للدولة التي تعتني بالسياسة العامة  ، الدولة التي تشرع وتنفذ ولا تضع سياسة مجالية عادلة بقوة القانون وبقوة المصلحة العامة تساعد على تقريب الخدمات للمواطنين ، لا يمكن للمواطن هومن يتكلف  بأشياء ليست من اختصاصه  ليأخذ الدم في ظروف غير مناسبة لينقله الى مختبر بوجدة تستغل ظروفه الصحية فتفرض عليه ثمنا خياليا ، والحال كما يعلم الجميع ان الدم اذا لم تتوفر له الشروط  والمدة الزمنية فانه قد يتعرض للتلف ولا يتم الوصول الى النتائج الحقيقة ، لهذا كثيرا ما يطلب من المريض اعادة اخذ عينات الدم من جديد لتحليلها …

 وبالمناسبة ساعدت الهجرة على مقارنة واقعنا الصحي وتعرفت على حجم تخلفنا وعلى الاختلالات التدبيرية التي تنخر هذا القطاع ، ونحن نتمنى لو ان بعض المسؤولين يطلعون على هذا القطاع في دول الجوار وحينها سيصبح لتلك المبررات التي يقدمونها لا معنى لها ، فبعض الامور لا تحتاج الا لقليل من الحكامة التدبيرية وثقافة المسؤولية … والانصات الى الناس كلما تقدموا باحتجاج … فلا يمكن في اسبانيا مثلا الا يفتح تحقيق حول كل احتجاج مهما صغر ، والا تتم الاستجابة للمطالب ،  بل العجيب هو الاعتذار الذي تقدمه الدولة في شخص المسؤولين ومن الغرابة كذلك ان يكون هذا لمهاجرين يستفيدون من الاقامة في هذا البلد لسبب بسيط هو ان الصحة هي فعل انساني لا يميز بين الافراد …

وزير الصحة الجديد والذي خبر هذا القطاع بحكم انتمائه له وبحكم العمل داخله نتمنى حضور الكفاءة القادرة على تجاوز المعضلات التي تتسبب في تعثر هذا القطاع فما ينتظره المغاربة كثير جدا ، فهناك واقع اجتماعي ومجالي يجعل جزء كبير من المغاربة مرتبط بالصحة العمومية ولا بديل له عنها وهو يتحمل ثقل تلك الاعطاب  يوميا من ازدحام وتعطل المصالح بقصد او بغير قصد …

كما نتمنى ان يكون  تدشين سكنيات لموظفي هذا القطاع   بالمستشفى الاقليمي بجرادة  يوفر شرط القرب وشرط الفاعلية والاعتناء بحقوق هذا القطاع  علما ان الغالبية العظمى تسكن وجدة وهي تحتاج الى تنقلات ماراطونية عبر وسائل نقل شخصية او وسائل نقل عمومية ، وبالتالي المجهود الذي يقدم يجب ان يحسب لصالح المنظومة الصحية وفي الاخير لصالح المواطن المغربي ، واذ يتم الاعتراف بالمجهود الذي يقوم به نساء ورجال الصحة  من اطباء وممرضين واعوان  هم من يكونون في الواجهة  وهم من يتعرض للاصطدام من غير اي ذنب وهم اولى المطالبين  بتوفير الشروط المادية والمعنوية لعمل ذو فاعلية ومردودية  ،  نتمنى ان لا تكون تلك السكنيات هدرا للمال العام وإنما خدمة لجميع الاطراف …

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.