Home»Régional»جمعية مدرسي الاجتماعيات بوجدة: نشأة جديدة وأحداث فريدة.

جمعية مدرسي الاجتماعيات بوجدة: نشأة جديدة وأحداث فريدة.

0
Shares
PinterestGoogle+
 

بقلم الموساوي احميدة

لم يكن من المنطق ان تبقى مادة الاجتماعيات التي ترافق التلميذ في مقراراته الدراسية من السلك الابتدائي الى غاية السلك الثانوي التأهيلي وربما ابعد من ذلك في حالة التخصص دون جهاز جمعوي يوحد صفوف مدرسيها ويغني مسيرتهم ويمتع مشوارهم، فلقد تمكن الأساتذة على غرار تجارب عديدة في مدن أخرى من تأسيس جمعية مدرسي الاجتماعيات بعد عقد جمع عام تحضيري لهذا الغرض في أواخر مارس 2019، ومنذ ذلك الحين بدأت الأنشطة والندوات تتقاطر الى ان بلغ عددها الإجمالي خمسا في ظرف ثلاثة اشهر أي بمعدل نشاط واحد كل خمسة عشر يوما. وقد كان النشاط الافتتاحي للجمعية برحاب المركب الجمعوي باستضافة الدكتور محمد حبيدة الذي قدم مداخلة حول موضوع « كتابة التاريخ من الوضعانية الى ما بعد الحوليات » كما قدم الأستاذ العرجون نبذة عن ظروف وحيثيات ترجمة « كتاب تاريخ المغرب » واستمرت الجمعية في تنظيم أنشطتها المتنوعة والمنفتحة على مجالات عديدة مثل تنظيم أمسية فنية بمناسبة الشهر الفضيل و كذا احياء ندوة حول موضوع « الإصلاح الديني » من تأطير ثلة من الباحثين.

أما اليوم، فقد كانت الجمعية على موعد مع ابن منطقة الشرق الدكتور موسى كرزازي في رحاب فضاء النسيج الجمعوي بوجدة، أستاذ فخري بجامعة محمد الخامس، واستاذ جامعي بشعبة الجغرافيا بكلية الاداب والعلوم الإنسانية في الرباط، باحث في مجموعة البحث حول الأرياف GREMR والجمعية الوطنية للجغرافيين المغاربة ANAGEM ، الرئيس الفخري لمنتدى الجغرافيين الشباب، الكاتب العام لمركز الدراسات والأبحاث عزيز بلال CERAB وهو حاصل على درجة دكتوراه الدولة من جامعة بروكسيل الحرة بمعهد الجغرافيا ببلجيكا.

في اول لقاء علمي شكر الدكتور موسى كرزازي أعضاء جمعية مدرسي الاجتماعيات بوجدة على مجهوداتهم المبذولة لخلق جسور التواصل واثارة النقاش حول مواضيع متعددة وإتاحة الفرصة له من اجل اللقاء بالأحباب والأصدقاء، كما استهل الدكتور موسى كرزازي محاضرتة المعنونة بـ « أي مساهمة للجغرافيا في اعداد التراب الوطني والتنمية والتهيئة: طريفة بركان نموذجا » بتوضيح بعض المفاهيم المحورية من قبل اعداد التراب الوطني وسياق بروزه بالمغرب كما تحدث بإسهاب في المحور الأول من المحاضرة عن دور الجغرافيا في التنمية والعدالة الاجتماعية خاصة بعد ادخال البعدين البيئي والتنموي في الأبحاث والانتقال من البحث الموسوعي النظري (معارف عامة وصفية) الى البحث التطبيقي (تحليل، استنتاج توقع واستشراف) وأشار الى ان الجغرافيا انتقلت من مجرد مادة تدرس داخل الجدران الى تخصص علمي له وظيفته الاقتصادية والاجتماعية.
وفي المحور الثاني تطرق الدكتور موسى كرزازي الى مساهمة الجغرافيين في مخططات التنمية مدرجا نماذج حية عن الأدوار التي لعبها الجغرافي محمد عامر سابقا وأشار الى ان الجغرافيين كانوا دائما حاضرين في الحوار الوطني لاعداد الترابي وفي جميع الورشات المرفقة به. ولفت الانتباه كذلك الى ان مساهمة الجغرافي تكون أكثر بروزا حينما يتعلق الامر بالجانب الكارطوغرافي من حيث توطين الظواهر والخيرات في المكان وإنجاز تصاميم المدن واطالس والقدرة على انجاز خرائط تركيبة وتحليلية وكذا اقتراح استراتيجيات لتأهيل المناطق وتنميتها.
وفي المحور الأخير اختتم الدكتور موسى كرزازي محاضرته بتوصيات بشأن مداخل التنمية بمنطقة الشرق وفي هذا الصدد تساءل عن صمود حدود زوج بغال بينما سقط جدار برلين منذ عشرات السنين مما يضع المجالات المتاخمة امام تحديات كبرى يتعين رفعها اليوم قبل الغد، ودعا المختبرات الجامعية الى ضرورة الانفتاح على المحيط والمشاركة في التخطيط والاعداد كما حرص على ضرورة استثمار فئة الشباب وتشغيلها لخدمة الوطن خاصة ان البلاد تعرف اوج مرحلة الانتقال الديمغرافي.

وقد ابدى الحاضرون من أساتذة وطلبة تفاعلا إيجابيا من خلال إضافات واسئلة حول تقاطعات الجغرافيا مع العلوم الاجتماعية واستمرار مشكل اختلال التوازن المجالي بين المناطق الفقيرة وتلك المحظوظة مما اعطى للمحاضرة قيمة علمية ونجاحا ينضاف الى أنشطة الجمعية التي ما فتئت تنتهي حتى تبدأ أخرى.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.